الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوات على طريق التطور 2 الدين – الفلسفة – العلم ثالوث الصراع الأبدى

عصام شعبان عامر

2011 / 12 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن البشرية فى صراع مرير بين تقاليد الماضى وأصالته والتطور الحادث نتيجة القضايا الملحة صراع الأجيال والبيئات والثقافات والحضارات وقد تركزت آليات هذا الصراع العتيد بين ثلاث نظرات إنسانية للقضايا والأمور ومن أهم هذه القضايا هى قضية الحياة ذاتها ولأن الإنسانية بطبيعتها تتطور فإن كل نظرة من هذه النظرات الثلاث ينشأ من داخلها تطور للتصورات وللنظريات وإن بدا على السطح أن هناك تعارض بين الثلاث نظرات للقضية المحور قضية الإنسان والحياة . يمثل الثلاثة الدين – الفلسفة – العلم لغزا محيرا حير البشرية جمعاء فذاقت من ويلاتها وسلامها فى آن واحد .
الدين :- ذالك الذى ينتمى لعالم الروح والمثاليات تتجلى من خلاله صور الإله القادر المريد المسيطر متجسدا فى الخير ويتجسد الشر على هيئة الشيطان فى نظرية ثنائية غريبة .
فالدين ينطلق من الإيمان والإيمان يعتمد على الحدس والحدس وحده كفيل من وجهة النظر الدينية أن يوصلنا إلى معرفة الحياة ولأن الحدس وحده غير كافى لإثبات نفسه نظريا فإن الدين قد انطلق من أرضية صلبة أرضية المطلق والمقدس أرضية العالم الآخر أرضية الغيب ولأن التشكيك فى هذا يعتبر إلحادا يناقض الإيمان ولأن الدين ينطلق من المطلق والمقدس سواءا كان المقدس كاهن أو ر سول أو نبى ولأن هذا الشخص على اتصال ما بالإله أو الآلهة أصبح الدين أمرا إلاهيا غير قابل للنقاش والنقد وتبقى المشكلة فى تطور الإنسان الذى يزداد تعقيده وتتخلخل معتقداته واحدة تلو الأخرى فيصبح الدين من الماضى لهذا يبعث رسول جديد بدين جديد ورسالة جديدة حيث يحمل النبؤات والحدس ويستلهم بالمباشرة الأمر من الإله أو الآلهة سواء كان فى دين سماوى توحيدى أو تعددى أو دين أرضى تعددى أو توحيدى متجسدا فى شخص كاهن أو نبى المهم أن المحصلة واحدة طالما أنه دين يفرض نفسه بقوة الإيمان والأتباع ولا يحتاج لتبرير نظرى فقط تبرير خلقى وقيمى وبإنتهاء الرسل نتتهى الرسالات وتصبح البشرية فى منحنى تطورها بلا رسالة توجهها ولا يبقى من كل دين إلا اتباعه المخلصين له المناوئين عنه والمدافعين ضد الملحدين وضد أصحاب الديانات الأخرى فيحدث التعصب والتحزب كل يدعى المطلق مطلق المعرفة بالحياة والإنسان وهذه مهمة الكهان والقساوسة والحاخامات والمشايخ ادعاء المطلق والتترس بالنص والقفز على الدلالات وإدعاء المعجزات والحكم بقصور العقل عن تصور النقل وبعجز الإنسان عن تصور الإله رمز الحياة ومفتاح المعرفة ويكأن الإنسان نقل صراعه مع الطبيعة إلى صراع مع الإله مانح الحياة والمعرفة وكل ذالك خوفا من أن يكون الإنسان له قدرات الإله مع أن الإله لما خلق الإنسان منحه نفحة من روحه وهذا ما تدعيه الأديان إذا فالأولى بهم أن يجعلوا المؤمنين بالله لا يكفروا بالإنسان لأنه وببساطة الإنسان من الله .
العلم :- ينطلق من التجربة والمشاهدة وهو ثمرة كفاح طويل ومتواصل ضدا لقوانين الطبيعة والقفز فوقها محاولة لمعرفة الحياة والإنسان من خلال الطبيعة والمادة .
فالعلم أصم لايعترف إلا بالبراهين والتجارب وينطلق من مسلمات الطبيعة ذاتها ويتغير تبعا لتغير متغيرات الطبيعة والوجود ولا يتوقف عند مسيرة واحدة بل هو فى حالة من الثوران التى تزيح فى طريقها أى جمود .
العلم لايعترف بالروحانيات بل يتعامل معها على أنها ظاهرة تستحق الدراسة وهى تخضع للإختبار أما الغيبيات فلا نستطيع أن نكشفها طالما هى غيب إلا من خلال البحث والدراسة والتجربة والمشاهدة وكأن لسان حاله يقول لن نكتفى بالإيمان المجرد دون أن نقدم عليه دليلا بالسلب أو بالإيجاب إما أن يكون صحيحا ما نؤمن به أو نعتقده وإما أن يكون خاطئا وفى كلا الحالتين سلبا أو إيجابا لن نمتلك الحقيقة حقيقة المعرفة بالحياة والإنسان إلا من خلال المزيد من معرفة الطبيعة ذاتها ولن نصل إلى الخلود المنشود إلا من خلال الكشف عن بنى الطبيعة والمادة والإنسان . يضع العلم العالم والإنسان والطبيعة فى صورة قوانين وبالإرادة والعقل والمعرفة استطاع أن يتحدى الإنسان بعض طبيعة هذه القوانين ويتغلب عليها ولكن ما زالت هناك ألغاز محيرة لم يكشفها العلم بعد ولأنه ليس بمطلق فلم يضع نفسه فى هالة المقدس ولم يفرض نفسه إلا من خلال منطقه وإنجازاته الحديثة .
الفلسفة :- تلك التى تنتمى للتأمل الباطنى والمنطق العقلى وتهتم بالمقولات والتوفيق بين الأضداد فالوجود والعدم والخير والشر والفضيلة والرذلة ما هى إلا مفاهيم من اختراع الإنسان عرف بها العالم والقيم والمثل وما المادة والروح إلا وجهى لعملة واحدة تتجلى فى صراع أبدى بين قوانين الطبيعة وإرادة الإنسان الحرة .
فالفلسفة بمعناها الواسع والشمولى تعنى حب الحكمة والحكمة من خصائص العقل الذى يخضع القوانين للمنطق العقلى ليضعها فى نطاق واسع يشمل كل الجوانب وليولد نظريات كونية كبرى تفسر الغائية من وجود العالم ومن وجود الإنسان ولكنها بعكس الأديان لا تنطلق من مفاهيم المطلق والمقدس ولكن تخضع للتنظير والتأمل والنقد والفحص الشامل الذى يولد أفكار جديدة وفلسفات جديدة تتناسب مع حجم وكم المعارف لدى الإنسان فى مراحل تطوره نحو الحقيقة حقيقة معرفة الحياة والإنسان .
وقفت الفلسفة موقف التوسط بين مغاليين هما الدين والعلم لتكشف عن حقيقة الوجود بالدين وبالعلم ولتحاول رأب الصدع بين هذا الصراع الأبدى بين الدين والعلم الإيمان والإلحاد المطلق والنسبى الحقيقة الروحية والحقيقة المادية فكان نصيبها التكفير من كلا الجانبين فالدينين يكفرون بالفلسفة لأنها تمس عالم الغيب المقدس لديها فى ميتافيزيقيتها التى تحاول أن تكشف حقيقة العالم والعلم يكفر بهذه الميتافيزيقيا ويحاول أن يأخذ بكل جوانب الفلسفة دون أن يتعرض لقضية عالم الغيب لأنها قضية لن يثبتها العلم لمحدودية أدوات التجريب لذالك كان نصيب الفلسفة هو الكم الأكبر من التكفير ودخلت دون أن تدرى فى هذا الصراع الأبدى صراع الأجيال والثقافات والحضارات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير