الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل الديمقراطية في ليبيا

طارق قديس

2011 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن قُتل القذافي وطُويت مرحلة طالما تمنى الليبيون انتهاءها، وأصبح اسم العقيد مجرد ذكرى، وخِيَمُهُ مجرد أطلال، وحرسه النسائي مجرد طُرفةٍ نستدعيها في ليالٍ كئيبةٍ لنُرَوِّحَ بها عن أنفسنا، وبعد أن أعلن المجلس الانتقالي من بنغازي تحرير ليبيا، يقفز إلى السطح سؤالٌ مهم للغاية، وهو: ما مصير الديمقراطية في الجمهورية الليبية الثانية؟

إنه ما من شك أن رحيل القذافي بطريقة أو بأخرى هو فعلاً بداية الطريق نحو بناء ليبيا فتية ديمقراطية حرة، فبغير تنحيته عن المشهد السياسي الحالي والواقع الليبي المعاصر لم يكن بالإمكان القول أن الثوار قد حصدوا العلامة الكاملة، فمجرد النظر إلى مشهد إعلان أعضاء المجلس الانتقالي المؤلف من أبناء الشعب الليبي تحرير البلاد والعباد بعد مقتل زعيمهم الراحل، ومشروعهم بإقامة انتخابات في مدة قياسية كفيلٌ بإطلاعنا على مرحلة مهمة تستعد طرابلس للدخول إليها، وهي مرحلة بناء الدولة الديمقراطية، مرحلة ما بعد العقيد المقتول.

وبغض النظر عن أي قولٍ متعلق بتصفية العقيد، فإن ما حدث لن يؤثر في مسيرة الديمقراطية بشيء، فالديمقراطية باقية، وليبيا تحررت، ولن يسجل التاريخ خسارة في مقتل العقيد سوى خسارة واحدة وهي خسارة الكم الهائل من المخزون المعلوماتي الذي كان بالإمكان الاستفادة منه بخصوص الأحداث المفصلية خلال فترة حكمه، فمن يمكنه الآن أن يخبرنا عن حيثيات قضية لوكربي بالتفصيل؟ أو اختفاء موسى الصدر بالتفصيل؟ أو الأماكن التي خبَّأ القذافي فيها أمواله بالتفصيل؟ إن القذافي وحده ووحده فقط هو من يملك الحقائق كاملة دون رتوش للأسف.

لكن الأهم من هذا كله في هذه المرحلة الجديدة هو أن يستفيد القائمون على البلاد من أخطاء السابقين، فتكون المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب نقطة البداية للإصلاح المنشود، وأن تكون مصلحة المواطنين البسطاء هي العليا، فيعملوا من أجلهم ولهم، فهم من حرر الأرض، وهم من ثار، وهم من بذل الغالي والنفيس لتعود البلاد إلى ذاتها، بعد أن ضللها العقيد بزيف أقواله 42 سنة، وقد عرف الجميع أخيراً أن ذلك الذي ناضل في صباه من أجل الحرية لم يكن في حقيقة الأمر سوى مجرد ديكتاتور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ديمقراطية القتل
هاشم القريشي ( 2011 / 10 / 25 - 01:28 )
لن تنجح ديقراطية القتل فالعراق مثلا يمتلك احزاب سياسيه ووعيا سياسي حل ماحل به بعد اكثر من ثماني سنسن عجاف كيف ليبيا التي تفتقد لمقومات دوله فهي بلا احزاب سياسيه نتيجة سياسة التجهيل التي نهجها القذافي مثله مثل كل الحكام العرب فالتجهيل خير وسيله لقيادة القطيع عفوا لأن الخوف من المستقبل يقلقني ويرعبني وأنا قابع في اوربا فكيف المساكين الغلابه


2 - تعقيب
طارق قديس ( 2011 / 10 / 25 - 05:09 )
أخ هاشم ، شكراً على التعليق ، وأود أن أعقب بأن الحكم المسبق من خلال إسقاط تجربة على تجربة أخرى مختلفة عنها لن يقودنا بالضرورة إلى نتيجة صحيحة، والزمن كفيل بتوضيح ذلك


3 - نيالك على هذه الثقة العالية يا استاذ
سيلوس العراقي ( 2011 / 10 / 25 - 09:14 )
السيد الكاتب المحترم
، اني أحسدك على ثقتك العالية في امكانية ليبيا والليبيين أن يبنوا نظاما ديمقراطيا وكنت اتمنى لو أطلعتنا على الاسس والاوليات التي لديك والتي بنيت عليها ثقتك العالية، التي اشرت اليها من دون اي شكوك حتى في امكانية تحققها ولا ادري إن كانت الديمقراطية تعني بالنسبة لجنابكم أن يقف اعضاء المجلس الانتقالي الى جانب بعضهم في القاعة ويعدون باجراء انتخابات؟ وقولك بان الديمقراطية باقية لم افهم قصدك منه؟ هل تقصد بانه ومع قتل القذافي وطي صفحته من دون رجعة لكن الديمقراطية ستبقى؟ عن اي ديمقراطية (ستبقى) تقصد؟ ديمقراطية القذافي أم الشعب الليبي في وقت القذافي أم الديمقراطية كفكرة نظرية، أم تصريح المجلس الانتقالي الذي أكد على ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الوحيد والاساسي للقوانين ولليبيا المستقبل؟ كنت اتمنى أن توضح لنا حتى لا نقلق من خطر الاسلام والاسلاميين الاصوليين؟ الا اذا كنت تقصد ديمقراطية واأمرهم بالشورى. وارجو أن لا تكون انت من حكم مسبقا على المستقبل في ليبيا وليس المعلق القريشي ، انرنا يا استاذ يرضى الله عليك ، مع تقديري لثقتك العالية، تحية

اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر