الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق : بدون تعليق

حسن حاتم المذكور

2011 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


العراق : ـــ بدون تعليق ـــ
على جدار الأزمنة التي كانت ’ للعراق لوحة قاتمة كئيبة كالأسى ’ فيها للضياع وللخوف لون ’ وللطائفية والعنصرية الوان ’ ولون المذاهب تتمزق فيه المذاهب ’ عليها الحاضر مضطرباً والمستقبل مجهولاً ’ تشكلها ثلاثة كتل من الغيوم ’ تبرق وترعد وتمطر بوجه بعضها اوحالاً تلوث عابري السبيل على الأرض ’ الكتلة التي تتسع للجنوب والوسط يطلق عليها المتخصصون في سريالية اللوحات ( كتلة ) تحالف التضادات للمكونات الأسلامية ـــ الشيعيـة ـــ ويبدو عليها وكأنها منهمكة في افتراس بعضها ’ الكتلة التي تحتل المساحة الشمالية الغربية ’ ويطلق عليها علماء فلك الأقدار بمحميـة العراقيـة للموت المؤجل ’ وتتشكل من اندماج كتل بركانية ناشطة تطلق الحمم بأتجاه الآخر وتشعل الحرائق العشوائية وتسمى في علم الطوائف والأعراق والمذاهب بسلسلة براكين المكون السني للعراقية ’ اما الكتلة التي تغطي المناطق الشمالية ’ فسميت بالكتلة الموسمية للأقليم ولم يتفق العارفين والباحثين في فنون الممكن على ادوارها ووظائفها ’ فأنوائها متغيرة ’ ومع شدة غموضها ’ فتغييراتها وتقلبات انوائها منضبطة داخل حدودها .
من يتابع اللوحة بعمق ومهنية سيجد حدوداً تفصل بين الكتل الثلاثة مزروعة بالريبة والشكوكية والغام الكيد والوقيعـة ’ ومع انها تفتك ببعضها ’ لكنها شديدة الحرص على الا تتجاوز مظاهر التوافقات وحسن الجوار ولا تبتعد عن طاولة ادارة لعبــة المنافع المشتركة .
الحواجز التاريخية التي تفصل بين الكيانين الوسط الجنوبي والشمالي الغربي ملغومة ’ بمفخخات وناسفات ولاسقات وكاتمات نفسية وروحية واجتماعية وضوابط ايديولجية ’ يعد تجاوزها من المستحيلات ’ فقد ترسخت واكتسبت قوة التدمير عبر تطبيع ثقافي فكري عقائدي وتجارب ومماحكات فتن تجريبية ’ واصبح من الخرافة التفكير بأحداث ثغرة تصارح وتصالح فيها اوتقديم العام على الخاص .
الحواجز التي تفصل بين الكتلتين الشمالية والشمالية الغربية ’ تشكلت من سلسلـة براكين تحت الطلب ’ على امتدادها يتصاعد دخان الأحتمالات المرعبة ’ وعلى طرفيها لوحتا انذار مبكر ـــ احذروا الألغام ـــ مناطق متنازع عليهـا ..
سريالية اللوحة شديدة الغموض واطارها اكثر غموضاً ’ اضلاعـه مختلف الألوان ’ حدودها : من شرقها خضر مرابعنا ومن غربها سود وقائعنا ومن شمالها بيض صنائعنا ومن جنوبها حمر مواضينا ومن داخلها ( مشكل مصائبنـا ) ’ معلقة بخيط مصيرها الواهي تتأرجح بأتجاهات مختلفة ’ يحدد ميلها قوة الجذب الخارجي ’ تبدو اليوم في حالة وغداً في حالة اخرى ’ يصعب على المتتبع فهمها واعطاء صورة محددة عن ابعادها وميلها وما يمكن ان تستقر عليه مستقبلاً ’ لهذا يلجأ المعنيون لحل الغازها الى التنجيم وحساب الأفتراضات والجاهز من هلوسات الأنحياز ’ فأسرارها ابعد من ان يشخصها الحدس المجرد ’ فما هو داخلها اكثر غموضاً وتعقيداً مما عليه ظاهرها ’ ولا يعلم المتبصرون ’ اين وعلى اي الرفوف حفظ صندوق اسرارها وكل ما يشير اليها لوحـة صغيرة تحت اطارها دون فيها ...
العراق : ـــ بدون تعليق ـــ ..
اجنبي واحد من اصحاب المعرفة والأنصاف ’ اصر على ان تلك اللوحة تدعي العراق ولا صلـة لها بـه ’ انها اسمال وطن لا تشبه العراق الذي نعرفه ’ يبدو ان العراقيين هم آخر من يرسموا لوحـة وطنهم ’ ثم ارتفع صوتـه ونظره بأتجاه بعض الشباب العراقيين تجمعوا في ركن من متحف الأزمة موجهاً لهم سؤاله ’ اي جيل سيعيد للعراق ربيعـه مبتسماً كلون الغزل ...؟؟
اقترب منه احدهم وهمس في اذنـه ...
اصدقكم ــ اجاب الأجنبي ــ انه وطنكم ولا اعظم منـه ... امانـة اجدادكم فأحترموها واعيدوا رسم صورته كما ينبغي ان تكون .
23 / 08 / 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث