الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم المرأة في فرنسا

رابحة مجيد الناشئ

2012 / 3 / 21
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



مثل كل عام في الثامن من آذار يُحتفى بالنساء بإقامة العديد من الفعاليات في جميع أنحاء العالم. ويجد هذا اليوم جذورهُ التاريخية في النضال العمالي لأوائل القرن العشرين، والذي أخذ طابعاً رَسمياً من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1975.

ووفقاً لموقع الأمم المتحدة ( L 0NU ) فإن الموضوع المقرر من قبلها للتضامن مع النساء لهذا العام ،2012 هوالتركيزعلى:

- تمكين النساء الريفيات من الاستقلال الذاتي والتأكيد على دورهنَ في التنمية والقضاء على الفقر والجوع ومواجهة تحديات العصر.

– التأكيد على ضمان وصول هؤلاء النسوة إلى الموارد كالرجال، وَمنحهنَ نفس الدور في صنع القرارات.

الاحتفالات في فرنسا: " دعوة من أجل الكرامة والمساواة "

تم الاحتفال في جميع أنحاء فرنسا من خلال المظاهرات والندوات والحلقات الدراسية والمناظرات والمعارض وغيرها من الفعاليات والتي كانت جميعها هادفة إلى المطالبة بالمساواة الحقيقية ما بين الجنسين ( في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعائلية )، ومكافحة العنف الموجه ضد المرأة بكل أشكاله.

في وسائل الإعلام المرئية تم تكريم النساء على جميع القنوات التلفزيونية الفرنسية من خلال البرامج والأفلام والريبورتاجات والأفلام الوثائقية والبرامج الخاصة بالعطاء النسوي في كل المجالات والتي استمرت على طول اليوم. كما احتفلت الصحافة الفرنسية بكل أشكالها ومراجعها السياسية بيوم المرأة.

أما المعهد الوطني للإحصاء فقد أكد على أنه بالرغم من التقدم الحاصل في القوانين والتشريعات منذ 20 عاماً إلا أن أجر المرأة ما زال أقل من أجر الرجل( لنفس العمل )، وان البطالة تصيب النساء على وجه الخصوص. كما أن العنف ضد المرأة لم يتراجع، بل على العكس من ذلك، وإن التمييز ما زال فاعلاً في كل المجالات كما تظهر ذلك الإحصائيات.

إن يوم المرأة 8 آذار حاسم في فرنسا لهذا العام لأنه يأتي قبل الانتخابات الرئاسية بوقت قصير، وهو بهذا فرصة ذهبية للنساء لأجل المطالبة بالمساواة الكاملة وبتحسين الظروف ومكافحة العنف. لذا بادرت العديد من الجمعيات والاتحادات النسوية باستجواب المرشحين للرئاسة، عاقدة العزم على جعل النضال من أجل المساواة بين الجنسين موضوع رئيسي في الحملة الانتخابية من أجل الحصول على التزامات ملموسة من قبل السياسيين.

واكبتُ احتفال مدينة ﭘواتيه الفرنسية باليوم العالمي للمرأة والذي بدأ بمظاهرة عنوانها:

" لننزل إلى الشارع جميعاً "

كفى أن نكون محكومات
كفى أن نكون مُتهَمات
كفى أن نكون مُعنَفات
كفى أن نكون موضعاً للشك والريبة
كفى أن يُنظَر الينا كوسيلة للإشباع
كفى أن يُنظر الينا كفريسة مُحتملة
نريد أن نتنقل بحرية وبدون قلق أو خوف
نطالب بالمعاملة كإنسان له حقوق وعليه واجبات

بهذه الشعارات دعا منظمو الاحتفال ‹‹ تجمع 8 آذار››، إلى هذه المظاهرة. ويضم هذا التجمع جمعيات وأحزاب فرنسية عديدة: الحركة الفرنسية من أجل التخطيط العائلي، مركز الاعلام حول حقوق المرأة، الجمعية النسوية من أجل التكافؤ، منظمة سيماد المعنية بمساعدة الأجانب، الحزب الشيوعي الفرنسي، الحزب الاشتراكي والخضر وجبهة الأحزاب اليسارية.

في الساعة السادسة مساءً كان الجميع نساءً ورجالاً على موعد في مفترق الطرق ‹‹ مادولين ›› من أجل انطلاق مظاهرة التضامن مع النساء.

جابت المظاهرة شوارع وأزقة مَدينة ﭘواتيه تتقدمها فرقة موسيقية غنائية مكونة من ذكور وإناث ومن جنسيات مختلفة وسط ترحاب حميمي من قبل أهالي المدينة الذين خرجوا من بيوتهم ومحلاتهم ليحيوا التظاهرة.

وصلت المظاهرة في النهاية إلى مركز المدينة حيث تم استقبال المتظاهرين في سينما > مع دعوة للعشاء لجميع المتظاهرين .

وبعد العشاء دُعيَّ جميع الحاضرين لمشاهدة الفلم الذي اختاره منظمو الاحتفال لهذا اليوم وهو بعنوان:

" والآن إلى أين نذهب ؟ "

هذا الفلم من إخراج نادين لاباكي، اللبنانية الأصل. وقد كان حاضِراً في مهرجان كان لسنة 2011، حيث حاز على جائزة أفضل فلم أورﭙـي ( جائزة سان سبستيان ).

يتحدث الفلم عن توحد مجموعة من النساء المختلفات دينياً وعن تصميمهنَ على الاحتفاظ بالسلام في قرية صغيرة منعزلة في لبنان والتي يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون بسلام وتجمعهم الكثير من الأمور المشتركة. فمن أجل التموِّن يضطر الجميع لاجتياز حقول الألغام....مسيحيون ومسلمون لهم نفس العوز والحاجة، يترددون على نفس المقهى ويشعرون بنفس الألم الموروث من الحرب الطويلة في بلدهم.

في إحدى الأماسي حيثُ كانوا مجتمعين أمام التلفزيون في المقهى، نقلت لهم الأخبار تجدد المواجهات بين المسلمين والمسيحيين في بيروت. ومنذ تلك اللحظة عادت التوترات والنزاعات إلى القرية الهادئة المسالمة، وأصبح الرجال لا يُقسمونَ إلا بالدين، تاركين النساء غارقات في الحزن..... مُتحدات ومتضامنات بصداقة عميقة ثابته، هؤلاء النسوة لم يكن لهن هم آخر غير الهاء الرجال وتحويل انتباههم وجعلهم ينسون غضبهم واختلافاتهم، ومنعهم من نبش الأرض واستخراج الأسلحة المدفونة بعد انتهاء الحرب الأهلية. وهكذا قمن باستدعاء راقصات جميلات إلى القرية.

في بادئ الأمر انبهر رجال القرية بجمال ومفاتن هؤلاء النسوة الآتيات من مكانات أخرى، ناسين غضبهم ونزاعاتهم، ولكن فيما بعد عادت النزاعات من جديد.

الفلم يدين صراحةً الحروب والنزاع الديني والطائفي في لبنان، وأحداثه تعبر عما يشعر به الكثير من اللبنانيين في بلدهم: الانتماء للدين والطائفة أكثر من الانتماء للوطن.

يمثل هذا الفلم حقيقة واقعة، فالأمهات والزوجات والأخوات والحبيبات يرفضن بل يمقتنَ الحرب التي تأخذ الابن والزوج والأخ والحبيب، لذا يجب أن تكون المرأة في مركز صنع القرارات لكي ترفرف حمامات السلام على العالم كما قال تولستوي:

نساء
أنتنَّ اللواتي
تحملنَ
بين أياديكنَ
سلام
العالم

إن الاحتفالات بهذا اليوم التاريخي للنساء غير كافية، ويجب أن لا يتحول هذا اليوم إلى عيد فولكلوري، بل إلى رمزٍ وذاكرة.....ذاكرة للكفاح وللمعركة الشرسة من أجل اكتساب الحقوق.
هذا اليوم التاريخي الرمز، هو وقت للتفكير بمواصلة النضال من أجل القيم الإنسانية. هذا اليوم يذكرنا بالمعارك الحياتية للمناضلات والمناضلين الأُوَل الذين فتحوا الطرق ومهدوها لنيل الحقوق والمساواة بكفاحهم وتضحياتهم الجسيمة، وعلينا مواصلة الكفاح وإكمال المسيرة. فبالرغم من تغير بعض التشريعات والقوانين لصالح النساء في بعض الدول، فهي غير مُطبقة كلياً، والوسائل الممنوحة في الغالب غير كافية من أجل تغير نوعي.

إن تغير القوانين لصالح النساء لا يكفي لوحده، بل يجب أن يصاحبه تغير في الفكر، وهذا لن يحدث إلا بمواصلة مسيرة النضال، وعلى كل امرأة أن تواصل كفاحها اليومي ضد كل الثقافات الرجعية والمحرمات المختلفة والمختلقَة المحيطة بها والمغتصبة لحقوقها كإنسان.

إن الحقوق لا تُمنَح بل تُنتَزَع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: مقتل نحو 10 آلاف امرأة في الحرب على غزة


.. ليوقع لها على قرض.. امرأة تصطحب جـ ـثـ ـة عمها إلى البنك




.. انطلاق أسبوع أفلام المرأة في الأردن


.. قصة صادمة.. امرأة تطلب قرضاً من البنك في البرازيل بجثة عمها




.. ثورة في عالم الجمال.. مسابقة ملكة جمال الذكاء الاصطناعي تقام