الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يغرقون المجتمع بالدم والحرمان والتخلف ثم يعقدون مؤتمرات ”وطنية“ لتقاسم النهب من جديد*

عصام شكري

2012 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


منذ هرب طارق الهاشمي (او بالاحرى تهريبه) بعد مذكرة القاء القبض عليه والسماح له بالسفر الى كردستان، تشتد مساعي السفير الامريكي جيمس جيفري لحل الازمة وتعالت فيها التصريحات النارية التي تهدد باغراق المجتمع العراقي بالدم وتنذره بالتمزيق الطائفي والعرقي.

اياد علاوي رئيس القائمة العراقية كان اكثر هؤلاء ضجيجا حيث سحب كل وزراء القائمة العراقية من حكومة المالكي في خطوة هدفها ”خربطة اللعب“ واغلاق مسار ما يسمونه بالعملية السياسية وهي عملية تقاسم النهب والولاءات والمغانم والسلطة وتعزيز النفوذ الطائفي والاحتقان الديني والنهب وسرقة المجتمع. واثر تدخل السفير الامريكي واجتماعه سرا وعلنا مع اعضاء القائمة العراقية تراجع علاوي عن موقفه واعلن قبوله باعادة وزرائه وبالاشتراك بالمؤتمر (الوطني) لحل الازمة والخروج بقرارات تهدف الى اعادة اللحمة الوطنية والحرص على مصير الوطن والاستقلال الناجز وكذا والخ وهكذا...وبقية الهراء المعتاد. ولكن هذا ليس كل شئ.

فقد ذكرت جريدة المدى الصادرة يوم الخميس المصادف 2-2-2012 عن اجتماع جمع السفير الإيرانى حسن دانائى فر باياد علاوي، والذي حسب الصحيفة مهد له وزير الاتصالات علي علاوي من خلال حوارات مع المسئولين في طهران، كمكتب مرشد الثورة الإسلامية ورئاسة الجمهورية. وفي حين ابدى علاوي رفضه الشديد لقاء مسؤولي الجمهورية الاسلامية فان الارجح ان اللقاء تم سريا لمنع اضعاف موقف علاوي صاحب نظرية الاستقلال الناجز والفصل السابع العبقرية.

ولكن ما خلفية هذه الاتصالات؟ هل يعرف احد ان كان علاوي والعراقية تنقل رسائل بين امريكا وايران تتعلق بالملف النووي الايراني والصراع بينهما والحصار الغربي ضد ايران وازمتها مع اسرائيل ؟. ربما يكون علاوي رسول امريكي-سعودي مناسب لهذا الغرض. القائمة العراقية لديها علاقات خاصة مع امريكا تمتد الى ايام ”النضال السلبي“ لزعيمها حين كان ”يجاهد“ من اجل شن الحرب وتدمير المجتمع مع زميله المناضل احمد الجلبي وتزويرهم لوثائق امتلاك صدام لاسلحة الدمار الشامل (معارضة الروليكس). ولكن كلا. ليس هناك خلفية لاي شئ. فكل المشهد واضح وسخيف ومثير للغثيان.

فهؤلاء، مع رفاقهم الاسلاميين المتأرجحين بين اطلاعات والسي اي ايه في الحكومة وبقية ميليشيات الاسلام السياسي والصحوات والعصابات الاجرامية، يجرون المجتمع كل يوم الى حافة الهاوية والقتل والاجرام ويسحبونه من رقبته ليسلموه من يد الجيش الامريكي الى يد فيلق القدس، ومن متفجرات ميليشيا بدر الى سواطير وهاونات جيش المهدي، ومن مفخخات ارهابيي القاعدة والجهاديين الى كواتم ونمساوي الحزب الاسلامي، ومن سجون بوكا الى اقبية وزارة الداخلية ومخابرات جيش المالكي. هكذا يعيش الشعب العراقي في واحة الديمقراطية الامريكية. سعيدا رغدا. ولكي لا يخطأوا في تسلسل عرض المشاهد السقيمة فانهم يحرصون على انهاء هذه التراجيديا بمهزلة ”المؤتمر الوطني“، لاعادة الحكمة الى رؤوس العقلاء، الى الاجماع الوطني، الى تحقيق الارادة الوطنية، مرة اخرى الى بقية الترهات.

الثورة في العراق تعتمر في الصدور وصبر الناس نفذ.

هذه الثورة هي التي ستنظف المجتمع من هؤلاء المتلاعبين بامان الناس وانسانيتهم وترجع لهم ارادتهم المسلوبة. وعلى عكس تونس ومصر فان كل المهرجين في العراق قد جربوا حظوظهم؛ نهبوا ودمروا وخربوا. فالدورة القادمة لن تكون دورتهم بل دورة الجماهير المستباحة. دورة الثورة. دورة الحرية والمساواة والانسانية.
---------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على