الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا يا حبيبتي ؟ سأترك الحديث في السياسة ( 1& 2)

عماد يوسف

2011 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


منذ نعومة أظفاري وأنا مولع بما يُسمى سياسة، وهذه ليست نعمة، إنها نقمة بكل المعايير. كنت في الصف الخامس الإبتدائي عندما بدلت الحرب الأهلية اللبنانية. أخي الأكبر وهو صحفي الآن، بل منذ أربعين عاماً، صحفي عتيد، مغوار، بعثي مقدام، يرقضُ الخنوع والتزلّف، ويأبى السكوت عن الحق، ويكره الضيم . لذلك؛ وبرغم عقله السياسي الضخم بضخامة أبو الهول ربّما، وبرغم تضحيته بالغث والثمين من أجل قرءاته ومستقبله، لكنه مازال صحفي مغمور يخرج من أزمة مع مدير عام ليدخل في أزمة مع وزير. كل ذلك بسبب من عدم حبه للمخابرات، والمهاترات، والمزاودات وغيرها..؟ المهم كان أخي في تلك الحقبة من الزمن طالباً جامعياً و يعمل كموظف حزبي مسئول في الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، كان يجتمع مساء مع أصدقائه في البيت ويناقشون الأوضاع في لبنان وأتونها وارهاصاتها وأسبابها. أنا؛ طفل بريء في الصف الخامس الإبتدائي كنت أقبع على الأرض بقربهم واضعاً وسادة تحتي، وأتنقل برأسي بين متكلم، وناطق، وبين متحدث وثرثار، وبين حجة وأخرى. فكرة تأخذني هناك وأخرى ترميني في عالم المجهول.! وفي يوم مللت هذا العماء، قأتيت بأخي بعد أن ذهب أصدقاءه وقلتُ له: اجلس هنا. فجلس ضاحكاً. قلتُ له؛ لن تتحرك قبل أن تشرح لي ماذا يحصل في لبنان؟؟! فغر أخي فاه مندهشاً لهذه الجرأة من طفل في هذا العمر، لكنه في الوقت ذاته بدا سعيداً سعادة عارمة لمعرفته بأخٍ لديه هذا النزوع إلى عالم الفكر السياسي. لم نكن نعلم كلينا بأنَّ هذا النزوع سيكون في كل الأيام هو مقتل حياتنا ومستقبلنا، وهو المطبّ الذي لن نخرج منه أبداً، وإن خرجنا، فنسخرج مهزومين، مكسورين..؟!
المهم؛ التفت أخي إلي وبدأ يشرح لي كيف بدأت الحرب، من َسَََّببها، ما هي البنى الأهلية اللبنانية، التركيبة المسيحية، منظمة التحرير والصراعات التي جرّتها إلى الواقع اللبناني، الصراع العربي الإسرائيلي، حركة المقاومة الوطنية، كمال جنبلاط، عون، الجمّيل، عرفات، الشيعة، السنّة، العلويون في طرابلس، الدروز في الجبل ... يــــــــــــــاه ، كم كانت قاسية تلك الشروحات بالنسبة لطفل يجب عليه أن يكون مع أصحابه يتخيل كيف يصنع بيتاً من الطين والمعجون، أو في معسكر كشّافة يكتشف غرائب وعجائب هذا الكون، وطريقة التعايش مع الآخرين؟ انتهى الحديث بعد ساعتين ونصف على ما أذكر، خرجت مثقلاً بأسئلة أصعب وأعقد بكثير من تلك التي بدأت فيها الدرس السياسي الأول في حياتي؟؟! تزاحمت الأشياء، وأصبحت في اليوم التالي على صراع يأخذني ذات اليمين وذات والشمال حتى بدأت تغزوني نوبات ألم في الرأس وأنا أتساءل؛ ماذا أستطيع أن أفعل لأنقذ لبنان وشعب لبنان؟؟ طبعاً كانت تلك أوهام طفل بريء يرى العالم من منظوره المثالي الذي يتمنّاه، عالم مليء بالحب والضياء، والشمس فيه ساطعة، لامكان فيه للغيوم السوداء التي تحجب الحق، والحقيقية.
تتالت الأيام، وانتقلت بدراستي من دمشق إلى مدينة أخرى في الصف التاسع، وكان حماسي للسياسة شديد، وما زلت عاجزاً عن فعل أي شيء، لا تجاه لبنان ولا تجاه وطني الذي بدأت ألمس فيه شذوذاً مدمّراً، وبدأت أقرأ وأنا في ذلك الزمن بأنَّ هذه الأدوات والأساليب في الحكم، والروتين والبيروقراطية والفساد وتدمير العقل المستقل والمبدع ومحاولة قتله في المهد سيصل بنا وبالبلاد إلى ما نحن فيه من خراب، وكنتُ أجالس كل من هم أكبر مني سناً، ومنهم أساتذة في مدرستي ، ومنهم جامعيون، وكان يندهشون من نقاشي الشرس والمدغوم بالحجّة والبرهان وتجاه قضايا كبيرة، مثل قضية الصراع بين أثيوبيا وأريتريا، وأذكر أنني جادلت أستاذ القومية في الصف التاسع مطولاً بهذا الموضوع، وكانت نتيجة النقاش الذي أتى ضدَّ طروحاته وتوجه الحزب آنذاك، أن طردني خارج الصف وحرمني حضور دروسه حتى اشعار آخر، ولكن النتيجة الأكبر والأقسى هي تقرير من العيار الثقيل بحقي، على أني " واحد شيوعي " متمرد. وعلى أثرها بدأت المضايفات وبدأ حرماني النشاطات الشبيبية حيث كانت هوايتي التمثيل وكنت أكتب المسرحيات وأمثلها في حفلات المدارس. وجاء ترشيحي للمهرجان المسرحي القطري لطلاب المدارس حيث كان لدي مسرحية قيّمة جداُ" بحسب رأي من قرأها من المخرجين والكتّاب" وكانت من تأليف العبد الفقير لله، واخراجه وتمثيله مع بعض الزملاء. وكانت تلك الصدمة الكبيرة عندما حُرمتُ من المشاركة في المهرجان بعد تدريب طويل على المسرحية لأكثر من ثلاثة أشهر.. وفجأة تأتي المسؤولة الفنية في رابطة الشبية لتقول لي بلغة متعاطفة ومتضامنة وحزينة، لآ أستطيع أن أجعلك تشارك في المهرجان القطري، هناك من يمنع ذلك، وأردفت؛ إنني أقدّر عالياً ما أنت به من موهبة وقدرة، ولكن الأمر خارج ارادتي..؟!
كنتُ آنذاك في الصف الحادي عشر، وكانت تلك من الصدمات الكبيرة التي تلقيتها في حياتي، ولكن تلك الصدمات تحولت مع مرور الزمن إلى أشياء روتينية تافهة بحكم العادة، إذ، ماذا يعني أن يدّمّر مصير إنسان؟؟ وماذا يعني أن يُحرم من الحياة، ومن النشاط، ومن التنفس السليم، وماذا يعني أـن نحجبَ الشمس؟؟ وماذا يعني أن يموتَ فلان أو علاّن من الناس؟؟!! كلّ ذلك كان في خدمة أهداف الثورة، والقائد المفدّى، والمشروع العظيم مثل كذبة السد العالي العظيم؟!
تتالت الضربات ضربة تلو الأخرى، حتى أصبحت، وأمست، الصدمات بمثابة تناول كأس من الماء البارد في أشهر الشتاء، يُزعج، ولكنه لا يقتل، بل يُشكّل مناعة في بعض الأحيان. فمن ضرورة الواسطة للعبور والقبول في المعهد العالي للفنون المسرحية إلى التدريب الجامعي، حيثُ العسّ- كريّة الحقيقية في قلب الجامعة المدنية، منبع العلم والتعليم والفقه، والتفقه. إلى مجادلاتي العقيمة مع أساتذتي وأنا الطالب المجدّ، ولكن المشاغب، الجريء، ولكن على حق، الشرس، ولكن بحجةٍ وبرهان. وفي أحد الأيام اختلفت مع أستاذي الجامعي وهو أستاذ شهير جداً في الأدب المقارن على مستوى العالم العربي، وهو متخرج من فرنسا ودرس، ودرّسَ فيها لسنوات وسنوات، وكنتُ دائماً أتخيّل بأنني لا بد من أن اجد يوما ما آخر يقبلني وأقبله، يحترم رأي وأحترم رأيه . فمابالك باستاذ جامعي مرموق كهذا. وكانت تلك الطامّة الكبرى، عندما اختلفت معه في توصيف لأحد كبار مفكري عصر التنوير والنهضة الأوروبيين. أرغد وأزبد، وصرخ وكبّر، مع أنه من دين لا علاقة له بالتكبير، بل بالثالوث المقدس، ثمَّ اشتد عوده برغم كهولته، وقويت شوكته برغم نعومته، عندها قررتُ أن أسير بمعركتي إلى الأخير، لأعرف ما سيفعل؟ فازددت اصراراً على رأي، وتمترستُ خلف قناعاتي وشكّلتُ منها حصناً منيعاً يصعب اختراقه لأي سبب كان وبأقوى الأسلحة. ثمَّ بعد ربع ساعة من تمترسنا، واصطفافنا كلّ خلف عقيدته وفكرته المنيعة، قام باخراجي من القاعة . ومن يومها قررتُ " أنا" العبد الفقير لله، بأن لا أعود إلى محاضرته أبداً.. وكان ذلك القرار صائباً في حينها، وكنتُ ألتقيه في الخارج أحياناً، أمدّ له يدي، وأسلّمُ عليه بحرارة ..!


****************************
2

انتهت تجربتي في الجزء الأول من هذا السرد بمشكلتي مع أستاذي الجامعي الذي كنتُ أعتبره هرماً من أهرام الثقافة والفكر في بلدي وبلاد العرب أوطاني. وما شككتُ يوماً بأنّهُ سيسفه رأي ويتمترس خلف رأيه بالرغم من أنَّ النقاش دار حول فكرة قالها ذاك الفيلسوف من عصر النهضة محدداً رؤيته للإنسان، وأنا خالفته فيها واعتبرتها فكرة تؤسس لحالة انهزامية مدّمرة. وكانت النتيجة العزوف عن حضور محاضرات هذا الأستاذ الذي كان يدّرس مادة الفكر وهي من أهم المواد على الاطلاق. المهم؛ تلك الصدمة شكّلت انعطافة حقيقية في حياتي وفي قراءتي لممجتمعي وبنيته التراثية القذرة، وجعلتني أسدلُ الستار على فكرة أو حلم جميل لطالما راودني وهو أنَّ هناك في بلادي بصيص أمل في اعادة انتاج مشروع ثقافي نهضوي مبني على أسس الحداثة ونتاجها الحضاري. لكن للأسف يبدو أن النخبة المثقفة التي هي من المفروض أن تكون صاحبة مشروع التغيير هذا، هي بحاجة نفسها إلى مشروع تغيير في ارثها وعقلها الثقافيين؟!! واكتشفتُ بعدها بأنَّ القضية هي أبعد من سلطة استبدادية موجودة، أو أرث ثقافي عنيد وعصيّ على التبدل، أو تراث ديني اقصائي قمعي يرفض الآخر وينكره، وأنه أبعد من كونه تقاليد وعادات اجتماعية موروثة، إنه كل هذا العوامل مجتمعة ومعها المزيد من التشابكات البنيوية في الموروث العقلي ذاته الذي تراكم على مرّ العصور. وبدأت أدرك في ذلك الزمن البعيد بأنَّ الانتقال إلى فكر ديمقراطي حرّ هو مشروع لا بد من استنهاضه منذ الآن لأنه يحتاج إلى سنوات وسنوات إن لم يكن عقود لإنجازه في مستواه الفكري والثقافي والاجتماعي. كانت الحركات السياسية مقموعة بل وشبه معدومة، بأستثناء بعض أصوات المعارضة هنا وهناك التي نجت من الحملة القمعية العارية التي مارسها النظام على خصومه خلال السنتين اللتين سبقتا وجودي في الجامعة. كان الإخوان قد استسلموا، أو اندحروا، فهرب من هرب، ومات من مات، وهُجّرَ طوعاً أو قسراً من ُهجّر، وبات هناك قانون يحكم بالإعدام على كل منتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين الذين مارسوا العنف المسلّح ضدّ السلطة والشعب، وكان ردّ السلطة أكثر عنفاً وقمعاً في ذلك الحين. كان ما بقي من أحزاب يسارية تغرّد خارج سرب الجبهة الوطنية التقدمية والنظام هي أحزاب قليلة، الحزب الشيوعي السوري " المكتب السياسي" بزعامة رياض الترك، حزب العمل الشيوعي الذي تأسس على فكرة الثورة والتمرّد على الواقع من بداياته، وطرح سلطة تقودها طليعة بروليتارية تمسك زمام البلاد والعباد. ثمَّ كان هناك البعث الديمقراطي الذي يتشكل من بقايا حركة 23 شباط 1966، وحزب العمال الثوري والاتحاد الاشتراكي الديمقراطي الذي كان آنذاك بزعامة رجل السياسة من الطراز الرفيع المرحوم الدكتور جمال الأتاسي. وكانت هناك حركة الاشتراكيين العرب وغيرها من جماعات هنا وهناك، ولكنها كلّها بدون استثناء تعرضت للقمع العاري من السلطة وغُيبت كوادرها في أقبية الأمن وسجونه، وهجّر الباقي أو هرب إلى بلاد الواق واق باحثاً عن سلام منشود، وآمان معدوم في وطنه تجاه كل من يتجرأ على البوح بأي كلمة في السياسة تخالف النهج المقدّس الذي بنته السلطة على عبادة الفرد وتعظيمه، هذا النموذج الذي تمَّ استيراده مقولباً من الجمهوريات السوفيتيية ومن رومانيا، وغيرها. إذا؛ لم يكن هناك بدائل سياسية لسلطة تمارس القمع العاري تجاه مجتمعها وتلغي وجوده وكينونته، فمن كان في الأحزاب آنذاك لم يكن يرقّ، ليس فقط إلى فكرة الدمقرطة، بل حتى إلى مفهومها الفكري الواسع بالرغم من انهم جميعهم كانوا ينادون بها ، ويأخذونها مآخذاً على النظام.!! لكن، لو آلت الأمور إليهم لفعلوا بالتأكيد ما فعل حزب البعث منذ، وخلال، وبعد استلامه لزمام الأمور .
كانت كل هذه الأحزاب هي موضع احترام وتقدير بالنسبة لي، وكما يكون الأمر بالنسبة لمن يعشق التمرّد على الواقع المرير الذي يرفضه، فيجد في أي طرف آخر إشباعاً أو يروي ظمأه عبر احترام هذه الأحزاب ومتابعة وقراءة أدبياتها والمشاركة فيها حيناً. وكل ذلك لأنها كانت بديلاً لسلطة لا أحبّها، وليس كون هذه الأحزاب تستحق الاحترام؟! كان أكثر ما يلفت النظر في أدائهم هو أدواتهم وأساليبهم في ابتداع ما يسمى " الصنم" السياسي الذي يجسدّه شخص الأمين العام. كان هو الطوطم والتابو الفروديين. وكان هذا الصنم هو آية الله، والمنظّر الذي لا ُيخطىء، والرجل الذي لا يُهزم، والكائن الذي يتربّع في موقع الأمانة، وعنها لا يتزعزع مهما اشتدت الصعاب، وضربت الريح الأطناب، وغاب الرفاق في أروقة الأمن والبلاط. باختصار لم يكونوا إلاّ وجهاً مصغراً متواضعاً من حيث الأدوات لحزب البعث العربي الاشتراكي. ماكان يجمعهم أكثر مما كان يفرقّهم بكثير. وما كانوا يتشابهون فيه كان أكثر بألف مرّة مما كانوا يتناقضون فيه.
كانت قد بدأت رحلة بحثي الديمقراطية العتيدة في شتى ميادين الحياة، كنتُ أبحث عنها حتى في تفاصيل الشارع حيث الناس لا تعنيها هذه المسألة أو ذاك المصطلح، كنت أناجيها وأتخيلها في الادارات، الجمعيات، النوادي، المؤسسات، المنظمات، وكل فعاليات المجتمع، ولكن هيهات هيهات لم أكن أجني غير الآهات من المفارقات والتجارب التي كنتً أعيشها في تفاصيل حياتي اليومية. نقاشات حامية الوطيس كنّا نخوضها، وكلّها مواضيع ساخنة نزلت عن النار للتو، حاضرة الحدث، مؤججة للذاكرة والوعي المجتمعيين، منها ما كان مكشوفاً ومنها ما كان مستوراً بسبب الخوف من الوشاية بنا إلى أجهزة المخابرات ومن لمَّ شملها ومن تقيأ ظلّها. الفكرة الأساسية التي كانت تحكم كل تلك النقاشات هي غياب فكرة النقاش نفسه، أي مفهوم النقاش أو ( الحوار) بالمعنى الأدٌّق، حيث يكون الاصطفاف الفكري والاستلاب العقلي لقكرة ما، أو لقول ما، أو لرمز ما، هي سيدة الموقف، وهي التي تتحكم بدفّة المركب الذي يقودنا جميعاً في النهاية إلى التمترس خلفَ أمراضنا وذواتنا المستلبة من الغير، بسبب غياب الذهنية، أو العقل الجدلي الذي يبني أحكامه على التحليل العلمي المنهجي للكلمة، والقول، والفكرة، التي هي أساس الابداع والخلق الإنساني.!!
طبعاً لم أكن كشخص بعيداً عن هذا الإستلاب، "فما أنا إلا من غزّية إن غوت غويتً" كما يقول: دريد بن الصمة، فأنا ابن هذا التراث والعقل، المستلبين، القمعيين. ولكن ربّما يكون الفرق بيني وبين البعض بأنني بدأت أنتبه إلى ذاتي وأحذرها من الانسياق خلف هذا الديناصور الديكتاتوري الذي يحاول أن يتنامى في أعماقي، فكنت أتحاشاه كلّما شعرتُ بتهديده يحاول اقتلاعي من فكرة التمرد على الواقع الذي أنكره . وكنتً أصرخ؛" أيها الحقير ، اغرب عن وجهي، لن أسمح لك بقتلي. سأقتلك قبل أن تقتلني". ؟! وهنا بدأت رحلتي التدريبية المتواضعة في قبول الآخر والتي مازالت فيها الكثير من المحطّات التي لم أتجاوزها بعد، ولم لا ؟؟! فمن يريد أن يقوم برحلة كهذه،يجب أن يكون مجهزاً بآلة تسابق الزمن، أو تلغيه. لأنه يتوجب عليه أن يعود إلى الوراء ألفي عام ونيف حين لم يكن اللاهوت قد عشعش وتجذّرَ في قلب وعقل الناسوت.
صرتً ابحث عن هذا الآخر المختلف بكل التلاوين والأطياف. من هو هذا الآخر؟ كيف يكون؟ أين تربّى؟ ماذا نهلَ من أجداده وأعمامه وأخواله وعشيرته وأهل بيته وقريته أو مدينته؟؟! ما هو شكله، دينه، معتقداته، إرثه التاريخي، مذهبه، نمط تفكيره؟! كل هذه الأسئلة الصعبة كانت ترهق كاهلي بين المحطة والأخرى، وكلّما وصل قطار بحثي إلى محطة، وأتخيل بأنها هي المحطة النهائية، سرعان ما أكتشف بأنني لم أعبر إلاّ جزءاً متواضعاً جداً من المحطات البعيدة جداً عن محطتي الأولى ..؟!

يُتبع في الحلقة القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م