الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكراً بوتين

طارق قديس

2012 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أشكر بوتين، لأنه شخصية فريدة من نوعها، له نهجه الخاص وكاريزما لا يمكن تجاهلها، قويٌ في الشدائد، لا تكسره العواصف، له ما له من مواقف وحساباته الخاصة، يُمكن أن نختلف معه قليلاً ونتفق معه كثيراً، لكننا من المستحيل أن نختلف عليه.

أشكر بوتين، لأنه منذ خلافته للرئيس الروسي بوريس يلتسين عام 2000 استطاع أن يُعيد روسيا إلى رشدها، وأن يثبت للجميع أن الدب ما زال في عنفوانه، وما مر به من فترة عدم توازن لم يكن سوى حالة من السُبات ليس إلا.

أشكر بوتين لأنه أعاد للخزائن الروسية ملياراتها المنهوبة، وهيبتها المهدورة، ودفع بعجلة النمو الاقتصادي للأمام، بعد أن عاث بها المفسدون لسنين طويلة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، واستنزفوا المال العام بلا رحمة أو شفقة، متقاطعين بمصالحهم الشخصية مع الأجندة الخارجية المُبيتة لضرب الاستقرار في الكيان الروسي.

أشكر بوتين، لأنه رجلٌ أثبت للعالم أنه ما زال هنالك رجالٌ شرفاء على قيد الحياة، يُمكن أن يقودوا العالم نحو التقدم، والحرية ، والتكامل الاقتصادي، ذممهم ليست للبيع و لا تُقدَّر بالمال، لهم مبادئهم، ولا يمكن أن يتنازلوا عنها خوفاً من أجهزة المخابرات الأجنبية أو طمعاً بأن يكونوا مجرد أحجار على رقعة الشطرنج.

أشكر بوتين لأنه أعطى للغرب درساً في كيفية ردم الفجوة بين الحُكَّام والشعوب، واستئصال آفة القفز على الشرعية، والاستناد للمواطنين البسطاء والمثقفين من أجل امتلاك الحق في إدارة السلطة، وقيادة البلاد. بحيث تُضحي الفجوة بين الحاكم والمحكوم في النهاية أقرب ما يكون إلى العدم، ويكون الرئيس وشعبه وحدةً واحدة ووجهين لعملة واحدة.

أشكر بوتين لأنه رجلٌ لم يحجبْ نفسه عن رؤية ما يجري في الشرق الأوسط والتفت إلى أن في هذا العالم دولاً تُدعى بدول العالم الثالث، وعليه أن يقف لجانبها، وأن يأخذ بيدها، وأن يضعها على الطريق الصحيح إذا ما حاولت أمواج الإمبريالية أن تجرفها نحو الهاوية.

وأخيراً، أشكر بوتين،بوجهٍ خاص، ليس لأنه رجل مثقف وسياسي محك يعرف من أين تؤكل الكتف. فهذا معروف! وإنما أشكره لأنه استطاع أن يقف في وجه أطماع الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، وأن يٌشهر ورقة (الفيتو) أمام مطامعها بجدارة، وهي التي اعتادت أن تُشهره كلما أراد المجتمع الدولي إنصاف الشعب الفلسيطيني المظلوم، ضاربة عرض الحائط بكافة الشعارات البراقة التي اعتدنا أن نسمعها من وسائل الإعلام والرؤساء الأمريكان مع مرور الزمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس