الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة التربية تجتث جواد سليم والسياب ونازك الملائكة وكاظم الساهر

احمد مكطوف الوادي

2011 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


عاد الى العراق مؤخرا الفنان العراقي كاظم الساهر بعد غياب خارج البلاد دام لسنوات ابتدأها في زمن النظام السابق واستمر حتى ما بعد 2003 .
عاد هذه المرة مكلفا من قبل المنظمة العالمية لرعاية الطفولة (اليونيسيف) وسفيرا امميا ممثلا لها في عاصمته بغداد .
الساهر الذي حمل لقب السفير للاغنية العراقية لسنوات ماضية – لكن سفارته هذه المرة تختلف عن سابقاتها – انها بشكل رسمي ومحدد ، ولتضع الساهر امام اختبارجديد وهذه المرة امام الوطن واطفاله بشكل مباشر ، اختبار ربما كان الساهريتجاوزه وهو يقف امام الالاف لينشد للوطن :
(سلام عليك على رافديك عراق القيم )
لكنه مطالب اليوم ان يقدم خدمات اخرى تتجاوز عالم الموسيقى والفن... مطالب اليوم في ان يعزف لحنا ممزوجا بالعمل والأمل وبالتواجد في القرى النائية والازقة المنسية .
مطالب ان ينقل الصورة الواضحة عن واقعنا التعليمي المتردي ... ومطالب كذلك بالعمل على تحسينه بالتعاون مع اليونيسيف والدولة .
وفي اشارات تدل على صعوبة المهمة التي اقدمت عليها اليونيسيف – قيام وزارة التربية "باعدام" مئات الألاف من النسخ من كتاب اللغة الانكليزية للصف الاول المتوسط والذي يحتوي على صور لجواد سليم وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وكاظم الساهر !!!
حدث ذلك في طبعة 2009- 2010 وبعد مضي اشهر على صدورالطبعة الاولى من الكتاب التي كلفت عملية اعادة طباعته ملايين الدولارات ، ويستطيع اي متابع ان يتفحص الكتاب المذكور ليجد ان النسخة "المعدومة" لم تتغير علميا الا باضافة بعض المواضيع والتي لا تبرر اضافتها اغتيال صور لنخبة من عمالقة العراق في مجالات الفن والثقافة والأدب ورفع صورهم واسمائهم بالكامل .
كيف تعمد وزارة يفترض انها تهتم بالثقافة بتمزيق صور رواد الثقافة العراقية وخزنة الذاكرة والوجع العراقي ؟!
لماذا تحارب الأنظمة على اختلاف ايديولوجياتها الثقافة وادواتها ؟
هل تريد للأجيال ان تبقى مبتورة الذاكرة ؟
هل يريد النظام الجديد ان يجتث الجمال والفن والثقافة من حياة الناس ؟
الم يكفنا مافعله نظام الاستبداد والطغيان برواد الثقافة والابداع ؟
اي جريمة تلك التي تتم بتمزيق صور جواد سليم وهو يقف امام نصب الحرية في ساحة التحرير وسط بغداد ؟!
وكذلك صورة السياب والملائكة والساهر ، لكن المؤكد ان صورهم ستبقى في قلوب الناس ، فجواد مازال منتصبا هناك في قلب بغداد ، تطوف حوله كل جمعه الاف الارواح ، والسياب مازال يتردد صدى صوته هنا يردده الحالمون بغد افضل :

في كلِّ قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . "
وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..

واما نازك الملائكة المرأة التي تذكر كلما ذكر الشعر ورواد الحداثة فستبقى رمزا من رموز المرأة العراقية المبدعة .
لقد تم تحويل صور الفتيات الى شخصيات كارتونية في عملية تبدو مضحكة جدا وبطريقة الفوتو شوب وفي نفس النسخة التي نتحدث ، ولم ينجو من ذلك حتى صور ليونس محمود ونور صبري الذين قدموا للعراق فرحة كأس امم أسيا 2007.
ومن المؤسف والغريب.... ان لا وزارة الثقافة ولا لجنة الثقافة البرلمانية ولا اتحاد الادباء والكتاب ولا الفعاليات الأخرى علقت على هذا الموضوع !!!
وهو بالأضافة لذلك يعتبر هدرا للأموال وتغيير نسخة متكاملة من اجل ازالة وتغيير بعض الصور !

للاطلاع على الصور زيارة المدونة الشخصية http://ahmedmagtoufalwady.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كارثة
مازن البلداوي ( 2011 / 7 / 10 - 11:52 )
كارثة كبرى، ولا ادري الى اين نحن سائرون
تحياتي


2 - تعزية
موسى الدهوكي ( 2011 / 7 / 10 - 20:02 )
اعزي نفسي وكل العراقيين بهذا المصاب الاليم وانا على يقين باننا بعد بضع سنين سندخل الى قاموس اكسفورد ولونكمان مفردات عراقية جديدة مثل تطبير وزنجيل ولطمية وذلك بعد ان تسود صفحات كتنا المدرسية بالصور السوداء لاية الله سيد مقطاطة وسيد شخاطة وسيد بطاطا وسيد مضراتة لاحفظهم الله .اعمل مدرسا للغة الانكليزية وادرس الصف الاول متوسط لايماني ان البناء الصحيح يبدا بهم وكنت قد اكتشفت هذا الامر منذ فترة طويلة وكان في بالي ان اكتب مقالة عن هذا الموضوع الخطير بعد ان اجري مسحا شاملا للنسختين .
من الجيد ان يتنبه شاب مثل جنابك لهذا الامر لاني كنت قد ياست من جهل مثقفينا بما يدرسه اولادهم وكنت اترقب ان تنكشف هذه الفضيحة منذ زمان وان يخرج مئات المثقفين احتجاجا ولكن خاب ظني وان لم نتحرك بسرعة فان الظلام سيعم ويجرفنا


3 - التعليم يسير الى الهاوية
ندى فاضل ( 2011 / 7 / 11 - 00:41 )
يؤلمني جدا ما اقرأه واسمعه عن التعليم في العراق هذه الايام وما وصل اليه من ضعف وتخبط ملحوظ في تغيير الكثير من المناهج لاكثر الكتب لاداعي لها التاريخ والدين وحتى الكتب العلمية التي اصبحت تحتوي على اللغه العربيه والانكليزية في ان واحد لطلبة الصفوف الثانوية.اتابع بشكل دائم وعن بعد موضوع التعليم في العراق كوني مدرسة متقاعدة لعشرين سنة في مادة الرياضيات للصفوف المتوسطة والثانوية وقد تخرج على ايدينا مئات الطلبة المتفوقين وارى ان المتضرر الوحيد هو الطالب الذي لا ذنب له بكل ما يحصل.كنت افكر ان اكتب مقالة عن انهيار منظومة التعليم في العراق سواء من ما حصل من تغيير في الكتب وعن طريقة التدريس السيئة من قبل الكثير المدرسين من ضعاف النفوس لكي يقوم نفس المدرس بالتدريس الخصوصي ولنفس طلبته ولكل مادة 250 الف دينار يجمعها من الطلبة التي يقوم بتدريسهم بعد ان يتحكم بجمع 7 طلبة على الاقل ولا يدرس اقل من هذا العدد حتى لو توسل له الطلبة.ان ما يحدث هذه الايام لطلبة الصف السادس في امتحان البكالوريا من صعوبة الاسئلة وعدم وضوحها جريمة لا تغتفر بحق الطلبة والتحكم في مصيرهم ومستقبلهم واعتقد بانها مقصودة يتبع

اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في