الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الامم(3) كتاب ظلمته أمته

عصام شعبان عامر

2011 / 8 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


إن البوادر الأولى التى توحى بسقوط الأمة هى مدى تركها لآداة التطور فيها
وأما الأمة التى تدعى أنها إسلامية فإن آداة تطورها هو القرآن الكريم ذالك أن فى مجتمع بدوى بدائى كمجتمع مكة وما حولها من قبائل الأعراب لم يكن هناك من أدوات التطور التى تتيح هذه القفزه الهائلة إلى أن نزل القرآن وجاءت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهى أمة أممية جاهلة بمبادئ القراءة والكتابة .
هذه الأمة تحولت من طريق الإلفة إلى طريق الإبداع والتقدم عن طريق توجيهات وأرشادات القرآن الخلقية والفكرية التى تدعوا للتأمل والنظر والتدبر فحطمت بذالك تلك العبودية الرمزية لتلك الأصنام والأوثان التى لم تكن فى مخيل العربى سوى أصناما وأوثانا فكرية جامده جمود الصخر الذى لا يلين .
ولأن القرآن ليس كتاب عاديا فهو لم يؤثر فقط فى محيط الاعراب الأميين بل من خلالهم اثر على محيط الأمم الحضارية العالمة لأنه حطم كل القيود الصنمية وحرر العقل ليسبح فى ملكات الفكر وامتدح الإبداع فى تصويرية رائعة لملامح السماء والإندماج والإنصهار على ثلة الأرض ويكأنه بذالك يشير إشارة عجيبة عن هذا الإندماج بين بنى البشر وبين الإنسان ذاتا وكينونة جسدا ونفسا ليعبر بذالك إلى الآخر بمزيد من الإستبصار الهادئ الذى يحول ظلمات الجهل المطبق إلى رحابات النور الرحبة إنها المعرفة التى يبغيها ويجرى ورائها الإنسان ليلهث حتى يدركها فإن أدركها يستشعر أنه لا يعرف الكثير ويظل يلهث فى سعار يبحث عن المزيد .
هذا الكتاب ظلم وظلمته أمته على مدى اربعة عشر قرنا من الزمان وتعرض إلى كثير من التحوير والتأويل فتحول الكتاب من نص سماوى مقدس مفتوح على الدنيا والكون والحياة والإنسان يستلهم منه تلك الإشارات الملهمه التى تتجاوز الزمان والمكان لتعطى لحركة الفكر والتنوير الأبدية المرسوم الأبدى للنهوض والتعبير عن الغنسان فى وجه الكون والطبيعة وليلزم الإنسان بقيمه الخلقية والروحية ويسمو به من دونية الحيوان إلى أن يكون إنسان تعرض هذا الكتاب إلى عملية تغليف وتعليب رسمت معاركها على مدى طويل من الصراع الإيدلوجى والسياسى بين المسلمين ويكان القرآن والإسلام فى واد والمسلمين فى واد آخر .
خضع نص الكتاب العزيز على مدى طويل باجتهادات العلماء والتى لم تتوقف عند حد الإجتهاد بل فرضت على نفسها طابع التقديس وكأنها هى النص التأسيسى الأول المقدس وبدلا من أن يعكف المسلمون على دراسة هذه الإجتهادات بشئ من التنظير والفهم والتحليل والنقد أو حتى مجرد الكشف عن ملابسات الصراع بين المسلمين فى عصور ظهورها قدسوها وغلفوها بإطار ثقافى وإجتماعى صلب لا يمكن إختراقه لتعمل تلك الإجتهادات عمل القيم والأخلاق الضابطة لمجتمع لا ينتمى إليها فهى من عصر والمجتمع من عصر آخر وتصبح القيمة نفسها مبنية عليها بل الكتاب المقدس القرآن نفسه قائم عليها .
القرآن فى حد ذاته هو كتاب لا يقف عند حدود الزمان والمكان بل هو كتاب أسطورى (بمعنى خارق لجدارى الزمان والمكان ومجاوزلهما ) فهو يفرض مبادئه وقيمه واخلاقه من خلال أحاديث مبهمة غير مرتبطة إرتباطا جذريا بالواقع الذى حصلت فيه فتتخطى بذالك حواجز الزمان والمكان وليست مرتبطة بأى وقائع استشهادية مماثلة أو ماثلة إلا من خلال ضرب المثل لنأخذ بهذا العبرة والعظة ولنقف على الجوانب النفسية والإستلهامات الفلسفية والرياضيات المنطقية بداخلها لتملأ على الإنسان ذالك العقل وهذا الوجدان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح