الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسائط نقل أم دور عباده !

عماد الاخرس

2011 / 11 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


البعض من وسائط النقل ( السيارات ) سواء الخاصة أو العامة (الأجرة ) الصغيرة منها أو الكبيرة تبدو وكأنها دور عباده متنقلة يعتلى مقدمتها المصحف الشريف ويملأ زجاجها وأبدانها الكتابات الدينية وبوسترات صور ألائمه الصالحين ورجال الدين وفى داخلها لا تسمع سوى أصوات المناقب النبوية والقراءات الحسينية والخطب الدينية المتنوعة.
ولا اعتقد إن الدوافع التي تقف وراء هذه الظاهرة إيمانيه مطلقاً لان كتاب الله يجب أن يُقرأ ويوضع في مكان نظيف ومرتفع وليس في مقدمة السيارة ( الدشبول ) وعليه كومه من التراب ولا يوجد في صفحاته المليئة بالقيم والأفكار العظيمة من الخرافات ما يؤكد بان وجوده في هذا المكان ممكن أن يبُعِد السائق شر الحوادث والأضرار!
ولا يوجد هناك ما يبرر لصق كتابات من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وصور أهل بيت رسول الله ورجال دين في غنى عن التعريف من الخلق والعلم والثقافة على زجاج السيارات فهو يحجب الرؤية عن السائق ويزيد من احتمالية التعرض للحوادث.. وقد يلجأ البعض أحياناً بلصقها على أبدانها وهو مكان غير لائق لكونه معرض دوماً للأتربة والأوساخ .
والظاهرة الأكثر شيوعاً والتي يركز عليها مقالي هي استخدام التسجيلات الصوتية للمناقب النبوية والقراءات الحسينية والخطب الدينية في السيارات العامة المخصصة لنقل الركاب والمصيبة أن استخدامها أصبح لا يقتصر على المناسبات الدينية فقط بل طول أيام السنة !
ومن حَكَمَ عليه القدر بان يكون فقيراً ولا يمتلك سيارة خاصة به ويلجأ في تنقله اليومي إلى العامة منها مثل ( الكيا .. الكوستر .. التاكسي الصالون ) يلمس بوضوح هذه الظاهرة.
إن استخدام التسجيلات الدينية الإسلامية تحديدا ً داخل السيارة العامة وبصوت مرتفع من قبل شريحة السواق ممارسه تعسفية خاطئة وغير صحيحة لا يمكن اعتبارها حالة تدين إيمانيه في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب .
والغريب الذي يثير الاشمئزاز إن اغلب سواق هذه السيارات لا يحترمون ولا يعملون بما يرد في هذه التسجيلات الدينية من نصح وإيمان وتجده يمارس تصرفات وسلوك يتنافى كلياً معها.
وأما من منظور السلامة فهذه التسجيلات تقلل من تركيز السائق المؤمن الصحيح على ألسياقه لأنه قد يغرق في الإيمان ويغفل مقود سيارته !
إن السيارة العامة المخصصة لنقل الركاب بالنسبة لسائقها مكان عمل ليجنى رزقه اليومي وليس لإثبات وتأكيد إيمانه وبما انه يحق لعامة الناس ومن مختلف الشرائح استخدامها لا يجوز له أن يفرض عليهم اللون الذي ينطبق مع أهوائه ومزاجه.
أما الجهلة والأميين من ذوى الأفق الضيق فيجدونها فرصه لتأكيد طائفيتهم ويتصورون بأنهم يقدمون خدمه لدينهم أو لمذهبهم دون حساب لنتائج الفرقة والفتنه التي تترتب على ذلك.
وأسئلتي لهؤلاء ابدأها ألا تعلمون بان سيارات الأجرة العامة تستخدم لنقل الركاب من مختلف المذاهب والأديان ؟ لماذا تفرضون على الركاب ما يتناسب ورغباتكم وأهوائكم دون أي مراعاة لمشاعرهم ؟هل تهتمون بسماع هذه التسجيلات الدينية في بيوتكم ودور العبادة ؟ هل لديكم نية مسبقة في تعميق نار الفتنه والفرقة بين أفراد المجتمع .. ولماذا ؟ هل تعلمون بان أهم شرط في ممارسة الحرية الشخصية هو أن لا تؤثر على الآخرين ؟ وأخير أسئلتي .. هل تعملون كسواق في سيارات الأجرة لغرض جنى الرزق أم لنشر الأفكار الدينية ؟
باختصار أقولها لكم إن البيوت ودور العبادة هي المكان الأفضل لسماع هذه التسجيلات الدينية لأنها أماكن ثابتة غير متنقلة ونظيفة لا يمارس فيها الإنسان أي عمل ويمكن أن يتفرغ فيها للعبادة والاستماع للتسجيلات الصوتية الدينية.
اختم مقالي بمطالبة الأجهزة الأمنية ومديرية المرور العامة ونقابات وهيئات النقل بضرورة إصدار التعليمات اللازمة التي تحد من انتشار الظواهر أعلاه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بول البعير
خلف دندش / بائع متجول ( 2011 / 11 / 22 - 23:25 )
ياسيدي الفاضل
عنوان التعليق يحمل معنيين متلازمين الايمان ببول البعير والرجوع للوراء كما يبول البعير فهما صنوان فالبعيرحيوان خرافي مذكور في كتاب الصحراء ويشير على عظمة الخالق في خلقه علما ان الوجدان الشعبي لايرى في البعير الا مسخره ورمز لاشياء سيئه كما في الامثال
يرجع ليوره مثل بول البعير
يمعود هذا كلشي ماكو جنه بعير
موت اللي لف البعوره
البعير هم جبير
ماكل شوك مثل البعير
وغيرها العديد من الامثال ياسيدي المحترم الحل هو التأكيد على الوجدان الشعبي وتفعليه لانه الاصح بالفطره والممارسه والتجربه وتناغمه مع الفعل الانساني الشامل وبنفس الوقت عقر هذا البعير الذي اهلكنا انه بعير طرواده الذي تسلل بيننا وخرج منه في ليل اسود كل الجهل والخرافه والمرض والفقر والمصايب السوده والمصيبه الكبرى حراس هذا البعير
عليه طلبك من الاجهزه المعنيه لحل مشكلة البعير عويصه لانهم حراس البعير اللذين يعملون لحساب الحارس الاكبروهكذا دواليك
!!! تقديري واحترامي لأشاراتك ولو ان البعير لايفهم الاشاره


2 - الاعلام
د.قاسم الجلبي ( 2011 / 11 / 23 - 14:22 )
اذا اردنا ان نتخلص من هذه المشاكل وهذه الامور الخاطئه فعلى الاعلام ان يقوم بواجبه بتثقيف المواطنين باءن العراق موطن المسلمين والمسيحين والصابئه والايزيدين ولهم حقوقهم وواجبتاتهم ,وعلى وزاره الثقافه ان تصدر بوسترات لتوضيح هذه المهمه وباءسلوب بسيط مع وسائل الايضاح, ولكن وزاره الثقافه العراقيه ينطبق عليها المثل العراقي عرب وين طنبوره وين , لك مني احر التحايا

اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة