الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية ومعارك المستقبل

جون مولينو

2012 / 1 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



سلسلة تراث ليون تروتسكي:

الماركسية ومعارك المستقبل

بقلم:
جون مولينو
12يناير2012
ترجمة:
ضي رحمي

في الحلقة الثالثة والأخيرة نختتم سلسلة تراث "ليون تروتسكي" بإلقاء الضوء على نضاله من أجل الإبقاء على شعلة الاشتراكية متوهجة وحية.


لم يكن الصراع ضد الستالينية حبيس الحدود السوفيتية، فلقد توصل تروتسكي إلى استنتاج مفاده أن الثورة الثورة المضادة "الستالينية" والتي سيطرت على زمام الأمور في روسيا، سيكون لها التأثير ذاته على الصعيد الدولي. وانتقد تروتسكي السياسات الستالينية التي تمت بها السيطرة على الأممية الثالثة، مما دفعه في وقتاً لاحق لتأسيس بديل ثوري جديد والذي عرف بـ "الأممية الرابعة".


وقال تروتسكي إن مفهوم "الاشتراكية في بلد واحد" جعل قادة رويسا ينظرون إلى الأحزاب الشيوعية في البلدان الأخرى ليس بوصفهم قادة للثورة الاشتراكية في بلدانهم. بل عوضاً عن هذا اعتبروهم بمثابة "حرس حدود" للاتحاد السوفيتي. وأقتصر دورهم على محاولة كسب ثقة الأصدقاء، خاصة من بين صفوف الرأسماليين والبيروقراطيين في النقابات العمالية، ليكونوا الدرع الواقي القادرعلى صد أي هجوم أجنبي على روسيا.

ولقد أدى هذا الوضع بشكل مباشر إلى هزيمة ودحر أثنين من أعظم النضالات العمالية في عشرينيات القرن الماضي، أحدهما في بريطانيا والآخر في الصين. في بريطانيا عام 1926 تخلى قادة النقابات عن الإضراب العام، وطالبوا بوقفه بعد ثمانية أيام من بدايته، وبدون أن يحصل العمال على أياً من مطالبهم، رغم أن الإضراب كان يزداد قوة يوماً بعد يوم. ولم يتمكن الحزب الشيوعي البريطاني من تحذير العمال عن محاولة بيع إضرابهم، كما فشل أيضاً في الحشد والتنظيم ضد تلك الخيانة من جانب قادة النقابات. وكان هذا بسبب ترددهم في انتقاد هؤلاء القادة الذين كانوا في تحالف مع نظرائهم في الاتحاد السوفيتي.



وفى الصين خلال عام 1925 وحتى عام 1927 أزدهرت الحركة الثورية للطبقة العاملة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، مما دفع بستالين لإعطاء أوامره بإخضاع الحركة الثورية لتكون تحت مظلة "الكومنتانج" أو "الحزب الوطني الشعبي الصيني"، بحجة أن الصين مهيأة الآن فقط لثورة رأسمالية، وليس لسلطة العمال. وأدت هذه الأوامر إلى كارثة، ففي إبريل 1927، انقلب قادة الكومنتانج على شركائهم وقاموا بارتكاب مذبحة بشعة للتخلص من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، بالإضافة إلى أبرز قادة المعارضة في صفوف العمال.



وكان "تروتسكي" قد تناول كلتا الواقعتين بالنقد والتحليل. وبرغم بشاعة النتائج المترتبة على السياسات الستالينية، إلا أن الأمر الذي اعتبره "تروتسكي" أكثر كارثية، كانت الطريقة التي تعاملت بها السياسية الستالينية مع الفاشية. فمع نهاية العشرينيات، عندما شرع "أدولف هتلر" في بدء مشروعه الخاص باحتلال العالم، كان "ستالين" يدشن في ذات الوقت لخطط التصنيع القسري والمزارع الجماعية في روسيا.



وكان الثمن الذي دُفع لتنفيذ هذه الخطط هو الملايين من أرواح العمال والفلاحين. وفي محاولة للتعتيم على تلك السياسة الوحشية، أطلق ستالين أكثر الشعارات اليسارية تجذراً، واستعان بها في حديثه عن تحول فوري وكامل نحو الاشتراكية.

وكان "ستالين" قد استخدم "لفظياً" كلمة يسار للهجوم على الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية. وبناءاً على أوامره أطلق على كل من الحزب الشيوعي الألماني والحزب الديمقراطي الإجتماعي في الدعاية السوفيتية لقب "الديمقراطيين الفاشيين". ورفض أن ينضم لصفوفهم في أي تحالف ضد الخطر النازي المتنامي آنذاك.

ونتيجة لذلك تم تقسيم الطبقة العاملة الألمانية، مما أضعفها وجعلها غير قادرة على المقاومة بفاعلية. وهكذا استولى "هتلر" على السلطة في عام 1933 دون مقاومة جدية، ولاحقاً سحقت كل المنظمات العمالية الألمانية، ودفعت البشرية جمعاء الثمن.



حذر "تروتسكي" في سلسلة من المقالات الهامة، كان قد كتبها من منفاه في تركيا، من الخطر النازي القادم، ودعا إلى تشكيل جبهة عالمية موحدة ضد الفاشية. وفي هذا السياق كتب أيضاً "التحليل الماركسي للفاشية" كنتاج للأزمة الرأسمالية، والذي لايزال وثيق الصلة بواقعنا حتى الآن.



بعد عام 1933، أدرك "ستالين" أن النازية تشكل تهديداً وخطراً. وقام بتعديل خططه لحين من الوقت، محاولاً تشكيل تحالف مع خكومات كل من بريطانيا وفرنسا. كما أصدر أوامره للأحزاب الشيوعية بتشكيل ما سمي بـ "الجبهات الشعبية"، وطلب منهم أن يحدوا من الحركة العمالية بحيث تتقيد فقط بالأساليب والخطط التنظيمية المقبولة من جانب الرأسماليين.



ومرة أخرى تؤدي سياسات "ستالين" لكارثة. هذه المرة ربما أشد وطأة، ففي عام 1936، عندما قام الجنرال "فرانكو" بانقلابه الفاشي في أسبانيا، هبت الطبقة العاملة في إنتفاضة قوية ضده. ولكن بإيعاز من القادة في الإتحاد السوفيتي، استخدم الشيوعيون نفوذهم لقمع الثورة، بما في ذلك قتل الثوار. وهكذا ونتيجة لشعور العمال بالإحباط، مع الفشل في تعبئة الفلاحين للسيطرة على الأرض، كان النصر حليفاً للفاشية.



طوال تلك الفترة، كان تروتسكي وعائلتة هدفاً لحملات التشهير والإضطهاد على يد الستالينين، كما عانى من العزلة من قبل النخبة الغربية. لكنه لم يستسلم أبداً ولم يتخل مطلقاً عن النضال من أجل الحفاظ على الأفكار الماركسية الخالصة، وبناء الحركة الثورية الحقيقية.

وكتب " تروتسكي" يقول: أن ما قام به من عمل خلال فترة منتصف الثلاثينيات كان الأكثر أهمية في حياته لأنه كان يهدف إلى تسليم راية الماركسية الأصيلة للأجيال القادمة.

هكذا، ورغم كل الصعاب، نجح "تروتسكي" في القيام بهذا العمل. واليوم، في أي مكان تحتدم فيه المعارك ضد الرأسمالية ويشتعل النضال من أجل تحقيق الاشتراكية الحقيقية، عندئذ نكون جميعاً وقوفاًعلى أكتاف تروتسكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا