الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة -القولبة- بعد الخامس والعشرين من يناير 2من 2

سمير الأمير

2011 / 8 / 2
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية




قلت فى مقال سابق إن أخطر ما تمر به بلادنا الحبيبة هو هذا السعار الذى يمارسه البعض من أجل وضع المخالفين فى الرأى فى قوالب وتصنيفات سابقة التجهيز فإذا كتبت مقالا مثلا تؤيد فيه قضية الدستور أولا ستجد من يعلق قائلا "واضح من كتاباتك انك علمانى" فى الأسبوع الماضى جاءنى تعليق من أغرب ما قرأت يقول التعليق" أنت حر فى اعتقادك لكن لا تكفر المسلمين فأنت عندما تسخر قلمك للهجوم على الإخوان والسلفيين وتستخدم لفظ ( متأسلمين) فأنت تكفرهم" كدت طبعا أن أستلقى على قفاى من الضحك فالمعلق افترض أننى ليبرالى وهذا لم يزعجنى رغم أننى لا أصنف نفسى كليبرالى ولم أفكر أصلا منذ وعيت فى أن أصنف نفسى أو أضع نفسى فى قالب معين لأننى وجدت من يتولون عنى تلك المهمة منذ البداية فهؤلاء المتأسلمون كانوا منتشرين بالجامعة فى أواخر السبعينيات و كانوا يتهموننى بأننى شيوعى فوجدت نفسى أسعى بين الشيوعيين والناصريين وأصبحت اشتراكيا منظما بالنظر طبعا إلى مخاطر البقاء كاشتراكى (من منازلهم)، وشهدت تلك الفترة الساخنة من تاريخ مصر المحروسة مناظرات ساخنة ومفتوحة بين الطلبة المنتمين للجماعات الإسلامية وبين الطلبة اليساريين والناصريين وكانت مناظرات يشهدها بقية الطلاب فى الساحات المفتوحة، وحتى العام 77 كان النادى الوطنى الديموقراطى ونادى الفكر الناصرى هما القوتين البارزتين فى الجامعة وكانت الجماعات تسيطر على مساجد الكليات لكنها لم تكن منتشرة بين الطلاب بالقدر الذى يوحى بأنهم يشكلون قوة يعتد بها، ثم حدث ما نعرفه جميعا من دفع ودعم للجماعات وللإخوان حتى كاد اليسار يصبح تيارا باهتا أمام هذا الطوفان الجارف المدعوم من الدولة، و شهدت ساحات ومدرجات الجامعات المصرية أيضا معارك بالجنازير التى يرجع الفضل الأول فى إدخالها للجامعات إلى جماعات الإسلام السياسى بدعم من الرئيس المؤمن ونائبه المبارك و استفحلت الظاهرة وكان الصدام مع الدولة التى انكمشت فى مقابل تضخم ظاهرة الإسلام السياسى الذى اصطدم بالنظام و بلغ ذروته بالصدام مع الدولة نفسها واغتيال الساحر الذى انقلب عليه سحره
و فى الشهور القليلة التى سبقت حادث اغتيال الرئيس المؤمن غابت القولبة والاتهامات المتبادلة بين فصائل العمل السياسى لتفسح الطريق لمشروع بناء الجبهة الوطنية التى كادت تودى بالنظام لولا حادثة الاغتيال التى ربما يماط اللثام عن بعض أسرارها فى الفترة القريبة القادمة وكان من أبرز من دعوا إلي تلك الجبهة المرحوم زكى مراد من اليسار المصرى وعادل عيد من الإخوان أو المقربين منهم -لست أعلم - والمستشار ممتاز نصار وربما الأستاذ محمود القاضى أيضا إن كانت الذاكرة لم تخنى، وشهد عصر مبارك المواجهات المسلحة مع الجماعات الإسلامية وكنا فى بداية عصره كيساريين مستبشرين بانتهاء عصر حملة التكفير والتصنيف التى شنتها الجماعات المدعومة من الرئيس المؤمن، وخرج علينا التقرير السياسى للحزب اليسارى الوحيد يبشرنا بمؤسسة الرئاسة التى ستنفذ منها رياح التغيير وسعى يوسف إدريس فى البلاد والجامعات يبشر بالمقاتل حسنى مبارك الذى سيوجه غضبه إلى إسرائيل بعكس ما فعله السادات الذى مات غاضبا علينا بعد أن أغضبنا جميعا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين مرورا بالذين وقفوا بجانبه مثل الأستاذ هيكل على سبيل المثال لا الحصر، إذ شملته اعتقالات سبتمبر الشهيرة واستمر غياب القولبة حتى عادت مع صعود حماس واعتبار كل فصائل العمل الوطنى فى العالم العربى ما عدا الإخوان المسلمين والجهاد هم من شياطين الإنس ومن الطابور الخامس الذى يعمل على طعن المقاومة فى الظهر، رغم كل ما قدمه اليساريون والناصريون والقوميون دعما لحماس كحركة مقاومة، وربما كان وجود الشيخ أحمد ياسين بسماحته سببا فى لجم المتنطعين الذين كان يحلو لهم إطلاق التصنيفات ووضع مخالفيهم فى قوالب لا يعلموا عنها أى شىء لكنه استشهد ولم يبقى لنا من الأصوات الإسلامية العاقلة إلا نفر قليل يعانون مثلنا تماما من الإقصاء حتى داخل تنظيماتهم لا لشىء فى نظرى إلا لسماحتهم مع مواطنيهم وتقبلهم لأبناء جلدتهم ومنهم على سبيل المثال أيضا محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح، وهما يتعرضان الآن لحملة داخلية بدعوى أنهما شخصان غير منضبطين تنظيميا الأمر الذى جعلنى أكاد أن أستلقى على قفاى من الضحك مرة أخرى إذ ذكرنى ذلك بالأحزاب الشيوعية السرية، فقلت سبحان الله إن القهر لا ملة له فيبدو أن الإخوان يمارسون نفس المنهج الذى مارسته الأحزاب الشيوعية مع الشيوعيين الذين كانوا يعبرون عن آراء تختلف مع زعمائهم، المهم أن حالة التوحد ضد نظام مبارك جعلت الإخوان والسلفيين وجماعة التبليغ يتناسون هوايتهم فى ممارسة القولبة والتصنيف وينخرطون فى المولد الثورى بميدان التحرير مع النساء السافرات والشيوعيين والعلمانيين وبقية طوائف وجماعات العمل السياسى واختفت القولبة والتصنيفات المقيتة ونقول عنها مقيتة ليس لكونها غير موجودة لا سمح الله ولكن لأن مستخدميها الآن يستخدمونها فى معرض التكفير أو التخوين أو الإدانة وليس مجرد الدلالة الوصفية لأفكار البشر، ذهب مبارك فإذ بالقولبة تعود أكثر شراسة وكما كان وجود السادات فى المشهد مجمعا للمصريين بكافة أيدلوجياتهم ضده، وبغيابه راحت النار تأكل نفسها لأنها لم تجد من تأكله، حدث نفس الشىء إذ ما إن تخلصنا من الرئيس مبارك الذى كان وجوده المستفز مجمعا للمصريين حتى عاد المشهد القديم ولكنه عاد بطريقة أكثر ضراوة وخطورة وينذر بعواقب وخيمة أن لم يتم تداركه ولست متفائلا أبدا بأنه سيتم تداركه فى المدى القريب ويبدو للأسف أن المصريين لا يوحدهم إلا القهر ويتفرقون بعد القضاء عليه ليمارسوا ذات القهر على أنفسهم فيهاجمون مكونات الجسد الواحد, وأعتقد أن علينا بذل جهد كبير وطويل لإرساء مبدأ المواطنة وللتوقف عن عادة التصنيف التى تتضمن التخوين والتكفير، الأمر الذى يتطلب تغيير فى بنية الثقافة نفسها بغرض تخليصها من الشوائب التى علقت بها بسبب قرون ممتدة من التسلط والقهر وهو ما يحتاج إلى سنوات لا يعلم عددها إلا الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري