الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افاق المراة والحركة النسوية بعد الثورات العربية ( بمناسابة عيد المراة العالمي )

محمدعبد الله دالي

2012 / 3 / 13
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي


بمناسبة ( 8 آذار )2012 عيد المرأة العالمي .. وآفاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية

إذا أردنا التحدث عن المرأة ، يجب أن نتحدث عن الرجل أولاً ،لقد مارس الرجل منذ العصور القديمة ،أبشع صور الاضطهاد ضد المرأة ، وأعتبرها سلعة أو قطعة أثاث يتداولها من مكان إلى آخر ، وينظر لها كأداة للمتعة و كوعاء لإنتاج الأبناء ، وبرغم كل التطور الهائل الذي مَرَ خلال هذه السنيين ،لا يزال الرجل يمارس نفس الدور ،وما قراناه على صفحات التاريخ ،يجسد أبشع الصور للاضطهاد الجسدي والنفسي ، وأكبر دليل الحروب التي كانت تخوضها القبائل ، وما يجري فيها من سبي للنساء وبيعهنً بأبخس الأثمان . ألم ينقل التاريخ ، ان الأمراء والخلفاء كل واحد منهم يمتلك مئات بل الآلاف من الجواري ؟ ولهذه الأسباب كانت قريش تأد البنات ( بدفنهنً أحياء ) خوفاً من سبيهنً وان لا تجلب العار لأهلها ، وبعد ان استقوت في المنطقة قامت هي بسبي النساء ، وأنهت وأد البنات .ألم نقرأ ان قادة الجيوش .. كيف يختارون النساء ،ويضمونهنً الى جواريهم ؟ ويوزَع الباقي على قادة الجيش وجنودهم !!. ألم يكن هذا قمة الاضطهاد والعبودية ؟ وإهانة لكرامة المرأة ، ويواصل التاريخ بفضحه بما قام ويقوم به الرجل ضد المرأة ولحد الآن ،لو حرر الرجل نفسه من عقدة اسمها المرأة ، بوصفها عورة ، صوتها إذا ارتفع عورة إذا أسفرت عن وجهها عورة ،ولو لمدة قصيرة , وقال لنفسه :ــ
ألم أخرج من بطن المرأة ؟ من قام بتربيتي ؟ من وقف معي .. وكثير من الأسئلة ؟
واعجبي عندما يقولون ،وراء كل عظيم امرأة . ونستغرب عندما تستدعي الحاجة لخدمة أيديولوجيات الرجل ،يستخدمها في الدعاية والإعلان ، وفي الانتخابات ، وحتى يصل به الأمر الى أسوأ حالات الاستخدام ، وهو بيعها في سوق النخاسة ، وهنً صغار .. وها هي الآن الأرملة والثكلى ، واليتيمة ، تطرق أبواب دوائر الدولة بحثاً عن عمل أو مساعدة ومعاملتها بيدها ، تتلقفها الأيدي ، بين مدٍ وجزر ٍ .وبين الوعود الكاذبة ، حتى افترشت الأرض والتحفت السماء ، أما للعمل أو للتسول .
أيتها المرأة المناضلة ، يا أول من أنجب على الأرض ، ياحواء هذا العصر يا من أعطت أفواجاً من الشهداء للوطن الجريح وضحايا لنزوات القادة المتخلفين بحروبهم الخاسرة ، عجيب عندما يقولون ،( ان المرأة نصف المجتمع ).
إن الوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي هو الركن الأساس في سبيل تحقيق أمانيك في العيش بحرية وكرامة وأن أي تهاون او تخلف بين النساء هو هدم لبناء المجتمع ، ولن تستطيع أي مجتمعات تعاني من تخلف وعي الرجال ،و المرأة ان تنهض نحو الرقي والتقدم وأمامنا أمثلة عديدة في المجتمع فعليه ان تأخذ المرأة زمام المبادرة ، والنضال المستمر في سبيل نيل حقوقها ، والمطالبة بتغيير بعض القوانيين المجحفة بحق المرأة ، وأن تنازل الرجل أمام متطلبات الحضارة ، فرضت عليه التغيرات الاجتماعية والسياسية . أن يستعين بالمرأة وان يعترف لها على استحياء بفضلها الكبير في تربية وتقويم المجتمع رغم التعصب الديني والعشائري والتقاليد المتوارثة منذ القدم ، ألم يحن الأوان الاعتراف لها ولو بجزء من حقوقها ، وتغيير بعض فوانيين الأحوال المدنية المجحفة ؟ أو عندما يحصل الرجل على مكتسباته وأهدافه يتنصل عن وعوده تجاه المرأة وما لاحظناه فيما نسميه بالربيع العربي ، عندما تسلم الإسلام السياسي الأمور في البلدان العربية ، تَنَكَرَ لها ،وحَدً من نشاطها ، وأصدَرت بعض الهيئات الأمر بالمعروف ،عدة فتاوى ضد المرأة وتشبيهها بأوصاف لا تليق بها كانسان حضاري فاعل في الحياة .
الحديث يطول عندما نتحدث عن مظلومة المرأة على مَر العصور ونعود لسؤالنا الأول .... اذا أردنا ان نحرر المرأة علينا بتحرير الرجل أولاً .. ولن تتقدم الشعوب إلا بعد أن يحرر المجتمع نفسه من كل أشكال التخلف واعتراف الرجل بأن المرأة نصفه الأخر عملياً وليس شكلياً .
محمد عبد الله دالي 10 /3/2012
...........................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف