الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يصنع السياسي مجدا لنفسه ؟ ‏

ابراهيم سبتي

2011 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



كل شيء جائز في السياسة ، وكل الطرق مسموحة للوصول .. بعد السقوط المريع في عام 2003 ‏، كان السياسي العراقي في الداخل مجردا من الاماني والاحلام التي تنتهي بالمناصب او الدرجات ‏الخاصة والرتب العالية لانها لم تكن سهلة او متاحة . كان يتمنى ان يستلم منصبا يناسب مؤهلاته ‏على الاقل . ولم يكن في حسبان احد على الاغلب بان يتطلع الى الاعالي لانها في نظره مهمة ‏مستحيلة ولم يخلق لها في اعتقاده .‏
ولكن الذي حدث قلب التوقعات ، فاغلب الكفاءات لم تتطلع الى المناصب وفضلت الهجرة او القعود ‏بعيدا عن ما يجري . مع اننا ندين الاستكانة والاستسلام لكنها الحقيقة التي احزنتنا وجعلت الكثير ‏يرنو الى اسماء كثيرة بان تستلم منصبا ما او مسؤولية وخاصة عندما طرحت الانتخابات كواقع ‏جديد يتيح للكل اظهار انفسهم امام الناس . اما البعض الاخر فركض نحو المنصب بكل قوته حتى ‏حسدناهم على ما يمتلكون من قوة .. واستلم اكثرهم ما لم يكن في اعتبار احد ابدا .. انها حقيقة ‏الوضع العراقي الراهن . في كل الاحوال يكون السياسي هو اول المدافعين عن قضايا بلده او هكذا ‏علمتنا الموسوعة السياسية .. يظل يتكلم ويصرخ حتى يبح صوته لاجل وطنه واهله ومراعاة ‏مصالحهم العامة خدمة لبلاده .. اما المنصب فليس بالضرورة ان يكون شاغله سياسيا ، فالمنصب ‏وشاغله ، قد يذهب الى سلة النسيان بعد تلاشيه واختفائه . والسياسي المحنك هو الذي يترك ‏بصمته في بلاده او موقعه ولذا كان من الضروري التمييز بين الاثنين . في العراق غلب المنصب ‏على الاشخاص فصرنا لا نعرف من هو السياسي ومن هو غيره . ولكن ما حدث اعطى فكرة بالغة ‏حول اهمية شاغل المكان والمنصب على الاقل للناس المحيطين به . فثمة شخص غير مرغوب فيه ‏في مكان ما فتجد من يحاول ازالته ولو باستخدام كل الوسائل المتاحة ، في حين يتظاهر الكثير ‏لابقاء مسؤولا ما في منصبه . هكذا ضاعت المقاييس على اغلب الناس في وقت برز البعض ممن ‏تركوا بصمة مؤثرة في الخارطة السياسية العراقية وظلت اسماؤهم مثار جدل وترديد في كل ‏المحافل . انهم من يطلق عليهم كلمة سياسي ، الزاهدون عن المناصب والذين يحاولون اعطاء ‏الكثير لاجل القليل وليس العكس .. هم من يحاول اعادة العراق الى اهميته ومكانته وعظمته لانه ‏يستحق ذلك لهول ما يمتلك من ثروات وثروات .. انهم المقتدرون في اصدار الاحكام والسباقون ‏الى النزول الى كل المستويات دون عاصم يذكر ..يخبرنا التاريخ بان وزير الثقافة الفرنسي في ‏عهد ديغول عندما ساله احد الصحفيين عن مدى فرحه بالمنصب، اجابه الوزير بان المنصب ليس ‏مسؤولية او شيئا مستحيلا ولكن النجاح هو العقدة التي افكر بها . السياسي القدير هو من يرفع ‏الحيف عن مواطن بسيط وحيث ان المواطن يعتبر المسؤول الاول هي الحكومة ، فان كل منجز له ‏يحسب للحكومة براي العامة من الناس .. ولان بعض المناصب لا تمارس الاتصال المباشر ‏بالمواطن ، فانهم يحرمون من فرصة القبول لدى العامة وهي محنة كبيرة ان نجد بعض الوزراء ‏والمسؤولين في اتصال مباشر مع الناس لمتطلبات عملهم ، وانهم يحظون بفرصة اكبر واكثر من ‏غيرهم في القبول والرفض . في العراق صار كل شيء سياسيا بالمعنى المجازي للكلمة ، فتبليط ‏الشارع سياسة والاخبار سياسة واسعار الفواكه والخضر سياسة وهو ما تأسس على منهجية ‏الحياة الجديدة في العراق وخاصة بعد الاحداث المثيرة مثل الانتخابات التي لم يمارسها العراقي من ‏قبل ، والانفتاح الاعلامي المذهل الذي خلق جوا من الالفة بين الاحداث وبين الناس وصار الحديث ‏الجانبي بين كل اثنين عن حدث عالمي او حدث ما يستقطع وقتا من النقاش بينهما ..ويمكن ان ‏نعتبر كل من ابتعد وهو مؤهل لاستلام منصب ما ، جسرا لانه سمح بمرور بعض السيئين وضعاف ‏النفوس والسراق الذين هم تاريخ منسي منذ الان ، يحفرون بالمعاول ليتركوا مجدا لانفسهم تمنوه ‏طويلا ، مع اننا نصفق بقوة لكل شهم حوّل المنصب الى ساحة صراع من اجل الناس ولكل من ‏سيترك بصمة بعد سنوات من الان ولاننا شعب نحب تخليد المتواضعين الذين يموتون ولم يتركوا ‏خلفهم شيئا غير محبة الناس ..‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج