الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة المذيعين والأخطاء المكشوفة

ابراهيم سبتي

2011 / 8 / 16
الادب والفن


احد اهم المقومات التي يمتلكها المذيع هي ثقافته المتنوعة . وحين يكون في تماس مباشر مع الناس فهذا معناه بانه سيكون حريصا في توجيه ما لديه اليهم من خبر او معلومة او تفصيلا ما .. والمذيع لا يمتلك سوى لغته التي هي بمثابة العنصر المجابه مع الجمهور ان احسن استخدامها .. وعليها ان تتماشى مع ما يمتلكه من ثقافة بالضرورة . ومن حسن حظ المذيع ، ان التقدم التقني في بث الصورة والخبر ، قد قللت من ظهوره امام الكاميرات كثيرا في نشرة الاخبار ، وهو ما نلاحظه في اغلب القنوات الفضائية التي تعتمد على الخبر المصور في اثارة غرائز الناس من حزن ومسرات . فباتت تتمتع في بث الاخبار المهيجة للآلام والجروح وخاصة تلك التي تعتمد على المذيعات الجميلات اللواتي يأسرن انظار البعض كي ينسون صدمة الاحداث احيانا .. الا ان الاخطاء اللسانية المنطوقة ، قد تفشل جهود المذيع الذي يحاول ان يكون محبوبا وقريبا من جمهوره . والاخطاء المنطوقة تاتي لسببين اولهما الاخطاء الاملائية والنحوية التي يحررها المسؤول عن النشرة و يتحمل بالطبع ما تؤول اليه تلك الاخطاء من حرج للمذيع نفسه .. وثانيهما نقص الثقافة عند المذيع ، فاكثر الاخطاء ناجمة عن ضعف الثقافة والاطلاع وقصور المعرفة المكانية والزمانية والموسوعية . فان كان المذيع مثقفا ، فانه سيصحح الاخطاء مستعينا بخزينه المعرفي وسيتلافى حتما بعض الاخطاء الاملائية او الاخطاء الناجمة عن جهل المحرر لبعض المسميات او المصطلحات والعناوين . الا الخطأ عند المذيع احيانا يمثل نقص حاد في ثقافته كما حدث لاحدى المذيعات في واحدة من القنوات الفضائية العراقية عندما قالت " هددت روسيا رسميا باستخدام حق النقد (الفيتو) لمنع مسودة قرار في مجلس الأمن لإدانة سوريا‏ " قلت لعلها اخطأت بذكرها كلمة " النقد " بغير قصد ولكنها عادت وكررت نفس الخطا . وهذا يدل على ان المذيعة لا تعرف معنى النقض في اللغة ولم تسمع به ولم تفرق بينه وبين النقد . والا ماذا ستقول عند ورود عبارة صندوق النقد الدولي ؟ ربما ستقول صندوق النقض الدولي ، فنتأسى على حالها وحال الذي حرر لها الخبر . وهذه طامة تكرر كثيرا عند اغلب المذيعات تحديدا . وعندما يتكرر خطا ما في خبر واحد فانها غير معذورة عليه لانه سيأخذ كثيرا من جرف هيبتها وشخضيتها وستتهم مباشرة بقصور ثقافي وضعف الخزين المعرفي لديها .. وعلى القائمين على القناة معالجة الامر سريعا باخضاع المذيعين المتلكئين او المخطئين في النحو او في المعلومات ، الى دورات تقوية باشراف اساتذة لهم ريادة في الثقافة العامة وفي اللغة . ولان الخطا بات مألوفا في نطق المذيعين لتكراره اليومي ، وصار على المتلقي ان يسمع بعض المفردات فيضيفها الى قاموسه اللغوي وكانها تحصيل حاصل . ولا يقتصر الامر على هذا ، بل تعداه الى مفارقات غريبة في نطق كلمات او تحويل معنى الى معان اخرى كما في " انسحب " كقولهم انسحب الفريق او انسحب الوفد المفاوض ، والصواب غادر او خرج لان الانسحاب لا يتم الا باستخدام شيء للسحب كحبل او ما شابه . وكذا الحال بالنسبة الى نطق بعض المفردات كـ " عبوة " بضم العين و " آذان " مد على الالف و " جنوب " بضم الجيم وغيرها كثير . اما الصواب فيكون ، نطق عبوة بفتح العين ونطق أذان بالهمزة المفتوحة وهو الايذان بالصلاة فيما " آذان " جمع اذن وهي اداة السمع ، اما جنوب فصوابها بفتح الجيم والاخرى المنطوقة " بضم الجيم " فلا تشير الى الجهة المعروفة مثل الشمال والشرق والغرب ، وانما جمع جنب . وكذا قول بعضهم " الغير واضح او الغير مفهوم " والصواب غير الواضح او عير المفهوم لان الالف واللام ( التعريف ) لا تدخل على غير. وهكذا فان العربية تكاد تذوب بعض عناصرها في الاخطاء اليومية الشائعة دون رد او ردع .. ولان ثقافة المذيع هي الفيصل الاول في مهارته وابداعه في قراءة المعلومة وايصالها الى المتلقي ، فانها تسهم في تقليل الاخطاء وفرزها ومن ثم معالجة الاخطاء الموجودة في ورقة المحرر . ولا اعتقد ان مذيعا لا يعرف كيف تنطق كلمة " عبوة " او جنوب " او " أذان " لانها كلمات تدل على مالوف يومي وان اخطأ فيها فهي نقص مؤكد في القاموس الثقافي واللغوي حتما . هي دعوة لكل المواجهين لنا عبر الشاشة الصغيرة و الذين يطلون علينا بأبهى زينة وغنج ، بأن يفيدونا بما يقولونه لانهم صاروا زوارا لابد من استقبالهم يوميا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة