الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الثقافة والإبداع في تطور المجتمع

صاحب الربيعي

2011 / 12 / 22
المجتمع المدني


تعدّ الثقافة ذاكرة الأمة وإبداعها وسجلاً لتاريخها في الحضارة الانسانية فإن كانت كبيرة عظم شأنها بين الأمم، لأن الأمة المعطاة رافداً إبداعياً في الحضارة الانسانية والأمة الفقيرة برفدها الحضاري تصبح عبئاً على الانسانية كونها تعيش على حساب إبداع الآخرين وتقف على هامش الحضارة.
لذلك وجودها من عدم وجودها لا يؤثر سلباً في السياق الحضاري بعدّها أمة في طور الاحتضار فإما أن يتعافى شأنها بالإبداع وأما أن تذوب في حضارة الآخرين لتصبح جزءاً من تاريخهم ومساهماتهم الحضارية، وبذلك تضعف مقوماتها كأمة قائمة بذاتها ولذاتها وتتفكك إلى مجموعات بشرية تنخرط في أمم أخرى أو تذوب فيها لتصبح جزءاً من ثقافاتها وإبداعها.
يعتقد (( هيغل )) " أن تعطل إبداع الأمة مؤشراً على احتضارها، فتصبح عبئاً على الحضارة الانسانية وتطورها ".
إن تطور ثقافة المجتمع وإبداعه لا ينعكس على دوره الحضاري وحسب، بل على نمط حياته السلوكية فالسلوك أنعكاس لثقافة تربوية تغرس في اللاوعي الاجتماعي لا تختص بجانب ثقافي من دون آخر وإنما تطال كل مفاصل المجتمع. وتُحدث تغييراً مؤثراً في أنماط الحياة العامة، لكن تأثيره متبايناً على أفراد المجتمع تبعاً لاختلاف مستويات ثقافاتهم واستعدادهم العيش بنمط حياة جديدة.
يعتقد (( برتراند راسل )) " أن الإبداع المتواصل يؤثر ايجاباً بأنماط حياة الإنسان وسلوكه ".
هناك علاقة طردية بين تطور الثقافة والاستقرار الاقتصادي، فتطور الثقافة يتطلب استقراراً اقتصادياً يؤثر ايجاباً بدخل المواطن المالي ما يجعله يوازن بين غذائه الجسدي والروحي ليعكسه على نحو إبداع جديد يعزز مكتسباته الاقتصادية عن طريق تطوير الأساليب العلمية والتقنيات التكنولوجية لاستثمار الموارد الطبيعية لتعظيم موارد الدولة المالية التي تُحسن من دخله وتزيد الرفاه الاقتصادي.
يقول (( مسعود ضاهر )) : " إن مواجهة التحديات الاقتصادية تتطلب اعتماد أساليب علمية حديثة وتكنولوجية متقدمة لاستثمار الموارد الطبيعية على نحو فعال ".
إن استغلال مورد طبيعي ما لتعظيم موارد الدولة المالية وزيادة دخل المواطن ورفاهه ليس كافياً من دون توافر نخب ثقافية مبدعة، بدليل توافر بعض المجتمعات على موارد مالية كبيرة وتمتع مواطنيها بالرفاه الاقتصادي. لكنها تعاني فقراً بثقافتها الإبداعية وما تعكسه من أنماط حياتية متطورة تعدّ أنماطاً سلوكية مزيفة لا تمت بصلة لحقيقية تمدنها، لأن السلوك المفتعل يتلاشى مع نفاد المورد الطبيعي الذي يحقن الاقتصاد بموارد مالية تشتري مظاهر التمدن وتتصرف بسلوك مزيف يعبر عن ثقافة متدنية لا ترتقي إلى رفد إبداعي في الحضارة الانسانية.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة