الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الفلوجة درسا لمن لم يعي الدروس بعد؟؟

اسامة نعيسة

2004 / 11 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


هناك تساؤل 000 مثير .... من الذي جلب الاحتلال .. والخراب .... الأنظمة الفاسدة والديكتاتورية ..... أم المؤامرة العالمية؟؟
إن تاريخ العراق يشهد على أن ... النظام الديكتاتوري القهري –الصدامي كان السبب في ما وصلت إليه
الأمور في العراق وان الاحتلال هو تحصيل حاصل لغباء النظام الديكتاتوري الفردي القامع والمحطم لكل مقومات قوة الأوطان....... وتلاحم عناصره المجتمعية وانسجامها من اجل منعته وقوته ومجابهة الأخطار التي تحدق وحدقت فيه؟
إن سبب حرب صدام على إيران غير معروفة أو لنقل بالنسبة لنا تحديدا لم تكن مقنعة وخاصة بعد أن تحولت إيران من مناصرة لإسرائيل وأمريكا وعداء مكشوف للعرب في عهد الشاهنشاه المخلوع إلى دعم غير محدود للقضية الفلسطينية ... أعطانا صدام في حربه هذه بلدا سقط فيه مئات الآلاف من القتلى والجرحى واقتصادا مدمرا..... وبدل أن يأخذ العبر ويتلافى أجرامه اتجه وبدفع من الأمريكان وحلفائهم في المنطقة إلى مغامرة جديدة أخرى 000 أوصلت العراق وعلى جميع المستويات إلى الحضيض وبدد من خلالها ما تبقى من ثروة العراق النفطية والبشرية والعسكرية ؟
كما تاجر صدام بالقضية الفلسطينية تاجر ومازال يتاجر بها غيره من الأنظمة المتشابهة من حيث النشؤ والمنطق .... فالقضية الفلسطينية هي قميص عثمان التي تبرر كل الشذوذ والجرائم والارتزاق والسحل للبشر والأرض وإشباع لجنون العظمة.......... -البار انوي- مرض عام مصاب به كل زعمائنا من أمير يريد أن يكون ملكا وزعيم يريد أن يصبح عالميا من خلال نظرية الجنون الخضراء أو بعضهم من خلال أهداف لا يعرف كنهها أو كيف ولماذا ومتى طرحت إلا عندما يذكره بها مرافقوه؟؟؟
أعطى الأمريكان الضوء الأخضر لصدام لدخول الكويت وهم نفسهم امتطوا هذه الظاهرة لدخول العراق ..... بينما صدام نفسه كان حتى أخر لحظة يعتقد بأنه باقي ما بقيت هناك أصوات تهتف بالروح بالدم والى الأبد ... حتى فاجئه واقع السقوط المدوي بدون مقاومة تذكر..... ثم تم سحبه من حفرة الثعالب والجبن والتفاهة ......وكل آلام ا لشعب العراقي اختصرت بسحبه من وكر بائس كعقله ..... وتتالت كاريكاتورية سقوط التخلف والاستبداد .... من غير المأسوف عليها لولا معاناة الشعب الذي أورثه الأجرام الديكتاتوري تخلفه وحقده وتوازناته التي خلقها لحفظ كيانه من - مذهبية وقومية وعقائدية وغيرها...... ليبقى الشعب يدفع فاتورتها لفترات طويلة قتلا وانتقاما ومتاجرة في حياته ووجوده؟

لقد كانت سياسة الديكتاتورية دائما تعتمد على تجاوزات للقانون والأعراف وحقوق الإنسان وبناء قوتها الشرسة لهدف القمع والاضطهاد وسلب فج لمقدرات الشعب المادية والنفسية... وتوجيه جل اهتمامها على الزعبرات وتزييف الواقع وكم الأفواه وقتل الرأي الأخر ... مبررة كل الممارسات المتخلفة بفذلكات من تجار الآفاق وقانصي الفرص في محاولات مستمرة للتهرب من مجابهة الواقع المؤلم والاستحقاقات الحيوية المتعلق فيها مصير الأمة كله.... كل هذه التناقضات اللاطبيعية كانت متوازية مع عالم يستهجن التخلف والضعف وألوهية الحاكم وجنونه؟؟ قضمنا بسهولة أرضا وثروات وبشرا من قوى تعتبرنا لقمة سائغة قدمها لهم حكامنا المتخلفون ... حتى هددنا في وجودنا ؟ لكن حكام الأمة مازالوا غارقين في أوهامهم التي تصور لهم عبقرية الحياة في خياراتها لهم.... على انهم فوق الطفرات الحياتية وانهم خالدون خلود الحياة وان كل المآزق ليست إلا تقصير من شعوبهم المنكوبة بهم .... وحتى مناظر الذل والهوان التي أصابت كل الأمة لا تعني لهم إلا لحظات الإثارة التي يتمتعون بها وهم يشاهدون صورهم في كل مكان والهتافين يرددون أسمائهم ؟
أصبحت الصورة واضحة وحتى للمقربين من الأنظمة ...... فهذا رئيس تحرير إحدى المطبوعات الأسبوعية الذي كان يدافع باستماتة عن النظام في سوريا و يهاجم كل من يطالب بإلاصلاح و بالديموقراطية ولم تكن لهجته اقل من اتهامهم بالعمالة للخارج ... اخذ ينصح النظام مؤخرا ويطالب بكل ما كان ينادي غيره من بعض دعاة الإصلاح ولكن مع فارق وحيد انه تأخر اكثر من أربع سنوات بأقل تقدير حيث كان الإصلاح عندها سيعطي مردودا افضل ويعمق قوة الوطن ومنعته ويقوي لحمة الوطن والمجتمع ضد كل الأخطار التي تحيق به.... بينما الأنظمة الان أصبحت محصورة بالزمن الضيق وحتى المعدوم فقد أضاعت الأنانية و الاستهتار والجنون في بعض حالاته إمكانية التصالح ما بين العشوائية والقمع والتبذير و أضعاف لكل قواعد المجتمعات الصحية وقابليتها للتطور نحو الأفضل والديموقراطية مع قوى المجتمع الفاعلة ؟
الان يحاول بعض من ضاق عليهم الخناق........ وبشكل مازال غير واضحا أو على الطريقة الأمنية بدفع بعض الرموز على أن تطرح مسالة الوحدة الوطنية كأساس لمجابهة المخاطر ؟
ولكن كيف ومع من؟
مازالت المناورات والألعاب غير المشروعة وتقليم أظافر بعض المعارضين هي الشغل الشاغل للأنظمة وفي نفس الوقت ومع كل المناشدات و أحيانا الصرخات بان يتوقف تغييب المواطن وكم أفواه الرأي الأخر و وقف استبعاد المعارضين أو اعتقالهم أو تركيب فبركات غير أخلاقية بحق البعض منهم ووضع البعض تحت رحمة محاكم استثنائية وغيرها من تصرفات رعناء غير محسوبة المخاطر والنتائج .......يكون الجواب استمرار لاستنزاف ونهب خيرات الوطن من قبل من تسلط على المؤسسات والدوائر وكلهم يتعامل بوقاحة من يعرف بأنه خارج القانون وبعيد عن العقاب وفي خضم المآسي والأخطار المحدقة مازالت أصوات هنا و هناك تطرح كل ما هو لاعقلاني كأنهم خرجوا للتو من أنفاق التاريخ المظلم للقرون الوسطى مع طروحات عفي عنها الزمن والعقل والحضارة ؟
وإذا كانت الفلوجة الان تعطي أخر حجر وضع بيد بناء... للخراب....... نتطلع بخوف وقد يكون أمل أن نتجاوز كل المحن بنضوج متجاوزين عصر الفرد الواحد الأحد واللاقانون000
الأنظمة تريد إصلاحا تقرره هي وحدها والأفضل لو تبقى امتيازاتها وتجاوزاتها هي نفسها ولكن بعصرنة أدواته ..... حكما لن تحظى بأي تجاوب من قوى المجتمع كلها وبما أن الأنظمة لم تختار بعد فأنانيتها المفرطة تمنعها من الاعتراف بالخيار الديموقراطي وحق الأخر بالتعبير والممارسة على قدم المساواة معها فان الإصلاح سيكون بعيدا بعدنا عن محاربة الفساد ووقف التجاوزات بحق المجتمع والأفراد ؟
أن الشراكة السياسية وإلغاء كل القوانين الاستثنائية ليست مطلب حياتي ولكنها إحدى العناصر الهامة للحياة... وقد يكون الموقف الطبيعي أن تطالبنا غريزة البقاء أن لا تبقى مثبطات الحياة والتطور هي المتحكمة في الأقدار واستمرارية حياتنا...... فان العناد يعني أبسط الاحتمالات استهدافا....... أو قد يكون مبرمجا لإنهاء الوجود العام للامة ككل؟
قد يكون محقا أحدهم عندما قال: هل النهاية ستكون بأيدي الأنظمة أو بأيدي الغرباء؟
وحتى لا نصل إلى الإفلاس المطلق مع تبسيط الأمور فان ترديد مطالبنا الشرعية والعقلانية قد ينقذنا من الإبادة وحتى لا نبقى عبيدا للأيدلوجية الواحدة ونعيش عبثية حياتنا في هذا الواقع العربي المتدهور الذي لم يعطي إلا الإحباط والقرف فان التسلط إذا استمر على منهاجه الحالي سينشر أشلائنا المتبقية ويبعثرها أجزاء مع أنها ضرورية لمتابعة الحياة ؟
استحالة القفز من واقع الحبل الملفوف حول أعناقنا لم يبقى لدينا خيارا إلا أن نطالب الأنظمة بما تبقى لها من حس إنساني ولن أقول وطني بان تنزع مرساتها التي تخنقنا ...عن رقابنا....... فقد يكون الخلاص منها هي المنجاة من الأخطار الجدية التي تحيط بنا؟
وستبقى إلي حينها مطالبنا الأبدية نكررها كوجودهم :
إلغاء قوانين الطوارئ , إطلاق المعتقلين السياسين , إصلاح القضاء وتفعيل القوانين المدنية وعصرنتها, احترام حقوق الإنسان., محاربة الفساد والفاسدين و اعادة الثروات المسروقة إلى الوطن , ونذكر أيضا بان المنفيين هم أبناء الوطن وعودتهم بدون شروط ومنغصات من المسلمات, وقف تدخلات الأجهزة في حياة المواطنين ؟
هل نطالب بأقل مما طالب فيه أي مجتمع عاش ما قبل الميلاد ؟
إن الحلول لا تأتي من الخطابات الملتهبة ومن منظري الطقوس السحرية وفلاسفة الفذلكات المنغوليين للعصور الحجرية وإنما يأتي باعتراف الأنظمة نفسها بإفلاسها ومساعدة شعوبها للخروج من دائرة الخطر التي خلقتها هي نفسها وورطت شعوبها...... وان بعض الندوات الشبه الرسمية مع حضور رموز الأنظمة من الدرجة الخامسة ..... ليست بعيدة عن صياغة القرارات و إنما مهمشة في واقعها الوظيفي ومع مشاركة المصفقين هي محاولة أن لم تكن تضييع للوقت فهي بائسة وغبية ولا يمكن أن تفرز أي تلاحم اجتماعي أو وطني و إنما تظهر مزايدة على قوى المجتمع وتطلعاته نحو الصدق والشفافية المنقرضة في قواميس الأحزاب الواحد ة والاهم أنها مغيبة عند أصحاب القرار ؟
إن الفلوجة هي عتبة منازلنا وهي ناقوس خطر يدق بعنف وقوة................................
وعلى الأنظمة أن تختار ... والتجاهل هروب من الواقع والمعطيات و الاستحقاقات ...... وعندما يتطلب المرض تدخلا جراحيا هل نراهن على الشفاء الذاتي بالدعوات؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق