الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الأقليات ومبدأ المساواة

صاحب الربيعي

2011 / 10 / 22
المجتمع المدني


تنمو الصلات بين مختلف الفئات الاجتماعية على نحو تراكمي لتصبح جزءاً من ثقافة المجتمع العامة وتتخذ من مبدأ المواطنة الأساس في بناء علاقات التواصل على نحو لاواعي، لذلك فإن مبدأ المساواة جذره الأساس صلات مجتمعية تراكمية وليست تشريعات مستحدثة تفرض عنوة على المجتمع. لكن أهمية التشريعات القانونية تُلزم الدولة بعدم التمييز بين مواطنيها وتحجم نزعات الأقلية العنصرية ضد الأغلبية أو العكس، لتضمن المساواة في الحقوق والإلتزام بالواجبات. لذلك يجب أن تكون المساواة جزءاً من ثقافة المجتمع العامة لضمان السلم الاجتماعي، فمن دون أن يقر الفرد على نحو لاواعي بحقوق الآخرين واحترام مكانتهم في المجتمع لا يمكنه المطالبة بالحقوق نفسها وبالاحترام ذاته منهم.
يعتقد (( بيخو باريخ )) " أن مبدأ المساواة يعدّ إقراراً بإحترام كل البشر على نحو متساوٍ وضمان عيشهم الكريم ".
وفي المقابل تُلزم تشريعات الدولة القانونية مراعاة حقوق الأفراد والجماعات العرقية والأثنية على نحو منصف في كل المؤسسات من دون إغفال مبدأ الكفاءة والخبرة لحساب التمثيل العرقي والأثني، وإنما تمنح فرصاً تنافسية متكافئة للجميع في مؤسسات الدولة والمجتمع لتلافي شعور المواطن بالغبن وتدني مرتبته الاجتماعية ما يضعف شعوره بالمواطنة. إن مبدأ المساواة يتطلب خطوات عملية ضامنة لحقوق المواطنين على اختلاف مكوناتهم العرقية والأثنية لتقليل هواجس الأقليات انتهاك حقوقهم من الأغلبية، ما يعزز شعورهم بالمواطنة.
يحدد (( بيخو باريخ )) مستويات المساواة بخمس نقاط : " الاعتراف بالحقوق واحترامها، والفرص المتساوية، وتقدير الذات وقيمتها، والتمثيل في السلطة، وعدالة توزيع الثروة والرفاه ".
إن الدفاع عن حقوق الأقليات العرقية والأثنية وضمان عشيها الكريم على نحو متساوٍ في مجتمع الأغلبية لا يعني إطلاقاً منحها حقوق استثنائية على حساب حقوق الأغلبية ولا حقوق مماثلة ويجب التمييز بين المساواة في الحقوق والتماثل في الحقوق، فلا يمكن عدّ كل لغات الأقليات لغات رسمية معتمدة في مؤسسات الدولة والمجتمع على نحو مماثل للغة الأغلبية.
فضلاً عن أن استخدام الحق على نحو تعسفي يضر بالآخرين فمن دون تمتع المواطن بالحد الأدنى من ثقافة ممارسة حقه لا يمكن ضمان احترامه حقوق الآخرين، ومبدأ المساواة على نحو عام لا يضمن الحقوق على نحو كلي وعادل ولا يلغي الاختلافات بوجهات النظر بين الأقلية والأغلبية حول حجم الحقوق أو استخدم الحق على نحو تعسفي من كلا الجانبين وإنما يضمن الحقوق على نحو منصف ويمنح حرية الاختلاف بوجهات النظر حول حجم الحقوق الممنوحة وشرعيتها الدستورية بعيداً عن التوجهات العنفية والعنصرية المضادة.
يقول (( بيخو باريخ )) : " إن الحقوق المتساوية لا تعني حقوقاً مماثلة، لتباين مستوى وعي أفراد المجتمع بالحقوق. والمساواة لا تلغي الاختلاف بوجهات النظر، وإنما تمنح الآخر حق إبداء الرأي المخالف بكل أحترام وتقدير ".
لا تتوقف حقوق الأقليات العرقية والأثنية على تشريعات قانونية وحسب، بل على غرس قيمها في ذهن المواطن على نحو لاواعي كونها تنمي الشعور بالمواطنة وتلغي المرتبية في المجتمع وتضفي شعوراً إنسانياً على الصلات المجتمعية وتضعف التباين العرقي والأثني وتقر بمبدأ مساواة الجميع في الحقوق والواجبات أمام الدولة والمجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلات الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون بالإ


.. States must intensify their efforts to combat climate change




.. شبكات | اعتقال وفصل موظفين من غوغل احتجوا على مشروع نيمبوس م


.. لحظة اعتقال شيف سوري في تركيا




.. محمود عباس يرفض طلبا أميركيا بالتراجع عن تصويت عضوية فلسطين