الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العاصفة

يونس بن الزحاف

2012 / 3 / 14
الادب والفن


العاصفة
غدا سأولد من جديد...
أو بالأحرى سألد نفسي .
مادام الكل عاقر.
ولم؟
لأحب ؟؟
حتى لو مات وانتحر !!!
لا،لا.
لم يمت .
ولم نقتله.
بل لم يكن أبدا.
ألا ينبغي أن نوجده؟
ومن ثم نستأصله.
باستئصالنا لتاريخنا ككل...
أجل تاريخ الإنسانية .
عفوا البشرية.
والعدم الذي أوجدناه.
في كل مكان.
فتبا لك أيها العدم.
حينما قلنا بكل كرم.
وهندام.
المجد للآلام.
بتحريمنا للغرام.
سأولد...
وأنت أيتها الحبيبة.
يا حبيبتي الأبدية.
فإن كنت تمدين يدك إلي تحية.
وعشقا...
فلا تمدي يدك لتقولي وداعا...
بل لتعانقيني...
عناقا لن نفترق بعده أبدا...
أبدا...
حتى لو غرقنا في بحر دموع سربروس.
وتذكري أن حبك هو كل حياتي.
أو بالأحرى حينما كانت لي حياة.
حياة كنت أنا من سماها...
فوضعت مستقبلها تحت رجلي أدوس عليه متى أشاء...
وفي الوقت الذي لا أشاء...
وبدون هذا الوجود، أنا غير موجود.
سوى ترهات.
كنت أنت، أنت يا قاتلي من خططها.
بحبر دمي...
وبقضيب أبي...
وبفرج أمي...
وأنا لست مستعدا لأعلم إبني.
عفوا، أوهم إبني...
فهو يخاف قصص الأشباح.
يخشى ظلام ملائكة جوبيتر.
هيا يا إبني فلتقبل عشتار، فهي خير من إنسان لا يختار.
ولتعش بعد حبك الأحمر، حبا أخضرا.
أحبيبتي...
أعرف أنك جاحدة.
جاحدة في حبك.
ماكرة، في الظلام.
لكن، هل حبك سيعود.
أم أنني سأظل ساكنا في آهاتي؟
لقد ظننت أن غرامك سوف لن يعرف طريقا غير الخلود.
غير الحب.
أجل، حب يخرجني من سباتي.
يعطيني عطشا...
قوة...
ودوما يرافقني كمحرك لا يحتاج للوقود.
آه، آه، كم الأحلام جميلة.
لكن لم الكوابيس كانت بداية مأساتي؟
وقلت بكل ما لدي من صمود.
سأكسر عالم الجمود.
الذي رسم لي خطا أحمر، وقال هذه هي الحدود.
سألد نفسي...
وأقول لك أيتها الرفيقة الغالية.
بعد معرفتي...
أعلم أن كل إلاه أوجدناه.
أو بالأحرى أعطيناه حياه.
بموتنا ومعاناتنا.
ومادامت المعانات فنحن ميتون.
ولكم عذبتم جونو، ويا ليت كذبكم على البشرية يهون.
وهذا الوجود الذي وضعنا له معنى.
معنى اللامعنى.
سألد نفسي...
من رحم أمي.
لأقول...
هيا فلننهض من جديد.
واقتل ما قتلت نفسك لأجله.
لا ضحية لفكر ما...
فكرك هو الأسمى.
وذاك الذي ثرثر.
وقال بلادنا تتطور.
عفوا...
ثم عفوا...
أبمشاريع تنمية البراغيث سنتحرر؟
أم سنبقى بالماضي والخيال نجتر.
وأنت...
إلى متى سنبقى نعاقب ونندم.
فهذه حكومة تتغذى على العرق والدم.
فيا أيتها الشعوب.
أبا مسلوبي الداء.
إلى متى ستعطون أجسادكم حتى تشربوا كاس ماء.
سأولد...
لا لأموت...
سألد نفسي...
لأحيا...
ويا ليتني أحيا، في عالم الأموات.
يونس بن الزحاف
بن سليمان / 13/03/2012
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن