الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الامم(4) (القرآن – الإسلام – التنوير)ضد (الأسلمة – الظاهرية- اللفظية )

عصام شعبان عامر

2011 / 9 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


إن تغليف رسالة الإسلام بطابع إسلاموى يضيع من قيمة الإسلام العظيم كونه رسالة عالمية لكل بنى البشر من جميع الأطياف والأجناس والأعراق فالإسلام كرسالة تنوير تحاول من خلال تنمية العقل بالفلسفة والوجدان بالاخلاق والمعرفة بالمنطق والعلم أن تضئ ظلمات هذا الوجود بأن ترشد الإنسان ليحاول أن يفك ألغاز وطلاسم هذه الظلمات هذا هو الإسلام مصباح النور الذى ينير للإنسان طريق حياته لكى لا يسير خلف الجهل والخرافات والأوهام جاء ليهدم كل الأوثان الفكرية وليجعل للإنسان وزنا يجابه به صعاب الحياة ويستعين به فى مجابهة الطبيعة الجامدة والميتة والمسلوبة بلا إرادة ليستعلى بذالك على كل الموجودات وليتحقق قوله تعالى " ولقد كرمنا بنى آدم " فماذا فعل المسلمون بإسلامهم ؟
حالوا جاهدين وبكل عزيمة أن يغلفوا مصباح النور هذا بدائرة ظلامية حتى لا ينبثق شعاع نوره من خلال هذه الدائرة حتى لا نرى الحقيقة المطلقة حقيقة الوجود أن الإنسان موجود حى له إرادة وله عقل ويحب المعرفة لذالك فهو يحب الله وهذا هو الحق الذى تحدث عنه القرآن ولكى نصبغ ونضع على القرآن والإسلام بعضا من أفكار الوثنية الفكرية غلفناه بغلاف إجتماعى يخضع للعرف وأطلقنا عليها إسلام ولمزيد من الفهم .
المسلمين الأوائل حاولوا بكل جهد وإخلاص نشر الإسلام كما هو أى كما نزل بمكة والمدينة حتى دب الخلاف بينهم وتحزبوا إلى فرق وطرق كل يرى الآخر ليس على صواب وهو الحق وهو وحده الإسلام متناسين أن الإسلام واسع الأفق يحتوى كل هذه الأفكار فظهرت تبعا لذالك المذاهب والفرق وتشكلت المدارس حسب السلطة السياسية والعقدة المذهبية والنعرة العصبية فتحول المجتمع من مجتمع مسلم إلى مجتمع متأسلم وبينهما شتان فرق .
الأسلمة الطاغية على كل شئ فى الفكر وفى السياسة وفى الإجتماع والطب والفلسفة والفلك لترسم بذالك حدودا للعقل الذى جاء الإسلام ليحرره من الصنمية الطوبائية وليتحرك الإنسان لمزيد من التطور ليعرف الله .
أصطبغت رسالة الإسلام بقالب إسلاموى ليدخل هو الآخر فى دائرة الصراع المجتمعى القائم على السلطة السياسية لتنشأ بعد ذالك المذاهب والفرق بين المجتمع على أساس السلطة ورأس الحكم لأغراض السياسة وليتحول الصراع من دائرة السياسى لتصبح حرب شاملة تستخدم فيها كل الأسلحة الايدلوجية المدججة بالحجج والبراهين المأولة من العلماء والمغلفة من الفقهاء تحويرا وتأويلا لنص كتاب الله العزيز وكل يدعى الحق الإلهى لنفسه فى السلطة والرياسة " إنها حرب الثقافات لخدمة أغراض السياسات "
فالقتال والإقتتال على المال والسلطة أودى بحياة المليارات من بنى الإنسان على مدى التاريخ .
تعمد المسلمين إدخال الدين فى صراعاتهم حول الإسلام من دين تنوير إلى دين ظاهرى وبدلا من استلهام المعانى الدفينة ذات العمق الوجدانى فى القرآن تترسوا باللفظية الظاهرية لكى يستطيعوا أن يتلاعبوا بالآيات كما يشاؤن فتارة يأول المحكم بالمتشابة وتارة يؤل القرآن بالحديث وتارة يستدل من بعض آيه حتى لو كانت فى غير سباق ولحاق فتحول المعنى القرآنى العميق المطلق إلى معنى ظاهرى مجرد ومن هذا المعنى الظاهرى انطلق كل فريق يثبت من خلال القرآن حججه وبراهينه المصطنعة ضد الفرق والمذاهب الأخرى وبدأت حالة من التترس بالمطلق من اللفظ .
والسؤال :- هل القرآن كتاب لغة أم كتاب معانى ؟
من المفترض أن يكون القرآن كتاب معانى ولكن انظر ماذا حدث لقد تحول القرآن إلى كتاب ألفاظ على أيدى المسلمين واللفظ من المفترض أن يكون له معنى دلالى وكان من المفترض استنباط هذا المعنى الدلالى بدلا من التخبط فى اللفظيه العبثية وبهذا تحول القرآن من كلام إلهى يعتمد فى إرشاداته على المعنى الدلالى المخبأ تحت غطاء الألفاظ ولأن وسيلة المعنى اللفظ إلى كتاب أدبى يتصارع فيه كل فريق ليبين مدى دلالته على ما يتترس به من حكم ضد الآخر .
إذا الكنز القرآنى مخبأ تحت العباءة اللفظية واللفظ هو وسيلة المعنى ولكن انجررنا طويلا خلف الألفاظ وتركنا ما هو مخبأ تحته من كنوز وجواهر وبهذا فقد هذا الكتاب العظيم اهم ميزة فيه وهو كونه كلام إلهى والإلهى يكون مطلق لا مقيد .
إن الحق الذى حكى عنه القرآن هو الحق القائم على مفهوم الإيراد الحقيقى للمعنى لا العبثية اللفظية فالعبثية اللفظية تقودنا إلى سراب بينما الدلالة المعنوية يجسدها واقع ممزوج بالعقل والوجدان .
القرآن يتخطى كل هذه الحواجز لكى يصل إلى الحق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تستعد طهران لطبيعة وتوقيت الرد الإسرائيلي؟


.. لدعمه إسرائيل وتعاونه مع آيباك.. ناشطون يقاطعون كلمة نائب با




.. مناطق بالإمارات تشهد موجات سيول قوية اقتحمت منازل وأغرقت عدة


.. قصة غريبة من كندا.. كوابيس مرعبة تؤدي إلى بتر أصابعٍ سليمة




.. نشرة 8 غرينتش | نتنياهو يرفض مكالمات زعماء غربيين.. وحصيلة ا