الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا كرنفال الفاتح سبتمبر... وأهلا بالأفراح الشعبية

الشهيد كسيلة

2012 / 2 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ها قد أزفت الساعة، والثوار الليبيون الأشاوس سيحتفلون عما قريب ومعهم كل الشعب الليبي، بالذكرى الأولى للثورة الشعبية الحقيقية وليس الانقلابات التي حولها الانقلابيون إلى ثورات مقدسة. اليوم لا قائد ولا ملك ملوك ولا عميد رؤساء.... لقد نال من الشعب ما يستحق. أليست إرادة الشعوب من إرادة الله... فكانت نهاية من وصف الشعب بالجرذان "حفرة" لا يختبئ فيها إلا الجرذان.
أيها الشعب الليبي الثائر تحية تقدير وتمجيد من كلّ أحرار العالم، فلقد حررت ليبيا من أبشع وأغرب نظام دكتاتوري عرفه التاريخ، وأطحت بأسوأ مغامر مستبدّ عرفته البشرية، لقد صبرت صبر أيوب وأنت ترى ثرواتك توزع على الوفود التي لا يرحل أحدها حتى يحل الآخر، وتحول الخير الذي فاض من جوف الأرض الليبية إلى نقمة عليك، لقد صبرت صبر أيوب وأنت تعاني الفقر والعوز وخيرات بلادك يعلَن عنها في مناقصة (Avis d appel d offre) لمن يدفع أقلّ لينال أكثر، لقد صبرت على تلفزيون القائد الأوحد ومناهج المدرسة والجامعة لشرح "إلهامات" القائد الأوحد، وصبرت على كرنفالات لا أول لها ولا آخر، وصبرت على "أهازيج" الطزّ التي يقودها القائد الأوحد، وصبرت على جنون العظمة وعلى الأفلام الهزلية الغبية التي يمثل فيها القائد الأوحد....
أيها الشعب الليبي الصبور، أيها الشعب الليبي الطيّب: لقد عشت سعير اللجان "غير الشعبية" من الأجلاف المعربدين والمنحرفين الذين أهانوا الشرفاء وامتصّوا الدماء وأعدموا الأحرار... وظن القائد وزبانيته أنّ الصبر مذلّة وما الشعب إلا جثة ميتة يرقص على أشلائها فازداد طغيانا وحماقة....
أربعون سنة من الآلام والجراح، أربعون سنة من الإذلال والقهر، أربعون سنة من الشطحات والهوس والماناخوليا، أربعون سنة من حكم طاغية أسيرٌ لألف عقدة وعقدة ... أربعون سنة من شعارات الحماقة وفتاوى تدليس التاريخ ... واكتشافات الأمير "كا" وآخرها أوباما "أبو العمامة" والأمازيغ شعب منقرض مثل عاد وثمود، والبراعصة نفايات الإغريق ...
أربعون سنة من تكميم الأفواه ومعاداة العقل والمنطق والسفه والترهات واستعداء الأمم على ليبيا وتمويل الإرهاب والترويج لدجل الكتاب "الأخصر الأصفر" .... أربعون سنة من الهرطقة التي دمّرت المدرسة والتعليم وعزلت الشباب الليبي عن العالم المتحضّر...
أربعون سنة من الحكم بالحديد والنار وتشريد الأحرار ورمي النخب في المنافي ... والبؤس يخيّم على ربوع ليبيا التي لم تدخل قراها حضارة القرن العشرين ومدنها شبيهة بمدن القرون الوسطى في بلد يعوم فوق بحر من النفط والغاز وسكانه بحجم سكان ضاحية في كبريات العواصم ...
أيها الشعب الليبي العظيم طلبت الحرية والكرامة وبذلت الدماء الغالية فها هو النصر يلوح في الأفق فلا احتفال بعد اليوم بترّهات سبتمبر، ولا كرنفالات الحماقة والسفه... وسيكون الاحتفال من الآن فصاعدا بعيد واحد عظيم وكبير وجدير بشهداء الحرية والكرامة إنّه عيد الحرية والكرامة............... فهنيئا لك أيها الشعب الليبي وألف مبروك على التحرر من الأسر والقهر ................. ولشعوب العالم العربي نقول عليها أن تعتبر وأن تعلن القطيعة النهائية مع أنظمة الانقلابات اللعينة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا