الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التزلف الى الحكام

صباح محمد أمين

2011 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



ان التزلف والتقرب من الحكام وأصحاب المقام والأحزاب أصبح بديلا عن الكفاءة العلمية والعملية وسائر الأمتيازات الحقيقية ، ويمنح المتزلف المنافق المنصب في ضؤء ذلك التزلف والمحاباة ،والتقرب بمقدار ما يقدمه من الخضوع للسلطان يفوض اليه زمام الأمور ......وهذه السجية الأجتماعية مورثة في النمطية السلوكية للفرد العراقي على مدى حكم المتسلطين رغم كل السلبيات ..وترجمت تلك الصفة بلغات النفاق والدجل من مديح وسطور أشعار واهازيج تقلب واقع الفرد الى قرد ينبص بكل حركات اللامدروسة والخبلة وما الى تأليه والتربيب وشخصنة الفرد
وبقراءة تلك السطور الريائية المفعمة بالكذب والدجل تثير الأشئمزاز والرفض لدى العقلاء حيث تتمحور بيانات النتائج المترتبة لفعل الجهلاء تلك بخط ثابت وغير خاضع لتناقص على رغم أختلاف نوعية وأتجاه الحكومات بمرور الأزمنة والعصور وتبقى المنحى مفروضا رغم سلبية كل البيانات والوحدات وفشلهما لرسم خط ومنحى سليم لبلاد
أن تكرس هذه الظاهرة التزلف والنفاق هما من أخطر المقدمات المؤدية للأستعباد رقابة الأمة بدرجاتها المختلفة وذلك بفرضها على أبعاد كل عوامل العلم والمعرفة وسائر موجبات السعادة للحياة الوطنية من البلاد لما للتزلف جماعات دون أخرى تأثير على طاقة البلد غير داركين أو بالاحرى جاهلين بأنه يصبحون كصغار العصافير في مخالب الصقر كي ينهش من لحم العوام
أن نهج هذه السلوكية ورسوخها جعل حتى المنسلكين في طريق الأباء والعزة والكرامة في حالات الضياع والتشكي اللتان هي حالات الأذلال والهوان ......
أستطيع أن أجزم بأن التزلف والخنوع هي من أعظم مراتب الشرك والوصمة الشائبة في ساحات الحياة لما يعانيه المتزلف من بذل في سبيل هذه العبادة الصخية والرمزية من حيث لا يشعرون ، بالأضافة الى وخز الشاغلين من الدناءة والسراق وغير الكفؤئيين لتسلطهم على زمام الأمور وملكهم الرقاب وأنتزاعهم بكامل القوة والشركة ومن دون جهد وأستحقاق
وبسبب جهل المتزلف ودناءته وخلوه من الغيرة الأنسانية يتزمت ويبيح لنفسه على بيع الذمة والضمير وكما يخلق الفرقة والكراهية والتناحر بين الأمة والسلطان وهلاك الحرث والزرع حيث توغل المنزلفين بصورة لاعقلانية للحكام يجعل قلوب العامة مستنفرة من السلطان ،كما أن أظهارهم الولاء المطلق له دون العامة وأدعائهم حراسته والذود عنه من هجوم العامة عليه يوجب تنفر السلطان من الأمة ورد ذلك بفعل انعاكسي برسم زوال وانقراض الحكم
وهذا ما لم يغفل عنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حيث كتب الى مالك الأشتر محذرا أياه قائلا:
(وليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤنة من الرخاء ، وأقل معونة له من البلاء ، وأكره للأنصاف ، وأسال بالألحاف ، وأقل شكرة عند العطاء،وأبطأعذرا عند الممنع ،ملمات الدهر من أهل الخاصة ، وأنما عمود الدين وجماع المسلمين والعدق للأعداء العامة من الأمة ، فليكن صفوك لهم وميلك معهم )
من تلك المقولة نتحسس أن عملية التفرعن والأستعباد والتزلف تحدث نتيجة لتشتت الكلمة وضرب الفكر وأستخفاف العامة ومهانة الذات
فما علينا الا لزمة العز والالفة ووصلة الكرامة والرحمة والتواصي على عمل الخير وأختزال شيمة الغدر ورفض الأنا بتدمير الأخر
وما يخطر على بالي وهواجسي كي لانضل السبيل بين المتزلفين والعوام هو الكلام :
أن الماء العذب يبقى عذبا والماء المالح يبقى مالحا ، وكل شي يبقى على بيعته الى يوم النفخ بالصور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات