الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخداع الكبير..الدبلوماسبة النووية في زمن خداع، للدكتور محمد البرادعي - عرض مُترجم

مجدى عبد الهادى
باحث اقتصادي

(Magdy Abdel-hadi)

2012 / 2 / 3
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


بوب دروجين *
لوس أنجلوس تايمز - 9 يونيو 2011م
--------------------------------------

هذه مذكرات الدكتور محمد البرادعي، كتبها من وراء الكواليس، كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أثناء سنوات بوش العنيفة، كمراجعة وتقييم لفترة متوترة !

عندما ملأت عشرات الآلاف من المحتجين المُعادين للحكومة ميدان التحرير لمدة 18 يوماً، مُطيحين بديكتاتور مصر الوحشي في وقت مُبكر من هذا العام، زار محمد البرادعي ثوار الشارع لمرة واحدة خاطفة لم يكررها أبداً.

ومنذ ذلك الحين، ظهر البرادعي بشكل مُتكرر في برامج التوك شو الأميركية، مُقدماً نفسه كزعيم لحركة المُعارضة المصرية، وطارحاً نفسه بأنه يجب أن يكون الآن أول رئيس مُنتخب بالإختيار الحر لبلده .

والإصلاح موضوع مُتكرر في مذكرات البرادعي المكتوبة قبل الربيع العربي؛ بما يشكل برنامجاً سياسياً يخصه، وإن كان ناقضاً بالضرورة؛ بسبب السنوات التي قضاها في قيادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكالة الأمم المتحدة الغامضة المسئولة عن منع إنتشار الأسلحة النووية .

ونظراً لموقعه الفريد، يمدنا البرادعي بتفاصيل، من وراء الكواليس، عن كيف أبحرت – وتخبطت أحياناً - الهيئة الكائنة في فيينا عبر الأمواج العاصفة للمواجهات والأزمات عبر العقدين الماضيين مع العراق وإيران وليبيا وباكستان وكوريا الشمالية.

وبالنسبة لديبلوماسي، يتعامل مع الأطباق القذرة بقلم حامضي ( أي بحنكة ولطف )، فهو يسوي حساباته مع زملائه خبراء الحد من الأسلحة، والمخابرات الأميركية، وهيئات التجسس الآخرى، وخصوصاً مع الرئيس جورج دبليو بوش ومساعديه، على ما يسميه بـ "التشويه البشع" من الإستخبارات أثناء التحضير لغزو العراق عام 2003م .

يستعيد البرادعي إجتماعاته ببوش في أواخر عام 2002م في المكتب البيضاوي، على سبيل المثال قوله لبوش :
"أنا لست راعي بقر شغوف بإطلاق النار بست بنادق !!"،
"مُستهزاً، ينزلق بوش للأمام على كرسيه، مُسنداً يديه على وركيه، ليريني كيف يسحب مسدساته"،
"كان رده غريباً"،
"وقد ظل بوش يؤكد أنه شرف له مقابلتي، ولكنه لم يبد ولو أقل قدر من الإهتمام لأي شئ قد أقوله".

وإذا كان يجب لوم إدارة بوش على المأساة الإنسانية ومهزلة السياسة الخارجية في العراق، فإنه بالقدر نفسه، لم يُثر البرادعي ضجة تُقارب تلك التي يثيرها الآن، والأكثر أهمية، أنه لم يخبر مجلس الأمن أبداً، بأن صدام حسين قد أوقف خططه النووية، والسبب : أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تكن بعد مُتأكدة .

مازالت، مجابهات البرادعي مع بوش البيت الأبيض بخصوص العراق وقضايا أخرى، هى التى ساعدته هو والوكالة الدولية للطاقة الذرية على الفوز بجائزة نوبل للسلام، وأيضاً ساعدته للفوز بفترة ثالثة كمدير عام للوكالة IAEA ، المنصب الذي يدعي الآن أنه كان يسعي إليه للوقوف ضد "الإرهاب الأمريكي" .

إنها إشارة قوية، فالبرادعي يتشكك بوضوح في الدوافع والنشاطات الأميركية على المسرح العالمي، وفي الحقيقة، هو يبدو أحياناً مُتعاطفاً أكثر مع الديكتاتوريين المُتمردين، أكثر من تعاطفه مع القوى الغربية وأمنها.

فهو يوثق، على سبيل المثال، بكثير من الطرق أن كوريا الشمالية وإيران وأنظمة إستبدادية آخرى قد إنتهكت الإتفاقيات الدولية المتعلقة بالأسلحة النووية، ولكنه ينتقد الولايات المُتحدة لإرهابها هؤلاء القادة؛ بما يدفعهم للسعى للأسلحة النووية لحماية أنفسهم من العدوان الأمريكي.

وكما يخبرنا، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تحظ بالإحترام الواجب ولا بالمعاونة الذي تحتاجها، ويقول أنه لم يكن خطأه الإنتشار الواسع للتكنولوجيا النووية في فترة ولايته، كما يبدو مصدوماً بصدق عندما تكذب عليه وعلى مُفتشيه الأنظمة القمعية بخصوص برامجها النووية.

وهو لذلك كان غاضباً، عندما تحركت الولايات المتحدة وبريطانيا من جانب واحد؛ لنزع الأسلحة النووية الوليدة لنظام القذافي في عام 2003م، ولأول مرة دون إبلاغ الوكالة الدولية.

"إن مجرد وجود أسلحة دمار شامل ليبية كان خبراً جديداً بالنسبة لي" هكذا يعترف البرادعي، وبدلاً من إنتقاد الليبيين، فهو ينتقد المسئوليين الأميركيين والبريطانيين الذين أخبروه، "أنا كنت غاضباً، وتركت عريضة بإستيائي"، وهو يستخف بنجاحهم كنجاح تافه.

وهو بالمثل، يشكو من أن الغرب لم يشركه بالإستخبارات عن عبد القادر خان، أبو القنبلة النووية الباكستانية، ورئيس شبكة تهريب نووية عالمية، والتي أسماها البرادعي بحق بـ"وول مارت نووي إفتراضي".

ويبدو واضحاً الآن، أن المخابرات الأميركية وحلفائها قد أخطأوا التقدير بشكل بشع، بتركهم سوق خان السوداء تتوسع لسنوات، قبل محاولة إغلاقها عام 2004م، فقد كان قرارهم بـ "لنراقب وننتظر خطيئة ملكية"، كما يؤكد البرادعي.

إبان ذلك، أين كانت الوكالة الدولية ؟ هذا كان عملها أيضاً، لكن البرادعي لا يقول أبداً كيف يجب على واشنطن وحلفائها الإستجابة، عندما تكون هيئات الأمم المتحدة غير فعالة، بينما مُستقبل الكوكب على المحك.

-----------------------------

* يمثل هذا عرضاً – مُتحيزاً جداً - لمذكرات الدكتور محمد البرادعي، المُعنونة بـ "زمن الخداع"، حيث تتبدى واضحةً جداً الميول الأمريكية اليمينية لدى الكاتب، والهدف المباشر من هذا العرض ( المُعادي )، والذي يكتسب مصداقيته من تلك العدائية ذاتها، رداً لبعض من حق هذا الرجل – رغم ما في العرض من تحيز وظلم باد في نواح آخرى - الذي ظلمته الآلة الإعلامية الإجرامية للنظام المصري - بشقيها الأصولي والعلماني - الذي يمارس القوادة بحق مصر ليل نهار، بينما يتهم كل مُعارضيه الحقيقيين بالخيانة !!

* المقال الأصلي :
http://articles.latimes.com/2011/jun/09/entertainment/la-et-book-20110609








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن