الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآلية السياسية والوصوليون

صباح محمد أمين

2012 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرا ما يتبادر الى الأذهان وتطرح من تساؤلات والأجوبة محسرة في الأنفس ، وتثير شيئا من الأستغراب لدى العقول الرافضة لواقع السلبي عن كيفية وسببية وصول بعض الأشخاص الى مقام السلطوي أو أصاحب قرارات ، فبدون شك تؤول كل ذلك أوتعرف ضمن بيانات واقعية الحاصل الا هي نتيجة للأنقلاب البنية السياسية رأسا على عقب وأنهيار نظام الدولة دون الأعتماد على أسس ومستلزمات البناء السليم ودون ملاحظة أن للحكم متطلبات غير التي كانوا يتصورونها وأن للسلطة مستلزمات لابد أن يتقنها هؤلاء الوصوليون ليغيروا أهداف ونهج النظام السابق اللذان خلفا الحيف وأربكا الحياة البنيوية والأنسانية لذلك المجتمع ، بل يتمركزون في تلك الدائرة لأحاطة وسرطنة مفاهيم الأنتقام والحرمان في ذواتهم ، مما تؤدي تلك المفاهيم أوسلوكية الوصوليين الى هدر المزيد من منهجية قادة الثورة أو المنهجيين الذين لم يعرفوا كيف ينتقلون من حالة التفكير والتأمل الى حالة التطبيق والتنفيذ قابعيين بالمشاريع الوهمية والديمقراطية الخيالية برغم من أختلاف علاقة المجتمع الفكرية من صراعات الفئات والأحزاب على مختلف الجبهات وظهور مواقف وتقاليد الأحكام الأستبدادية أي أن تغيير النظام السابق لم يكن الا أستنساخ لنظام القديم ،
فسيطرة هؤلاء الوصوليون وسعة تنظيماتهم أدت الى تعقيد آلية المؤسسة الأجتماعية لتحكمها بعمليات اعداد سياسات المؤسسات الحكومية وتنفيذ مصالحها وتقصي الأنسان العادي لتحويل الحكومة من أداة سياسية لخدمة الشعب الى هيئة ذات حقوق علوية فوق متناول المواطن حتى أصبح من الصعب أو المتعذر على المواطن أن يحاسب المسؤول على عمله وأن يراقب سير الأعمال أو يكشف وجهة السياسة المتبعة بغض النظر عن الصيحات المتعالية التي لاتجدي نفعا ، فلو عقبنا وضعية البرلمان العراقي وسجالاتهم لمسكنا الآلة التي يسخرونها خدمة لمصالحمهم الحزبية والفئوية صانعي العقد على خيوط التوصل لكل القرارات والمستلزمات الضرورية لشعب عانى الأستبداد والحرمان ، ويبدو هذا التعقد في جنوح كل فئة من ذوي المصائر الواحدة الى الأنضواء في هيئة تدافع عن مصلحتها وبذلك تكاثرت هذه الأحزاب والشخصيات النارية وتعددت طرق أنضوائاتها وتكاثرت وظائف الحكومة تكاثرا هائلا لأن عليها أن تتجاوب مع هذه الشخصيات والأحزاب وأن تنظم علاقاتها وسجالاتها ، وأصبحت عاقبة كل هذا تسلم فئة خاصة من قيادية هامة وحرمان المواطن العادي أيا كانت درجة فهمه وعلمه وتبصره في أدارة شؤون الدولة ، فدخول قادة الحكومة وهذا شئ غريب في ا لبرلمان العراقي وعلاقاتهم الفئوية مع البرلمانيين من الحزب عينه تطلب منهم ولاءآجزئيا وبالتالي فعلميا يزول من نفسه الشعور بالأنتماء الى ((كل))، فالأنتماء هذه يضعف من علاقته السياسية والشخصية والوطنية مع الآخرين بدل أن يعززها لبلوغ الرسالة الأنسانية ، ويضعف شعوره تجاه بقية الشعب بدل أن يقوى ، ويبقى المواطن ضحية لهذه الآلية السياسية الخطرة ، ولا صحة بأن هذه الآلية تتمتلك لتوافقات سياسية مركزة وموحدة لأنه تنبع من عدة مراكز لايمكن لها أبدا أن تتفق أتفاقا تاما ، ونستطيع أن نتناول الأحوال التي تساعد الناس على أن يتحرروا من تلك الأخطار وأدراك تلك الأخطار ادراكا موجها توجيها صحيحا لتفهم الوضع فهما كليا المحيط بتلك الأخطار والمحيط أيضا بالعوامل والأمكانات البناءة التي تساعد على التحرر والتغلب على تلك الأخطار ، فروح الديمقراطية في طليعة هذه العوامل لأنه تعبر في سياقها التأريخي عن تأكيد جماهير الشعب لحقها في أن تسيطر على شؤونها ، وفي أن تحمل قادتها على ان يتجاوبوا مع أرداتها رغم ضعف الحركة الديمقراطية لدينا وولكنها تظل مع ذلك قوة عظيمة ومتجددة ومبدأ مكمل ولازم لمختلف القوى التي تصنع المجتمع الحديث ونجاح الديمقراطية رهين بيقضتها وبمستوى التربية العامة وبتيقظ روح المواطنيين ، فالمعتقدات والأهوائات المختلفة يجب أن تنمو جنبا الى جنب ، ويجب أن يظفر أتباع كل منها بحصادهم الذي يختلف عن حصاد الآخرين ، وما دامت هذه المعتقدات متنافسة ، فليكن التنافس حرا بينها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال