الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاب قوسين أو أدنى

أحمد أبو بكر جاد الحق

2011 / 9 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


مع تضارب الآراء داخل المجتمع المصري، وبفعل ما حدث ومازال يحدث في سيناء … تلك البقعة الغالية في قلوب المصريين جميعاً …. نجد أن هناك مسعى حثيثاً إلى إنهاك الثورة المصرية البيضاء …. وذلك بفعل المخططات الداخلية والخارجية التي بدأت تتكشف بفعل انهيار أمن مصر …. وتقاعس الشرطة والجيش عن أداء دوريهما الأداء الأوفى في القضاء على المخططات الخارجية التي تسعى لبث الزعزعة داخلياً …. أنا لا أشكك في وطنية المصريين …. ولكن هذا الأمر لا يمنع من وجود عناصر مندسة لبث الفرقة، وللقضاء على الثورة المصرية …. دعوني أتحدث عن المخططات الخارجية التي قد ألحظها … وقد تكون بسبب ضبابية المشهد على الساحة المصرية:
أولاً: التكتلات الخارجية للقضاء على الثورة المصرية، وتتمثل في :
1. الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل: حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي لا يريدان تقدم الثورة المصرية للوصول إلى أهدافها المعلنة؛ لأن أهداف الثورة المصرية في حد ذاتها هي معوقٌ شديد الصعوبة لكل مخططات أمريكا وإسرائيل في المنطقة التي تسعى إلى السيطرة التامة على كل مناحي الحياة في المنطقة العربية، وكما قال نعوم تشومسكي في إحدى مقالاته: “إن أمريكا لا تريد الديمقراطية في مصر، وعلى المصريين أن يعلموا هذا الأمر تمام العلم” …. كما أن إسرائيل لا تريد الديمقراطية في مصر؛ لأنها ستضر بمصالحها العليا التوسعية والاستيطانية في المنطقة العربية.
2. الممالك العربية الساعية إلى القضاء على الأنظمة الديمقراطية التي تحاول الوصول إلى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ولعل هذا الأمر بدأ من بعض الممالك المناهضة للثورة المصرية، كما فعلت المملكة العربية السعودية بالدعم الكامل لنظام مبارك تحديداً على المستوى العالمي، وعندما فشلت في هذا الأمر بثت عناصر الداخلية في مصر …. حيث بدأت تستفيد من الغزو الفكري الوهابي للمجتمع المصري …. من خلال زعزعة الاستقرار التام لمصر من خلال الجماعات الدينية والدعوية التي تدين بالفكر الوهابي، فأحدثت شرخاً في تماسك المجتمع المصري من خلال تغلغل هؤلاء في المجال السياسي الذي لا يعلمون عن تكتيكاته شيئاً …. فأدى بالمصريين إلى الانقسام على أنفسهم …. وساعد هذه الممالك ـ على القيام بهذا الوضع الخطير في الجبهة الداخلية الموحدة ـ ما لديها من تكتلات اقتصادية داخلية ضاغطة، وفكرٍ ديني متعصبٍ متصاعد، ولا نستثني أبدأً بعض الدول العربية التي تعاطفت مع مبارك بشكلٍ شخصيٍّ كما في حالة دولة الكويت، والإمارات العربية المتحدة … نظراً للعلاقات الشخصية الوطيدة مع مبارك (الشخص).
3. الجمهوريات الوراثية: كما في حالة ليبيا بقيادة (معمر القذافي)، واليمن بقيادة (على عبد الله صالح) وبدعم من المملكة العربية السعودية في الحالة اليمنية، أما الأكثر خطراً هي الجمهورية السورية التي جرت على العرب جميعاً مسلسل التوريث الجمهوري، حيث إن الحالة السورية هي أشد أنواع الاستبداد من وجهة نظر (عبد الرحمن الكواكبي)، حيث قال الكواكبي في هذه الحالة من الديكتاتوريات الاستبدادية: (أشد مراتب الاستبداد التي يتعوذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية) …. وكلما قل وصفٌ من هذه الأوصاف ، خف الاستبداد إلى أن ينتهي بالسلطة الطبيعية ذات النزعة الإنسانية حيث الحاكم المنتخب المؤقت المسئول فعلاً …. وهذا الأمر هو الذي نراه حالياً في سوريا …. حيث نرى أشد أنواع الاستبداد لتوافر شروطه من وجهة نظر الكواكبي …. حيث إن سوريا توافقت مع المملكة العربية السعودية في أهدافها للقضاء على الثورة المصرية …. وإظهارها أمام شعوبها بموقف الفوضى التي لا هدف منها إلا إشاعة الاضطرابات الداخلية.
4. أما قطر بآلتها الإعلامية وهي قناة الجزيرة: فنحن لا ننكر فضلها في تغطية الأحداث أثناء الثورة المصرية، حيث إن الثورة المصرية توافقت في فترة من الفترات مع مخططات قطر التي تسخر آلتها الإعلامية إلى مخطط سوف تتكشف أبعاده قريباً …. وهي إسقاط نظام مبارك …. قد يكون هذا الأمر لعداء شخصي فيما بين قطر ومبارك …. فتوافق مخطط قطر وقناة الجزيرة مع المصريين الوطنيين، ولكن انفصل هذا المخطط بسقوط مبارك وبعضٍ من نظامه …. حيث أصبحت قطر بآلتها الإعلامية السابقة ذكرها تسير في مخططها المرسوم سلفاً وهو إرساء دور الجماعات الدينية الضاغطة على الأنظمة الحاكمة ومنهم مصر، حيث اتضح مخططها في مصر مع وجود شبهة اتفاقية غير معلنة بين قناة الجزيرة وجماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية، للضغط باتجاه الرأي العام … لإنماء وتصاعد الجبهات الدينية للوصول إلى سدة الحكم في مصر، وفي رأيي فإن قطر تسعى إلى جعل مصر دولة دينية، لماذا؟ سؤال يحتاج إلى تفسير عميق …. لماذا تريد قطر أن تجعل مصر دولة دينية؟؟؟؟ الإجابة على قدر عقليتي المحدودة: قد تكون بسبب أن مصر من دول المواجهة مع إسرائيل (وهي دولة دينية أيضاً) … كما أن (حماس) (وهي قيادة دينية) …. وكذلك (حزب الله) في لبنان (وهي جبهة دينية) , تدين بالولاء لسوريا وإيران …. وكلها جبهات دينية …. تحيط بإسرائيل (تلك الدولة الدينية المتصهينة) …. هل تدركون مدى المخطط الذي بدأ في الظهور أمامكم؟ …. إن قطر بقناة بآلتها الإعلامية الرسمية العالمية لها تريدها حرباً دينية …. وهو نفس المخطط الذي تحدث عنه (صمويل هنتنجتون) في كتابه (صراع الحضارات) …. هل ترون هذا المخطط الأمريكي الذي رتبه أحد فلاسفة أمريكا؟ وتسير على نهجه السياسة الأمريكية ، حيث إن التوافقات الخفية تسير داعمةً لبعضها البعض …. كما حدث أيام الثورة المصرية بالتوافق الخفي بين المصريين وقناة الجزيرة وقطر إلى أوان الانفصال …. كلٌّ إلى مخططه الساعي له.
ثانياً: التكتلات الداخلية الداعمة للقضاء على الثورة المصرية، وتتمثل في:
1. فلول النظام: الذي مازال مستمراً في سعيه الحثيث لإنهاك الثورة المصرية بتفجير الكثير من القضايا التي قد تضعف قوى الثورة؛ لتقوى عناصر الثورة المضادة على التحرك لإخمادها … حيث إن هذه العناصر تستخدم كل ما لديها من أوراق وعلى فترات متباعدة بما لديها من قوة اقتصادية … كذلك القوى الناعمة المستفيدة من بقاء النظام السابق …. ولكنها مختفية في جيوب المجتمع المصري …. كالخلايا السرطانية التي تنشط لإصابة خلايا سلمية كلما طالت المدة في ظل تواجدها في الجسد …. وهو ما يسمى بالموت التدريجي لعدم وجود علاجٍ ناجع …. وما لم يكن هناك استئصال فعلي لهذه الخلايا السرطانية.
2. الآلة الإعلامية المصرية المتحجرة: فأصبح الإعلام المصري الرسمي بالرغم من كل محاولاته في الإصلاح … وكأنه كتلة رمال متحجرة نحتتها عوامل التعرية الطبيعية طوال ثلاثين عاماً فأكثر من محاولات الهيمنة التامة من قِبَل الأنظمة المتتالية التي تخدم الحاكم الفرد …. فأصبحت الآلة الإعلامية المصرية لاحول لها ولا قوة … بل على العكس …. فلقد أصبحت تكتلاً ضاغطاً في اتجاه إنهاك الثورة المصرية.
3. الجماعات الدينية (جماعات الإسلام السياسي): وأشهرها في المجتمع المصري وهي الإخوان المسلمون والسلفيون باختلاف تنوعاتها الداخلية فيما بينها …. فلقد أصبحت نبرة التعصب الشديد وفرض الراي دون وجود تقنية سياسية لهم تحاور بقية الاتجاهات السياسية في المجتمع المصري …. نظراً لمحاولتهم لإظهار القوة داخل المجتمع المصري … وقد يكون هذا الأمر نتيجة لنظرتهم المغلقة لنظام الحكم الإسلامي الذي يعتقدون بصحته دون إدخال أية تعديلات عليه … وإنما القبول بمبدأ الخلافة …. كمذهبٍ سياسي دون اللجوء إلى أنظمة الحكم الحديثة …. الداعمة لمواجهة التعقيدات والصراعات السياسية والتعقيدات المستحدثة في أنظمة الحياة اليومية داخل المجتمعات الحديثة … ولا ننسى أيضاً انتماء الكثير من جماعات الإسلام السياسي إلى توجهات المذهب الوهابي الداعي إلى حرمة الخروج على الحاكم كعقيدة دينية سياسية….
4. الحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدعومة من الخارج: حيث دعت (هيلاري كلينتون) إلى رأب الصدع بين مصر وأمريكا …. وقدمت
صفقة إلى الحكومة المصرية بأنها ستكشف المنظمات المدنية التي تلقت أموالاً أمريكية بشرط عدم تعقب هذه المنظمات كبادرة لحسن النية …. ولكنني كمواطنٍ من شعب مصر أرفض أي دعم خارجي من أي دولة خارجية … لأن أي دعم خارجي بهدف تغيير سياسات داخلية …. هو خضوع سياسي واقتصادي للدولة المانحة …. وحتى يتم تطهير الثورة المصرية من كافة العناصر الدخيلة … لابد من تعقب أية منظمات وحركات مدعومة من الخارج من جهات غير معلومة المصدر والتوجه … كما لا ننسى الدعم الخليجي لحركات تعمل في الخفاء أو العلنية من أجل إنهاك الثورة المصرية …. فإذا أردنا أن نتعقب ونعاقب …. فعلينا أن نتعقب الجميع ونعاقبه قانونياً.
5. الجهات الأمنية المتقاعسة عن القيام بأدوارها المنوطة بها: الاختلالات الأمنية بسبب تقاعس الشرطة حتى الآن عن القيام بدورها في حماية أفراد الشعب المصري … وتعريضهم في كل لحظة إلى الشرقة بالإكراه والخطف والقتل من قِبَلِ لصوص وقطاع طرق …. انتشروا وتوغلوا كثيراً في الشارع المصري بشكلٍ مخيفٍ في كل أرجاء مصر المحروسة شملاً وجنوباً حتى أقاصي الصعيد … فهل معنى أن الثورة قامت على وضعٍ خطأ في نظام الشرطة المصري … معناه: أن تتقاعس الشرطة المصرية بعد الثورة عن أداء واجبها في الحفاظ على أمن المواطنين العزل …. واضعين شعاراً خفياً: (مش ده اللي عايزينه في الثورة؟ … خلي الثورة تنفعكوا) … وهذا الاضطراب الأمني أدى بمصر إلى حالةٍ مترديةٍ شديدة التردي …. أسفر عن أحداثٍ شديدة الأسى في سيناء …. ومع إحكام القبضة الأمنية من رجال الشرطة قد تساعد القوات المسلحة على التأمين التام للحدود …. إذن هذه الكارثة التي حدثت في سيناء بسبب تقاعس الجهات الأمنية من الشرطة وقوات حرس الحدود عن أداء واجبها …. مما أدى إلى التظاهر أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، والقنصلية الإسرائيلية في الإسكندرية …. مما أدى ببعض الذين يريدون الاصطياد في الماء العَكِر إلى إثارة مشاعر البسطاء من الشعب المصري للدعوة إلى حربٍ ضد إسرائيل ليس لدينا القدرة على خوضها، وهو نفس مخطط جماعات الإسلام السياسي، ودولة قطر وقناة الجزيرة، وكذلك الفلسفة الأمريكية في مجال صراع الحضارات، وكما قال الصحفي إبراهيم عيسى في إحدى مقالاته: (بلد لا يزال غير قادرٍ على ضبط عصابات تقطع الطريق … ليس له في أن يفكر في الحرب مع إسرائيل).

ويبدو أننا دوماً نجد أنفسنا كمصريين في دوامة كلما نريد الخروج منها …. تجذبنا إلى مركزها مرة أخرى … فهل أصبحت الثورة المصرية قاب قوسين أو أدنى من انهيارها … أرجو ألا يأتي هذا اليوم …. علينا أن ننتبه!!!!











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة