الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نيتو !!

الصديق بودوارة

2011 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


نيتو!!

ما بين " الشبيحة " ورصاصهم الذي يحصد بلا هوادة في مدن سوريا وقراها ، وبين قذائف " مضادات الطائرات م.ط " التي صنعت ثقوباً رهيبة في أجساد ثوار ليبيا ، ثمة قضية ملحة تفرض نفسها الآن وبلا هوادة أيضاً .
إنها علامة استفهام بحجم وطن بأسره ، ترتسم الآن وقد هدأ الضجيج في ليبيا بعض الشئ ، بينما لا يزال الألم موجعاً في أرياف سوريا ومدنها ، علامة استفهام حول مشروعية الاستنجاد بقوى خارجية ، ولنكن أكثر صراحةً ونحن نعلن أن هامش الاستنجاد بالخارج لا يتعدى دائرة الاستنجاد بالغرب تحديداً ، وعلى وجه التخصيص بحلف " النيتو" ، ذلك الكيان الجبار تقنياً وعسكرياً الذي بات أصحابه يشعرون الآن بأن بإمكانهم أكثر من أي وقت مضى أن يكونوا "شرطة العالم" ، لكن السؤال المؤلم فعلاً يدور حول : أي عالم ؟
الإجابة طبعاً ، وبكل أسف، هي " العالم العربي " ، فالكارثة التي صرنا نعيشها ، أو ربما " نتعايش معها " تتمثل في كون الأنظمة العربية التي تحكم " بلا هوادة " شعوبها منذ القرن الثاني للهجرة وحتى اليوم تحولت بمضي الزمن وسطوة العادة إلى " كيانات أمنية " منهيةً علاقتها تماماً بمعنى أن يكون الحاكم مسؤولاً عن الشعب ، فيما توصل الغرب منذ نهاية حقبة الثورة الصناعية إلى صياغة علاقة سليمة بين الحاكم والمحكوم أتاحت المجال للعديد من آليات التطور للعمل والإنتاج بعد أن خلصتها من سطوة الفكر الأمنى تماماً .
ولكن يعود السؤال من جديد ، لماذا نحن فقط نحتاج إلى تدخل أجنبي ونرفضه في نفس الوقت ، نحتاجه كي لا يبدنا الحاكم ، ونرفضه كي لا نتهم بالعمالة ليظل اختيارنا النهائي بين احد مصيرين ، مقبرة جماعية لأجساد استعصت على التدخل الأجنبي أو أحياء أحرار يصفهم الغير بالعمالة .
المشكلة هي بالدرجة الأولى مشكلة أنظمة قمعية بدأت تعاملاتها ( الأمنية ) مع الشعوب بتلك البيعة الشهيرة التي ( نزعها ) معاوية من الرعية حتى يمكن الحكم لابنه يزيد ، ومنها استمرت سلسلة ( الاغتصاب ) حتى يومنا هذا ، لذلك نحن شعوب لم تتعرف على الديمقراطية إلا من خلال ما تقرأه عنها في الصحف .
أقولها صريحةً لمن يتاجرون الآن بالدم السوري وقبله تاجروا بدماء الليبيين ، قبل أن تستنكروا التدخل الأجنبي احصوا جيداً عدد الضحايا الذين ينتهك الرصاص أجسادهم كل يوم ، وبدلاً من الإقامة في نعيم العواصم الأوربية تعالوا الى هنا ، تعالوا إلى حيث النكهة ، نكهة الرصاص مختلطاً بآهات الفقد ، لتجربوا عن قرب معنى أن يستفرد طاغية مريض بشعب أعزل .
عندها ، وعندها فقط ، أيها الأشاوس الغيارى على ( وطن العروبة ) ستفرون هاربين من جحيم ( التعامل الأمنى ) صارخين ملء حناجركم في الشوارع الخالية : نيتو .. نيتو !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية