الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية والطائفيه

وميض خليل القصاب

2011 / 8 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عندما تدخل الديمقراطيه بلد عربي لابد ان تدخل مرتبطه بالطائفيه ,بينما تشهد عصور الحكام الدكتاتورية أستقرار طائفيا بغياب أي شكل للحكم الحر الديمقراطي , وربما لو أعدت صياغه عبارتي وقلت لما كلما تتاح لنا فرصه لممارسة حرية التعبير نجد نفسنا نتفوه بخطاب يحرض على التفرقة والتمييز والتهميش , ولأنني لا اجد اجابات مريحة للأسئلة أعلاه ,أعود ووافكر قليلا وأقول لما نحن دائما مصحيين في كلامنا ؟ مثلا لو جلست الأن وقدمت تصوري لحل مشاكل بلدي العراق وقلت أن العراق بلد يحتاج وصول قوى سياسيه للحكم تدعم تحسين قطاع الخدمات تشجع الأستثمار وتقاسم الثروات بشكل متوازي بين سكانه ال34 مليون بحيث يرتفع مستوى دخل الفرد مقابل دعم السوق ببضاعه جيده ومعتدله السعر ليتمكن من مجابهه مرحله تحسين الخدمات الطويله ,ونحتاج ان يكون قوانا الأمنيه فعاله وان نرفع من مستوى مؤسساتنا التعليميه والحكوميه ...سترى رغم العموميه الموجوده في كلامي ان الجميع متفق معي في الكلام بل ربما سيصفق لي البعض ..لكن لو قدمت قائمه من شخوص مسيحين وصابئه مندائيين وازيدين أو قدمت شخصيه معروفه بعلمانيتها وانه يحتسي كأس من الكحول بعد العشاء أو قدمت شخصيه من طائفه لاتملك أغلبيه في البلد أو شخصا كرديا مستقلا أو أمراة وتكون غير محجبه أو شخصيه من طائفه الأغلبيه ولها تاريخ في حزب سياسي مغضوب عليه ...الخ ,ورغم ماقد يتمتع به هؤلاء من قدرات على أيصالنا للحل ,سيكون هناك أعتراض حاد عليهم وفرص وصولهم للسلطه وصنع القرار محدوده وان تحققت لن يكونوا قادرين على تفعيل أي برنامج يخدم ماقدمناه
ماالسبب ؟هل هناك بديل أفضل لهم مثلا ؟أكثر خبره أكثر قدره أكثر وطنيه ؟ كلا ولكن سيكون الخطاب أننا تحملنا ظلم كثير وبالمقابل لابد أن يخدمنا شخص منا ولابد أن نثق أنه سيخدمنا طبقا لما يتماشى وطقوسنا الدينيه والعشائري والأجتماعيه ,وبالتالي الحق النابع من تاريخ من الظلم والأمان المقدم من أصحاب الأنتماء المماثل سيجعل خيار الديمقراطيه معطلا مقابل خيار التوافقيه ,فهم لا يمانعون أن اوافق على الشخص وسيقدمون لي شخص استطيع التعامل معه للوصول لنقطه وسط ولكن لن يتيحو لي تجريب الشخص ممكن من خلال العلم والمنطق والسياسه أن يقدم لي الحل الكامل ولهم وبالتالي سنرضى بديمقراطيه التوافق الطائفي التي تقدم مستوى محدود من الانفراج ونضحي بديمقراطيه الخيار الصحيح التي تقدم لنا جميعا الانفراج الكامل
نفس المثال سنراه في باقي الاراضي المتحرره في عالمنا العربي , نحن نضع الحرية والخدمات والمستقبل الجيد بكفه وبكفه أخرى أن يصل للحكم شخص يعوض لنا الحبس والظلم والتشريد , والسيناريو يتكرر في كل الأماكن لبنان والبحرين وسوريا ومصر ,حالما تتاح لنا فرصه الاختيار نقف جانبين بين من يصلح ومن يستحق , ولان حق الاختيار يتطلب حريه التعبير نبدء نمارس حريتنا بالتعبير لايصال فكره لما مرشح الاستحقاق الديني والتاريخي والمقاومه أفضل من مرشح الكفائه والقدرة , ولان خطاب الاستحقاق لابد ان يتناول ظلم الاخرين أو تهاونهم في مواقف معينه أو أستئثارهم ..الخ سيكون بشكل مقصود أو غير مقصود خطاب نابع من شيء من الغل والاحساس بالظلم واللاانصاف وبالتالي سيدعم مشاعر الأستنكار لدى جانب الاستحقاق على أساس الكفائه فهم يرون الجانب الاخر يريد أن يهمش ويستأثر على حساب الوطن وبالتالي ستصبح ابسط محاولته للتعبير عن اعتزازه بهويته الاجتماعيه تعبير عن ممارسه خاطئه تصبح مستهجنه لديهم ,وربما تتحول مشاده بسيطه في الشارع الى مبرر لحرق كنائس ومساجد وقتلى وجرحى , وطبعا التدخلات السياسيه والخارجيه التي ترى في الشقاق وسياسه فرق تسد الاسطوريه سترعى ان تضخم وتهول الى درجه ان تصبح الفرق واقفه موقف الاعداء وتصبح الخيارات الديمقراطيه مواضيع نستقتل عليها لنحمي وجودنا وتتحول لحروب مقدسه من اجل حمايه عقائد ووجود وعرق وفكر ...الخ مما نحارب لنمنع انقراضه ,,,ثروات البلد ستكون متاحه للصوص لانشغالنا بالتناحر وتنهار الدول ونصبح شعوب تكره الديمقراطيه والحريه ونحن لايام دكتاتور كان يوفر ظلما للجميع بلا تفرقه
الموضوع اننا نعيش في عالم لم يعد فيه امكانيه ان نتغاضى عن الاخر حتى لو طهرنا بلدنا منه فسنراه على النت في السفر في الاخبار ..ومهما انغلقنا كلما زادت فرص ان يدخل علينا من الباب أو الشباك,وعليه لابد ان نقف ونستوعبه ونصل معه لحل يؤمن توافق على حكم الاصلح للقياده والبناء والخدمات على اي حساب اخر وان نعزز مؤسساتنا الاجتماعيه لنستغل الديمقراطيه لحمايه ممارستنا الدينيه والاجتماعيه والقبليه وان نستوعب بعض التغيير ان لم يكن كله
في كتاب قديم للتراث قيل ان بغداد في عهد الامام ابو حنيفه كانت كمدينه نيويورك يدخل لها وفد ليخرج منها وفد من كل الاجناس والالوان ,وقتها عجز الدين عن استيعاب قوانين السوق والحكم والعادات التي ادخلتها الامم الجديده وكادت الهويه ان تضمحل وقتها خرجت مدارس جديده للدين تقيس وتقدر وتفكر وتحلل المرورث للتماشي مع المستقبل فستمرت مدينتهم 500 عام حتى غرقوا في الانغلاق والجهل والفساد وعجزوا عن التماشي مع الحاضر فملىء الغزات فراتهم بجثثهم وكتبهم حتى استحالت مائه سواد بحمره الدم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل