الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبروك كبيرة ..تشكيل المجلس الوطني السوري

نصر حسن

2011 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مبروك كبيرة ...تشكيل المجلس الوطني السوري
مبروك لثورة الحرية والكرامة وأبطالها الشجعان وللشعب السوري الأبي الذي يتصدى بحناجره وصدوره لأعتى عصابة وحشية همجية , مبروك المجلس الذي يمثل من اليوم شرعية الثورة الواحدة وعنوانها المعروف والناطق بأهدافها والهادف إلى دعمها على كافة المستويات وبكافة الوسائل التي تساعدها على تطوير عملها السلمي الميداني حتى إسقاط النظام المجرم كله من رأسه حتى أسفله.
مبروك لأبطال الثورة الذين يضحون لسبعة أشهر عصيبة بدمائهم ويعيشون قمع النظام الوحشي بكل آلته العسكرية ، إنها لحظات ومواقف بطولية نادرة في التاريخ حيث أن الثوار الذين يواجهون القتلة بحناجرهم وبثورة سلمية صبغها القتلة بدماء السوريين ،وحاز هؤلاء الأبطال بحق وشرف امتياز تمثيل الثورة ومشروعية تشكيل قيادة وطنية ،فأبوا إلا أن تكون جماعية يشترك فيها جميع أطراف العمل الوطني في الداخل والخارج ، وفي هذا صفعة لنظام المادة الثامنة قائد الدولة والمجتمع الذي سطى على سورية بانقلاب عسكري دموي عنيف واحتكر كل شيء.
مبروك للسوريين هذا المجلس رمز الثورة ،الذي أسس لعملية ديمقراطية أو نصف ديمقراطية لأنها محكومة بظروفها ،تسجل تفوقها السياسي والأخلاقي على نظام فردي أقصائي من الطراز الشاذ،إنها الخطوة التي عمل النظام المجرم بكامل طاقته المادية والعنفية والإعلامية والمخابراتية في الداخل والخارج على منعها ،بمساعدة عملائه ومرتزقته من كل الأصناف الذين يصولون ويجولون على ساحة المعارضة ،وعمل مافي وسعه على إرباك المعارضة بتناسخ المؤتمرات والمجالس ، لخلخة العمل الوطني وتقسيمه إلى دواخل وخوارج ،والتسلل إلى نسيج المعارضة والثورة ومحاولة نقل أمراضه لها عبر مجالس ورقية وأحزاب وأسماء وتنظيمات نبتت كالفطر وذلك لإشاعة الانقسام والبلبلة واللبس بتعويم الكثير من البرامج والأجندة المشبوهة لإرهاق الثورة والمعارضة لكنه فشل بالمحصلة، واثبتت الثورة بأبطالها قدرة فائقة على كشف مخططاته وحالة بطولية نوعية على امتصاص حملات العنف والقتل الوحشي الذي يمارسه .
إن الأيام التي سبقت تشكيل المجلس كانت استثنائية بحملات القتل والتمثيل بالشهداء واختظاف البنات والإبادة الجماعية بالغازات السامة والطائرات وكل مخزون عنفه وحقده وكراهيته للشعب ، شهدت الكثير من فوضى المبادرات وسجال الحراك السياسي في الداخل والخارج، حاول النظام بكل إمكانياته على تفتيت المعارضة وتطويل زمن مشاوراتها ، كانت أيام عصيبة لأن الثورة في طورها الحالي تتطلب وجود قيادة تنطق باسمها وتوفر لها ممكنات استمراريتها موحدة ً حفاظا ًعلى قوتها وسلميتها ،وتبعد حالة الإحباط وتقوي عزيمتها، جاء تشكيل المجلس ليرد على النظام المجرم وعملائه الظاهرين والمخفيين وكل المراهنين على التشقق ليقول للعالم أصبح للثورة والمعارضة عنوان.
طبعا ً هناك الكثير من الملاحظات حول التمثيل والعدد والنسب وآلية التشكيل وأمور كثيرة تقال ويجب أن تقال، يجب أن يكون باب النقد مفتوحا ً في الإطار المؤسسي للمعارضة الذي هو المجلس ، والذي رغم كل عيوبه أعطى إيجابية كبيرة في طي صفحة المجالس، ولاشك أنه خلاصة ماسبقه ، لكنه مثل فرزا ً كاملاً لنسقين ونهجين ، نسق التكرار والدوران حول النظام ونسق الحسم والدوران حول الثورة , وتمايزاً بين نهج النظام وأهله ونهج الثورة وأهلها ، وبالتالي يجب أن ينظر له على أنه البداية المؤسسية الشرعية المفتوحة على الجميع الملتقي على أهداف الثورة بدون لف ودوران وضمن آليات محددة وبرنامج واحد ثلاثيته شعار الثورة ( إسقاط النظام كله ) ووسيلتها السلمية وهدفها سورية الجديدة دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها جميع السوريين بدون تمييز أو امتياز .
أخيرا ً تحية إلى أبطال الثورة أطفالاً ونساء ً ورجالا ً الذين انتشلونا من فرقتنا وسجالنا ومجالسنا التي أوشكت أن تنحدر بالمعارضة إلى التضارب والكيدية والسباق المحموم على التسميات وخلق حالة الفوضى على الساحة الوطنية ، جاء المجلس تتويجا ً للثورة وشعارها ووسيلتها وهدفها بشكل صريح لايقبل التمويه والاستبطان واللف والدوران ، وهو اليوم أمام مرحلة جديدة مفتوحة عليه العيون كلها ومعقودة عليه الآمال الكبيرة وأمامه عمل كبير مطلوب أن ينجزه ، ومطلوب أولا ً وأخيراً أن يكون بمستوى الثورة وبمستوى الدماء التي تسيل وبمستوى المرحلة ، وألف باء نجاحه هو اعتماد العمل الوطني المؤسسي الجماعي المبرمج الكفوء على طريق دعم الثورة وإسقاط هذا الكابوس عن كاهل سورية.

د.نصر حسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص