الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رقصت بصمت

طارق الحارس

2011 / 11 / 24
عالم الرياضة


الساعة : الثانية والنصف فجرا
المكان : غرفة في أقصى الأرض لا ضوء فيها غير ذاك المنبعث من شاشة التلفاز
المناسبة : مباراة كرة قدم . كلا ، لم تكن المناسبة مباراة كرة قدم حسب ، بل كانت رد الدين ، رد الاعتبار للكرة العراقية . ليس هذا حسب ، بل كانت مباراة الفوز فيها يعني التأهل المضمون الى المرحلة الأخيرة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2014 المقرر اقامتها في البرازيل وأيضا ليس هذا حسب ، إذ سأخبركم المزيد .
أتحدث هنا عن مباراتنا أمام المنتخب الأردني التي جرت في عمان والتي تمكن فيها منتخبنا من رد الدين ، ورد الاعتبار للكرة العراقية بعد الخسارة غير المتوقعة التي تعرض لها منتخبنا أمام المنتخب الأردني في المباراة التي جرت على ملعب أربيل في بداية التصفيات .
نعم ، تمكن المدرب القدير زيكو من رد الدين لنظيره مدرب الأردن ليس بالفوز عليه على أرضه وبين جمهوره ، بل بالاداء الرائع الذي جعل عدنان حمد ( صافنا ) طوال دقائق المباراة ، لاسيما في شوطها الثاني ، وحائرا لا يعرف ماذا يفعل ونشأة أكرم يمزق شباكه تارة وقصي منير تارة أخرى ، وبمعنى أدق فانه ظل عاجزا أمام الحقيقة ، حقيقته التي كشفها المدرب الكبير زيكو وهي المتمثلة في أن عدنان حمد ليس ذلك المدرب الذي يستحق الاشراف على أي منتخب في العالم بما فيهم منتخب النيبال الأولمبي .
لقد كشف زيكو حقيقة حمد خلال الشوط الثاني ، شوط المدربين كما هو معروف فالمنتخب الأردني الذي يلعب على أرضه وبين جمهوره خرج متفوقا على منتخبنا بهدف مقابل لاشيء ، لكن حمد لم يعرف كيف يزيد غلته من الأهداف ، أو على أقل تقدير المحافظة على تقدمه بالهدف اليتيم ، إذ خرج خاسرا بالثلاث ولولا عطف اللاعبين العراقيين ومساندة حكم المباراة الذي لم يحتسب ضربة جزاء واضحة جدا لخرج عدنان حمد خاسرا بنصف دزينة من الأهداف ، أو أكثر .
فوزنا كان على عدنان حمد قبل أن يكون على المنتخب الأردني . نقول هذا بعد أن سمعنا تصريحاته التي ذكر فيها أنه سيحقق العلامة الكاملة مع المنتخب الأردني في تصفيات هذه البطولة ويعني أن فوزه على المنتخب العراقي لا يعد الا تحصيل حاصل مستهينا بقدرات أسود الرافدين ، فضلا عن استهزائه بالمدرب الكبير زيكو الذي ذكر أنه لا يصلح لتدريب للمنتخب العراقي .
فرحت بالفوز الكبير الذي حققه اسود الرافدين على المنتخب الأردني لهذا السبب أولا ، أعني الفوز على عدنان حمد ورد الدين له ، أما ثانيا فلأن هذا الفوز ضمن تأهل منتخبنا الى المرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة الى كأس العالم بجدارة واستحقاق من دون انتظار نتائج المباريات المتبقية . وليس التأهل حسب ، بل لأن تصدرنا للمجموعة أصبح قاب قوسين أو أدنى ، أما ثالثا فلأن اسود الرافدين أثبتوا جدارتهم مرة أخرى ، لاسيما في الظروف التي تتطلب منهم رفع اسم العراق عاليا .
فرحت ورقصت ، لكن بصمت قاتل فالساعة ، حينما أعلن حكم المباراة صافرة النهاية ، كانت تشير الى الرابعة والنصف فجرا وفي هذا الوقت لا يحق لي حسب قوانين استراليا أن أرفع صوتي أو صوت التلفاز بعد الساعة العاشرة ليلا ، فكيف الأمر والساعة تشير الى الرابعة والنصف فجرا ؟ !!.
تابعت فرحة العراقيين ورقصهم في شوارع بغداد ، والبصرة ، وأربيل ، وكركوك وكم كنت أتمنى أن أكون بينهم في تلك الساعة . لقد حسدتهم ، والله حسدتهم فهم يرقصون في الشوارع وبصوت عال ، أما أنا فقد كنت أجلس في غرفة لا ضوء فيها غير ذاك المنبعث من شاشة التلفاز وأرقص بصمت قاتل .
مع هذا لابد لي من تقديم الشكر لزيكو وكرار ويونس ونشأت وقصي وارحيمه وسلام وسامال وجميع مَن ساهم في هذه الفرحة الكبيرة .
أخيرا .. ( النشامى ) أساءوا للجمهور العراقي بعد المباراة بالاعتداء عليهم بالسكاكين والعصي فهل سيقدم ناجح حمود شكوى للاتحاد الدولي حول هذه الاعتداءات ؟ أجزم أنه لن يقدم هذه الشكوى لأنه ( يخجل ) دائما وأبدا من الأمراء والشيوخ وأولاد القائد الضرورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في 70 ثانية رياضة.. فريق ليفربول الإنكليزي يودع ربع نهائي ال


.. حالة غش في ماراثون بكين تلتقطها الكاميرات




.. تحدي الأبطال | حماس لا ينتهي مع بكي ووليد في Fall Guys و Hel


.. دوري أبطال أوروبا.. أربعة متأهلين من بينهم ريال مدريد وباريس




.. نجم ريال مدريد يحتفل بعد الإطاحة بالسيتى مرددا: الله أكبر