الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردود حول اسئلة الحوار المتمدن

عزيز برو

2011 / 10 / 25
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي


1 – أيهما أهم برأيك، بناء دولة مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان، أم بناء دول على أساس قومي و أثنية ، بغض النظر عن مضمون الحكم فيها؟
الدولة القومية او دولة الامة مفهوم دخيل على منطقة الشرق الاوسط .
الفكر القومي غزا المنطقة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكان فكرا قوميا معتدلا طالب بالحفاظ على الخصوصيات القومية والتحول الى نظام اللامركزية السياسية في الحكم.
في بداية القرن العشرين ومع تشكيل حركة تركيا الفتاة والدعوة الطورانية واعتماد السلطان عبد الحميد النظام المركزي المتشدد , كل هذه الافعال ولّدت لدى القوميات الاخرى سياسات رد فعل ساهمت في انهيار الدولة العثمانية وتفتت الشرق وتحكم الاخرين به.
ولكن برغم ان نموذج الدولة القومية بمفهومها الحديث مفهوم دخيل على المنطقة, الا اننا لم نصل في هذه المنطقة الى مفهوم دولة المواطنة، و المتتبع لتاريخ المنطقة سيلاحظ ان الدول التي قامت على اسس دينية في معظمها كان للجانب العنصري دورا مهما في تكوينها ابتداءا بالامبراطوريات القديمة السامية او الارية الى ان نصل الى الدول الاسلامية والتي كان للقومية دور اساسي في بناء الدولة, وفرز الشعب الى جانب الفرز الديني فرزا آخر هو الفرز القومي, فالشعب او الرعية صنّف على الجانب الديني الى مسلمين وغير مسلمين، وقسّم المسلمين على المستوى العنصري الى عرب وموالي من فرس وكورد وقوميات اخرى وكان لهذا الفرز الدور الاكبر في انهيار الدولة الاموية ولكن الدولة العباسية التي اعتمدت على الفرس والكورد في بداية قيامها لم تحقق المساواة القومية وبقي الصراع القومي بين العرب والكورد والترك والفرس يدور في الخفاء الى ان انهارت الدولة.
ربما لم يحاول الايوبيون تكريد العرب والترك في فترة حكمهم ولكنهم حافظوا على تفوق العنصر الكوردي في الحكم، والعثمانيون الترك ايضاً حافظو على تفوق العنصر التركي رغم انهم تأثرو كثيرا بثقافات القوميات الاخرى التي ضمتها امبراطوريتهم.
احترام الخصوصيات القومية والمحافظة على الثقافات المحلية من عوامل القوة لدينا ولكن بنفس الوقت فأن بناء دولة الامة سيكون ذو تأثير سلبي، فبرغم اننا ككورد لم يتسنى لنا بناء دولتنا القومية إلا ان تجارب العرب والفرس والترك في بناء دولهم القومية خلال القرن العشرين تجارب غير مشجعة.
الحالة الاكثر ملائمة لواقع المنطقة وتاريخها هو اعتماد دولة المواطنة مع احترام الخصوصيات القومية والدينية من خلال اعتماد شكل نظام اللامركزية السياسية في الحكم.
2- كيف ترى سبل حل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وفقا للمواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة؟
لنترك المتاجرة بالقومية والدين للسياسيين ورجال الدين، وعلينا ان نطرح حلولا واقعية يكون التوافق هو الاساس فيها، سواء ارضينا الرأي العام ام لم نرضه.
الحياة الكريمة،الحرية، الامان، والضمان لمستقبل كريم وآمن له ولأولاده هي متطلبات الانسان اينما كان سواء عاش هذا الانسان في جنوب القارة السمراء او شمال القارة البيضاء، اذاً متطلبات العيش للفلسطيني والاسرائيلي واحدة، هذا من جهة، ومن جهة اخرى فان فصل الدولتين عن بعضهما سيؤثر سلبا على الطرفين من جميع الجوانب وبالتحديد على الجانب الاقتصادي والخدمي، إذ ان الصناعة الاسرائيلية بحاجة الى العامل الفلسطيني والسوق الفلسطينية وكذلك اغلاق الحدود بين الدولتين سيؤثر سلباً على الوضع المعيشي لدى عشرات الالاف من الاسر الفلسطينية، هذا الى جانب تأثر الخدمات لدى الطرفين بالفصل التام بين الدولتين اذا ما تم. من يعمل على حل القضية الفلسطينية عليه ان يدرك هذه الحقائق.
يمكن اختصار القضية الفلسطينية في عدة نقاط:
1- انهاء الاحتلال العسكري الاسرائيلي للضفة الغربية، ولكن علينا ان نسأل ما هو السبب وراء استمرار الاحتلال الى اليوم وسيرد عليك الاسرائيلي : مع انسحاب الجيش الاسرائيلي ستكون هناك العشرات من المجموعات المسلحة والتي ستهدد امن اسرائيل، اذاً لابد من ضمان امن اسرائيل وعدم تعرضها لعمليات ارهابية.
2- المستوطنات حالة غير شرعية ولكنها حالة امر واقع والحل يكون باجراء استبدال للاراضي وضم هذه المستوطنات الى اسرائيل بالمقابل ضم اراضي بما يوازي اهمية هذه الاراضي الى فلسطين.
3- قضية المهجرين الفلسطينيين في دول الشتات، وهنا يجب:
أ‌- رفض ازدواج الجنسية في اسرائيل
ب‌- يحق لاي مهجّر العودة الى ارضه التي هجر منها والحصول على الجنسية الاسرائيلية.
ت‌- كل من يرفض العودة يحق له الحصول على تعويض مناسب مع ضمان حصوله على جنسية اخرى.
ث‌- اطلاق سراح الاسرى في السجون الاسرائيليةومحاكمة المتهمين بجرائم قتل امام محاكم فلسطينية
ج‌- القدس تكون مدينة بادارة مشتركة
3 - كيف تقيّم الموقف الأمريكي والدول الغربية المناهض لإعلان دولة فلسطينية مستقلة بعد خطوة الزعيم الفلسطيني وتوجهه إلى الأمم المتحدة لتحقيق ذلك؟
المنظمات الدولية انشأت لتحافظ على توازن القوى والمصالح، والعالم اليوم هو ابعد ما يكون عن تحقيق العدالة واحقاق الحقوق، الحكومات الغربية المنتخبة لديها واجب واحد وهو حماية مصالح شعوبها، لذا فإننا في الشرق بحاجة الى كتلة اقتصادية سياسية شرق اوسطية.
علينا ان نبدء من المفردات الصغيرة , القضية الفلسطينية هي من اهم القضايا في منطقة الشرق الاوسط وهي مرتبطة بتحرر الانسان الفرد في هذه المنطقة.
لن تكون هناك حلول للقضايا القومية في المنطقة في ظل الديكتاتوريات الحاكمة اليوم، فيما الثورات العربية وانتشار الديمقراطية سيؤدي بالنهاية الى حل القضايا القومية ايضا وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والكوردية.
4 - ما هي برأيك الأسباب الرئيسية للموقف السلبي من قبل الدول الكبرى تجاه إقامة دولة كردية مستقلة، تجمع أطرافها الأربع في دول الشرق الأوسط ، وهو مطلب شعبي كردي وحق من حقوقهِ ، ولماذا يتم تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي ؟
الامة الكوردية تعتبر من اكبر الامم التي لم يتسنى لها ان تبني دولتها القومية ويعود ذلك لاسباب ذاتية داخلية تعود للحالة الاجتماعية في كوردستان وايضا لتأثير جغرافية كوردستان الطبيعية مما اثر سلبا على ايجاد قوة داخلية قوية منظمة تفرض حالة الامر الواقع وكذلك تفشي التشدد الديني والذي تم استغلاله من قبل الدولة التركية مما اثر سلبا على انشاء قوة داخلية قوية تقوم بفرض حالة الامر الواقع او على الاقل يمكن للقوة الغربية التعامل معها في الوقت الذي تبنت فيه الدولة التركية، وكذلك الشاهنشاهية الايرانية، فكرا اكثر انفتاحا على العالم الغربي وبالتأكيد فأن المنتصر في الصراع الفكري بين الفكر العلماني والفكر الديني المتشدد المتفشي بين الكورد في بداية القرن ستكون الغلبة للعلمانية، هذا من جانب وكذلك هناك الجانب الاخر والذي اعتمد على لعبة المصالح والتوازنات الدولية بين الدول العظمى والعلاقات فيما بينها حينها وتحديدا فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية
لعبة المصالح والتوازنات استمرت واستطاعت الدولة الكمالية التركية ان تدير اللعبة بالشكل الذي تمكنت فيه من المحافظة على تبعية كوردستان لها واستفاد كمال اتاتورك من الصراع بين القوى العظمى وتحديدا روسيا القيصرية وبريطانية بعد ان تمكن من تحييد فرنسا بعدة اتفاقات، واستمرت هذه اللعبة الى نهاية الحرب العالمية الثانية حيث خلقت ظروف جديدة لتوازنات جديدة راح ضحيتها من جديد الحلم الكوردي ببناء دولتهم القومية كسائر دول المنطقة.
اعتقد ان السؤال كان يجب ان يكون على الشكل التالي: هل ما زالت تلك الاسباب التي منعت قيام الدولة الكوردية قائمة وهل بالفعل ما زال الكورد يؤمنون ببناء الدولة القومية التي تمتد من البحر الى الخليج؟. اعتقد ان المعادلة انعكست الآن وهناك مشاريع لبناء دولة كوردية تتطابق مع برامج بعض القوى الكوردية ولكن عموما تجربة الدول القومية في المنطقة ليست مشجعة لبناء نموذج قومي اخر.
اما السؤال: لماذا يتم تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي؟ فأظن ان المشكلة لا تكمن في تشبيه المثقف العربي للحالة الكوردية بالحالة الاسرائيلية وانما جوهر المشكلة يكمن في اعتراف المثقف والمفكر العربي بالاخر القومي او الديني المختلف معه، فالحالة لا تخص الكورد وحدهم بل تتعداهم الى الاقليات القومية الاخرى التي تعيش في الوطن العربي لتصل الى اسرائيل ذاتها والتي هي تاريخ وواقع في منطقة الشرق الاوسط ويجب التعامل معها على هذا الاساس. اظن ان جوهر المشكلة يكمن في الموروث الديني والاجتماعي الذي يخرج هذا المثقف من رحمه.
5- هل يمكن للتغیّرات الراهنة في المنطقة - الانتفاضات والمظاهرات الأخيرة – من أن تؤدي إلى خلق آفاق جديدة أرحب للقومیّات السائدة کي تستوعب الحقوق القومیّة للأقليات غير العربية مثل الأكراد، إلي حدّ الانفصال وإنشاء دولهم المستقلة ؟
بداية، لقد اشرت سابقا ان تجربة الدولة القومية سواء كانت عربية او تركية او فارسية او حتى يهودية هي غير مشجعة والحل الامثل للقضية الكوردية هو في الحصول على المساواة القومية داخل الدول التي تقتسم كوردستان فيما بينها.
نحن ندخل العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين والعالم يتجه الى تشكيل تكتلات اقتصادية سياسية بهدف حماية مصالح الشعوب داخل هذه التكتلات.
الثورة الشرق اوسطية اعتقد انها لن تقف عند حدود الدول العربية بل ستنتشر في المنطقة عامة ولن تكون ثورة لاجل تغيير نظام في الحكم بل ستتعداه الى جانب الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المنطقة وستصل الثورة الى المؤسسات الاقليمية التي كانت تمثل مصالح الانظمة لتمثل اليوم مصالح الشعوب الشرق اوسطية وتحميها، واعتقد ان هذه المؤسسات ستتجاوز الاسس القومية او الدينية القائمة عليها لتقوم على اساس حماية امن ومصالح الشعوب الشرق اوسطية الاقتصادية والسياسية وبناء كتلة شرق اوسطية تتبنى الديمقراطية وتنشر ثقافة حقوق الانسان.
اذا المنطقة مقبلة على خلق اتحاد شرق اوسطي وليس انفصال الدول القومية، لكن ومع ذلك، لابد من احترام الخصوصيات القومية والدينية وحتى المناطقية من خلال تبني نموذج الدولة الاتحادية وتوسيع هذا النموذج في المستقبل ليكون الشكل الامثل لوحدة شرق اوسطية تبدأ بازالة الحواجز الجمركية وانشاء منظمات على مستوى المنطقة تهتم بنشر الفكر الديمقراطي وحقوق الانسان. لا مكان بعد اليوم للدول القومية بمفهومها السابق والكورد يمكن ان يلعبو دورا في توحيد المنطقة وليس تفتيتها.
6- هل تعتقدون بأنّ المرحلة القادمة ،بعد الربيع العربي، ستصبح مرحلة التفاهم والتطبیع وحلّ النزاعات بین الشعوب السائدة والمضطهدة ،أم سندخل مرحلة جدیدة من الخلافات وإشعال فتیل النعرات القومیة والتناحر الإثني؟
المنطقة مفتوحة على جميع الاحتمالات وبخاصة مع غياب دور حقيقي للاحزاب الوطنية وقيام التنظيمات التي ترتكز على القومية او الدين، هذا بالاضافة الى التدخلات الخارجية التي تغذي مثل هذه التنظيمات ,اعتقد ان السؤال يجب ان يكون كيف يمكن ان نمنع اشعال فتيل الفتن الطائفية والقومية؟ وهذا يتحقق بالاعتراف المتبادل فيما بين القوميات وتحقيق المساواة القومية واحترام خصوصية المناطق واحترام رغبة سكان اي منطقة في اختيار شكل الحكم الذي يناسبها في اقليمها و اعتماد نموذج الدولة العلمانية والفصل التام بين الدين والدولة، والابتعاد قدر الامكان عن نموذج الدولة القومية واعتماد نموذج دولة المواطنة.
7 - ما موقفك من إجراء عملیة استفتاء بإشراف الأمم المتّحدة حول تقریر المصیر للأقليات القومية في العالم العربي مثل الصحراء الغربية وجنوب السودان ويشمل أقليات أخرى في المستقبل، مع العلم أنّ حق تقریر المصیر لکلّ شعب حقّ دیمقراطي وإنساني وشرعي و يضمنه بند من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام ١٩٤٨؟
الشعب في جمهورية جنوب السودان اختار الانفصال وهو بصدد بناء مؤسسات دولته الوليدة وهناك تدفق هائل من المشاريع الى هذه الدولة، اعتقد اننا سنشهد تكاملا وشراكة حقيقية في الفترة القادمة فيما بين دولتي جنوب وشمال السودان.
بالنسبة للصحراء الغربية او اقليم كوردستان العراق او المناطق ذات الغالبية الكوردية في سورية او حتى المناطق الاخرى التي تتميز عن غيرها من المناطق دينيا او عرقيا او حتى على بعض المستويات الاخرى، علينا ان نحترم رغبتها في تحديد مصيرها او شكل بقائها ضمن الدول القائمة.
اذاً وبما ان جميع الدول العربية (باستثناء فلسطين)هي اعضاء في المنظمة الدولية، فإن منظة الامم المتحدة هي الجهة الوحيدة التي تملك الشرعية الشعبية والقانونية للقيام بذلك.
حق تقرير المصير من الحقوق المقدسة لجميع الشعوب وعلينا ان لا نقفز فوق المراحل، لان الوصول الى التكامل فيما بيننا في المنطقة يحتاج الى اعادة بناء المنطقة على اسس الشراكة الحقيقية بين اطراف لها كامل السيادة، اذاً اول خطوة في اتجاه تحقيق اتحاد حقيقي يخدم مصالح شعوب المنطقة هو احترام رغبة هذه الشعوب في تقرير مصيرها.
8- ماهي المعوقات التي تواجه قيام دولة كردية ، و كيانات قومية خاصة بالأقليات الأخرى كالأمازيغ و أهالي الصحراء الغربية؟
اعتقد ان المرحلة مهيئة اكثر من اي وقت سابق لقيام دولة كوردية لان الديكتاتورية في سورية وايران تسير بالدولتين الى التفتت وكذلك فأن عدم اعتراف الدولة التركية بالمساواة القومية بين الكورد والترك والعرب في توركيا يخلق حاجزا فيما بين مكونات المجتمع التركي على المستوى الشعبي ويهدد بأنفجار المسألة الكوردية ليس في قنديل وحدها وانما داخل المدن التركية نفسها .
ولكن هل هذا السيناريو يخدم شعوب المنطقة ومن بينهم الشعب الكوردي؟ اعتقد العكس تماما، فأن ذلك يفتح الطريق مجددا لتحكم القوى العظمة بمنطقة الشرق الاوسط ونهب خيرات المنطقة وعقود اخرى من الفقر والجهل والتخلف. الحل يكمن بايجاد حلول للقضايا القومية داخل الدول القائمة مع احتفاظ الشعوب بحق تقرير مصيرها واعتقد ان الديمقراطية ستساهم في حل الكثيرمن القضايا القومية والاهم هو نشر الثقافة الديمقراطية وانشاء جيل يتفهم مبدأ قبول الاخر المختلف سياسيا او دينيا او قوميا او جنسيا والعمل على تحرير الفرد لانه اساس اي بنيان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى