الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو الأفضل تبني الديمقراطية أم ولادتها من داخل المجتمع

روفيدا كادي هاتان

2012 / 2 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لقد تم تعريف الديمقراطية وهي كلمة يونانية على إنها حكم الشعب هذا من حيث المعنى اللفظي المتفق عليه وعلى الرغم من وضوح المعنى وقدمه إلا أن أنواع الديمقراطية اختلفت وأخذت أشكالا عدة مع اختلاف الأزمنة والأماكن ومن البديهي هذا الاختلاف فان كان ارتباطها بحكم الشعب وتمثيل رغباته فهذا يخضع إلى المفهوم السائد لكل شعب وما يرتبط به من قيم ومفاهيم وعادات مترافقة مع الزمن الذي يعيش فيه.
وهنا علينا التفكير بالمعنى الواقعي للديمقراطية وليس اللفظي وخصوصا بان هذا المصطلح اخذ يتردد كثيرا في الوقت الحاضر مغيرا معه الكثير من المجتمعات والبلدان فهل أصبح لهذه الكلمة المفعول السحري لتطبيق أراء وأجندات معينة في المنطقة أم أصبحت موضة مستوردة تتماشى مع ما يطرأ على العالم بصورة عامة وهو يخطو خطوات سريعة نحو المستقبل.
فالديمقراطية ليست كلمة أو صفة مجردة تغطي المجتمع بسحابة من الأمنيات المفقودة أو قرار فجائي يقرره أفراد يعيشون بظل ظروف عصيبة حتى وان كانوا أغلبية فينعم المجتمع بها أو دول عظمى تجد من المصلحة ان تعم الديمقراطية بلد ما فتمسك بالعصا السحرية وبضربة واحدة تختفي كل معالم الدكتاتورية لينعم المجتمع بالرخاء والسلام بعد العناء .
فان أداة الديمقراطية وسبيل تحقيقها وهي الشعب يجب أن يعي واقع هذه الكلمة وان يفهمه فهما متكاملا مؤمنا بمبدأ الحرية المرافق لها مجتهدا بالعمل على نشرها في سائر المجتمع متجاوزا المصالح الفردية لتأخذ مجراها الصحيح في التطبيق .
أي إنها تنبع من الإيمان المطلق للشعب بحريته و باحترامه لمبادئ الديمقراطية والعمل من اجل الحفاظ عليها
وهنا تأتي أهمية المعرفة بجاهزية أي شعب لاستيراد مثل هذا المصطلح حيث يطرح سؤال مهم :هل يملك الشعب الثقافة والوعي الكافي لوضع أسس صحيحة تكفل وجود ديمقراطية تخدم أبناء الشعب أم انه يجهل تماما ما يلائم وضعه فيتبنى تجربة خارجية لاتخدم أي جزء أو مكون من المجتمع لتصبح مثارا للفتنة والتسيب والفوضى ؟ .
فمن صفات مجتمع يتصف بالديمقراطية هو حرية إبداء الرأي والرأي المعارض وفق أسس حضارية متخذة من مفهوم الحوار الصيغة الأساسية في التعامل مع تقبل الرأي الأخر بشفافية ولكن إلى أي مدى يتم طرح الآراء بحرية ؟ والجواب أن لا يتعارض مع المبادئ القانونية أو الدينية للمجتمع أي أن لا ينتهك مبدأ قانوني أو ديني على أساس الحرية وإلا شاع قانون الغاب وأصبح تقويض دعائم المجتمع المتحضر المتمسك بالمبادئ والقوانين التي تكفل حقوق الفرد الراغب بالرفاهية والأمان كمتممين للحرية سهل ومباح لأي فرد أو جهة بحجة حرية التعبير والتصرف .
ومع هذا يجب أن يتم حماية حقوق الحرية لأي فكر أو رأي . إذن المعادلة صعبة ولايمكن التحكم بها من قبل عموم الشعب إذا ما افتقر إلى الثقافة والعلمية في معرفة الحقوق والقوانين الدنيوية والدينية بالإضافة إلى معرفة حق الأخر في التعبير كما لا يمكن تعميم ديمقراطية موجودة في بلد يختلف في المعتقدات الموروثة والقيم الاجتماعية السائدة لأنه قد يعتبر مساس بالأسس الفكرية للمجتمع المستورد للتجربة .
ومن هذا كله فان المجتمعات الحديثة العهد بالديمقراطية هي من أكثر المجتمعات خطورة في امن مواطنيها إذ أن هذا المصطلح بظل الجهل قد يكون كارثة تحيل البلد إلى ساحة حرب فالحرية تتعدى الفكر والمشاركة وإبداء الرأي إلى إشاعة الفوضى وفرض الرغبات الذي قد يمتد إلى استعمال القوة والسلاح .
ومن هنا يأتي دور المثقفين في التمهيد لفرض مفهوم الديمقراطية في ظل قانون قوي يحمي المواطنين مع احترام متطلبات المجتمع ودراسة واعية لطبيعة كل مجتمع لتكون تجربة الديمقراطية نابعة من المجتمع نفسه وليس دخيلة عليه بل تصب في نهر المصالح الوطنية والدينية والاجتماعية التي تخدم المجتمع والناس الذين يشاركون في بنائه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة