الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملف المرأة

اكرم هواس

2012 / 3 / 6
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي


اعتقد ان هذا الملف هو واحد من اهم الملفات لانها تتعلق بشكل مباشر بتطور جميع انواع العلاقات في المجتمع حيث ان المرأة ما تزال للاسف عرضة للتوضيف في تحديد الكثير من الصفقات سواء كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية.... بكلام اخر... ان المرأة حتى في افضل المجتمعات احتراما لحقوق الانسان و تحررا ما تزال بشكل او باخر ... و بوعي او دونه... تلعب دور السلعة اكثر من دور الانسان الذي ان تحترم كرامته...

في هذه المقالة حاولت الدخول مباشرة في الاسئلة المطروحة و ارتأيت اعطاء اجابات قصيرة و مركزة و هدفي في ذلك هو توفير الفرصة للقارئ للاطلاع على اكبر عدد من المشاركات...

1 من المؤكد انه سيكون هناك للمرأة مثلها مثل اي عضو اخر في المجتمع نصيب مما سيترتب على التغييرات المتسارعة في العالم العربي... لكن السؤال المهم..هو.. باي اتجاه سيكون هذا التغيير ..و عليه... ما هي طبيعة هذا النصيب... باي شكل ستؤثر هذه التغيرات في دور المرأة في المجتمع... فالمرأة كانت دائما لها دور مهم... لكن المشكلة التاريخية تكمن في تقدير هذه الاهمية و وضعها في اطار قانوني و مجتمعي يحظى بالتقدير..

2 كما ذكرنا سابقا فان التغيير هو سمة الحياة لكن الذي يختلف هو في درجته و اتجاهاته في لحظة تاريخية معينة... في المرحلة الراهنة فان درجة التغيير اصبحت اكثر تسارعا و اكثرحدة... هل ستساهم هذه الحدة و هذا التسارع في اي تغيير في الدور التاريخي في العلاقة بين المرأة و الرجل..؟ لا شك ان الثورات قد احدثت تغييرات بنيوية في هيكلية السلطة في المجتمع اي العلاقة بين الدولة و المجتمع و لابد ان هذه التغييرات ان تنعكس بالتالي ايضا في العلاقة بين طرفي النواة في المجتمع و هما المرأة و الرجل ...لكن السؤال بشكل ادق هو... هل ستتحول المرأة للقيام بدور ذكوري على اعتبار طبيعة الرجل تاريخيا هي الشدة و القوة في التعامل ... و هل سيتحول دور الرجل الى طبيعة انثوية اي التعامل بسماحة و رأفة مع الاخرين..؟؟

في العقود الاخيرة التي سبقت الثورات ظهرت مؤشرات بهذا الاتجاه بشكل نسبي نتيجة عوامل متعددة منها انتشار الافكار الليبرالية و انتشار الفقر و خروج المرأة الى العمل في المدن...الخ.. لو حصل مثل هذا التغيير الجوهري اي تبادل دور المرأة و الرجل فان ذلك لن ينفع احدا لان علاقات التسلط ستبقى بغض النظر عن من هو القوي و من هو الضعيف... لكن المؤمل هو حصول نوع من التوازن و الاحترام المتبادل... و في هذا الصدد فان اميل الى الاعتقاد بان التغييرات البنيوية في هيكلية علاقة السلطة في المجتمع سيكون لها تأثير مباشر على المدى المتوسط و البعيد في تطور مستوى العلاقات بصورة عامة و منها العلاقة بين الرجل باتجاه اكثر توازنا..

3 كون الكاتب رجلا فاني لا اود بأي شكل ان انيب عن المرأة في تحديد ما يمكنها ان تعمل... لكني كما اؤكد دوما اعتقد ان العمل باتجاه خلق التوازن في اية علاقة و الالتزام بالمسؤولية و الحرية في الاختيار هي من اهم العوامل التي تضمن ديمومة الحياة و تطورها... و اعتقد ان المطالبة بتحقيق هذه العوامل على ارض الواقع ستكون مقبولة لدى الجميع لان ذلك سيضمن حق الجميع بغض النظر عن طبيعة النظم الاجتماعية السائدة ... المهم هو رفع الصوت و الخروج للمشاركة بديلا للاستكانة التاريخية لما كان.. او.. ما هو موجود فعلا...

4 شعار الاسلام هو الحل تم وضعه الان على الرف ليس فقط بسبب تأثير القوى الليبرالية و القوى الغربية المهيمنة على التطور الثقافي في العالم و انما ايضا كون هذا الشعار مثله مثل اي قيمة مثالية اخرى ستواجه امتحانا قاسيا عند محاولة وضعه على المحك التطبيقي...و الاسلاميون وصلوا الى الحكم و هم يعرفون جيدا ان اي خلل في ادارتهم للمجتمع سيترتب عليه اخلال بالقيمة الروحية لهذا الشعار... و عليه فهم يحاولون قدر الامكان ادخال نوع من حرية الحركة للجميع بما فيهم المرأة ... لكن طبعا بشكل يضمن هيكلية تنظيمية لا تخرج عن سيطرتهم... و هذا يفتح بابا للتفاؤل ولو بشكل حذر..

هنا يكون اساس التفاؤل هو محاولة توظيف هذا الهامش كمنطلق نحو توسيع الحريات و دعم مشاركة الجميع بما فيهم المرأة مع مراعاة عدم اللجوء الى المجابهة لان ذلك سيضع القوى التقليدية في زاوية ضيقة ستدفعها الى استخدام العنف و اساليب التعسف... على المرأة و كل القوى المهمشة الولوج من كل الثغرات الممكنة لاعلاء صوتها و المطالبة بالتوازن و المسؤولية و حرية الاختيار كما ذكرنا في النقطة السابقة...

5 من المؤكد ان المرأة كونها تشكل عنصرا ثنائيا للرجل في تركيبة المجتمع فانها بلا شك تعتبر جزءا كبيرا من حصيلة التجربة التاريخية لدورها في المجتمع... لكن لابد ايضا ان ننظر الى الصورة الكلية المتعلقة بالبنية التاريخية للنظام الاجتماعي التي حددت دورا لكل من الرجل و المرأة كما حددت طبيعة العلاقة بين هذين العنصرين تقاطع العلاقات بين القوى المختلفة في اي مجتمع... مشكلة المرأة تكمن ضمن في مفهومها عن ذاتها و عن عظمة دورها فرغم انها تحملت المسؤولية اكثر من الرجل تاريخيا .. لم تحاول ان تقنن هذه المسؤولية و تضعها ضمن النظام العام في المجتمع.. و هذا ما تركها بلا دعم و سند مجتمعي بل حصر دورها في تبعية للقوانين التي حددها الرجل لانه كان... و ما يزال الاكثر حضورا و تفاعلا لاسباب نعرفها جميعا و منها القوة الجسدية...

6 اعتقد ان الحوار مع المرأة سيكون احد اهم العوامل في تغيير رؤية الرجل ... فالرجل في كثير من المجتمعات ينظرالى المرأة اما كأم او اخت او ابنة...او كهدف جنسي... ينبغي الان ايجاد بعد اخر في ذهنية الرجل عن المرأة و هو بعد الشراكة في ادارة المجتمع.... و لكن كيف يمكن الدفع باتجاه هذا الحوار و كيف يمكن خلق الظرووف التي توفر للرجل ان يفكر ضمن بعد الشراكة بدلا من الابعاد التقليدية اي الام الحاضنة... او الاخت او الابنة اللتين ترمز الى قيمة الشرف ... او الزوجة او الخليلة التي تختصر في الهدف الجنسي...طبعا بالاضافة الى البعد العام و الذي يكمن في ضرورة خدمة المرأة للرجل...؟؟؟ ... كل هذه الاسئلة تحتاج كلها الى تعامل مختلف من جانب المرأة حتى تتوفق الى خلق التحول في نظرة الرجل ... اعتقد ان القوقعة التي وجدت المرأة فيها نفسها ترسخت ايضا عبر التاريخ بفعل دور المرأة نفسها التي الت على نفسها اختيار الامان الذي يوفره الرجل و لم تحاول هي الخروج و المشاركة في صنع هذا الامان.. لابد للمرأة ان تثق بنفسها دون ان تجعل من هذه الثقة سلاحا لمحاربة الرجل... فالحرب سيدفع الرجل الى ارضاخها بالقوة...و هذا مايؤدي الى تعود الدورة الى الوراء.. اما الاستكانة فلن تخرجها من التبعية...و عليه فلابد لها من ايجاد منطقة وسطى بين المجابهة و الاستكانة...و هذه المنطقة هي التي توفر التوازن... و المرأة تتمتع بعقلانية عالية جدا... لكن مشكلتها هي في تحديد الاولويات و اليات العمل...

اخيرا... اود القول ان تغييرا جوهريا في ثقافة المجتمع هو ضرورة اولية حتى يمكن الحديث عن اية اعادة لرسم الادوار و تحقيق التوازن... لابد ان نفهم ان المرأة ليست نصف المجتمع كما يقال... انما هي كل المجتمع... كما ان الرجل هو كل المجتمع... لان الحياة لم يكن لتوجد لولا وجودهما معا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا دور المرأة و للرجل و المجتمع دورا موازيا
ايفت صموئيل ابراهيم ( 2012 / 3 / 5 - 22:27 )
أتفق معك فى الدور الأساسى للمرأة و التوازن ما بين المواجهة و الاستكانة .. لكن ألا ترى أن دوراً موازياً للرجل و سياسات المجتمع فى تطوير ثقافة المجتمع فى رؤيته للمرأة بين نموذجى القداسة للمرأة الأم ، الجسد و الغواية للمرأة الزوجة أو الخليلة ....أصبح لازما و واجباً بآن واحد ؟؟


2 - ايفت
اكرم هواس ( 2012 / 3 / 5 - 22:52 )

اشكرك سيدة ايفت...نعم بلا شك لابد للرجل ان يغير نظرته... اساسا هذه هي الاشكالية التي نحن بصددها... لكن كيف يمكن ان يتم هذا التغيير... هذا هو السؤال الذي حاولت ان اناقشه في الفقرة الاخيرة من المقالة... حيث طلبت من المرأة ان تحتج... لان الرجل مثل اي متسلط او دكتاتور لا يجد حاجة في التغيير كون العلاقة التاريخية قد خدمته... و لذلك فعلى المرأة ان تخرجه من ظلالته هذه بالاحتجاج و المطالبة بحقوقها في التوازن اي بنوع من المساواة التي تحفظ حق الطرفين


3 - technology
saadmosses ( 2012 / 3 / 6 - 02:36 )
i agree with you for the whole article and i believe that only good in the middle east countries and some around but what i have seen here in canda the women has more rights than the mens by the law and every person here knows that ,the woman is protect by the law more than the man so i believe here in canada the man looking for the rights and the women has more chance for work than the men so more jobs hiring women so what we can do now i believe the time and the technology change is more likely for women now to work than the man thanks for you


4 - Saad
اكرم هواس ( 2012 / 3 / 6 - 14:08 )
Thank you Saad... yes, things are different in the Western countries, and there is still someone suffering of discrimination.... it is therefore I call upon the women to seek balance and not replacing the men in demonstrating power.

اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي