الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم باني مدينة الثورة ببغداد !

أمير أمين

2011 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



يكاد لا يختلف أحد من العراقيين على تسمية الشهيد عبد الكريم قاسم ب ( أبو الفقراء ) سواء إتفقنا أو إختلفنا معه في العديد من الشؤون السياسية التي تميزت بها فترة حكمه الوطني القصيرة والتي إمتدت من 14 تموز عام 1958 والى 8 شباط عام 1963 حيث كرس الجزء الأكبر منها في كيفية رفع مستوى معيشة الطبقات الفقيرة والمسحوقة والتي كان يعج بها المجتمع العراقي وكان هاجس الزعيم الشهيد هو أن يوفر السكن اللائق والمريح لأوساط الشعب الفقيرة لذلك كان هذا الشيء كثيراً ما يشغل تفكيره بشكل يومي وكان يتألم لمشاهدته الأكواخ الطينية الهائلة المنتشرة خلف سدة ناظم باشا شرق بغداد وهي تحتضن مئات الآلاف من الفقراء المعدمين من أبناء الشعب العراقي ..وكانوا هؤلاء قد وفدوا الى العاصمة بحثاً عن الرزق من المناطق الجنوبية والوسطى وخاصة من محافظة العمارة للعمل والتكسب في مناطق العاصمة .. لم يفكر الزعيم الشهيد وقتها ومعه رجال ثورة 14 تموز الخالدة بإعادتهم الى الريف مجدداً بعد إجراء إصلاحات في شبكة المواصلات والماء والكهرباء وإستصلاح الأراضي الزراعية وتوفير فرص عمل لهم في أماكنهم الأصلية , لكنه بدلاً عن ذلك صار شغله الشاغل وهمه الوحيد هو كيفية تخليصهم من بؤس هذه المساكن المتواضعة والتي قارب عددها على ال 180 ألف بيت أصبحت تحيط ببغداد كحزام للفقر الواضح المعالم ..درس الزعيم المسألة مع نفسه كثيراً وفي منتصف تشرين الثاني عام 1959 وعد الشهيد سكان الصرائف هؤلاء ببناء مدينة لهم وقد وفى بوعده حيث أنشأت مدينة جديدة للفقراء والمساكين من الفلاحين والشغيلة المتعبين أسماها هو مدينة الثورة إيماناً منه بأنها جاءت نتيجة حتمية لنجاح ثورة الشعب في صبيحة يوم الأثنين الأغر في الرابع عشر من تموز عام 1958 وأصبح كل بيت ملكاً للعائلة التي صارت تسكنه بعد أن بدأت المدينة بالتشكل عام 1962 وكان الزعيم الشهيد يذهب بنفسه ليلاً لكي يرى بعينه ما وصل اليه الإنجاز حتى إنتهت عملية البناء بشكل كامل عام 1965 بالوقت الذي كانت فيه جثة الزعيم الشهيد لم تتوسدها بضعة أمتار من تربة هذا الوطن المستباح من قبل حفنة من مرتزقة الحرس القومي ومن على شاكلتهم من عديمي الضمير والرجولة والإحساس !!..يقول الفريق الركن الشهيد عبد الكريم قاسم ( إني إبن الفقراء .. إنني فقير ....شخص فقير وجدت وعشت في حي الفقراء وقاسيت زمناً طويلاً مرارة العيش , ولكننا نملك الغنى , غنى النفس وكنا نملك الغنى , غنى الإباء !! ) حقاً أن نفسه كانت أبيّة بحيث أنه مات ولم يمتلك في حياته بيتاً واحداً في أية مدينة من مدن العراق المترامية الأطراف !! ولم يتبرع بمنح أي شخص من أفراد أسرته أية قطعة أرض أو أي بيت وكان بإمكانه أن يفعل ذلك لو أراد بحكم موقعه الحكومي مثلما فعلها أسلافه من المسؤولين الصغار والكبار على حد سواء والى اليوم ..! لكنه كان يستأجر لنفسه أحد البيوت البسيطة في العلوية ببغداد ب 15 دينار في الشهر وكان البيت يحميه جندي واحد فقط !!! وحينما طلبت منه أخته أن يمنحها بيتاً في إحدى المرات , أجابها الشهيد : سيكون لك بيت حينما يمتلك كل العراقيين الفقراء بيوتاً لهم !! وحتى قطعة الأرض الوحيدة التي كان يملكها في أزمان سابقة في مدينة الصويرة فأنه قام بالتبرع بها لأهالي المنطقة لكي يقوموا ببناء مدرسة فوقها للبنات وشيدت فعلاً لهنّ وسميت مدرسة 14 تموز للبنات وفي زمن حكم البعث أطلق عليها نفر من المرتزقة إسم مدرسة صدام حسين !!! مثلما قاموا بتغيير إسم مدينة الثورة عام 1981 الى إسم مدينة صدام على أثر زيارة قام بها سيدهم المقبور اليها !!
والذي بنى لنفسه وحاشيته آلاف الفلل والقصور التي أصبح قسم كبير منها الآن مرتعاً لقوات الإحتلال الأمريكي والبريطاني وإستحوذت الأحزاب الحاكمة على البعض الآخر منها للسكن أو كمقرات ! في الوقت الذي أعدم فيه صدام ولم يأخذ معه إلاّ مترين من القماش الأبيض الرخيص الى مثواه الأخير .. نتمنى من أقطاب الحكومة الجديدة أن يتعضوا من دروس التاريخ ويعيدوا للثورة إسمها الأول على الرغم من إحترامنا الكبير للشهيد الصدر ولكل شهداء الشعب العراقي الأبرار ولكن يمكن تسمية أحد مناطق الثورة بإسمه كالجوادر مثلاً أو غيرها ونتمنى من رجال الحكومة أن نرى نصباً في بداية مدينة الثورة للرجل الذي حلم بإنتشال الفقراء من واقعهم المزري وأراد أن يخلصهم من مأساتهم وفعل ما كان يمليه عليه ضميره الوطني وغيرته العراقية وعلينا جميعاً أن نرد الإعتبار له ولمدينته الباسلة بمناسبة مرور أكثر من نصف قرن على إنشاءها , المدينة التي أنجبت مئات المبدعين ومن مختلف الإختصاصات العلمية والأدبية والرياضية والفنية والسياسية وغيرها .. المجد للزعيم الشهيد الفريق الركن عبد الكريم قاسم ورفاقه الميامين قادة ثورة 14 تموز الخالدة وتحيا مدينة الثورة بناسها الأصلاء وباقات من الورود المعطرة على ضريح كل من ساهم بتشييدها من الراحلين لإحتضان فقراء شعبنا العراقي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في