الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخصوصية الثقافية وماهية الحقوق والمساواة

صاحب الربيعي

2011 / 12 / 5
المجتمع المدني


تعدّ مسارات الثقافة المتنوعة في المجتمع روافداً ثقافية لفئات اجتماعية متباينة القومية والأثنية بدالة الزمن، تشكل في محصلتها إرث المجتمع الثقافي الرافد للحضارة الانسانية. وحين تحجب التوجهات العنصرية الحريات وتفرض ثقافتها على الآخرين وتسحب الاعتراف بخصوصيتهم الثقافية، يدفعهم إلى الانكفاء والعزلة للحفاظ على إرثهم الثقافي وقطع صلات التواصل مع الثقافات الأخرى، بعدّها ثقافات هيمنة وتسلط ورافضة للحوار والاعتراف بثقافة الآخر.
تصنف المجتمعات المتعددة الثقافات، مجتمعات متباينة القوميات والأثنية يسودها الحوار والتسامح والمساواة وحق الاحتفاظ بخصوصيتها الثقافية والتفاعل على نحو ايجابي مع الثقافات الأخرى من دون خشية الاضطهاد والقمع.
يقول (( بيخو باريخ )) : " إن مجتمع التعددية الثقافية قائم على الحوار، وملتزم بقيمها من دون تمييز وهيمنة ويرفض القمع والتهميش ".
تدل الخصوصية الثقافية على حق الاعتراف المتبادل مع الثقافات الأخرى على نحو تفاعل ثقافي وتنافسي لرفد ثقافة الأمة وتطويرها، وبذلك فإن معيار قياس ثقافة المكون الاجتماعي لا يمت بصلة حجمه السكاني وإنما حجم مساهمته بثقافة الأمة. إن المكون الاجتماعي الذي يعاني ضعفاً بمساهمته الثقافية في إرث الأمة وحاضرها لا يحق له الادعاء بأحقيته قيادة الأمة تبعاً لحجمه السكاني، فالنخب الثقافية يقع على عاتقها وحدها بناء حاضر الأمة ومستقبلها ومن دونها لن يكون في مقدور عامة المجتمع النهوض بواقع الأمة.
ليس سهلاً أن ينجب المجتمع نخبه الثقافية من دون وجود مساواة في الحقوق الثقافية بين المكونات الاجتماعية لخلق حالة تنافس ثقافي بينها على أساس المواطنة وليس الانتماء القومي والأثني، وبذلك يكفل القانون حرية تعبير المكون الاجتماعي عن ثقافته الخاصة والانفتاح على الثقافات المحيطة لتبادل الخبرات لتطوير ثقافة الأمة كونها أحد روافد الحضارة الانسانية.
يعتقد (( بيخو باريخ )) " أن الاعتراف بخصوصية المجتمع الثقافية المعبرة عن تاريخه وهويته، تندرج في باب المساواة في الحقوق مع الآخرين ".
يساعد الاعتراف بخصوصية ثقافة المكونات الاجتماعية المتباينة على فتح أبوابها الموصدة ومد جسور الحوار ونسج المصالح المشتركة بينها ما يعزز الشعور بالمواطنة بين أبناء الأمة، وينهي حالة الانكفاء والعزلة الثقافية ويكشف حجاب الأشياء المجهولة عن ثقافة الآخر فيزيد الثقة وتبادل الاعتراف الثقافي على نحو متساوٍ لخلق حالة تنافس ثقافي يغني ثقافة الأمة بالجديد.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة