الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وولدت الآلام

يونس بن الزحاف

2012 / 3 / 18
الادب والفن


وولدت الآلام
قالو لي تكلم.
فلما تكلمت شتموني.
قالو لي تعلم...
فلما تعلمت سجنوني.
في بئر تغمرها أحزاني.
فأتاني ذاك الحب اللافاني.
وبادرت إليه ناسيا عنواني.
فجاء ذلك التقليدي.
وجاء أبا اللحا ونهاني.
أسكت...
أسكت أيها اللإنتهازي اللاإنساني.
فآتاني ذاك الحب اللافاني.
وأطل وجهها مع عصافير أحرار.
فالتقى تموز بعشتار.
وأصبح حبا بلا اندثار.
لتأتي في طريق من يختار.
بقايا أبقار.
وتبدأ المأساة !!!
انهض أيها الشقي من عالم الأموات.
وقل أرفيقي...
كفانا ذكريات...
فلتقتل ما بقي من الترهات.
وإن لم ترد ذلك.
فاقتلني ولن أرضخ لعالم التفاهات.
وبذلك لن تضع للإنسانية نهايات.
وأنت...
وأنت يا معذبتي الأبدية.
سأقول لك وداعا...
دون نسيان حبك.
حبك الذي اختلط بدخان سجائري.
بدمي ودموعي.
فأتيت إليك يا مخذري.
طالبا مزيدا من الآلام.
وبذلك، فلا شفاء من الآلام غير الآلام.
والمجد...
والمجد للآلام.
آه...
آه حمامتي لا تنام.
بعد أن رأيتها وقد دنست تحت الأقدام.
وليصرخوا لا أوهام.
تبا...
تبا...
حبيبتي.
لم يعد هناك كلام.
هناك فقط أنهار من الألام.
والآن.
ستغرب عن أرضي شمس الغرام.
بعد أن التقينا في ظلام.
فانتحر السلم، وقال أنتم السلام.
وافترقنا تحت سماء لا يغيب عنها الغمام.
يا رفيقتي...
يا رفيقي...
لقد شتموني.
وقالوا بانه ليس لدي إيمان.
أنا مؤمن؟؟
وإيماني مؤمن بأنني أحب الإنسان.
وكلما أحببت أحدا خانني.
فهل أنا الخائن؟
كفى!
كفاكم يا خصوم الشعر.
ستقفون...وربما لن نمر.
وأنتم يا أنصار.
كفى بقايا كلام مبعثر.
محتضر.
وأنت...
وأنت أيها الشعر، كفى!
كفاني منك، وكفاك مني.
فمنذ دخلتك وأنا أعاني.
ربما عودة وأنين...
وربما النهاية...
ونهاية حبي.
وربما البداية، وبداية ألمي.
والنتيجة واحدة.
متألم، وسكران، وفاني.
فيا أيها الإنسان لا تنساني.
فيا أيها الرفيق لا تنساني.
ويا قارئة الفنجان اللعينة.
لتقرئي فنجان حياتي المظلم.
أعرف أن فمك لا يتكلم.
نعم.
نعم، لقد ارتكبت خطأ.
يوما ما، يوما ما.
وذا خطأي.
أني اخترت أن اكون محبا.
ولكني لن أرتكب خطأ آخر.
وأغير طريق حبي.
وأنت...
وأنت...
غدا ستقتلني.
وبعد غد ستقتلني.
والسنة المقبلة ستقتلني.
فيا أيها اللعين.
إلى متى ستظل تقتلني؟
ولن تقتلني دائما.
سنأتيك نحن الأموات في يوم مظلم.
لن تنسى سواده.
فيا أيها الأحمق، سنتركك تلعب ببندقيتك.
لكن، مهلا.
ما إن تنتهي ذخيرتك.
ستبدأ ذخيرتي.
وحينها لن تتوهم بأن تنتهي.
وولدت الآلام.
آلام الإنسان وأخيه الحيوان.
ليضنا في الزنازن حاكم سجان.
وفي الصباح يشرب من دمنا شرب العطشان.
ويتغذى على الرجلين والخصيتان.
وحينما أردت ان أتكلم أتى وتعشى على اللسان.
هكذا يكون حب الملوك لشعوبهم والأوطان!
أأيها الرفيق أنا اليوم أبكم.
لكن لا تقلق فبدون اللسان أتكلم.
سألد نفسي ولو كنت بدون خصيتان.
أما رجلايا فأنا لا أحتاجهم.
لأني لن أتمشى بعد الآن.
بل سأجري، سأطير كل الطيران.
ولن أرضى بعد الآن غير الطيران.
في الأفق البعيد.
في الأفق البعيد.
حيث الشفق الأحمر.
حيث العدم.
العدم اللافاني.
معنى الحياة.
لا بل كل المعاني.
إذا قتلنا من جعلنا نعاني.

يونس بن الزحاف
بتاريخ:17/03/2012 بمدينة بن سليمان.
www.benzehaf.blogspot.com










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة