الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة فكر

محمد شفيق

2012 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


منذ فترة ليست بالقصيرة والقادة السياسيون منشغلون في التحضير والاعداد لما اسموه " المؤتمر الوطني " الذي سيجتمع فيه الساسة على مناقشة اهم القضايا التي تسببت في خلق ازمة سياسية في البلاد . افتتحها اتهام صالح المطلك لرئيسه نوري المالكي بالدكتاتورية والانفراد بالحكم ولم تنتهي عند قضية نائب الرئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بقضايا ارهاب والمطلوب وفق المادة 4 ارهاب ( سيئة الصيت )
ولاشك ان مثل هذه القضية تكون مادة دسمة للصحافة والاعلام وحديث " المحلليين السياسيين " واضطر ان اضع كلمة المحللين السياسيين بين شارحتين لاننا نفتقد لمحللين سياسيين والعبارة الاصح هي متحدثين سياسيين وليس محللين . فالتحليل له شروطه والياته التي يفتقدها جل من يطل على الفضائيات والاذاعات يوميا . كما انها تستهوي الكثير من الاحزاب المشاركة بالعملية السياسية وغير المشاركة على انم تدلوا بدلوها وتقدم ارائها ومقترحاتها بشأن هذا المؤتمر وبالفعل صدرت الكثير من التصريحات والبيانات تؤيد وتعارض واخرى تتحفظ .
بيان واحد اعجبني لتنظيم سياسي اسمه " نهضة التنظيم الدينـقراطي " ويتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) وبعض الصحف الالكترونية ( كالحوار المتمدن وكتابات في الميزان وصوت العراق ) منبرا لنشر افكاره ومقترحاته هذا التنظيم يقول انه جاء بــ "نظام سياسي" جديد يختلف عن بقية الانظمة الحالية ( الثيوقراطية والديمقراطية ) وان نظامه هذا يقوم على اسس منها " فصل الثروة الوطنية عن السلطة وجعلها بيد الشعب " .ويقول ايضا ان لديه برامج جديدة ومختلفة بشأن العملية الانتخابية ونظام الاقتراع ومفهوم للمقاعد البرلمانية .
التنظيم الدينـقراطي يؤكد ان مشاكل وازمات العراق والعالم لن تحل دون " اعتماد مبدأ فصل الثروة الوطنية عن السلطة وجعلها بيد الشعب وتوزيع فائضها من المال والتربة على الجميع بطريقة عادلة ومنصفة وفق ما تضمنه قانون التوازن الاقتصادي المطروح من قبلنا " التي دائما ما يرددها في بيانته وتصريحاته التي تنشر في الاماكن اعلاه .
" الدينــقراطي " والتي يقول عنها التنظيم انها لاتعني حكم الدين وليس لها علاقة بالدين حيث معنى كلمة الدين هنا من ناحية اللغة لا من ناحية الاصطلاح ,حيث للدين الكثير من المعاني في اللغة ويصل الى عشرات المعاني ويقول ان هذه الكلمة اتفقت مع افكارنا ومبادئنا اكثر من اي كلمة اخرى ويوجزها بأنها " حكومة العقيدة ذات المفاهيم والمصاديق المتعددة " .
الدينـقراطي اصدر بيانا كبقية الاحزاب والحركات والمنظمات السياسية , ابدى فيه رأيه بأنعقاد " المؤتمر الوطني " وكان بيانا شديد اللهجة والعنفوان , لكنه عبر عن ما يختزله الشارع وراح يبين حقيقة السياسيين العراقيين وحقيقة دعواهم وحلولهم التي قال عنها انها " لاترتقي لحلول بل هي شعارات رومانسية " ولقد اجاد واصاب عندما استخدم هذا المصطلح وهو الوحيد الذي يتناسب مع دعوات السياسيين واقتراحتهم وهنا سأورد موجز بسيط من البيان ( اننا نعتقد بان الانشغال بعقد مثل هذه المؤتمرات والندوات وتبني مواثيق شرف تبين للاسف الشديد عظيم جهل وضحالة عقول بعض السياسيين اليوم , فان مثل هذه الحلول او التي يتصورها البعض جهلا بأنها حلول لمشاكل العراق هي لاتعدو ان تكون دعوات " رومانسية " و " مثالية " لاتمس جوهر المشكلة . فالمشكلة اليوم والتي كشفنها للجميع هو الصراع الخبيث القائم على ان " الغاية تبرر الوسيلة " فأستخدموا كل الوسائل حتى التي تخالف الاخلاق والشرائع والاديان والسياسة في تلك اللعبة , ومعروف ان هؤلاء ليس مبتغاهم السلطة بكل تأكيد الا ان السلطة هي مفتاح ذلك الصندوق الذي يحوي " الكنز " والمقصود بالكنز هنا هو الثروة الوطنية التي يتصارع الجميع للسيطرة على مقدراتها لاستخدامها في تجويع الشعوب واذلالهم وتوجهيهم سياسيا وايدلوجي )
انني اعلن اتفاقي التام مع ماذهب اليه هذا التنظيم واؤكد انه التنظيم الوحيد الذي قال الحقيقة وابتعد عن المدح المغالي و " الرومنسيات والمثاليات " كما يقول, ووضع يده على الجرح , بل واعلن تضامني معه واتمنى ان ياخذ مساحته الحقيقية في المجتمع والعملية السياسية مستقبلا وان تلتفت اليه الصحافة والاعلام المشغولة بأخذ تصريحات من يعجز عن الاتيان ببرنامج لحل ازمة السكن او تقديم الرؤى والحلول الاستراتجية لازماتنا ومشاكلنا السياسية والاقتصادية .
وعودا على بدء اقول : ان ما يسمى بالمؤتمر الوطني هو حلقة جديدة من مسلسل الضحك والاستخفاف بالشعب العراقي ,وهو يأتي لاشغال الرأي العام لابعاده عن الالام والمواجع وتردي الخدمات .
ولايفوتني هنا ان مثل هذه المؤتمرات توفر مناخا مناسبا للفساد المالي والاداري حيث يتم صرف ملايين الدنانير للتحظير لها والكرم الحاتمي على هامشه من موائد الشعب الجائع .
ان ازمتنا الحالية ليست ازمة مؤتمرات ( كما صرح احدهم ) ازمتنا , ازمة فكر , من من السياسيين اليوم يمتلك برنامجا في معالجة ازمة او مشكلة من ازماتنا ومشاكلنا التي لاحصر لها ؟
هل استطاع ائتلاف دولة القانون او العراقية او الائتلاف الوطني من تحقيق ما دعا اليه في " برنامجه الانتخابي " واضطر ثانية لاضع البرنامج بين شارحتين لان البرامج الانتخابية على مدى السنوات السابقة كانت دعوات وامنيات افتقدت للرؤية والبعد الستراتجي .
لقد سألت احدهم وهو في ذات الوقت يحمل الدكتوراه في العلوم السياسية كما يدعي عندما بادرني بالسؤال : هل قرات برنامجنا الانتخابي انه كذا وكذا , فأجبته هل تستطعيون تنفيذه , سكت برهة ثم قال , هنا تمكن المشكلة !

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء