الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف محارب مابعد الربيع العربي

وميض خليل القصاب

2012 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك خلاف كبير حول مفهوم وتعريف الثقافه ..ويقترح عدد من الفلاسفه أن الطبقة المثقفه هي التي تملك محتوى معلوماتي عالي ومتخصص في مجالات النهضه الحضاريه ..فمثلا هناك مجتمعات علميه كاليابان وامريكا ,تعتمد الرياده فيها لاصحاب العلم والتكنلوجيا ..ولكن هل العالم مثقف ؟ كلا ..فالمثقف قد يكون عالما ولكن ليس كل عالم مثقف ..والنخبه من المكتشفين والمخترعين يقابلهم نخبه من اصحاب الفكر والمعرفه والقدره على خلق الذوق العام ..لاينفى ماتقدم اهميه كل شرائح المتجمع ولكن المثقف له نكه خاصه ..فمثلا لو أختارينا الفن كالغناء وقارنا مابين تطوره من عصور ام كلثوم الى اليوم لرأينا أن رغم تماشي الأغنيه مع الذوق العام للفرد ولكن المستوى الأبداعي والناتج من عصاره فكريه لمجموعه مثقفه ومحترفه فنيه فهم يفرضون ذوق يعتبر قديم مقارنه بالعصر الحالي ولكن لايمنع أن حتى المواطن البسيط يعتبره أعلى درجات الابداع ..فتقديم منتج ثقافي ابداعي يحقق طبقه ذوق عاليه في مستويات ذوق الشعب تضطر الطبقات الأدنى ان تسمو لها مهما كانت نادره أو قليله مقارنه بما هو عام

في مجتمعاتنا اليوم ما يحيرنا هو صعود الجماعات الأسلاميه للسلطه من خلال عملية أنتخابيه ديمقراطيه ..قد ننزعج منها ولكننا لانستطيع ان نشكك بنسبه كبيره منها ..وقد نعتبر الوسيله للحصول على الصوت غير مثاليه ولكنها تفرض واقع ومردود فعل طبيعي للفرد ..وهنا مممكن أن ننظر الى الموضوع من ناحيتين : أما أن نعتبرها وليده حالة تسببت بها ظروف داخليه وخارجيه وخلقت نوع من التغير أدى الى نتائج أسوء مما كنا نتصور ..أو أن نعتبرها فرصه لدخول طور طويل من الصراع الفكري والاخلاقي ليفرز فهما أكثر اتساع للدين والفرد والمواطنه

أن المفهوم الديني والأجتماعي هو جزء من تركيبه الفرد العربي ,,وكثقافه دينيه للمجتمعات فهي ناتج لعصور من التحريف للحقيقه لما يتلائم ومصلحه الحاكم ..وبالتالي ماوصل لمجتمعنا اليوم من محصله دينيه وخلقت قاعده جماهريه لقوى مختلفه هو قد يكون أبعد مانتصوره عن الحقيقه الأولى ..ولكن سيكون المنهج المنظم للعرف المعاشي اليوم ..وهنا يأتي دور المثقف خالق الذوق ..فهو سيتولى مهمه فهم التاريخ وفهم الواقع الحضاري للمجتمعات المتقدمه ومزجها في منهج مقبول للفرد ومتماشي مع خلفياته

ان الانظمه السياسيه لاتتعايش مع الفكر الديني ..فالحدث السياسي والشراكات والصراعات تفرز تحديات تتطلب ان تكون في موقع قرار أكبر من قدرتك على التوازن مع المثاليه للمتدين ..وماسيكون محنه للمتدين أو لمن يدعي التدين ويكون نقطه ضده لدى الناخب الخائب الأمل والمتعطش لتغير سريع وفعال ..سيكون فرصه لخروج صوت اكثر اتزان من مثقفي المرحله لعرض حلول اكثر عمليه ..وماسيسببه المغاله في التشدد من خلق قيود ومنح قوى لافراد في المجتمعات المتشدده سيؤدي الى خلق الشك لدى المتلقي العادي وسينمح الفرصه للصوت المتزن أن يصل له

المشكله أن المثقف يعاني من نقطتي ضعف قاتلتين لو تجاوزهما سيكون هو الخارج الفائز من طرف المعادله : الأول هو اختراقه من المدعيين ..وهم فئه لم تجد لها مكان ضمن مجتمعات التشدد وتريد ان تطرح أرائها في ظل ديمقراطيه وحريه التعبير ..مما سيكون ثقل في رقبه العارفين والمفكريين ممن يردون خلف الحدث مقارنه بمن يريد طرح نظريات فلسلفيه بدون وعي لها ..نفس حالة المتديين عندما يفسر النص كمايفهم لاكما يجب ..الجانب الثقافي مخترق وبقوه ..

الثاني هو عدم تفعيل الطرف المثقف لمفهوم العصر ..العصر تغير ونحن في عصر التفكير خارج الصندوق ..اعاده تفسير النصوص ..وعندما يطالب الفرد العادي ان يتمرد على مفهومه لنص ديني يعتبره الفرد شيء منزل من قوة عليا نراه لايقوى ان يشكك في نظريات وطروحات فلسفيه وسياسية يؤمن بها …

الثقافه هي عمليه مستمره للاستيعاب والتحليل وهي لاتتمتع بالحد العلمي لانتهاء التجربه ولكن متأثره بكل شيء ..ومسؤليه ان تخلق التغيير الاكبر للازاله قرون من الهيمنه للنصوص المحرفه والبدع المدخله بدون اعتراف او تعامل ايجابي مع النص ..سيكون مثل من يقوم بعمليه جراحيه لتطوير المخ البشري وهو يكره المخ البشري والمشرط وادوات التعقيم

ان نقد النفس هو مفتاج التطور والانفتاح على الاخر هو طريقه للتوسع ..ما يعجز عنه التيار المتشدد هو مفتاح قوة المثقف ..ولابد ان يسارع لتطهير نفسه من الدخلاء وعزلهم ليكونوا مجرد طبول للحكام او لمصالحهم

ولابد ان ندعم لغه النقاش فيما بيننا لنستوعب ان الملحد والليبرالي والعلماني والمسلم الوسط سيكونون هم طبقه متحده لخلق ذوق عام جديد

أن مرحله مابعد الربيع العربي هي مرحله طويله وستكون صعبه وتتطلب اتحاد بين جميع الطبقات لمنع انحراف الامور نحو واقع أسوء ومن اجل منح الشعب فرصه للتطور والنهوض ..نحن قد ننقد افكار وافعال ولكن لاننقد اشخاصا ..نحن ننقد انفسنا لانطورها ..في النهايه لاتهم اعظم النظريات الحضاريه لو كان بأستطاعه راعي خلق دوله عادله للجميع ..نحن كأفراد لانريد سوى العداله الاجتماعيه والحريه الشخصيه وتنفس هواء الحريه وانشاء اطفالنا في مجتمع يوفر له هواء غير فاسد .. في النهايه الديمقراطيه تعني ان احترمك وتحترمني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري


.. رحيل الأب الروحي لأسامة بن لادن وزعيم إخوان اليمن عبد المجيد




.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب