الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وادي الطرشان

أحمد بسمار

2011 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


صـرخـة في وادي الـطـرشــان

هل يمكن أن ننسى اليوم كل خلافاتنا, ونفكر في وطننا؟؟؟!!!...
هل يمكن أن نجلس على طاولة, أو على الأرض, أو على الرمل, أو في مقهى على شاطئ اللاذقية أو طرطوس, ونتكلم مع بعضنا البعض, دون هيجان, دون شتائم, دون تحيز. أن نتكلم فقط عما يمكن أن تؤول إليه ســـوريــا إذا لم نتكلم عنها. وإلى أي مصير معتم سوف ننتهي كلنا, ومستقبل غامض أجوف مجهول تنهي تعامينا وغضبنا واقتتالنا بين بعضنا البعض. نحن من كنا أبعد شعوب الأرض عن كل عنف, وأقربه إلى السلام والحب والسهرات العائلية المليئة بالطرب والجمال والهدوء واللقاء والضيافة. ومن تسعة أشهر تحركت فينا كل غرائز العنف والكراهية والطائفية والحذر من الآخـر وإقصائه. يجب سحله وقتله ومحو كل آثاره وأفكاره, لأنه لا يشبهني, لأنه لا يفكر مثلي, لأنه لا يؤمن مثلي, وخاصة لأنه ولد مع معتقد ديني آخــر..................

هذا أبشع ما أصابنا. تمزقنا إلى فئات مختلفة المعتقد الغيبي. وليس لاختلافنا على مبادئ اجتماعية أو فكرية أو حضارية أو ثقافية وإصلاحية. لنا نفس العادات والتقاليد. الإيجابية منها أو السلبية. فقتلنا الإيجابية منها وحرضنا وهيجنا وحاربنا بالسلبية منها أفظع من داحس والغبراء.. أو لنشر المعتقد الوحيد الواحد الذي تركنا نعتقد حتى مما قبل أن نولد.. بأننا أفضل أمة عند الله. وهذه الفكرة الراسخة جمدتنا.. وشدتنا إلى الوراء, كلما أراد أحدنا الخروج من القطيع والعائلة والعشيرة, للاطلاع على معتقدات أخرى, أو عوالم وحضارات ومعارف أخرى وثقافات مختلفة أخـرى........

هذه أولى وأهم نقاط ضعفنا وجمودنا.. أننا لا نقبل الفكر الآخر.. ولا المعتقد الآخر.. ولا مطلب الآخر.. ولا تفكير الآخر.. ولا عادات وتقاليد الآخر.. وخاصة كل ما هو تطور جديد لا نفهمه. ولهذا السبب يستطيع الغرب (المتنور) أن يبيعنا مكتشفاته بعلب مختومة تحمل دائما ختمه وبصماته. ونحن في نفس الوقت لا نصنع ولا نـنـتـج سوى الصوم والصلاة والنكاح والتفريخ والنوم... لا ننتج أي شيء.. وغالب أفكارنا لا تتعدى فقع الخطب التنكية والتهديدات العنترية والتفسيرات الفقهية.. والاقتتال بين بعضنا البعض حتى هذا المساء, من كان أفضل الوريثين لاستلام الخلافة من خمسة عشر قرن من الزمن. علما أنه كل ما تبقى من هذه الخلافة الأحلامية, مئات الباندوستانات وأشباه أنصاف الإمارات المجزأة, يؤكد مشايخها كل صباح أن رئيسهم أو نصف أميرهم من نسل نبي الإسلام.. وأنه اليوم خليفته الوحيد الفريد. حتى رئيس الوزراء التركي الحالي, يحلم أن يبايع سلطانا وأميرا للمؤمنين. علما أنه لا يتكلم كلمة عربية واحدة.. ولما لا؟؟؟... أولم يحكمنا أجداده أكثر من خمسة قرون باسم الإيمان والإسلام.. وحزبه الإسـلامي الحاكم اليوم؟؟؟ ألم يصبح ماركة مسجلة لكل التحركات والمظاهرات وحتى الثورات العربية من المحيط إلى الخليج.. ما عدا التي ترتدي العكال والحطاطة والدشداشة والشاروخ.. والتي ما زالت تحمي الكعبة والحجاج... لقاء مليارات الدولارات وحماية نفطها.. من مــامــا أمــريــكــا طبعا.............

لهذا آمل أن نعود إلى مقهى على الساحل السوري, بدلا من القاهرة واسطنبول وبروكسل وباريس, حتى نفكر ـ جديا ـ بمصيرنا. حتى لا نعود خلافة مجزأة مريضة متعبة, تنهشها الذئاب الجائعة ... لم تضع كل الفرص بعد للقاء عائلي ذكي عاقل للأسـرة السورية كلها, بجميع فئاتها, دون إقصاء أو شرط. وكل يفتح قلبه وفكره للآخـر, دون تردد أو نية خفية. تطرح الحلول كلها بدون استثناء, ورغبات الجماهير والمفكرين والنساء, ولا يغادرون الطاولة والقاعة المغلقة, حتى لقاء وإيجاد حــل دستوري مشترك لزبدة جميع هذه الأفكار الإصلاحية..........

بهذا قد نستطيع إنقاذ بلدنا, مما خطط له من تمزق وتفجير وخراب. حتى تزال هذه الصخرة القديمة التي تعرقل المخططات والمصالح المرسومة لهذا الشرق الأوسط الجديد. والذي لن يكون على الإطلاق لمستقبل هناء وحريات السوريين ومستقبلهم ومستقبل أولادهم.

أنا لا أطالب أي واحد منكم أن يتنازل عن مبادئه وأفكاره. إنما أن يحاول لقاء الآخر ولو مرة واحدة.. مرة واحدة طويلة حتى يلتقيا على فكرة واحدة على الأقل.. حماية سوريا.

قبل أن أختم هذا المقال.. هذا المساء.. أعرف أن كتابتي وصرختي سوف تذهبان هباء وضياعا في وادي الـطـرشــإن... ولكنني أديت واجبي.. من يدري.. من يدري.. من يدري... قد يــولــد الأمل حتى من وادي الطرشــإن!!!................
ولجميع القارئات والقراء.. أطيب تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يعلمون جيدا خطر بلقنة سوريا
بشارة خليل قـ ( 2011 / 11 / 23 - 21:18 )
استاذ بسمار المحترم افهم خوفك على هذا البلد الجميل لانه جميل حقا.
انا ولدت في مكان ان كان الجو صافيا ارى من سطحه قمة جبل الشيخ حرمون
ويقال عنا نحن في منطقة الجليل شمال فلسطين اننا نشبه المصريين في الشكل والشوام باللهجة.ربينا على التبولة والكبة وسهرات العود والميجنا وتحت هودجها وحول يا غنام وفوق النخل....وكاس العرق
بعد انقطاعنا عن محيطنا داخل الخط الاخضر حكوا لنا الكبار انه لم تكن هنالك حدود بيننا وبين جبل عامل في الجنوب وحوران والشام هم اهلنا
يبدو انه اتى زمن التفتيت ورسم الحدود- خطر ببالي الان فلم الحدود لغوار
يبدو ان قيظ صحراء البداوة تلفح منطقتنا فيغيّب حرها صفاء العقول

تحياتي ومودتي لك


2 - هلا بالتعددية التشبيحية
علي السوري ( 2011 / 11 / 24 - 02:03 )
اليوم، بعدما استعرت نار الثورة السورية العظيمة، فإن النظام وابواقه لا حديث لهم سوى التعددية الاثنية والمذهبية وحقوق الاقليات، والخوف يا ولدي عليك ( يقول الأب القائد ) وعلى اخوتك وأمكم ـ سوريا ـ بعد رحيلي عن الحكم؟؟
بعد أكثر من 40 عاما على التغني بالعروبة، وباللغة العربية والهوية العربية، ستراً للتسلط الطائفي البغيض؛ اليوم، نلعن الأعراب وننعتهم بالأغراب والجهلاء والغزاة وكل ما في قاموسنا من أوصاف شنيعة؟؟
أردتم أكل البيضة وقشرتها.. أليس كذلك؟؟
إذن تشردقوا بالقشرة حتى الموت الزؤام.. فمن سيحزن عليكم، سوى الطيور التي وقعت على أشكالها؟؟
بعد 15آذار، يكتب السوريون تاريخهم من جديد، بدون تشبيحكم هذه المرة
هذه المرة، وإلى الأبد
ألم يكن شعار السوريين: حرية للأبد، غصبا عنك يا أسد ؟؟
تحياتي


3 - الأخ احمد المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 11 / 24 - 06:14 )
تحيه طيبه
انها صرخه ولو كماخره لا عن افكارك وانما عن الوضع السياسي العام الذي ساد
ولكنها اليوم ضروريه وانت المحب لها تلك النائمه على تلك السواحل
البعض يبحث عن الانتقام وقد عشناه نحن في العراق كشعب او كشخص كنت اتمنى او تمنيت ان اكون هناك وقت سقوط النظام لاصفي حساب ثقيل مع اتباعه وكنت قد اعددت قائمه لم يفلت منها حتى من سيكون في رحم امنه فقد عشت حالة اذلال لا توصف من النظام وقتل النظام لي اخوين بعمر الزهور و عشرات الزملاء والاصدقاء وعشت الغربه في بلدي تحت عيون اتباع النظام واهاناته ومتابعاته...لكن عندما تمزق الوطن وقتل الشعب بعد احتلال العراق الذي تسبب بقتل اخي الثالث والكبير لعنت من كان السبب واولهم النظام الظالم واسياده المحتلين
اليوم عليكم اولاً حماية سوريا من الضياع والتشتت واول شرط هو ان يتم حل البعث واتمنى ان تعود الى رسالتي الاولى الى بشار الاسد
اما ان تسود الاحقاد وتظهر المبوتات فقراء على سوريا السلام
اخطر من يجب ان يواجهه الشعب السوري اليوم هو التربص العثماني والذي سيذل الشعب السوري ويغرقه بالتخلف والطمع الخليجي الذي يريد انتهاك سوريا والاثنين يستخدمون العراعره الذين سيفتون/يتبع


4 - اكرر التحيه
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 11 / 24 - 06:22 )
سيفتون للعثماني والقبيح الخليجي بكل شيء وسيحللون لهم كل المحرمات ويجدون لذلك من الايات والاحاديث الكثير
ولن يتسامح الشعب السوري مع كل من حرض ويحرض على القتل والتدمير والتفتيت
اليوم على السلطه ان تفتك بكل الدخلاء على الشعب السوري وتمحي كل اثارهم وان تعطي الشعب كل خقوقه وتعتذر عما جرى قبل ذلك وان تعيد الحق لمتنوري الشعب من ضحى وناضل في سبيل سوريا وشعبها
اليوم في العراق حتى من لم يقف مع الاحتلام مذموم لانه لم يواحه الاحتلال وكل من يعمل مع العمليه السياسيه يؤشر عليه باقبح الاشارات و يوصف باقذع الكلمات وستلتصق به هذه الكلمات ومن ياتي معه
اكرر لك التحيه واشد على يدك واساند صرخاتك والعن كل من يدعوا الى تدمير سوريا مع امنيه ان ازورها وهي ترفل بالحريه لانني لم ازورها سابقاً


5 - انت تدور في حلقة مغلقة ومفرغة من الهواء
وليد يوسف عطو ( 2011 / 11 / 24 - 09:37 )
الزميل الطيب احمد بسمار .. سبق ان كتبت مقال عن سررية بعنوان سورية .. كيف الحل ؟ اعطيت فيه خارطة طريق واقعية للحل تتضمن التغيير من داخل النظام على الطريقة السوفيتية وبما يتوافق مع مبادرة الجامعة العربية لان باقي الحلول تتضمن خسائر اكبر بكثير وقد تؤدي الى صراعات وحرب اهلية وتقسيم سورية او استنزاف موارده . اما كلامك رغم عفويته وطيبته لكنه يبقى مجرد اماني غير قابلة للتحقيق المهم برنامج واقعي للحل والحل بيد النظام والرئيس اولا . ختاما لك خالص محبتي وعلى سورية ديمقراطية علمانية نلتقي خالية من حزب البعث . سلامي من خلالك للاخ عبد الرضا حمد جاسم وانا اتفقت معه حول ضرورة حل حزب البعث . على المودة نلتقي دائما مع جزيل الاحترام


6 - رد للسادة المعلقين
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 11 / 24 - 10:56 )
أشكر الأصدقاء الأكارم بشارة خليل قــ وعبد الرضا حمد جاسم ووليد يوسف عطو على تعليقاتهم الحكيمة الواعية المتزنة العاقلة. ولكن مع الأسف والحزن والألم, هل ينفع بعد اليوم العقل والاتزان والوعي والحكمة للتفاهم مع من لا يرضى على الإطلاق العقل والاتزان والوعي والحكمة؟؟؟!!!...
أما السيد على السوري فأقول له للمرة الأخيرة أما انتفخت من حقدك؟ الم يتورم فمك من شتائمك؟ هل تقرأ حقا ما أكتب من دعوات للتفاهم والسلام بين أبناء الأسرة الواحدة, درءا للأخطار التي سوف تخرب البلد إن تابعت بـث سمومك..........................
وللجميع أطيب تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة




7 - أين قرأتَ شتائمي يا بسمار ؟؟
علي السوري ( 2011 / 11 / 24 - 16:42 )
تعليقاتي، أقولها بلا تواضع كاذب وبلا إدعاء أيضا، أفضل مائة مرة من مقالاتك؛ سواءً من ناحية مضمونها أو أسلوبها ولغتها
على ذلك، فأفضل لك، مرة اخرى، ألا تتجنى على ما أكتبه بحجة أنني أعتمد الشتائمَ
تعليقي محدود، والقاريء الكريم ليسَ أمياً: فأين هي الشتائم ، التي تتحدث أنت عنها في تعليقي الأول ؟؟
ما تكتبه أنت، في كل مرة، هوَ عبارة عن نصف صفحة من العبارات الانشائية؛ من البكائيات المنافقة ـ تسميه مقالاً ؟؟ ـ التي تذكرنا بأسلوب الشبيحة في الإعلام الأسدي الكاذب والمتهافت
إذا كنتُ، شخصياً، أعلق على ما تكتبه أنت وبالرغم من ملاحظاتي السابقة، فليس لأهميته ولكونه قابلا للنقاش.. لا، بل لكي أضع القاريء بوضوح في صورة المهزلة التي تعيشها سوريا منذ أكثر من 40 عاما مع نماذج من المثقف السلطوي، الطائفي حتى نخاع العظم والمتشدق بالعلمانية تموّهاً وتغطية للباطن البائس
أخيراً، من المؤكد أنك، يوما ما، ستشعر بالفخر حينما تعلم من هوَ علي السوري؛ الذي كان يكتب تعليقات على مقالاتك السطحية ويضيّع وقته معك ومعها
بلا تحية هذه المرة


8 - الخطوة الاولى
الحكيم فارس ( 2011 / 11 / 24 - 18:53 )
السيد احمد بسمار كما يقال الاعتراف بالخطأ فضيلة واعتقد ان الخطوة الاولى تبدأ من بشار الاسد لو كان حقا يريد حلا واصلاح عليه ان يتخلى عن هذا الاسلوب المتعالي على الشعب عليه ان يتوجه بكلمة الى الشعب مباشرة وليس كما يفعل بالتحدث بالواسطة من خلال مجلس الهتاف والتصفيق اقصد الشعب او مجموعة شبيحة في جامعة والذين لا يجيدون الا التصفيق والهتاف والضحك المصطنع على نكتة تافهة من نكاته ورغم كل المصائب لم يقدم اعتذار واحد عن ممارسة واحدة من مئات الممارسات الخاطئة من قبل نظامه بحق الشعب السوري وهنا يتضح عدم الجدية واعتقد ان الحل السلمي الذي يجنب حبيبتنا سوريا هو شعار الشعب يريد اعتذار من الرئيس فهل يمتلك الجرأة على الاعتذار؟

اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل