الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقد لا تحل العقد ...

حسن حاتم المذكور

2011 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


اُعلن الأنجاز الجديد لمشروع المجلس الوطني للسياسات الأستراتيجية ’ وبما انه يجمع في جيبه الرؤساء والرئآسات ومؤسسات الدولة من رئيس الجمهورية حتى شرطي المرور ’ وعلى قاعدة الذكر المناسب في المكان المناسب التي اعتمدها نظام التحاصص والتوافقات ’ سينتخب وبالضرورة الدكتور اياد علاوي كونه المناسب وزيادة ’ عملة نادرة كشخصية علاوي ’ لايمكن ان يناسبها موقع في مجلس النواب او الرئآسات ’ فالرجل لاتليق بمكانته الا المواقع العليا استراتيجياً وتكتيكياً والحبل على الجرار ’ وهكذا اكتشفت لـه مبادرة الرئيس مسعود البرزاني مجلساً استراتيجياً عالياً لحل العقد التي تعترض العملية السياسية ( ونارهم تاكل حطبهم ) .
ما يثير الضحك على ذقن العملية السياسية المادة الثالة وتنص : " المساهمة الفاعلة في حل العقد التي تعترض العملية السياسية في العراق ...... " ( وداوني بالتي كانت هي الداءُ ) او كما يقول اهلنا " هو اليعكدهه وحلاهه " , هنا ارادت مبادرة الرئيس مسعود ان تحل العقد بأضافة الأعقـد ليبقى العراق مياه عكرة لصيد المكاسب الطائفية والقومية .
الدكتور اياد علاوي ’ غير معني بما ورد في المقترح الذي قدمه رئيس جمهورية حظ العراق ’ الا ما تعلق بالمادة ( 2 ) وتنص :
1ـــ الأستقلال المالي 2 ــ سكرتارية وهيكل اداري خاص لـه 3 ـــ ميزانية خاصة به 4 ـــ سيكون للمجلس مقر عام وقـوة وحمايـة .. ( وظل البيت لمطيره ... )
وهنا يستطيع الدكتور علاوي تأمين وكراً شرعياً امناً وتمويلاً رسمياً للمتبقين من شراذم البعث لتواصل جرائمها من داخل مؤسسة حكومية استراتيجـة فوق الشبهات والمسائلة .
اذا كان الترشيق بألغاء بعض وزارات الدولة خطوة الى الأمام ’ فتشكيل المجلس الوطني للسياسات الأستراتيجية اكثر من خطوتين الى الوراء ’ وكما نصت عليه المادة ( 2 ) فالأمر يشكل اضخم واخطر حالة فساد تضاف الى الراهن منـه ’ الى جانب كونها اعقد العقد واخطرها ستضاف الى المأزق العراقي ’ وهذا ما يتعارض مع التبريرات والتخريجات المخاتلـة .
مشكلة الدكتور علاوي’ انه لايستوعب , بان العراق قد تجاوزه وتجاوز البعث معه وقد سحق الأسوأ على طريق مستقبله وكل ما يريده الرجل ’ ان ينجز ما اوعد بـه محبيه وداعميه اقليمياً ودولياً بغية العودة بالعراق قطراً ليتكفل البعث بتنفيذ مهمة السمسرة على ارضه وثرواته وسيادته ليبقيه محمية للأستئطان العروبي ’ دون ان يعلم ’ ان هناك من سيتحمل مسؤولية التصدي لـه واسقاط مشروعه من قبل بنات وابناء العراق والوطنيين من داخل المؤسسة الحكومية وخارجها .
السيد علاوي وبعثيي حزبه وائتلاف عراقيته ’ هم ادوات لمشروع اقليمي دولي خطير ’ لايريد للعراق مستقبلاً زاهراً ديموقراطياً آمناً ’ فالأمر في جوهره مواجهة شرسة للغاية ’ بين المشروع الوطني للمستقبل العراقي والمشروع الخارجي لأبقاء العراق وبأي ثمن على حافـة الفتن والتمزق والتقسيم’ ضعيفاً منهكاً غير قادر للدفاع عن نفسه وصيانة سيادته واسترجاع المسروق من ثرواته وارضـه .
صحيح ان المأزق فصل عبر مؤامرة تزوير معقدة من داخل صناديق الأقتراع لأنتخابات 2010 ’ وهناك صعوبة في تجاوز ما حصل دون ثمن ’ لكن الأمر سيعالج بالصبر والحذر واليقضة ووحدة صفوف الخيرين والوطنيين المخلصين لمواجهة وافشال القادم من الدسائس الشريرة ’ يرافقها استعدادات استثنائيـة لأنتخابات 2014 ’ فالعراقيون وبعد مرارة تجاربهم وضريبة الدروس المكلفة ’ سيقولون كلمتهم ويقودون انتفاضتهم للأصلاح والتغيير ديموقراطياً ومن داخل صناديق الأقتراع ’ ليضعوا حداً لمعاناة تلك اللعبـة السافلـة .
مشكلة العراقيين : خلف من سيخطون خطوات مستقبلهم .؟’ جربوا ثقتهم واصواتهم خلف هذا وذاك وانقطع الخبط بهم متلبسين بالأحباط وخيبات الأمل ’ يضغط عليهم الماضي بكل بشاعاته ويخذلهم الحاضر بكل تلوناتـه ’ بين السيء والأسوأ تتخبط خياراتهم ’ ثقتهم واصواتهم هربت بأتجاه الطائفيين والعنصريين ثم انتهت الى بزارات الجوار والمصالح الدولية ’ ولم يبق منها ما ينفع الوطن ’ فالمستقبل العراقي يسحق الآن بين سندان الماضي ومطرقة الحاضر ’ فالمصالحات والمشاركات ثم المجلس الوطني للسياسات الأستراتيجية والقادم اعظم ’ انها في واقعها اصباغ وتلوينات لشكل مستنقع مجلس الحكم الموقت وتعفن تحاصصاته وتوافقاته عبر ثلاثة دورات ابتزازية لأستعراض حجم وتأثير كل مكون تمتلكه اطراف العملية السياسية معززة بدستور يحمل ما يكفي من فيروسات الفتن والتمزق والتقسيم .
الفاجعة : اننا لم نشاهد او نسمع من داخل دول الجوار من انصف العراق ودافع عن حقه او تعاطف مع شعبه في محنته ’ فكل منحاز الى دولته وحكومته وشعبه حتى على الباطل ’ الا العراق ’ ففيـه احزاب وكتل وائتلافات وسياسيين ومثقفين وكتاب واعلاميين وصحف وفضائيات ’ انحازت وبكل صفاقـة الى اعداء العراق اقليميين ودوليين واشبعت وطنها وشعبها ترخيصاً وبيعـاً واذلالاً’ وليس بأستطاعة العراقيون الآن ان يراهنوا على نخب واطراف ’ اغلبها لم يبقي فيها الفساد ما يصلح لأعادة بناء المستقبل العراقي .
اخيراً :نسجل لأمريكا فضلها في اسقاط النظام البعثي الدموي وليس من حق غيرهم ان يدعي ذلك ’ لكننا نسجل عليهم سنوات الخراب والدمار والموت اليومي المنظم للثمانية سنوات الأخيرة ’ وعلى قناعة ايضاً ’ ان باسحابها ستنسحب معها القاعدة والبعث والمليشيات الطائفية العرقية ومجلس الأستراتيجيات ’ وستقطع خطوط الأختراقات الأقليمية والدولية بوكلائها ودلاليها وسماسرتها وسيقف مجرمي النظام البعثي امام القصاص لا في حكومة الشراكة ’ وستفكرا الجارتين تركيا وايران قبل ان تدفع ضريبة عدوانها وخرقها للسيادة الوطنية العراقية ’ وستستعيد الشقيقة دولة الكويت رشدها وتجلس متواضعة على طاولة الحوار الودي لتأخذ ما تستحقه وتدفع ما يجب عليها ان تدفعه ’ وسيستيقظ العالم على الحقيقة العراقية بعد تجاوزها مرحلة الضعف لتعيد النظر بالمجحف من قراراتها واجراءاتها وحصاراتها وبنودها وتلاعبها بالمصير العراقي وثرواته .
17 / 08 / 2011










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان