الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنق العراق ولا قطع الأرزاق ..

حسن حاتم المذكور

2011 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ظاهرة انحياز بعض السياسيين والمثقفين الى اجندات خارجية ’ وبمثل تلك الكثافة والوقاحة ـــ خاصة فيما يتعلق بما هو مصيري بالنسبة للمستقبل العراقي ’ اصبحت مثيرة للأستغراب والتسائل ’ وقد اشار اليها الكثير من الكتاب والسياسيين المخلصين خاصة والعراق يمر في مرحلة عصيبة’ يحتاج فيها لمن يمد له يـد العون والتضامن لا الى من يضاعف متاعبه .
المشكلة هنا لا تقتصر على افراد ومجاميع ’ بقدر ما هي موجة ظالمة يتصدرها ما يكفي من سياسيين ومثقفين وكتل واحزاب متنفذة مؤثرة حـد عظم العملية السياسية ـــ الحكومـة ـــ مدعومة بأرادات خارجية تتمتع بقدرات هائلة على تلوين الأشياء وتشويه الحقائق وتضليل رؤية الأنسان العراقي لواقعه وحرف اتجاه رغبة الملايين في اصلاح اوضاعهم واعادة بناء دولتهم ومستقبلهم .
لا اعتقد ’ ان ما تؤديه تلك الطغم ’ ناتج عن سذاجة وسؤ تقدير ’ انها تنفذ واجباتها بكامل وعيها ’ تحدد سلوكها وبوصلة فعلها التزامات التبعية الصارمة .
لقد اصبح الشك يقيناً ’ ان الذي ينقل سلاح الأشاعات والأكاذيب والتشويهات الى مشاجب الردة ’ ومهما تلونت الشعارات والللافتات والهتافات والمقالات والتحليلات ’ هو ذاتـه الذي وضع الرصاص في مخازن ــ شاجور ــ رشاشات بورت سعيد لأنقلابيي 08 / شباط / 1963 الأسود ’ حيث افرغته في صدر الوطن داخل اذاعـة الصالحية ’ وخسر الشعب ثورتـه وزعيمـه وحلمه ’ ذات الوجوه وذات الأحلاف والجبهات والتعهدات السرية والعلنية ’ تتشكل الآن هزائم وانتكاسات اضافيـة ’ وهنا ينبغي ان نُحذر ’ الى أن في الأفق مؤامرة قذرة وفي بيتنـا حلف مـع الطوفان ’ ومن اجـل السحت يقطع عنق العراق ’ ومثلما للسياسة غوغائيها فللثقافة ايضاً ’ ومن ذات البزار تتبضع الدولارات الخليجية مؤونتها وادواتها .
مخطأ من يعتقد ’ ان مشروع تلك المجاميع ’ سيتوقف عند حدود اسقاط الحكومة مهما كان اسم رئيسها ’ فالممارسات والوقائق تكشف الآن عن نواياها الخلفية ’ انها تريد الآن اسقاط العراق كما اسقطته في انقلابها الأسود عام 63 ’ لكن ويجب هنا التأكيد ’ ان ما تريده شيء وما يسمح به الواقع العراقي شيء آخـر’ انها غبية اذا ما اعتقدت ’ ان الوسائل والأدوات التي اسقطت ثورة 14 / تمومز / 58 وابادت قياداتها يمكن تجريبها على الواقع العراقي الراهن ’ فما سمحت بـه ظروف العراق سابقاً لا تسمح به ظروفه الراهنة ’ انها اوهام من غير الممكن تطبيقها على الراهن من الحراك المتغير والمتسارع داخل المجتمع العراقي .
ولو سألنا رداحي الهزائم والأنتكاسات’ هل يستطيعوا اقناع الملايين ’ على ان البديل وفي مثل الظروف الراهنة ’ سوف يكون غير طوفان الردة دولياً واقليمياً وصعود السليل البعثي للتبعية والعمالة والخيانـة ... ؟؟؟ .
هنا لا ننتظر جواباً’ انهم وبكل بساطة ووضوح’ متفقون على معاقبة العراق وتصفية المكتسبات التي تحققت رغم تواضعها ومسح هامش الحريـة والديموقراطيـة من ذاكرة العراقيين ’ انهم الآن يتعيشون على دورهم في اضعاف العراق وانهاك دولته واسقاط حكومتـه’ انهم يقطعون عنق العراق من اجل سحت ارزاقهم .
هل تعتقد تلك المجاميع والكتل والأطراف التي امتهنت تقطيع العراق والسمسرة على اجزاءه ’ ان الذي يستأجرهم سيحترم ادوارهم خاصة بعد استهلاكه لهم سياسياً واجتماعياً واخلاقياً ’ ثم اذا استطاعت بهلوانياتهم ان تقنع انفسهم وهم يؤدون رسالة البعث في تدمير الوعي العراقي وارباك ارادة العراقيين واضعاف وتشويه مواقفهم ازاء مصير وطنهم ’ فهل بأستطاعتهم اقناع الشارع العراقي بما هي عليه نواياهم في الأبقاء على العراق منهكاً ضعيفاً متهالكاً سهل المنال لتدخلات اقزام انظمـة الجوار ... ؟؟؟؟ .
النظام البعثي ’ وعلى امتداد اكثر من ثلاثـة عقود ’ وعبر تصفيات جسدية فكرية سياسية بشعة’ استطاع احتواء وابتلاع الكثير من الشخصيات والمنظمات والأحزاب وصهرها داخل ماكنـة ــ الوحدة والحرية والأشتراكية ـــ ’ اذلها واخضعها واخرجها مشوهة من ادخل مؤسساته الفكرية والعقائدية والسياسية والأعلامية والتنظيمية في عملية غسيل ــ تبعيث ــ ظالمـة ’ ويمتلك الآن الألاف من اضابير الأبتزاز ليبقيهم مشدودين الى رسالتـه الخالدة ’ اما الذين استطاعوا الأفلات من المستنقع البعثي ’ فلم ترحمهم وتحترم تقاليدهم وقيمهم وحرية قرارهم ونزاهة مواقفهم اجهزة الأنظمـة الشمولية التي استظافتهم كاوراق ضاغطة على النظام البعثي ’ وحتى الذين افلتوا من قبضة الخراب واحتضنتهم ديموقراطيات العالم الغربي ’ فالغربة والضياع والبيئة الجديدة ’ لها شروطها وقسوتها ’ لهذا نرى ’ ان الذين استيقظ فيهم العراق ’ يشكلون قلة بالمقارة للطاقات والأمكانات التي تتمتع بها فيالق الردة ’ حيث نجحت الى حد بعيد في دسيسة افراغ العراق من خيرة مثقفيه وسياسيه وتحييد المخلصين فيه وتركته ( زور واويه ) للدلالين والوكلاء ’ لهذا السبب يجب الصبر والثبات وامتصاص المظالم حتى يتجاوز العراق تبعات تلك المرحلة ـــ وهو القادر على ذلك ـــ فهو موعود بجيل جديد رائع من الأفكار والقيم والوعي والتجارب والخبرات والممارسات’ سيمنحها لـه شباب جعلوا من الأنتماء والولاء والوفاء لشعبهم ووطنهم طريقاً اوحداً لمشروعهم المستقبلي .
28 / 08 / 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة