الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العلمانية إلحادية ؟

فارس إيغو

2012 / 2 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتميز التيار الأصولي السلفي في المنطقة بالقدرة على التجييش في وسط التجمعات السكانية الكثيفة، وبحركية سياسية عالية، مترافقة مع قدرة تنظيمية ذات طابع إحساني ،غير بريء دائماً . بالإضافة إلى ذلك،هناك تعددية كبيرة في التيارات الإسلامية ، فهي في طرفها المعتدل تتصل مع الطروحات الإصلاحية الجريئة للشيخ محمد عبده والأفغاني والكواكبي و محمد رشيد رضا (قبل تحوله السلفي )، أما في طرفها القتالي ـ الجهادي ـ فهي تريد تكفير مجتمعاتها وهجرة العالم، ومن ثم مقاتلته وإرجاعه عن عهد الجاهلية الثاني ، إلى عصر الإسلام الذهبي . لكن هذا التنوع المطلوب في كثير من الأمور المطروحة على الساحة العربية ـ الإسلامية، يُفتقد فجأة، إذا كان الأمر يتعلق بموضوعة العلمانية. فعندها لا نستطيع التفريق بين الإسلاموي المعتدل،و الإسلاموي المؤيد للقاعدة في أفغانستان و باكستان. في مسألة العلمانية، تنتفي كل الاختلافات التي تميز التيارات الأصولية ـ السلفية، ليتوحد الخطاب ويكشف عن وجه عدائي تجاه كل ما يمت بصلة إلى العلمانية، متوجسًا من أي مظاهر علمانية في المجتمعات العربية والإسلامية. وفي مواجهة العلمانيين، يصل الخطاب المواجه إلى حدود تكفير الشخص، مع رميه خارج لحمة النسيج الاجتماعي واعتباره خارجاً عن ثوابت الأمة وقيمها .

هذا الرفض للعلمانية، بدون المناقشة الهادئة لعناصرها المكوّنة، ومدى حاجة مجتمعاتنا العربية إليها، تمت ترجمته نظرياً ورفعه إلى مستوى الأطروحة الفلسفية على يد المؤرخ و المفكر المغربي محمد عابد الجابري الذي رأى أن العلمانية خصوصية سوسيولوجية غربية ـ مسيحية، وأنه من الممكن الاستعاضة عنها بمفهومي الديمقراطية و العقلانية (1). ولكن أليست العلمانية هي العقلانية في إدارة العلاقات بين المؤسسة السياسية والمؤسسة الدينية ، وبين هذه الأخيرة والمجتمع المدني. أليس من العقلانية أن لا يتدخل رجال الدين في السياسة ، وأن لا يتدخل رجال السياسة بشؤون المؤسسة الدينية . ثم أليس من العقلانية أن يكون الدستور محلاً لإجماع أكبر عدد ممكن من المواطنين، بدلاً من أن يكون حارساً للشريعة.أليس عقلانياً أن يكون الدستور من صنع البشر أنفسهم، و أن لا يكون متعارضاً مع المقاصد الكلية للشريعة في العدل والرحمة بين الناس .

من المستغرب أن يقف ثلاثة مفكرين عرب كبار هم :محمد عابد الجابري ، حسن حنفي ، برهان غليون، موقفاً مناهضاً للعلمانية مستعملين حجة منطقية شكلية وواهية هي غياب الكنيسة والكهنوت في العالم الإسلامي،وبالتالي "لا حاجة" إلى العلمانية في المجتمعات الإسلامية . هل الأمر يتعلق بفصل الدولة عن الكنيسة (( كما يعتقدون )) أم فصل الدولة عن الدين ؟.

هناك عدة تفسيرات لهذا الموقف المجافي للمنطق والواقع من قبل هؤلاء المفكرين. ولا نعرف إن كان هذا الموقف يشكل خضوعاً للإرادة الشعبوية والكهنوتية الضاغطة ، أم نعتبر ذلك جهلاً من قبل هؤلاء المفكرين بالإشكال السياسي الذي يواجه حياتنا السياسية والفكرية ،أم أنه يتعلق بأصولية كامنة، وتمسك عاطفي بالموروث، وعدم استطاعة الذات في مواجهة المقدس الذي يخص " الأنا " و " النحن " ؟... نرجو ألاّ يكون الثاني ، فذلك يعني استقالة تفكير عند من يجب أن يؤتمن على الفكر والعقل العربي (2)

هل العلمانية فعلاً إلحادية كما يعتقد الإسلاميون الجدُد ؟

يرتكز موقف الإسلام السياسي من العلمانية على موقف معظم رجال الدين المسلمين، والذين يقفون موقفاً متصلباً وجامداً في رفض العلمانية، وحتى مجرد المناقشة لموضوعاتها.ويعتبرون أن العلمانية تشكل خطراً على التدين ونشراً للإلحاد بين الجمهور يعتقد أغلبية المفكرين المسلمين أن " الإسلام يفقد قيمته الأساسية إن هو جرّد من أبعاده الاجتماعية أو عُرَّي من دلالاته السياسية .... وأنه حقاً ليعسر تماماً تصور وجود مشخص لدين الإسلام دون أن يكون لهذا الدين مكانة في التنظيمات الاجتماعية أو التوجهات السياسية " (3). إن العلمانية بالنسبة لهؤلاء المفكرين تشكل خطراً على نظام الإيمان، وعلى تماسك الأمة الإخوانية، أي على الرابطة التي تشمل أفراد الأمة . لكن إذا تعلق الأمر في شأن العلاقة بين الطوائف في البلاد غير الإسلامية والتي تحتوي جاليات إسلامية حديثة العهد ، فإن موقفهم يبدو غير متناسق، ويشوبه الغموض والاعتبارات الآنية المصلحية. فهم يؤيدون علمانية على الطريقة الإنكليزية أو الأمريكية، خوفاً من قيام حكم يستلهم الرموز و المقدسات التي تخص الأكثرية. لكنهم يقفون بشدة ضد العلمانية على الطريقة الفرنسية، ونتذكر المعارك التي جرت مؤخراً حول تطبيق مرسوم من وزارة التربية الفرنسية يقضي بمنع ارتداء الرموز الدينية ( ومنها الحجاب الإسلامي ) في المدارس الفرنسية.

العلمانية مفهوم فلسفي ـ سياسي يتضمن (من ضمن ما يتضمنه ) التشريع لوجود الاختلاف في طريقة الإيمان وكذلك في السلوكيات والشعائر الدينية المُتبّعة . وبالطبع، فإن المفهوم يشرُع أيضاً لوجود أفراد لا دينيين في المجتمع ويعتبرهم مواطنين متساوين مع الآخرين، أي مع المؤمنين . ويمكننا التمييز بين ثلاثة فئات من الأفراد اللادينيين:



(1) فئة الملحدين،(athes) وهؤلاء يقعون في تناقض أساسي مع الدين، حيث يعتبرون الدين من العناصر الغيبية والأسطورية، أو أنه مرحلة انقضت من مراحل تطور البشرية ، على ما يزعم مؤسس علم الاجتماع أوغست كونت في قانون المراحل الثلاثة (الدينية ـ الميتافيزيقية ـ العلمية ) (4).

(2) اللاأدريين(agnostics) وهؤلاء لا يقطعون رأياً في الموضوع،وفي أي موضوع ما ورائي أي خارج عن إطار الحس والوقائع، ويبقون الأمر معلقاً لأنهم يعتقدون استحالة البرهان على وجود الله بالبراهين العقلية،وأيضاً استحالة العكس،أي البرهان على عدم وجوده.

(3) الفئة الثالثة الربوبيين(Deistes) وهؤلاء يؤمنون بإله (أو محرك أول حسب أرسطو،أو واجب الوجود حسب الفارابي وابن سينا ) خالق للكون، وهذا الأخير متروك لقوانينه الداخلية الربانية،وبالتالي فهم يعارضون وجود الوحي، ويعتبرون الأديان اجتهادات شخصية لبعض الشخصيات الفذة،وكذلك يرفضون مفهوم العناية الإلهية . ظهر هذا التيار الربوبي في القرن السابع والثامن عشر في إنكلترا (5) .

لكن العلمانية التي تشرّع لهؤلاء اللادينيين وتعتبرهم مواطنين مثلهم مثل المؤمنين، لا تشّرع للإلحاد كعقيدة للدولة، ولا تحاول نشرها من خلال مؤسساتها الحكومية والإدارية،على ما فعلت السلطات السوفيتية في عهد لينين وستالين خاصة. أي أن الدولة العلمانية حيادية (Neuter) في موضوع الإيمان. والمصطلح الأخير يعني باللغة اللاتينية " لا هذا ولا ذاك " هذه الحيادية الدينية هي ضمانة لعدم التحيز، وفي الوقت ذاته هي الشرط الذي يستطيع من خلاله كل إنسان أن يتماهى في هذا الوطن، حيث يجد كل فرد فيه نفسه على قدم المساواة مع الآخرين ، وذلك مهما كانت معتقداته الروحانية إنسانية ملحدة كانت أم دينية (6) .

إذن من الممكن أن تكون علمانياً وملحداً (أو لا أدرياً أو ربوبياً) ، ولكنك لست ملحداً لأنك علماني،على ما يشيّع زوراً بعض الأصوليين عندما يبدؤون بالتهجم على العلمانية والعلمانيين. هذه الحقيقة لا يجب أن تكون محل جدل فيما يخص مفهوم العلمانية . ومن العلمانيين مؤمنون كبار ويجاهدون من أجل العلمانية كالمطران غريغوار حداد الذي اعتبر العلمانية معركته الأولى والأخيرة، والمفكرين الإسلاميين : اللبناني عبد الله العلايلي ، وجودت سعيد السوري .

العلمانية وقضية وجود الله:

العلمانية ليست هي المؤهلة للحكم في قضية وجود الله. وإن كان المؤمنون بوجوده يعدون بالمليارات في العالم،فهذه مسألة لاهوتية ذات طابع فلسفي، أي تتبع النقاش اللاهوتي الفلسفي، وهي قضية إيمانية بامتياز .لأن كل دليل أو حجة عقلية على وجود الله، يقابلها حجة مفندة لوجوده. وكما قال كانط أن وجود الله والخلود والحرية ليست من الأمور التي يمكن أن يعالجها العقل النظري البرهاني، بل هي خاضعة للعقل العملي الأخلاقي.وبالتالي ، فإن كانط أسقط كل الأدلة العقلية على وجود الله،وخاصة الدليل الأنطولوجي الذي كان أقواها .

إن كانط في مؤلفه الأساسي " نقد العقل الخالص " يضع للمعرفة حدوداً من أجل إفساح المجال للإيمان، فوجود الله لا يمكن معرفته كحقيقة نظرية، ولكن يفرض نفسه بوصفه إيماناً بناءً على أسباب عملية.

لقد حاول الفلاسفة المسيحيون في القرون الوسطى المتأخرة ( القديس ألبرت الكبير ، القديس توما الأكويني، القديس أنسليم ، دنيس سكوت ) وحتى الفلاسفة من العصور الحديثة ( ديكارت ـ ليبنتز ) الإتيان بأدلة عقلية على وجود الله، ولكنهم لم يحققوا ما صبوا إليه. فمقابل هذه الأدلة الإيجابية،هناك أدلة مضادة تدمر هذه الأدلة السابقة .

ولا يظنن أحد، أن الفلسفة قادرة على نفي وجود الله، كما يدعي البعض، ليرمي بالفلسفة وليكفرها، ويمنعها من التداول العمومي . فالفلسفة قد تشكك في ما يأتيه اللاهوت من أنظمة دوغمائية مغلقة، أو تُدمر قضاياه عندما ينخرط في محاججات ليثبت بالأدلة العقلية وجود الله . لكنها بالمقابل، لا تستطيع أن تثبت العكس أيضاً،أي عدم وجوده. الله فكرة للإيمان،لا يمكن أن يثبتها أحد، ولا أن ينفيها، وهذا هو سر علّوها وسموّها .

هربرت سبنسر : وهو فيلسوف وضعي (1820 ـ 1903 ) بنى نسقاً فلسفياً تركيبياً على قانون التطور الذي اعتبره قانوناً عاماً مشتركاً يصدق على جميع أشكال الوجود ( الطبيعية و الاجتماعية ) . يقسم سبنسر العالم إلى مجالين :أ ـ المجال المعلوم وهو ميدان الظواهر ، وهو من اختصاص العلم أو الفلسفة،

ب ـ مجال المجهول ، وهو الذي يتجاوز إدراكاتنا ، لأنه مجال المطلق . والفرض فيه ليس من اختصاص العلم أو الفلسفة ، بل من اختصاص الدين .

وهكذا يعتقد سبنسر أن النزاع بين الدين والفلسفة ناتج عن عدم الفصل بين ميدان الواحد منهما و الميدان الآخر ،إذ كثيراً ما يراد للعلم أن يحل مشاكل لا تحل إلا بدين كما أنه كثيراً ما يقحم الدين مسائل هي من اختصاص العلم

يقول القديس ترتليان عن الإيمان : >(7) . إن معالجة مواضيع الإيمان بالله والخلود،خارجة عن مجال المعرفة العلمية والمنطقية، ومنهجها هو منهج إيماني تصديقي نابع من الفرد نفسه. وهذا هو موقف اللاهوت المسيحي البروتستانتي ، حيث عارض الاتجاه التوماوي /نسبة لتوما الإكويني 1225-1274/ الذي تابع التراث الفلسفي القديم،والذي أراد إيجاد صيغة عقلانية ـ أرسطية للاهوت المسيحي . إن الطريق البروتستانتي الجديد يستغني عن براهين وجود الله، ويجعل من الشعور بهذا الوجود نابعاً من قلب الإنسان دون مساعدة العقل.

ويرى الفيلسوف الوجودي المسيحي جابرييل مارسيل (1889 ـ 1973) أنه لا يمكن البرهنة على وجود الله عن طريق الوسائل العقلانية، إنما يلتقي الإنسان بالله على نفس المستوى الذي يلتقي فيه بالآخر، أي مستوى " الأنت " ، في إطار المحبة والعبادة، ويكون هذا اللقاء نوعاً من المشاركة في الوجود الحق، وهي مشاركة ربما تبدأ مع فحص الفيلسوف لتساؤلاته الفلسفية. ويسمي مارسيل اللقاء مع الله، باللقاء مع " الأنت الأعلى " .

العلمانية والقيم الدينية :

العلمانية ليست رفضاً للقيم الدينية كما يظن بعض الأصوليين . إن الأديان جاءت من دون شك، بقيم إنسانية كثيرة، بعض هذه القيم جليلة وهامة للإنسان، وهذا ما تقبل به العلمانية وتقول به. من ذلك، قد نعترف إن أكثر القيم التي اعتمدتها العلمانية لها أصل في الكتب السماوية وغير السماوية، كاحترام الإنسان كل إنسان، والمساواة والعدالة وحرية الاعتقاد . بالمقابل،العلمانية ترفض على الأديان حق احتكارها للقيم الإنسانية،والتأكيد الجازم إنه من المستحيل على الإنسان أن يصل إلى هذه القيم إلا عن طريقها . فالعلمانية تقول بقيمة القيم في ذاتها،أياً كان مصدرها،وإن قيمتها أنها لأجل خير الإنسان ونموه وتكامله، وإن الأهم من قيمتها النظرية،هو ترجمتها الفعلية وجعلها حقاً تخدم المصلحة العامة،التي هي أهم القيم والمقاييس لدى الجميع،المؤمنين وغير المؤمنين بالله، فحيث توجد مصلحة الناس (أي المصلحة العامة) ثمة شرع الله (8) .

الأشاعرة كانوا يعتقدون بأن معيار التمييز بين الخير والشر هو الشرع لا العقل، وإن الله بإمكانه قلب طبائع الأشياء . أي ليس ثمة شيء هو في نفسه خير ولاشيء هو في نفسه شر . إن الخير بالنسبة للأشاعرة خير لأن الله أمرنا به ، والشر شر لأن الله نهانا عنه . هذا الرأي من جانب الأشاعرة يعد مخالفاً لرأي المعتزلة . فالمعتزلة في بحثهم للحسن والقبيح قد أرجعوا التمييز بينهما إلى العقل . بمعنى إن العقل قادر على التمييز بين الخير والشر .فقد اتفق المعتزلة على أن المعارف كلها معقولة واجبة في نظر العقل وإتباع الحسن واجتناب القبيح ، كل ذلك واجب على المفكر حتى قبل ورود الوحي، وإن قصّر في شيء استوجب العقوبة . ويرى أبو الهذيل العلّاف أن الإنسان مكلّف يإيجاب الفطرة والعقل وقبل ورود الوحي ، بأن يعرف الله وأن يميز بين الحسن والقبيح ، وأن يقدم على الحسن كالصدق والعدل، ويعرض عن القبيح ، كالكذب والظلم . فالحسن والقبح في رأي المعتزلة ذاتيان فالكذب فيه قبح ذاتي والصدق فيه حسن ذاتي . وإذا كان الشّرع يأمر بأشياء وينهي عن أشياء ،فإن مُرد ذلك ما في الأشياء ذاتها من حسن أو قبح .

وقد قدم المعتزلة مجموعة من الحجج على رأيهم هذا، وذلك في معرض الرد على خصومهم في الرأي .ومن هذه الحجج إنه لو لم يكن في الأفعال ذاتها حسن وقبح لما أمكن الفقهاء إن ينظروا بعقلهم في مسائل لم يرد فيها نص ومنها أن الرسل والأنبياء كانوا يطلبون من الناس النظر إلى الأشياء عن طريق العقل ، فلو لم يكن في هذه الأشياء حسن وقبح ذاتيان لما أستطاع هؤلاء الرسل القيام بدعوتهم . ومنها أيضاً أن الناس قبل أن تجيء الشرائع، كانوا يحتكمون إلى العقل .

تجيء أراء المعتزلة (وهم فئة من المسلمين )متماشية تماماً مع ما يقوله العلمانيون فيما يخص القيم الإنسانية.

إن فصل العلمانية شؤون الدين عن شؤون الدنيا لا يحمل في طياته أي موقف مناهض للدين وللقيم الدينية. إنه يعني عدم الخضوع لما يقوله الأصوليون من إخضاع كل دوائر المجتمع للدائرة الدينية الكهنوتية،وهذا ما ترفضه العلمانية وبشدة،لأنه يشكل عملية قهر للمجتمع باسم السلطة الدينية . والدين هنا يعني تأويلات تتبناها مجموعة من الأفراد تريد أن تفرض تفسيراً معيناً للنصوص، وتتلبس الحديث باسم أحد الأديان (أو طائفة من طوائفه)، واضعة الأديان الأخرى والطوائف المخالفة، في الدرجة الثانية من المواطنية

إن النظام العلماني وحده الذي يحقق القيمتين الأساسيتين في الشريعة :

(1) تحقق الدين في المجتمع

(2) وحرية العقيدة والحرية الدينية،

أما الأنظمة الأخرى فهي قد تحقق الشرط الأول ، ولكن بدون حرية الاعتقاد والحرية الدينية، وهذا انتقاص صارخ بحق الدين لا يمكن قبوله، و إلا أختلط الدين بالسلطوية والقمع .

النصوص القرآنية المباشرة في تأصيل حرية الاعتقاد:

هناك نصوص كثيرة في القرآن الكريم تؤصل لحرية الاعتقاد ومنها :

1ً ـ قوله تعالى ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) (البقرة :256)

2ً ـ وقوله تعالى ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) (يونس : 99)

3ً ـ وقوله تعالى ( وقل الحق من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) (الكهف : 29 )

4ً ـ وقوله تعالى ( فاعبُدوا ما شئتم من دُونه )(الزمر:15)

5ً ـ وقوله تعالى ( لكم دينكم ولي ديني ) (الكافرون :6)

6ً ـ وقوله تعالى ( أعملوا ما شئتم ) (فصلت :40)

7ً ـ وقوله تعالى (إنّ هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً ) (الإنسان :29)

وكل هذه الآيات الكريمة تفيد معنى حرية الاعتقاد، وحرية الاختيار. والثواب للمؤمنين الصابرين على الحق ، والعقاب لغير المؤمنين . والثواب والعقاب من فعل الله وليس من فعل البشر (9) .

تُعد الآية الكريمة ( لا إكراه في الدين ) أقوى هذه الآيات وأوضحها، وهي الأكثر استشهادا من طرف الكتاب الإسلاميين وغير الإسلاميين على حرية الاعتقاد . هذه الآية من السور المدنية، وهي مؤشر إلى استمرارية مكية ـ مدنية في القرآن الكريم،في منع عملية الإكراه في العقيدة، وردّ هذا الأخير إلى إرادة الله فقط .

الآيات القرآنية التي تشرّع للاختلاف بين البشر :

الاختلاف طبيعة في البشر أرادها الله لهم . هذا يعني حق كل دين في الوجود والتمايز عن الأديان الأخرى، والإنسان مُخيّر في إتباع أي دين،بعد ظهور كل الرسالات، والعقاب والثواب ليس من هذه الدنيا،ولا على أيدي البشر ، بل الأمر متروك لله عز وجل .

ومن آيات الاختلاف في القرآن الكريم :

1ً ـ وقوله تعالى ( لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) (المائدة : 48)

2ً ـ وقوله تعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ) (هود :118)

3ً ـ وقوله تعالى ( ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يُضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتُسألن عمّا كنتم تعملون) (النحل :93)

4ً ـ وقوله تعالى ( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يُدخل من يشاء في رحمته والظالمون مالهم من ولي ولا نصير ) ( الشورى :8 )

إن الاختلاف بين الناس طبيعة شرّعها الله في آياته وكتبه المقدسة،وكنا قد رأينا أن حرية الاعتقاد هي الأصل، والإكراه غير مشروع في الدين لأنه ينفي التكليف ومبدأ الثواب و العقاب وهذا أحد الأصول الخمسة لدى المعتزلة إن << التكليف ـ بحسب المعتزلة ـ لا يكون إلا ومن ورائه الاختيار (أي الاقتدار على الضدين ،) والاختيار لا يكون إلا مع القدرة (أي أنّ الإنسان محدث لأفعاله )، والقدرة لا تكون إلا بالاستطاعة ( وهو إنّ القدرة متقدمة لمقدورها )، وكل هذه المعاني مجاورة لما نسّميه اليوم ًالحريةُ >>(10) .

بالإضافة إلى ذلك ، بدأ العديد من المفكرين الإسلاميين في رفض مبدأ الردّة في الدين ، حيث إن الأصل أن لا إكراه في الدين، بالإضافة إلى عدم وجود نصوص قرآنية واضحة على " قتل " المرتد، وإنما كل ما في الأمر ، أن العقاب يوكل إلى رب السماء، في الآخرة ( أنظر كتابات المفكرين الإسلاميين جمال البنّا،عبد الفتاح عساكر المصريين،وآخرين كثيرين مثل حسن الترابي أصبحوا ينفون وجود حدّ الردة في الإسلام ).

كل الأديان تقول بقاعدة الحرية والاختلاف بين البشر، إذا عرفنا كيف نؤولها بحسب مقاصدها الأساسية (أي الجوهرية)، لأن الأديان كافة قائمة على قاعدة التكليف والإيمان القلبي الصادق بعيداً عن النفاق والزيف والرياء. هذا يؤدي إلى مبدأ هام نلقاه في جميع الأديان السماوية وهو، تأجيل حسم أي خلاف عقدي والمحاسبة عليه إلى يوم القيامة ( انظر أفكار طائفة المرجئة ) . أي إن المحاسبة والعقاب والثواب هي من اختصاص الله عزّ وجّل ، وهو الذي يحكم بصحة إيمان الناس، وبمدى التزامهم السلوكي والشعائري، وهو الذي يعرف ما في القلوب والضمائر .

نحو تأسيس إيمان جديد :

الدعوة لتأسيس إيمان جديد لهذا العالم الجديد، والذي اختلف كثيراً عن عوالم القرون الوسطى والقديمة ذات المعارف البدائية والبسيطة عن الكون والإنسان . لقد أصبح الإنسان الحديث يمتلك إمكانيات علمية ومعرفية هائلة لم يمتلكها أسلافه في العصور الغابرة. ومع ذلك، يصّر البعض على أخذ التفاسير الدينية من السلف، ولا يقوم بإعمال معارفه الجديدة على النص مباشرة. من هنا، كانت مقاربة السلف للنص الديني فيها الكثير من الانغلاق والتزمت والدفاعية التي لا تتلاءم مع الدعوة الدينية إلى التراحم والتآزر بين البشر .

من يحولون الدين إلى سلطة قضائية على الأرض، يريدون أن يحولوا مفهوم " التحريم " الديني، إلى جريمة يُعاقب عليها الفرد دنيوياً و أخروياً . بينما التحريم هو شيء بين المؤمن وربّه. يأخذ ثواباً إذا التزم بما جاء بالدين وابتعد عما حُرّم ، ويعاقب عليه إذا خرج عما حرمه الدين ولم يلتزم بأداء واجباته المنصوص عليها .

هذا الأيمان الجديد يجب أن يكون إيماناً مفرغاً من كل شوائب القرون الوسطى واللاهوت القروسطي القديم. إيمان سيكون بمستوى عصرنا ويسترجع كل الجانب الروحاني والأخلاقي والفلسفي للدين ، والذي تجلى في مفكرين مثل الفارابي وابن سينا وابن رشد، والذي تراجع في العقود الأخيرة لمصلحة الجانب السلطوي والأيديولوجي والسياسي للدين . إيمان ينهض على أنقاض الإيمان القديم فيما يستوعبه ويحتضنه. فقد تراكمت على الأيمان القديم الرواسب والقشور ولم يعد فاعلاً أو قادراً على الفعل. ولابد من التخلص من هذه القشور الميتة أو الرواسب المتكلسة إذا أردنا أن نصل إلى جوهر التراث الحقيقي. فالجوهر مطمور تحت ركام العصور.الإيمان الجديد لن يتم إلا بفهم الدين والإيمان فهماً آخر، أي فهم حر وحديث .إنه يعني الانتقال من العقلية المنغلقة للقرون الوسطى إلى الفضاءات العقلية المنفتحة للعصور الحديثة هناك من يخاف على الدين من علمنة الحياة والسياسة . ولكن الإيمان الديني سيخرج أصلب من ذي قبل ، بتطبيق العلمانية . سوف يكون إيماناً صوفياً وروحانياً منزهاً عن الغايات الدنيوية والسياسية (11) .

وللوصول إلى الإيمان الجديد لابد من اجتماع قائم على أسس مُغايرة:<< إن الانفصام بين الفرد والمجموعة، وبين الدولة والمجتمع لصالح حرية الفرد في التفكير والنظر،وحرية الدولة في التشريع بعيداً عن تسلط المجتمع،ليجعل ظهور " المؤمن الجديد " سهلاً . إنه مؤمن الإيمان الداخلي،الذي يجعل من ضميره لا من جسده المركز المميز والأساس لتعبده، تاركاً مجال السياسة والتشريع للدولة ولمقتضيات الصالح العام الدنيوي المحض، ومعتبراً أن الدين مسؤولية شخصية أكثر منها عمومية . إن الدين روح وإيمان ومعاملة وخضوع الضمير إلى الله ، وليس تشريعاً وناموساً وسياسة ،أي أنه دين للنفوس وليس ديناً للأبدان >> (12)

الدولة الثيوقراطية (الدينية) لا تحقق أياً من المبادئ التي تدعو إليها الأديان وهي التفكّر والنظر والعدالة والمساواة بين الناس، وحرية الاعتقاد، واعتماد الحوار ( بالتي هي أحسن ) بين الناس، وحرية المناقشات الدينية، وعدم الإكراه، و اعتبار العقاب والثواب من اختصاص الله سبحانه تعالى وحده. باختصار، وبعبارة واحدة ، فإن القاعدة الأولى في كل الأديان هي ترك الحكم النهائي لله عز وجل،أي لا عقاب يختص بأمور العقيدة والدين على أيدي البشر، لأن هؤلاء مهما علا كعبهم في العلوم الدينية ، يغدون قاصرين جداً عن كشف ما في القلوب. إن هذا الأمر متروك لرب العباد، وليس لقرارات بعض الناس العبثية. وكم من البشر قُتلت، ومُثلهم امتحنوا ظلماً ولأسباب دينية. ألم تحرّم كل الأديان القتل، لكن البعض يعتقد أنه يُرسل هؤلاء شهداء إلى الجنة، بقتلهم خطأً . ألا تلاحظون كم في هذا الخطاب من صلف وتجبر و وصاية على المؤمنين . نرجع مرة أخرى إلى ذهنية التسلط على البشر والعباد باسم الدين وتعاليمه.

إذا كانت حرية الاعتقاد، حقاً واجباً منصوصاً عليه في كل الأديان، فكيف يمكن أن يستقيم هذا الحق مع وجود "الدولة الثيوقراطية " ، التي تشكل " تطييفاً " للدولة، أي تحويلها إلى دولة طائفية، تحكم باسم شريعة معينة، أو باسم مذهب معين في هذه الشريعة، وترمي أتباع الأديان والمذاهب الأخرى إلى الدرجة الثانية من المواطنية.

إن حرية الاعتقاد، والتي شرّعتها كافة الأديان،نظراً لوجود مبدأ الثواب والعقاب ( أو الوعد و الوعيد ) ، والذي لا يستقيم إلا بوجود التكليف الشرعي وحرية الاختيار النابعة من القلب، هذه الحرية لا يمكن أن تتحقق إلا في إطار الدولة العلمانية. الدولة التي تكفل لجميع مواطنيها الحرية الدينية في ممارسة طقوسهم وعباداتهم،مع كونهم مواطنين متساوين أمام القانون .

هوامش البحث

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يقول الجابري في كتابه ( الدين والدولة وتطبيق الشريعة ) ، مركز دراسات الوحدة العربية ،ط 1 1996 ، ص 108 ، تحت عنوان " بدلاً من "العلمانية " ... الديمقراطية والعقلانية ": في رأيي أنه من الواجب استبعاد شعار "العلمانية " من قاموس الفكر القومي العربي وتعويضه بشعاري الديمقراطية والعقلانية ، فهما اللذان يعبران تعبيراً مطابقاً عن حاجات المجتمع العربي .

(2) انظر مجلة اليوم السابع 1989 ، حيث تبارى المفكران الجابري وحسن حنفي في رفض العلمانية . يقول حنفي بأن العلمانية مرفوضة لأنها آتية من الغرب .تصوروا لو أن الغرب في العصور المتأخرة تعامل بهذا المنطق مع المفكرين المسلمين( ابن سينا ، الغزالي ، ابن رشد )، هل كان للنهضة أن تحدث ! أم كانت قد أجهضت بفعل هذا المنطق "التأصيلي" ، والذي ما يزال يعمل على تدمير كل جديد في بلادنا .أما بالنسبة للمفكر السوري برهان غليون فقد رفض العلمانية في كتابه (المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات ) . أعتبر غليون أن " إشكالية فصل الدين عن الدولة في الفكر العربي الحديث إشكالية مصطنعة ومنقولة من الغرب " . وطالب بالاستعاضة عنها بإشكالية أكثر مطابقة هي إشكالية " علاقة أفراد المجتمع ككل بالدولة " ، أي باختصار بإشكالية الديمقراطية .

(3) د . فهمي جدعان ( نظرية التراث ) ، دار الشروق ، ط 1ـ 1985 ص 64

(4) إن الإلحاد ينظر إلى الإيمان على أنه المشكلة ، بينما المشكلة تسببها الأصولية الدينية ذات الإطار الدوغمائي الأحادي التي تكفر ،ولا ترضى غير تفسيرها للنص . من وجهة نظر شخصية أعتبر أن الإلحاد موقف فلسفي عبثي واستفزازي تجاه الملايين من المؤمنيين الذين يأملون في حياة أخرى في ما وراء هذه الحياة . وفي اعتقادي أن الإلحاد سوف ينعدم في العالم الغربي قريباً، لأنه ليس إلا ردة فعل على الأصولية والتعصب الديني ، وبزوال هذا الأخير ، يصبح الإلحاد لا أساس له . وعندما قال الكاتب الفرنسي أندريه مالرو عبارته الشهيرة أن << القرن الواحد والعشرين سوف يغدو دينياً أو لا دينياً >> فهو كان يقصد المعنى الأول، لأنه لا لزوم لعبارته لو كان يقصد المعنيين معاً .

(5) الربوبية : الاعتقاد بوجود اله كسبب أولي لا شخصي للعالم . والعالم ـ من وجهة نظر الربوبية ـ قد ترك لفعل قوانينه الخاصة بعد أن خُلق . وكان أول ظهور الربوبية في انجلترا . وهربرت تشيربوري (1583 ـ 1648 ) هو " أبو الربوبية " . وكان أنصار الربوبية في فرنسا فولتير وروسو، وفي انجلترا لوك ونيوتن و تولاند .

إن الربوبيين موجودون في ثقافتنا العربية الإسلامية الكلاسيكية ، ممثلون في فلسفات الفارابي و ابن سينا وأبو بكر الرازي وأبو حيان التوحيدي، وخصوصاً ابن طفيل. وما قصة " حي بن يقظان " إلا تمثيلاً ربوبياً بامتياز. فحي بن يقظان يصل إلى معرفة الله عزّ وجل عن طريق رحلة عقلية طويلة مستغنياً بذلك عن النبوة والوحي. لقد استطاع حي بن يقظان من خلال تجربته الخاصة في الجزيرة المعزولة، أن يصل إلى معرفة أسرار الطبيعة ثم ما وراء الطبيعة، وصولاً إلى الاقتناع بوجود مبدأ لهذا الكون .

ويعتبر أبو بكر الرازي من الربوبيين الكبار ، حيث أنكر النبوة في ( مخاريق الأنبياء )، ورفض أن يختص قوم بالنبوة دون قوم " وتفضيلهم وجعلهم أدلة وأحوج الناس أليهم". اعتبر الرازي النبوة في الأديان كلها بمثابتها أمراً نافلاً

والغزالي يتكلم عن الربوبيين ويميزهم عن الدهريين والطبيعيين ( فلاسفة اليونان الطبيعيين ) . ويدعو الغزالي الربوبيين بالإلهيين ،إلا أنه رغم أيمانهم بوجود خالق للكون ، فأن الغزالي يكفرهم ويكفر شيعتهم من المتفلسفة المسلمين كابن سينا والفارابي وغيرهما لأنهم قالوا بقدم العالم وأنكروا بعث الأجساد ، وكذلك أنكروا معرفة الله بالجزئيات .

(6) انظر كتاب (العلمانية) للمؤلف هنري ـ يينا رويز، ترجمة وتقديم منصور الأطرش، المؤسسة العربية للتحديث الفكري، ط2005

(7) القديس ترتليان (160 ـ 230م) مفكر لاهوتي قرطاجي ذهب إلى أن موضوع الإيمان هو الُمحال أو اللامعقول << فتجسد المسيح مؤكد لأنه مستحيل >>. وهو الذي صاغ العبارة الشهيرة في تاريخ الفلسفة << أومن لأنه لامعقول>> .

(8) لقد بنى الأصوليون قياسهم على قاعدة عامة هي أن الحكم الشرعي مبني كله على " جلب المصلحة ودفع المضرة " . ولقد التزم أغلب الفقهاء الأصوليين بهذه القاعدة كأساس لاستنباطاتهم أو اجتهاداتهم.

(9) انظر كتاب ( حرية الاعتقاد في القرآن الكريم : دراسة في إشكاليات الردة والجهاد والحرية ). د.عبد الرحمن حللي، المركز الثقافي العربي : بيروت الدار البيضاء، ط1 2001 ،

(10) من كتاب ( الضمير والتشريع ) . د. عياض بن عاشور . المركز الثقافي العربي : بيروت الدار البيضاء،ط 1 1998 ص29

(11) هاشم صالح ( مخاضات الحداثة التنويرية )، دار الطليعة بيروت 2008 ص 206

(12) ( الضمير و التشريع ) مرجع سابق ص 210








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب
عبدالغني زيدان ( 2012 / 2 / 11 - 08:15 )
تحياتي لك استاذ فارس مقالك طويل وفيه من الطروحات وبعض الملاحظات ما قد لايكفي تعليق واحد
اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله انا شخصيا احبب الى الراي الذي يقول بهذا بان العلمانية منبثقة من الانسان الغربي نتيجة الصرعات الفلسفية والفكرية لدى هذا الانسان وخصوصا بين الانسان الغربي والسلطة الكهنوتية
اخي فارس اصبح لدي قناعة اقولها لك ولجميع المهتميين في هذا المجال اذا كانت لابد من طرح العلمانية لابد من المررو على الاستاذ الكبير والمعلم عبدالوهاب المسيري رفض الانسان المسلم للعلمانية على اساس فصل الدين عن الدولة غير موجود لدى غالبية المفكرين الاسلاميين ولكن ضمن ضوابط معينة لا تعيب هذا الفصل
لكن العلمانية كنضرية كونية ورؤية للانسان والكون ليست بهذه البراءة التي حاولت ايهامنا بها فجميع المفكرين بها يعلمون اسرار التناقض فيها وكما قلت لك لو نظرنا الى متتالية العلمانية والى الدائرة الصغرى كما يقول عبدالوهاب المسيري والدائرة الكبرى يقط الشك والخوف والحذر بل وجوب اسئصال العلمانية من المجتمع العربي ككل حينما تدخل ضمن الدائرة الكبر ارجو منك التطرق الى هذه العناويين الموجودة في كتابات عبدالوهاب المسيري


2 - تعقيب
أحمد عليان ( 2012 / 2 / 11 - 09:24 )
أحييك الأخ فارس ، و أعبر لك عن اعجابي بمقالك الوافي في فضح الملابسات التي يفتعلها خصوم العلمانية ، فمن منا لا يسمع مثل هذه الأحكام في مفهوم العلمانية ؛ مثل العلمانية كفر، و العلمانية الحاد ، و العلمانبة شيوعية ، العلمانية استغراب ، أو تغريب و غير هذه الأوصاف التي تستدف استبعاد التفكير التنويري للابقاء على ثقافة التخلف و تغييب الحس الديمقراطي لأن الديمرقاطية كفر مثلها مثل الاشتراكية ، و لما نعرف لماذا تعتبر الاشتراكية أكثر كفرا لدى خصوم العلمانية نعرف نوعية الدوافع للاستماتة في محاربة الفكر العلماني

دمت بخير


3 - مقال ممتاز اقرا مقالتي لو سمحت
جورج السوري ( 2012 / 2 / 11 - 11:11 )
مقال ممتاز اخي فارس

هناك تقاطعات كثيرة مع مقال كنت قد نشرته سابقا على موقع الحوار المتمدن. بعنوان: عن العلمانية والديمقراطية والاسلام السياسي

يمكنك البحث بالصفحة الرئيسية باسم: جورج السوري. شكرا


4 - العلمانية
عباس سامي ( 2012 / 2 / 11 - 14:57 )
لا ارى سببا لطرح المسالة بهذه البساطه.لان العلمانية ليست وصفة سحرية لحل جميع مشاكل العرب المستعصية .والعرب اصلا لم يدركوا بعد لا اصلاح ديني ولاتنوير ولاحداثه ومابعد الحداثة .ولربما نحتاج الى غير ذلك .ليس بالضرورة ان نقلد الغرب لنصل الى ماوصلوا اليه.كما ان البعض لايريد تحقيق كل ماحققه الغرب .


5 - نعم للعلمانية
نور الحرية ( 2012 / 2 / 11 - 17:48 )
بحث موسوعي جدير بقراءة متانية وخاصة للمتدينيين من زوار موقعنا الكريم والمشكلة في اعتقادي هو رفض المسلمين ونخبهم مجرد حتى مناقشة افكار العلمانية والاقتراب منها وكما نعرف فالانسان عدو ما يجهله


6 - تعقيب2
عبدالغني زيدان ( 2012 / 2 / 12 - 12:24 )
بعد ان اضم صوتي للاخ عباس
الحق اقول بان العلمانية اسوأ من الالحاد بكافة فئاته رغم ظلامية الالحاد الا ان نظرة العلمانية السوداودية اشد بؤسا على الانسان اذ ان الملحدين يعتبرون ما هو غيبي ليس موجود او انهم فقط ينكرون وجود الله سبحانة وتعالى وقد يلتقي بعض الملحدين مع بعض العلمانيين عندنقطة معينة وهي انكار مسببات الوجود
اخي فارس وكما قلت الدخول من باب الفصل بين الدين والدولة على العلمانية ليس بهذه البراءة بل هي سذاجة جدا كبيرة الجميع يعلم من المؤمنيين والعلمانيين بان محركات العلمانية لا تقف عند هذه النقطة بل هي شمولية بشكل كبير لتحقيق رؤية الانسان والكون المجتمع الغربي دليل على هذا حينما هم المجتمع الغربي لتحقيق العلمانية باطارها الاوسع واجهو الكثير من الامور لم تكن بالحسبان وظهرت الكثير من المصطلحات في هذا السياق المعادي للعلمنة التشيؤ والتحديث والتطور والرقي والتنميط والتغريب اوجد ما يسمى با انهيار الاسرة .انهيار الاخلاق .اللامرجعية الانومي). حتى انهيار الانسان الهيومانيي .اخي فارس اما ان لدعاة العلمانية ان يسفيقوا ويشاهدو عتمة وعدمية العلمانية او ليس الالحاد بافضل من العلمانية

اخر الافلام

.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري


.. رحيل الأب الروحي لأسامة بن لادن وزعيم إخوان اليمن عبد المجيد




.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب