الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهيونية (11).. اليهودي النقي

خالد أبو شرخ

2011 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


من الأفكار المحورية في الأيدولوجية الصهيونية, فكرة اليهودي النقي, والتي تقوم على تمييز اليهودي عن غيره, وتمييز الظواهر اليهودية عن غيرها من الظواهر, وتتماثل هذه الفكرة أو الفهوم أو الأسطورة مع التصور الديني اليهودي القديم للأغيار, حيث ألصقت التصورات الدينية اليهودية, صفات الذم والقدح للشعوب الأخرى, بل وأباحت إبادتهم.
وقد ساهمت النصوص الدينية في تعزيز الإتجاه الإنعزالي لدى اليهود, ووسع من نطاق الحظر في التعامل مع الأغيار, وكان الجيتو بطبيعة الحال, تربة خاصبة لنمو هذه التصورات والرؤى .
ومع ظهور حركة "الهسكالاة", قامت محاولة للقضاء على هذه الإدعاءات, أو حتى التخفيف منها, بطرح تفسيرات جديدة للنصوص الدينية, وطرح تصورات أن اليهودي مجرد إنسان عادي ينتمي لأي مجتمع يحيا به .
إلا أن الرؤية الثنائية المستعصية, عادت للظهور وبشكل أكثر حدة على يد الصهيونية, والتي رأت ان اليهود شعب يختلف عن بقية الشعوب, لا يمكنه الإندماج بها, فاليهودي وحسب رؤية الصهيونية, له جوهره الخاص الذي يميزه ويفصله عن الأغيار, واليهودي الذي يعيش خارج الأرض الموعودة, يعاني من تمزق مستمر, لأنه لا جذور له في الحضارات المختلفة, وإن الشعب اليهودي لا يمكن تشكيل حياته, إلا على أساس الإخلاص لشخصيته الخاصة, ومميزاته التاريخية الفريدة, ورؤاه الخاصة بالمستقبل في وطنه الخاص .
وإنطلاقا من هذه الرؤية, تنظر الصهيونية إلى تراث يهود الشتات, تراث لا قيمة له, فهو لا يعبر عن الجوهر الخالص لليهودي, ولذا يجب تصفيته , وهذا ما أطلق عليه مصطلح "نفي ‘الدياسبورا‘ أي نفي الشتات".
فالصهيونية وحسب وجهة نظر "كلاتزكين" هي " رفض الدياسبورا ", لأنها لاتستحق البقاء, وهذه النغمة الصهيونية, من أكثر النغمات تكرارا في الأدبيات الصهيونية, فقد أشار "بن غوريون" إلى الشتات على أنه " غبار ثقافي متناثر", ووصفه "كلاتزكين" أنه " رماد وإنحلال وضعف أبدي", وإعتبر "ليفي أشكول" المساهمات اليهودية, التي تتم على أرض أجنبية " خيانة للروح اليهودية الخالصة" .
يثير هذا الطرح قضية ولاء اليهود, ولمن يكون؟... الإجابة الصهيونية, أن ولاء اليهود ليس لأوطانهم التي يعيشون بها, فأيما تواجد اليهودي, ولاءه لشعبه اليهودي, ووطنه القومي الموعود فقط .
وقد حذر "كلاتزكين" الشعب الألماني من أن حدود ألمانيا, لا يمكن أن تحد من حركة الشعب اليهودي وولائه, لأن ولاء اليهودي يسمو على الحدود الوطنية, حيث كتب " إن اليهودي المخلص لا يمكن إلا أن يكون مواطنا يهوديا فقط, ولا يمكن ان تجد في الوجدان اليهودي أدنى أثر للقومية الألمانية ", ووصف "كلا تزكين": " إن كل يهودي يدعو بلدا أجنبيا وطنه, إنما هو خائن للشعب اليهودي ", وأكد "وايزمان": "أن في أعماق كل يهودي صهيونيا كامنا, واليهود الذين يشركون ولائهم القومي اليهودي مع ولائهم لاوطانهم جديرون بالرثاء والإحتقار", ( يمكن لأي معادي للسامية ان يستغل مثل هذه الأقوال ليروج لمقولة أن اليهود خونه بطبعهم ) .
وأمام الإنتقادات الحادة, التي لاقتها هذه الرؤية الصهيونية, حاول "ناحوم جولدمان" تخفيف لهجة التطرف بها, حين نصح يهود الولايات المتحدة الامريكية عام 1929م, أن يعلنوا بشجاعة أن لهم ولاءا مزدوجا وقال: " إن على اليهود أن يُقَسِموا ولاءهم بالتساوي, بين الدولة التي يعيشون بها, والوطن القومي اليهودي, وألا يستسلموا للأقوال الوطنية الحماسية, التي تؤكد لهم ولاءهم يجب أن يتوجه للدولة التي يعيشون بها فقط" .
يُعبر التقسيم الحاد بين اليهود والأغيار, عن نفسه في رفض الإندماج, فحسب وجهة نظر الصهيونية, الإندماج إنحراف عن الشخصية اليهودية الخالصة والنقية والمطلقة, والتي تقف خارج إطار الزمان والمكان .
فاليهودي وعلى حد تعبير بوبر:" شخصية فريدة لا يمكن فهمها ولا يمكن إستيعابها, ولذا لا يمكن أن تندمج مع بقية الأمم" .
وهجمات الصهيونية على الإندماج لا تتوقف, فهو في رأي "روبين":" خطر يتهدد الحياة اليهودية", وفي رأي "كاتزكين":" جريمة او خطيئة تحط ن كرامة اليهود", ويفهمه "وايزمان" على انه "عار على جبينهم" .
وفي إطار النظرة المعادية للإندماج, أصدر مجلس الوزراء الإسرائيلي, واللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية العالمية, خلال إجتماع مشترك عام 1964م, بيانا رسميا وصف فيه خطر الأندماج:" بانه مشكلة أساسية تواجه يهود الشتات".
وكانت النغمة السائدة في المؤتمر الصهيوني السادس والعشرين عام 1965م, هي الخوف من الإندماج باعتباره تهديدا لبقاء الشعب اليهودي, ويشكل خطورة أكثر من الإضطهاد, ومحاكم التفتيش, والمحارق النازية, والقتل الجماعي .
ويحق لنا أن نتساءل, إذا كانت الصهيونية ترفض الإندماج, وتؤكد على التفرد اليهودي, والإنعزالية اليهودية, فما هي صورة اليهودي النقي الخالص المتفرد, الذي تبشر به الصهيونية ؟ ... ما هو "النمط القومي الخالص"؟ على حد تعبير "كلاتزكين"... أو اليهودي الذي هو "يهودي مائة بالمائة" على حد تعبير "بن غوريون" .
قدمت الصهيونية عدة تعريفات لليهودي, النقي والخالص, تستند على أسس عرقية وإثنية ودينية, وتنطلق من وجود جوهر يهودي, وخصوصية يهودية تميز اليهودي عن الأغيار .
كان "موسى هس" أول داعية لتعريف اليهودي, على أساس بيولوجي أو عرقي عنصري, إذ تنبأ أن الصراع بين الأجناس سيكون أهم الصراعات, وساهم في محاولة التمييز بين العنصرين "الآري" و"السامي",وقد إعتمد على كتاباته مفكرو النازية في ألمانيا, وأُعجب هرتزل بفكرة الهوية العرقية, وكثيرا ما استخدم عبارات مثل "الجنس اليهودي" و"النهوض بالجنس اليهودي", وكان يعتقد في تميز اليهود عن غيرهم على أساس بيولوجي, حيث كان يرى بهم ذوي الأنوف المعقوفة المشوهة, والعيون الماكرة, التي تسترق النظر إستراقا .
وأورد "آرثر روبين" في كتابه "اليهود اليوم":" أن اليهود إستوعبوا عناصرا عرقية أجنبية بدرجة محدودة, إلا أن غالبيتهم يمثلون جنسا متميزا وأضاف: " من الواجب الحفاظ بشكل واع, على الإستمرارية العرقية اليهودية, التي تحققت بشكل تلقائي عبر التاريخ" وأكد أن أي جنس راق يتدهور بسرعة إذا ما تزاوج بجنس أقل رقيا .
وأستنكر "روبين" جميع مراحل الإندماج, التي تبدأ بفقدان الصفة القومية, وتنتهي بالزواج بين الأجناس, وأكد أن التزاوج مع الأجناس الأخرى, يضر بمحاولات المحافظة على الصفات الممتازة للجنس, "فمن الضروري إذن منعه للمحافظة على إنفصالية اليهود".
وبنى "روبين" دعواه بضرورة إنفصالية اليهود, على أساس إدعائه بتفوقهم ونقائهم, حيث كتب في كتابه السابق الذكر " أجناسا أقل عددا, وأقل موهبة بالتأكيد من اليهود, حصلت على حق أن تكون شعوبا منفصلة, فلماذا يستثنى اليهود وهم أكثر توفقا؟ ", وإستشهد "روبين" بباحث آخر هو "جوزيف كوهل" قوله "إن اليهود من أعظم الأجناس التي أنتجتها البشرية موهبة " .
وسوغ "روبين" التفوق العرقي اليهودي, على أساس نظرية "داروين" إذ كتب :" لم يحافظ اليهود على مواهبهم العنصرية الطبيعية فحسب, بل لقد أصبحت هذه المواهب أكثر قوة من, خلال عملية إختيار طويلة" .
أشار الفيلسوف اليهودي الأمريكي "موريس كوهين": " إن الصهيونية تقبلت اللاسامية, لانها توصلت إلى نفس النتائج, التي توصلت لها اللاسامية, ولكنها أحلت اليهود محل الألمان, بوصفهم الجنس المتفوق والأكثر نقاءا "
كان "اللورد بلفور" الصهيوني غير اليهودي, يفكر في اليهود على أساس عرقي عنصري, ومن المهم هنا الإشارة إن إحدى المسودات الأولية لوعد بلفور, كانت تدعو إلى إقامة " وطن قومي للجنس اليهودي ", وهي جملة تحمل في طياتها تعريفا بيولوجيا للهوية اليهودية .
وعلى الرغم من كثرة المحاولات لتعريف اليهودي, على أساس عرقي أو بيولوجي أو عنصري, إلا أن هذه المحاولات لم تصمد طويلا, إذ أن نظريات التفوق العرقي أو العنصري, لا يوجد لها سند علمي قوي, والكثير من الغموض واللاأخلاقية يكتنفها, وما أن جاءت نهاية ثلاثينيات القرن الماضي, حتى كانت الحياة الثقافية قد تحولت عن العنصرية العرقية, وتعريفاتها وفقدت العنصرية العرقية, ما كان يبدو لها من إحترام علمي .
فالتعريفات العرقية العنصرية الخالصة لهي تحليق في الخيال, والإبتعاد عن الواقع, ولذا يسهل دحضها, والإعتبارات العلمية تخفف من حدتها, فالنازية على سبيل المثال, وضعت الآسيويين في مرتبة أدنى من الآريين, ولكنهم وجدوا أنفسهم, مضطرين للتحالف مع اليابان, الأمر الذي أضعف إدعاء الرتب العرقية, فإضطروا إلى إعادة تصنيف اليابانيين " آريين فخريين " .
وجدت الصهيونية صعوبة, في محاولة ترسيخ التعريف البيولوجي أو العنصري العرقي للشخصية اليهودية, فقد كان عليها أن تاتي وعلى عكس النازية, بتعريف عرقي يشمل كل يهود العالم, بكل إنتماءاتهم العرقية, الأمر الذي كان في حكم المستحيل, نظرا لإنعدام التجانس العرقي لهم , فكما أشرنا أن "هرتزل" كان معجبا بالنظرية العرقية, ولكنه كان صديقا "لإسرائيل زانجويل", ذو الأنف الطويل والشعر الكث, والذي كانت نظرة واحدة له, تكفي لنسف التصور العرقي لليهود, على حد تعبير هرتزل نفسه .
فكان على الصهيونية, أن تأتي بتعرف آخر للشخصية اليهودية, وهذه المرة على أساس إثني حضاري, يعتمد على الروابط الإثنية والحضارية لليهود, وعلى رابطة لا تنفصم عراها, بين اهل الكتاب المقدس وأرض الكتاب المقدس .
والتصور الإثني لليهود, مثل التصور العرقي, يفترض التفوق اليهودي, وقد تباهى "هرتزل" في مذكراته بذكاء اليهود أمام الشعوب الأخرى, كما أكد "روبين" أن لا شعب يشبه اليهود في المواهب العقلية , وبين "بن غوريون" أن اليهود يتمتعون بقدر معين من التفوق الأخلاقي والعقلي, ومن الممكن إتخاذهم نموذجا لخلاص الجنس البشري .
أما التعريف الديني للشخصية اليهودية, وبالرغم من إختلافه عن الأساس الذي يقوم عليه التعرف العرقي العنصري, أو الأساس الذي يقوم عليه التعريف الإثني الحضاري, إلا أنه لا يختلف كثيرا عنهما في بنيته, وفي رؤيته الإنعزالية لليهود, وتفوقهم على غيرهم, فجميع التعاريف ترى في اليهود كيانا منعزلا وغريبا ومقدسا, وجميعها تعطي اليهود كلهم الحقوق المقدسة نفسها. وهذه مكمن خطورة إسطورة اليهودي النقي الخالص المتميز, فتميزه يعطيه حقوقا متميزه, وعلى حساب حقوق الأخرين, فالحقوق المقدسة لليهودي النقي في أرض فلسطين, لا بد لها أن تفترض تهميش السكان الأصليين للأرض, بل وتغييبهم تغيبا كاملا عن الوجود, كما إدعت " جولدمائير " في بداية السبعينيات حين قالت: " لا أعرف من هم الفلسطينيون, وإن كان هناك فلسطينيون فهم نحن ", وهذا موضوع مبحثنا القادم, "إلغاء الفلسطيني "

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جهد بلا طائل
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 28 - 09:49 )
مع أنني لا أثق بمقالة السياسيين ولا أحفل بآرائهم، أراني بين الحين والحين أقرأ ترهاتهم.
أستاذ خالد، أنتَ متعصب على اليهود، ومتعصب لقومك؛ ولهذا فلن تستطيع أن ترى الحقيقة أبداً. إنّ مقالة المتعصب - مهما يزوقها صاحبها - لا غناء فيها ولا خير.
ولا تظنن أنني (صهيوني) يكره الفلسطينيين، فقد قاتلت من أجل أن ينال الفلسطيني حقّه في دولة مستقلة ديمقراطية لا إسلامية، بالفكر والسلاح. ولكنه الحق يدعوني إلى إنصافه.
تأمل قولك هذا وقل لي إلى أيّ مدى أنت صادق فيه:
((وقد ساهمت النصوص الدينية في تعزيز الإتجاه الإنعزالي لدى اليهود, ووسع من نطاق الحظر في التعامل مع الأغيار))
وقل لي لماذا تتجاهل وصايا موسى لليهود بالإحسان إلى الغرباء، والوفاء للمصريين!؟
وما معنى الانعزال؟
هل المحافظة على السمات العامة للشخصية القومية، انعزال؟
وصفك اليهود بالانعزالية هو عين الوصف الذي وصف به من سموّا أنفسهم (بالقوى الوطنية) القواتِ اللبنانية وهي في حالة الدفاع عن وجودها.
أنصح لك بسلِّ الأحقاد من صدرك، والجلوس إلى مائدة المفاوضات السلمية مع اليهود
لانتزاع حقك منهم في دولة فلسطينية.
البحث في التاريخ والدين ليس في صالحك


2 - السيد نعيم إيليا
خالد أبو شرخ ( 2011 / 7 / 28 - 20:12 )
بعد التحية
شكرا على مرورك, مع ملاحظتي لك بعدم توفيقك ببعض التعبيرات, فلغة الحوار لها تعبيراتها التي تنم على الاحترام المتبادل للأراء
بالنسبة للتعصب : بالعودة للمقالة تجدني لا استشهد باي مقولة قومية او اي مقولة تنم عن كراهية لليهود
بالنسبة للنصوص الدينية: اعتقد ان هذا ما استفزك, التطرق للكتاب المقدس, ولكن التوراة تحتوي من العبارات والمضامين التي تنص على تمييز ضد الاغيار اكثر من اي كتاب اخر, سفر يشوع بن نون وحده كافي لتاسيس حركة عنصرية هدفها تحريم الاغيار والتحريم تعرف ما معناه - الابادة-
اما وصايا موسى بالنسبة للشعب المصري فواضحة بالضريات العشر ونهب المصريين قبل الخروج
بالنسبة للانعزال : المقصود به رفض الاندماج وتشبيهك مع القوى النعزالية اللبنانية غير دقيق فهذا شيء وذاك شيء اخر, ولست انا من اتهم اليهود بالانعزالية بل تاريخهم في اوروبا واقوال زعمائهم تنم على نزعة انعزالية ولك ان تعود للمقالة
يتبع


3 - السيد نعيم ايليا 2
خالد أبو شرخ ( 2011 / 7 / 28 - 20:20 )
بعد التحية
بالنسبة للحفاظ على السمات العامه للشخصية القومية: في بداية مداخلتك اتهمتني بالتعصب في الوقت الذي ترى الدعوة عدم اندماج اليهود بشعوبهم ليس تعصبا الا ترى انك تحمل ازذواجية , وانحياز , وما زلت تصر على دمج الدين بالقومية بالصهينوية وهذه نقطة الخلاف بيينا فاليهودية ديانه وليست قومية, اذ ان القوميات ظهرت بظهور البرجوازية كتعبير عن طموحاتها القومية اما الاديان فقد ظهرت قبل ذلك بكثير, ولك ان تعود لتاريخ اليهود في عهود الاقطاع وما قبلها لن تجد مصطلح القومية اليهودية وقد ناقشت الموضوع هذا في مباحث سابقة لك ان تعود لها -مبحث 8 و 9-
بالنسبة للمفاوضات , لا احد يرفض المفاوضات ولا احد يرغب بحل عسكري للصراع واصلا لا يوجد حل عسكري وانا من مؤيدي الحل السياسي, ولكن اي مفاوضات ؟ الثنائية تحت الاشراف الامريكي؟ لقد جربناها عشرون عاما فعلى ماذا حصلنا؟ لذا نتوجه للامم المتحدة لايجاد حل سياسي عادل بقوم على اساس دولتين لشعبين
لا تصدر احكامك بناءا على راي مسبق
ولك جزيل الاحترام والتقدير


4 - أعتذر عما لمسته في خطابي السابق من الحدة
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 28 - 23:33 )
أخي الأستاذ خالد أبو شرخ المحترم
التعصب القومي والتعصب الديني، هما اللذان يستفزانني.
أن تنتقد التوراة فلا جناح عليك ولا ملامة، ولكن أن تستخدم أحداثاً تاريخية مضت وانقضت لتعميق الصراع اليهودي الفلسطيني، فهذا يعرضك للنقد. مقالتك تحاول أن تثبت عنصرية اليهود كلّ اليهود لتصل إلى النتيجة التالية:
((فالحقوق المقدسة لليهودي النقي في أرض فلسطين, لا بد لها أن تفترض تهميش السكان الأصليين للأرض, بل وتغييبهم تغيبا كاملا عن الوجود))
أليس في هذا الكثير من التعصب على اليهود؟ هل كل اليهود عنصريون حاقدون يسعون إلى استئصال غيرهم من الوجود؟ إنّ الواقع الإسرائيلي لا يؤيد مزاعمك، فالفلسطيني في إسرائيل يتمتع بحقوق لا يتمتع بمثلها الفلسطيني في الضفة أو غزة أو في الكويت.
إن الفلسطينيين والقوميين العرب والإسلاميين هم الذين يرفضون الوجود اليهودي، وهم أشد تطرفاً من اليهود.
وما دام الفلسطينيون أكثر تطرفاً من اليهود، فلماذا تؤيد تطرفهم وتندد بتطرف اليهود؟
أليس هذا من التعصب لقومك ؟
وحرص اليهود على قوميتهم لا يفيد التعصب، كما لا يفيد حرصك على عروبتك تعصباً
التعصب هو إنكار حق الآخر في الوجود.
تحياتي لك


5 - السيد نعيم إيليا
خالد أبو شرخ ( 2011 / 7 / 29 - 08:19 )
بعد التحية

اتفق معك تماما في اخر جملة تفضلت بها وهي التعصب هو انكار حق الاخر في الوجود
ثانيا : يبدو انه قد حدث لبس في فهمك للجملة التي استشهدت بها حول الحقوق المقدسة لليهود فانا لا اتهم جميع اليهود بلا لا اتهم اليهود اصلا في هذه الجملة, او في المقالة , انا اناقش افكار الصهيونية, الدعوات الصهيونية كحركة سياسية وايدولوجية عنصرية, ودعوتها حول وجود حق اليهود المقدس
فالحق المقدس لليهود لم يناد به يهود اوروبا بل كانت دعوه من الصهيونية وحاولت استغلال النصوص الدينية التي تهين الاغيار لتثبيت دعوتها
مرة اخرى علينا التمييز بين اليهودية كديانة واليهود كمعتنقي هذه الديانة وبين الحركة الصهيونية
بالنسبة للفلسطينين داخل اسرائيل وبعد 63 عاما لم يحصلوا على المواطنه الكاملة حتى اللحظة, اما وضع الفلسطينين في الدول العربية فاذا كانت الانظمة لم تعط شعوبها حقوقها فما بالك بالفلسطينين
ولك جزيل الاحترام والتقدير

اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان