الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعدام سلطان هاشم او العفو عن القتلة

محمد شفيق

2011 / 7 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قرار وزارة العدل العراقية بتنفيذ حكم الاعدام بحق رموز النظام السابق بعد تسلمهم من الجانب الامريكي مطلع الشهر الحالي , استطاع ان يحتل موقعا متميزا في النشرات الاخبارية والتحليلات السياسية ومانشيتات الصحف العراقية والعربية والاجنبية , في وقت تزدحم فيه الساحة العراقية والعربية بالعديد من التطورات والاحداث المهمة كالانسحاب الامريكي والجدل القائم حوله بين مؤيد ومعارض , وترشيق الحكومة , والخلافات العقيمة بين ائتلافي دولة القانون والعراقية التي لم تفلح جميع الوساطات في وضع حد لاوزارها .
قرار اعدام سلطان هاشم احمد وزير الدفاع في النظام الدكتاتوري السابق , وحسين رشيد رئيس اركان القيادة العامة للقوات المسلحة اثار جدلا واسعا في الاوساط السياسية والبرلمانية , ففي حين اكد بعض النواب بضرورة ان تأخذ العدالة مجراها وتنفيذ الاحكام الجنائية الصادرة بحق رموز النظام , وان لاتتدخل الكتل بأحكام القضاء واستقلاليته , راح البعض الاخر من النواب والسياسين يعقد مؤتمرات صحفية لابراز تاريخ الرجلين المشرف والبطولي في السلك العسكري , في الذود عن الوطن وقضايا الامة العربية الخالدة !! ووصفهما بالابطال والفرسان الشجعان , وانهما مما لم تتلطخ ايديهما بدماء العراقيين . هل يظن المدافعين عن هاشم احمد وحسن رشيد بأن العراقيين سذج الى درجة ان يصدقوا بأن سلطان هاشم الذي شغل منصب وزير الدفاع وقبلها رئيس اركان الجيش , والاخر الذي كان يشغل منصب رئيس اركان القيادة العامة للقوات المسلحة لم تتلطخ ايديهما بدماء العراقيين ولم يساهما بأعمال القتل والابادة الجماعية لملايين العراقيين ؟ ثم اي تاريخ مشرف يحظيان به , هل اجتياح دولة جارة وشقيقة , وتكبيد العراق خسائر جسيمة وفادحة وازمات سياسية واقتصادية يعد تاريخا مشرفا ؟ وهل التصفية الجماعية للمناوئين والمعارضين للنظام في الشمال العراقي هو بطولة عسكرية ؟ ان مجرد وصول شخص الى هذين المنصبين الخطيرين والمهمين والذي كان يمثل ثقل النظام , لابد له ان قدم سلسلة اعمال وخدمات جليلة لينال رضا النظام بتعينه في هكذا مناصب . ثم اين كانت هذه الاصوات والمواقف سواء من النواب او من منظمة العفو الدولية من ملايين الاعدامات الجائرة التي اقدم عليها النظام وزبانيته دون اي محاكمة او فرصة للدفاع عن النفس ؟ واين كانت منظمة العفو من علي حسن المجيد وهو يستهزء بمنظمات حقوق الانسان عند قصفه لمدينة حلبجة وهو يقول ( انعل ابو الدولي ) لقد كان الاجدر بهؤلاء ان يدافعوا ويسعون لانصاف عوائل ضحايا النظام , لا ان يهبوا للدفاع عن احد اهم الاذرع النظام التي كان يقتل ويسفك بها . لكن فعلتهم هذه تشير الى الحنين الى النظام وايامه كما يقول استاذنا " ضياء الشكرجي " في احدى المقابلات التلفزيونية , ومحاولة لاضفاء الشرعية على افعال ذلك النظام وتبريرها بكل الطرق والوسائل , ولا نستبعد ان يقوم احدهم بتأليف كتاب ( صدام حسين الرئيس المفترى عليه )
غونتر غراس : احد ادباء المانيا والحائز على جائزة نوبل في العام 2006 , قامت عليه الدنيا ولم تقعد عندما اعترف بأنه كان عضوا في الشبيبة النازية وهو السابعة عشر من عمره ( اي دون سن الرشد ) وطالب بعض الالمان بسحب جائزة نوبل منه , علما انه ساهم في تدمير العقلية النازية عبر روايته الاولى ( الطبل الصفيح ) اوردت هذا المثال لاطالب كمواطن بسحب الثقة عن اولئك النواب والسياسيين الذين ظهروا على شاشات الفضائيات وهم يطالبون بالغاء حكم الاعدام الصادر من محكمة امتدت جلساتها اسابيع واشهر , استمعت خلالها الى المدعي العام وشهادات الشهود ودفاع فريق من المحامين العراقيين والعرب والاجانب بل ويصفوهم بأصحاب التاريخ العسكري المشرف , ولدينا قاعدة تقول ( من رضي بفعل قوم صار منهم ) فضلا عن ذلك فأن دعوتهم هذه تعد وجه من وجوه التدخل بشؤون القضاء واستقلاليته .
كما نطالب رئاسة الجمهورية التي نتأسف على قرارها المجحف بعدم المصادقة على قرارات المحكمة ودفاعها المستميت ( اذا جاز التعبير ) , بالاسراع في المصادقة على تلك الاحكام انصافا للضحايا ودرءا للمفاسد التي ترتب بخلاف ذلك كما في الحديث الشريف ( انما اهلك الذين من قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه , واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد ) فأذا كان الله يهلك اقواما لانهم لم يقيموا الحد على السارق الشريف , فكيف بالقتل الاعظم جناية ( شرعا وقانونا ) من السرقة , ولنطوي بأعدامهم صفحة سوداء من مفاسد وجرائم ذلك النظام .
اما اذا استطاعت تلك الاصوات ان تعطل العدالة , وتمنع الجهات من تنفيذ الحكم بحقهما , فأنني اقترح اصدار عفو عام عن جميع من ادينوا بالقتل العمد , لتحقيق العدالة والانصاف , ونكون بذلك ممن يعفوا عن الضعيف اذا سرق !!

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة