الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب التبشير فى الصومال(1)

عصام شعبان عامر

2011 / 9 / 19
المجتمع المدني


الإنتهازية والوصولية دائما ما تكون مرتبطة بالأصولية والعنصرية سواء كانت تنتمى إلى دين أو مذهب أو عرق أو لون وهكذا طالما أن المبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة فما أن قامت المجاعة فى الصومال حتى كثرت الدعوات لإغاثة المنكوبين والجوعى والهلكى من أهلها والذين أهلكتهم حروب متواليه طيلة خمسة عقود بسبب إقامة الدولة الإسلامية هناك صراعات قبلية وطائفية وأيدولوجية كلها باسم الشريعة والشرع وكلها باسم الإسلام وكلها على أيدى جنرلات حرب مرتزقة لايهمهم غير متاع الحياة الدنيا من كرسى مذهب وعرش متوج حتى آل المآل إلى ما نحن بصدده من جوع وموت وقصص يتقطع لها القلب ويعتصر منها الفؤاد فالدمار الذى خلفته تلك الحروب ما لبث أن تحول إلى كارثة بالمجاعة عشرات الملايين مهددين بالموت جوعا ومن قبل قدرهم قتلوا حربا وكلهم مسلمون موحدون يقولون " لاإله إلا الله محمد رسول الله " ولكن هيهات " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ " وكما اخبرنا الله فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل يتقاتل باسم الحرب المقدسة تطبيق شريعة الله فإذا هم يفسدون فى الأرض ويطبقوا شريعة إبليس وحزبه .
إذا آلت الأحوال فى شقيقتنا العربية الصومال لما آلت إليه باسم تطبيق الشريعة وتقاتل الجماعات المتأسلمة اسما المنتمية قبلية وعصبية ولذالك كثر القتل لأنها حرب قبلية اخذت طابعا دينا فكانت التصفية إبادة عرقية بالملايين من كل الأطراف إذا فهو لم يكن دينا أوشرعا وإنما سيادة القبيلة وعزها ومجدها وسؤددها على حساب رفقاء الوطن الآخرين ولأن الراية المرفوعة هى راية تطبيق الشريعة والحكم الإسلامى إذا فأبناء القبائل الأخرى كفار يجب قتلهم وإستأصال شأفتهم باسم الدين فيكون القتل له وازع دينى يحميه من تأنيب الضمير على كل هذه المجازر .
حكومات الصوما المتعاقبة على مدى خمسة عقود (50 سنه ) حكومات هشة ومفككة تدخل فى صراعات الإنقلاب القبلى الملتبس والملبس فيه طابع الدينى لم تستطع وسط كل هذه المذابح أن تبنى وتعمر لم تقم بدرها التنموى من أجل المواطن لم تبنى مصانع حقول بنية تحتية من مستشفيات ومدارس وأبنية حكومية ومؤسسات سواء كانت حكومية أو مجتمع مدنى .
كل هذه الحقائق ينتج عنها حقيقة واحدة هى المجاعة التى تقتل الملايين لأنه لم تستطع الحكومة أن توفر مياه جوفيه أو مياه أمطار عن طريق بناء بحيرات صناعية فجاء الجفاف وعدم سقوط الأمطار فأدى إلى المجاعة هكذا نحن الشعوب العربية ننتظر الكارثة ولا نفكر لحل لها قبل وقوعها فماذا بعد الجفاف فى الصومال والمجاعة غير تبشير والتبشير الذى أنا أقصده هو التبشير الخادع بميلاد جديد فى الصومال أو فى ارض مشابهة التبشير بمساعدات آتيه من آفاق بعيدة ولا يكون ورأها غير أغراض خفيه فظاهرها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب مزيد من التفكك والإنشقاقات والصراعات على هذه المعونات الملبسة برداء الغرض كل يعمل على أن يصبح شعب الصومال الشقيق خاضع راكع لا حول له ولا قوة وكل الشعوب المماثله تفرض عليه الأمالى فرضا بقوة التجويع وسلاحا بالتبعية الفكرية لدول ومنظمات تتبنى أيدولوجيات فاشية من المفترض أن يكون عفى عليها زمن طويل ولكنها للأسف لا تظهر إلا عندما تجد لها مناخا صلبا وأى مناخ هذا سوى فى أرضنا حيث ينتشر الجهل والفقر والجوع والإستبداد والقمع فى دولنا يمارس الجهل المؤسسى المؤسس من خلال قنوات الدولة الرسمية فحكوماتنا تريدنا أمه بكماء بهماء لا تعرف نور الصبح ولا ضوء الشمس حتى لا تطالب بحقوقها الطبيعية من العيش والكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية بهذا التبشير الائح فى الأفق ستصبح الصومال صومالين كما أصبحت السودان سودانين وهو المطلوب إثباته دويلات متناحرة متقاتله فقيرة نشأت فى ظرف مؤدلجة ومشحون بالغضب والكراهية والنتيجة سلسلة من حروب جديدة وأهلا بك ياصومال فى سوق الحروب الجديده اهلا بك فى سوق السلاح وسوق النخاسة وسوق المرتزقه وبدلا من تتحول الإغاثة من إعانة تتحول إلى إعالة فتبعيه فكرية وأيدولوجية إلى تمزيق وتقسيم وتناحر وتشتيت وقتلى بالملايين ونكبات جوع أخرى وهلم جرا............

الكاثوليكية وطابعهاالأصولى بين وهابية آل سعود وبابا روما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في


.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ




.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا


.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم




.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية