الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين الإسلامي بين الإمتداد العصبي ومنافع الدين /3

قيس مجيد المولى

2012 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين الإسلامي بين الإمتداد العصبي وبين منافع الدين /3
قيس مجيد المولى
كانت الحروب والغزوات قبل الإسلام تشكل موردا ما ضمن الحياة اليومية وتقوم أصلا على السبي والحصول على المغانم ومنها ( الألبسة – الطعام – الأسلحة – الماشية- الأسرى من النساء والرجال ) ولم تكن هناك تقاليد منظمة في تلك الحروب أو الغزوات وأحيانا تقع حروبا تمتد لأمد بعيد لأسباب واهية لكنها في تفسيرها ترتبط بمفهوم كرامة القبيلة وكان الشعر رافدا مهما لهذه الحروب وعنوانها في سلبها وأيجابياتها فالشاعر لسان قومه والمدافع عنها ووسيلتها الإعلامية التي ترفع من شآن قبيلته والحط من شآن القبائل الأخرى وما يقوله ينتقل عبر الأفواه والكثير من الذين أمتُدِحوا بقيت أسماءهم وأفعالهم خالدة في أذهان الناس ،بل أن الشاعر يستطع بقصيدة ما من رفع مكانة قومه وكان السجال والمفاخرة بالنسب يجري سجالا بين القبائل عبر شعراءها بل أن الشعر أرخ العديد من الوقائع وخصوصا وقائع الحروب وميادين الفخر والكرم كانت تلك أنذاك وظيفة الشعر ،وعندما أختير أهم وأعذب ماقيل في الشعر العربي القديم فبحق كانت المعلقات من أهم الإنجازات التي حفل بها الشعر العربي لأنها مزجت بين المديح والرثاء والوصف وقدمت بلغتها العربية المتينة مجموعة من الجماليات الذهنية والمعرفية والتاريخية بشكل جمالي آخاذ من أمرء القيس الى عنترة بن شداد مروا بلبيد وطرفة وزهير والنابغة ...وعندما بدأ الإسلام يقدم للمجتمع العربي ماأتى به القرآن من لسان الخالق الكريم لم يُحرم الشعر بل وصف تابعي الشعراء بالغواية وبالقول دون الفعل وبالجنوح نحو الخيال وحتى وصفه إياهم بالضعفاء لكن كلام الله حين أراد نسف هذه الأشياء ربطها بالإيمان فالشاعر المؤمن وألذي يتخذ العمل الصالح طريقا له وبالتأكيد فأن الخطاب كان موجها لأسلوبية التعبير وأغراضه أي أن لاضير من الشعر إن خدم قضية الدين وساهم في نشره ويمثل ماكتبه حسان بن ثابت في مدح الرسول تلك الخاصية التي أرادها الإسلام من الشعر ولكن بالمحصلة العامة أن دور الشعر في تلك المرحلة كان لاوجود له ولعل أبرز الأسباب لذلك اللاوجود هو مانص عليه القرآن الكريم وكما ذكرنا من أن الشعراء يتبعهم (الغاوون) إضافة للسبب الأكثر أهمية وهو إنشغال المجتمع العربي بالدين الجديد وأنذهالهم وخشوعهم بالقرآن الكريم الذي إستطاع من الإستقرار في النفس والقلوب بفترة وجيزة ، كانت الثورة الإسلامية قد إكتملت جغرافيا ضمن السيطرة على مركز الحجاز بعد فتح مكة كما أن الرسول الكريم قد أسس دولة للمسلمين في المدينة المنورة تلك التي تبعد عن مكة ب400 كيلومترا وكان المهاجرون والأنصارمادة هذه الدولة بعد أن عقدوا بينهم آصرة الأخوة والرحمة والشفقة والتعاون ووضع الرسول لهم قوانين دولتهم المدنية ،
ولقمع بعض البؤر المعارضة وبعض من إدعى النبؤة فقد أمر الرسول إستكمال فتحه لمكة وأرسل سراياه لقمع هذه الحركات التي ولدت سريعة وأنهارت بأسرع من ولادتها وقبل وفاته إهتم الرسول الكريم لخطر الروم وجهز جيشا لمقاتلتهم بقيادة أسامة فقد أوصى الرسول هذا الجيش ونهاه عن قتل الضعفاء وكذلك النساء والشيوخ والأطفال وحتى أولئك الذين قاتلوا المسلمين إجباراً،
أضاف الرسول بهذه المفاهيم بعدا أخر لحقوق الإنسان المتمثلة في الحروب وقدم أمثلة حية للتعامل مع المشركين بروح السماحة والعفو لإرساء المجتمع الموحد بعد أن دحرت هذه المفاهيم مفاهيم التعصب والحقد الدفين والكراهية فيمن وقف بأتجاه مضاد للدين الجديد ،توفي الرسول وعادت وأرتدت بعض القبائل وكانت من أسباب هذا الإرتداد إعتقاد البعض بألوهية الرسول والبعض الأخر بسبب إسلامه الظاهري حيث لم تتبلور لدى هولاء مفاهيم الإيمان والتسامي في الدين الجديد ، ولاشك أن هذه الإضطرابات لو تركت لحالها دون الإسراع لقمعها لعادت الحروب بين القبائل وربما أدخلت العرب في صراعات مدمرة ستكلف الدين الجديد أشياء كثيرة ولربما قلبت لو إمتدت نارها قلبت الكثير من التوقعات واعادة عجلة الزمن الى الوراء ،،
لنا عودة ...
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل


.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال




.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع