الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوة الروح

محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد

2011 / 7 / 21
الادب والفن



الإيمان كالأمل ليس رؤية للمستقبل بل رؤية الـ"حاضر" الذي سيولد
أريك فروم / ثورة الأمل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



لم تكن تلك التنهدات والدموع البخيلة التي كانت تلتمع في أطراف عينيك تمر دون إسـتغراق ٍ
عميق وشــعورمتنامي بالأسى لما يمكن أن يلحقه المحب من أذى بمن أحَـبْ , بل وأتساءل الآن جيـدا ً
بعـد كل تلك السنين كيف كنـا نمارس القسوة في الوقت الـذي كنا ندعي فيه العكس ونجتهد في التعبير
عـن المكنون مـن الحنان والترويج للـرقة ؟

إنه الأضداد إذاً تلتقي في المربع المشترك ، وترسم لنا دواخلنا اللامرئية ومشاعرنا المكسوة
بالبراقع والأكسسورات والألوان البهيجة ، وتثـير فينا دوافـع الفعـل نحـو اللاحق من المواقف ، وإنه
العزاء إذن يكمن في الإيمان بأن الحـب أقوى من الكراهية ، وأن الود الحقيقي يجرف أمامه كل
العـوائق والمصدات التي تغدو غير ذي قيمة في ميزان القلب المتيم بك ِ .

وها أنتِ .. أيتها القريبة البعيدة ، يلفـك الوجـد في ركنـك القصي المقفر الكاتـم على أنفا سك ِ
بسلاسله الفولاذية، ويقمع النفـس فـي تطلعاتها لتـلك الـذكريات التي لا تمحى ، وأنـت ِ رغـم كل شيء
تكابرين ، وترفضين الإ نصياع الى نبض فؤاد ك ، بل وتشتتين فرص الأمـل الأخضـر المنبثـق فـي
المساحات الجرداء في عقلك المثخن بالجراح وبالكثير من التعتيم والهجران والتناسي !!

والحال هكذا ... أساءل نفسي : متى يتسنى لي ثانية ً النظر الى عينيك حيث اللاحـد ود والمطلق
واللاجـد وى ؟ وإلى متى أمكث ُ في زاويتي العنيدة واضعا ًرأسي المنهك على ساعدي مسد دا ً ناظري
لما وراء الباب ، صاغيا لما يدورعبره ، عاجزا عن مـد يدي الى المزلاج القديم ؟ وهل يتوقف الزمن
بمجرد أن يعترينا اليأس فنقنع ذواتنا بأن الإمعان في الأمل سيذ وي ، وأن أوراق التطلع اليانعـة لـن
تتبرعم مرة ً أخرى؟ .


وأثور على إستكانتي ، فأغفو على ترنيمة الأحزان دون أن أفقد الثقة بالآتي ، فهناك أيتها
المتغـلغـلة في الأوردة والشرايين والخلايا ، عنصر آخر دائماً ، يتعلق بالأمـل والإيمان , ذلـك هـو
الشجاعة أو قوة الـروح ، أو كما يقول ( فروم ) أن نقول معا ً (لا ) عندما يرغب جميع الناس فـي
سماعنا أن نقول ( نعم )، أن نفعل شيئا ً لتحدي أقدارنا وتجاوز اخطائنا وأن نصفـع السكون والصمت
الدخيل من حولنا !
هل هي دعوة للعودة الى بداية ذلك المشوار الغريد ؟ وهل نستطيع أن نفعل ذلك فعلا ً ؟

ياأيتهاالمليئة بالعنفوان والفخر والأباء !
ايتها المشحونة بالكلمات وقصص العشق المثيرة للجدل !
أيتها المطيرة في صيف الجفاف والعناد المسفوح !
تعالي ... قلبي ينبض بالـود الجميل والغسق المحلى بالفستق ، والنهار المترع باليـُمن واللوز ، وبحبـك
ِ الذى ـ ابدا ً ـ لا يموت !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة