الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسرقوا حسابات الإسرائيليين

نادين البدير

2012 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين يحدث التصادم بين القانون والفتوى، فأيهما نختار؟

حين تتنافر التقاليد والتربية مع الفتوى المثبتة، فلأى كفة ننحاز؟

نحن لا نسأل أنفسنا: لِمَ رفضنا فتوى إرضاع الكبير رغم أنها موجودة بالكتب ومدمغة بالأدلة؟ ولا نسأل أنفسنا: لِمَ قبلنا بفتوى زواج المسيار رغم عدم وجوده بالكتب، بل رغم أن بطلان الإشهار كان يعنى سابقاً بطلان الزواج؟

لِمَ نجلد فتوى حتى الذبح ونحولها لقضية رأى عام، بينما نستسيغ أخرى ونجهد طويلاً باحثين عن سبب لظهورها؟

لِمَ اعتبر التشدد تعليم المرأة كفراً ثم عاد ونادى به؟ لم لم يصدق التشدد كروية الأرض ووصول الإنسان للقمر ثم عاد ليسمح بتصديق تلك الغرابات والمحرمات الكونية؟

لِمَ كانت مشاركة المرأة السياسية كفرا وأصبحت اليوم ضرورات تبيح المحظورات؟

ترون. الأمر كله متعلق بعصرنا ومتطلباته وحضارته وتقاليده ونمط حياته، ولا علاقة للدين بالأمر بتاتاً. كله حسب ما تراه عاداتنا ومجتمعاتنا لا حسب ما رآه السلف أو ما يراه ورثة السلف.. تتهادى الفتوى بين مجتمعاتنا، تفور هنا وتغلى هناك وتخمد هنا.. كله حسب عادات وتقاليد المجتمع الذى سحبتها الأقدار إليه.. إما أن تطبق أو يتم تجاهلها، ولا علاقة للدين بالأمر بتاتاً.

-----------

كتبت مقالاً سميته (سلف مصر نسخة تايوانية)، مازال البعض غضبانا لاعتقادهم أنى أقلل من شأن السلف، لكنى كنت أروى مشهد السلف المصرى من زاوية بعيدة.

المهندس خفيف الظل (أتمنى له خفة الوزن أيضاً) الشيخ عبدالمنعم الشحات صرح، منذ يومين، بأن من قُتلوا فى أحداث بورسعيد ليسوا شهداء إنما قُتلوا ظلماً، كما أنهم كانوا ذاهبين للهو محرم. قبل أن أسترسل أكمل تساؤلات المقدمة: ألم يكن الخروج على الرئيس مبارك كفراً بالعرف السلفى؟ أكان الخروج ردة سلفية؟ أكان تماشيا مع معطيات العصر؟

لن أناقش لقب الشهادة، فحتى الإعلاميون صاروا أيضاً يطلقون هذا المسمى يميناً ويساراً. مثلما يرمى أهل الدين التسميات أيضاً.. لكن أبسط التعازى يا شيخ لأهالى الذين قتلوا ظلماً وبمنتهى البشاعة أن نمنح أبناءهم لقب الشهادة.

لاحظوا ما كتبت (أن نمنح) نحن الذين نمنح لقب الشهادة.. نحن الذين نصبنا أنفسنا محل الرب، نمنح اللقب ونسحبه، أو نعترض على منحه، وتصبح حتى علاقات الموتى بربهم رتباً وكرامات نقررها نحن البشر.

المهم أنى، وأنا أستمع إليه، تذكرت أواخر الثمانينيات السعودية حين كنا نستمع لمن يقول إن ملابس لاعبى الكرة محرمة لأنها تكشف عن الركبتين وعورة الرجل من السرة للركبة.

لكن سلفنا تطور عن سلف مصر الذى يعيد اختراع العجلة. سلفنا دخل طوراً رجعياً جديداً، طوراً متقدماً جداً من الرجعية يتعدى ركبة اللاعب وصورة المرأة وتحريم الفن.. وصل السلف لمعركة العرب مع إسرائيل، حتى دخل على خط الحسابات الإسرائيلية وأفتى الشيخ السعودى عبدالعزيز الطريفى بجواز استخدام بطاقات الائتمان الإسرائيلية المسروقة لأنها صادرة من بنوك غير مسلمة. القانونيون جرموا الأمر. الحكم القانونى جرم فعل السرقة المشين، لكن الحكم الشرعى أجازه.

فى رأيى، أهم ما بالمسألة أن هؤلاء المشايخ لا يأتون بأشياء مبتدعة من وحى خيالهم، فكل ما ينطقون به مثبت بالكتب الموروثة. حتى فتوى الشيخ عبدالمحسن العبيكان عن إرضاع المرأة لسائقها، لم تكن من بنات أفكاره بل من كتب السابقين. وأزعم أنه بعد فتوى الرضاعة المصرية، ثم الرضاعة السعودية، اللتين شغلتا الدنيا، فإن فتوى إباحة أموال الإسرائيليين المسروقة تستحق لقب فتوى العام بجدارة.

قال الشيخ الطريفى: « لا عصمة إلا لبنوك المسلمين».. تغيروا كثيراً.. قبل سنين كانوا يحرّمون التعامل مع كل البنوك حتى تلك التى بديارنا. ثم صنَّف الشيخ الحسابات البنكية لصنفين: فأى دولة بينها وبين الإسلام سلام فلا يجوز للإنسان أن يأخذ المال إلا بحقه، أما إن كان بين الدولة والإسلام عداء، فلا يربطهما سلام ولا مواثيق فهنا مباح الاستخدام ولا حرج على الإنسان من استخدام بطاقات الائتمان الإسرائيلية!.. فماذا يا شيخ لو صدرت فتوى مضادة تجيز السطو على حسابات المسلمين؟ ماذا لو تم تعطيل عمليات (سابك) أكبر شركة صناعات بتروكيماوية أو (أرامكو) التى تدير المحفظة النفطية السعودية وكلتاهما تتعامل مع بنوك العالم؟

فتوى الحسابات المسروقة تتواءم تماماً مع ما كتب بإحدى صفحات مناهجنا الدراسية: الكافر حلال الدم والمال والعرض.

مازال السلف غارقين فى كثبان الرمال، رافضين تصديق أمر العولمة. كما رفضوا تصديق كروية الأرض.. فما رأيكم: هل ننشغل بفتوى السرقة أم نتعداها للانشغال بالكواكب، الجغرافيا، الكون، المحيطات، باطن الأرض، طالما أن مسائل السلف تخضع مع التقادم للتغيير والتبديل والتقهقر والرجوع؟

ما رأيكم: إلى أين نحن ذاهبون؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا لو افتى الكفار بالمثل
علي سهيل ( 2012 / 2 / 9 - 07:12 )
تحياتي واحترامي
لنقرأ التاريخ جيدا اليهود اعتبروا انفسهم شعب الله المختار والاغيار أي غير اليهود يباح دمهم وقتلهم جميعا وقتل ايضا مواشيهم واستعبادهم وسبي نساؤهم وسرقة اموالهم بدون الشعور بالذنب لانهم نصبوا انفسهم شعب الله المختار معتقدين بأن الله خلق باقي المخلوقات بما فيم الانسان لخدمتهم، أما المسلمون فيعتقدون بأنهم خير أمة أخرجت للناس فغزو ونهبوا وقتلوا وسبوا واستعبدوا الرجال والاطفال وعند فتح الاندلس سبوا في يوم واحد 40000 إمرأة باعوهم في سوق النخاسة.. أباحوا ليس فقط سرقة ونهب وسبي واستعباد الشعوب المغلوب على امرها بل ايضا لا يقتل المسلم بكافر معتقدين بأن الكفار قتلهم حلال مستندين ليس فقط بالسنة بل ايضا بنصوص القرآن ولم يشعروا بالذنب..
فنفترض ان الكفار أقروا قانون وهذا من المستحيل المعاملة بالمثل كما تدينوا تدانوا فحللوا لانفسهم سرقة كل انسان لا ينتمي لافكارهم وأباحوا لانفسهم نهب وقتل واستعباد وسبي المسلمين ويتخذون النساء جواري كما فعلوا الخلفاء فماذا بعد ومن سنتصر في رأيك؟؟ وكيف سيكون حالنا؟؟ نحن نلعنهم في خطب يوم الجمعة ونطلب من الله ان ييتم اطفالهم ويرمل نساؤهم ونسبيهم ويزلهم


2 - سيدتي لا تتعجبي هذا هو جوهر الإسلام
مدحت محمد بسلاما ( 2012 / 2 / 9 - 08:41 )
مأساتنا أننا ولدنا في هذا المجتمع الإسلامي القائم على دين الكفر والكذب والاحتيال والنصب والتدجين والتدليس واستعباد المرأة. تجار الدين ومافياته يستغلون ضعف العباد وكل الإمكانيات المتوفرة لديهم لمواصلة قمعهم لشعوبنا وتدجينها وتسميم عقولها وتحطيم كل بادرة أمل تبرز أمامها في الأفق. رجائي أن تبقي منارة علم وتنوير على صفحات الحوار المتمدن لفضح تجّار الهيكل ووعاظ السلاطين، فالنصر قريب، مع الإحترام والتقدير


3 - عملوها فعلًا
‎هانى شاكر ( 2012 / 2 / 9 - 13:36 )

سيدتى .. ما أرقى كلماتك و أفكارك

يتميز ألأسرائيليون عنا فى مجالات كثيرة .. مثل جوائز نوبل و ألصحافة و ألأختراعات وألتفوق ألعلمى و ألعسكرى وألجامعى

وهم أيضا سبقونا فى فن ألسلفية و ألفتاوى بالفين سنة فقط

بالأمس أفتوا و نفذوا فتاوى تدمير أجهزة تنقية اليورانيوم الفارسية .. و علقوا ألمتفجرات فى سيارات و أرقاب مهندسيها

لن تمر عليهم فتوى شيخنا ألجليل بدون أن نحصد منهم بعض الهزار ألتقيل ...

ربنا يستر


4 - قانون التطور سيطال الجميع
محمد أيتا ( 2012 / 2 / 9 - 21:43 )
إعجابي أولا بأسلوبك الساحر العجيب.
ثم أبشرك أنت وبقية المثقفين بأن قانون التطور من القوانين الصارمة التي لا تتوفق عن التحقق، رغم ثقل المتراكمات في -بنية الثقافة الإسلامية-، ورغم ادعائهم للثبات، وعشقهم للجمود، فالتغير آت لا محالة، لكن ببطء، وبمثيلاتك، وأمثالك ستدور العجلة بسرعة ....
محل الإبداع في مقالك البديع هو ملاحظتك أن -الفتاوى- مجرد آراء بشرية، تأتي وفق ضرورة العصر ليس إلا، وكلما أراد الشيخ أن يحلل، أو يحرم فلن يعدم أدلة موروثة تسانده، وهذا ذكرني بما قاله سلفي معتدل، هو سلمان العودة، حين حمد ربه على أن السعوديين لم يستفتوا حول -حكم السيارة- كما حدث في التلفاز، فلو سئل عن ذلك لما عدمنا شيخا يحرم ركوب السيارة، لما تسببه من أضرار جراء الأحداث، ولما في شرائها من مساعدة لاقتصاد الكفار ..... إلخ. دمت موفقة.


5 - السرقه حرام ولكن مش حرام لمانسرق غيرنا
حكيم العارف ( 2012 / 2 / 10 - 00:41 )
الشيوخ يخرجون ما بالاسلام للتطبيق الفعلى ...

تجارة الرقيق وملكات اليمين . .... حلال

سرقة الغير مسلم .... حلال

التزوير فى الانتخابات .... حلال

الكذب والتقيه مع الغرب .... حلال

هؤلاء الشيوخ ليس لهم مبادئ او اخلاق .... ونسأل الاذكياء المسلمين ... هل هؤلاءافضل من لديكم لتعليم اولادكم ...
اليس هؤلاء الشيوخ هم رؤساء لعصابات المستقبل ..

اذا كان هذا دينكم وانتم ادرى به ... الاتخجلون من انفسكم..

الساكت عن الحق شيطان ..... انتم تحكمون على انفسكم ..

شكرا للمقال القنبله


6 - ما رأيكم: إلى أين نحن ذاهبون؟!
zoma ( 2012 / 2 / 10 - 07:15 )
انا هجاوب حضرتك بمنتهي البساطه

كل ما علينا فعله هو الانتظار من 15 الي 20 سنه

و هي الفتره اللازمه للتخلص من سيطره النفط و انتهاء عصره

و وقتها يسعود كل انسان لأصله

سيعود شيوخ الرضاع و البعير الي جحورهم و كهوفهم
لانهم لن يجدوا من يعطيهم المال
سيعود السعودي و الكويتي لمكانته الطبيعيه بعد ان تنتهي امواله في فيجاس و لندن
ستعود الشعوب لتسمع للكتاب و المثقفين بدلا من السماع للفتاوي و التحليل و التحريم

فقط 15 عاما لن يملك بعدهااصحاب الفكر الصحراوي الجاهلي اي شيء لا المال و لا العلم


ان غدا لناظره قريب
:):):)


7 - نحن في
محمد مختار قرطام ( 2012 / 2 / 10 - 07:22 )
تحياتي للكاتبة الجريئة
رد على سؤالك الاخير الى اين نحن ذاهبون
نحن وصلنا الى القمة في
الجهل
التخلف
المرض
الفقر
الجوع
الحرمان
البطالة
الاهمال
التوكل والاعتماد على الغير
الانحطاط الاخلاقي


8 - مع الكاتبة الجريئة ومع الكاتب رقم6
منار الدليمي ( 2012 / 2 / 10 - 08:42 )

هذه هي ماساتنا!!!! البعير والجهل والتخلف!! والشعب الفقير يقع ضحية انحطاط العقل السلفي وآيات دولة الفقيه


9 - سبحانك ربي هذا بهتان عظيم
عابد ( 2012 / 2 / 19 - 12:41 )
اتسال من اين اخذت فتوى الاربعة الازواج ,بالتاكيد ليس من السلف ,لانك تقدحين فيهم في هذا المقال ولكن اظن انك اخذت الفتوى من مرتادات احد الاندية الليلية (اهنيك على قوة الحجة).
وهنا سوف ارد على بعض النقاط :1- يجب التفريق بين الزمن وبين التطور ,فالتطور مرادف للابداع الذي لايعرف الزمان والمكان-اذا كانت القضية محصورة بين اما ان نتقدم او ناخذ بالفتوى فهذه مقاربة ملغومة كاذبة تقف ورائها شخصية مريضة بدليل ان هناك فتاوى ومن السلف حصرا نقيض ماذكرتيه من طلوع القمر وارضاع الكبير ومسألة كروية الارض,وهي كذب على شيخنا ابن باز,-منح الشهادة,هذا اكبر دليل على عدم فهمك لمنهج السلف,فقد صرت سلفية من حيث لاتعلمين عندما قلت منح الشهادة حق للرب-وقعت الكاتبة في فخ ينم عن جهل كبير عندما ربطت بين حقيقة علمية(كروية الارض)وبين مصطلح(العولمة)ولااعلم مالرابط بينهما فالعولمة فكرة وكروي الارض حقيقة علمية ولكن الذي يجمع بينهما هو جهل الكاتبة

اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #