الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع الله في ملكوته (2)

وليد مهدي

2012 / 3 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(1)

في كتابه ( الروح ) ، يروي العلامة الدمشقي الإمام ابي عبد الله بن ابي بكر والمعروف باسم بن قيم الجوزية ( بحدود القرن الرابع عشر الميلادي ) محاورة تاريخية بالغة الاهمية بالنسبة لدراستنا هذه بين الخليفة الثاني عمر بن الخطاب و علي بن ابي طالب ..
أما اهميتها ، فهي لوجهة تلخيص هذه المحاورة لخبرة الوعي الجمعي العبراني – المسيحي – الاسلامي الممتدة لستة الآف سنة او تزيد عن ماهية الروح و المعاني المتضمنة لمفهوم العقل الاسلامي عن العالم الآخر ..
( مع ان الثقافة الاسلامية تنكر جذورها العبرية – المسيحية وهذا طبيعي جداً لانها تعتبر نفسها سماوية المصدر )
الحوار يبدأ باسئلة سالها عمر لعلي وتتلخص بما يأتي :

1- يحب الرجل رجلاً قابله لاول مرة وهو لم ير منه خيراً قط ؟ أو يبغضه وهو لم ير منه شراً قط ؟
2- يحدث الرجل الحديث فينسى ما يريد قوله ، ثم لا يلبث يتذكر ماذا اراد ان يقول بعد فترة ؟
3- الرجل يرى الرؤيا في المنام فمنها ما يتحقق ومنها ما لا تصدق نبؤاته ؟

كانت تلك فحوى اسئلة عمر ، والتي اجاب عليٌ عنها تباعاً ..
فعن الاول ، اجاب بقوله انه سمع رسول الله يقول بان الارواح جنودٌ مجندة تلتقي في الهواء فتشأم فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ..
كان هذا جواباً للسؤال الاول الذي تضمن بلغة الوعي الجمعي الاسلامي القديمة التساؤل عن كيفية تولد انطباعات الحب والكراهية لاول مقابلة لنا مع شخص لم نره في حياتنا قبل ذلك الحين ، على اعتبار ان هناك تقابل روحي باطني يستشعر اشياء محبوبة او مبغوضة في من نقابله ..
ورغم ان علم النفس التحليلي يعلل هذا اليوم بانطباعات قبلية ، كأن يكون الشخص الذي قابلناه في شكله او في سلوكه شبهٌ لا ندركه لشخصٍ آخر نُحبه ، فيجذبنا بتلقائية نحوه او فيه شبه من آخر لا نحبه فيولد عندنا نفوراً لا نفهمه ..
مع هذا ، يمكن لعوامل اخرى حسب علم السايكوترونك الحديث تتعلق بتوارد خواطر ( Telepathy ) أن تكون السبب في توليد التجاذب او التنافر السيكولوجي والتي اسهبنا الحديث عنها في العامين الماضيين ..
ولعل التعليل العلمي الاخير يناظر تفسير علي المنقول عن النبي محمد بان الارواح تلتقي في الهواء فتشأم .. فما تعارف منها ائتلف .. وما تناكر منها اختلف ..
فسبق و درسنا في العامين الماضيين عدة دراسات تتناول تقنيات التخاطر واسسها وخلفياتها الفيزيائية التي تتجاوز مفاعيل الموجات الكهرومغناطيسية او المجال الكهربائي او المغناطيسي ، خصوصاً في موضوع " الوعي والزمن " و " تكنولوجيا التخاطر " ، وقلنا بان هناك " هيئة " رباعية الابعاد للتخاطر وموجات الجاذبية او الثقالة Gravitationتتجاوز الهيئة الكهرومغناطيسية للطاقة وقد اشرنا الى نظريات العلماء و الباحثين بوهم و اهارنوف واركاني وديموبولس ..
وفي العموم ، فان الهيئة رباعية الابعاد او الخماسية للطاقة حسب نظرية الاوتار تشبه الى حد بعيد توصيف القدماء عن تلاقي الارواح في " الهواء " وكونها جنودٌ مجندة وما سوى ذلك فهذا قد ناقشناه ايضاً بمسالة " النسقية Coherency" التي تتميز بها مويجات الليزر وتشابهها مع تنظيم الكراديس العسكرية وذلك في موضوع " فيزياء العالم الآخر " ..
هذا كله لا يمنع ان تكون للانطباعات القبلية المسبقة تاثيرات نفسية بحته في التناكر والائتلاف هذا ، خصوصاً بعد ان نكمل حديث علي عن جواب السؤالين الآخرين ..
فنسيان المرء للحديث ثم تذكره له بعد حين علله علي باسناده إلى الرسول محمد ايضاً بان العقل البشري ( قلب المرء بالتعبير الجمعي القديم ) تغشيه سحابة مثل سحابة القمر ، فاذا اخفت هذا الضياء الباطني العميق في الوعي كان النسيان ، اما اذا انقشعت هذه السحابة او هذه المظلة عن الوعي يحدث التذكر ..
وحسب علم النفس المعاصر ، نشاط اللاشعور يؤدي إلى تعطيل مؤقت بعملية التذكر ، وبالتعبير الشعبي الدارج ، كثرة الهموم والمشاكل تؤدي بالانسان إلى فقدان التركيز وعدم القدرة على التذكر ..!
نلاحظ هنا ان الموروث الشعبي يحمل خبرة ماضوية قديمة عن الباطن البشري ، وليس من قبيل الاعجاز الرباني ان يرد ذكر هذه الرواية عن عمر وعلي من قبل بن القيم الجوزية كما يظن اغلب المؤمنين بالاديان ..
فالخبرة المتراكمة هي حصيلة ثقافة تمتد حتى يومنا هذا لمدة تزيد على السبعة الآف سنة ، ويخطيء الكثير من الاكاديميين المعاصرين حين يعتبر هذه الرواية وامثالها مجرد اساطير ..
فعلم النفس التحليلي المعاصر نفسه واجه اشكالية مماثلة تتعلق بفحوى " الاستبطان " في التحليل النفسي وامكانية اعتماد طريقة كشف رمزية وخبايا التكوين السيكولوجي العميق كاسلوب وطريق للمعالجة النفسية ، الكثير من العلماء رفض اعتبار هذه الطريقة علمية لانها لم تكن تستند على اسس تجريبية اكاديمية واضحة ..
كانت ببساطة تعتمد على التكهن والتخمين والنباهة والذكاء الفردي للمعالج ..
موروث الثقافة الشرقي القديم عن الروح والملكوت ينطوي تحت طائلة مماثلة رغم كل ما يمكن ان يشوبها من تشويش سببه انعكاس البيئة الاجتماعية كما ناقشناه في المواضيع السابقة ..
هذه المواريث تتعلق بركام خبرات فردية عن ظواهر التخاطر وانشطة العقل المابعدية اخرجت لنا الروحانية الاسلامية بهذا الشكل الذي لا يقوم على اسس اكاديمية واضحة مع ان كتاب الروح لابن القيم يلخص خبرة غنية جداً لدراسة ظواهر الباراسايكولوجي المتعددة وإن كتب بلغة تناسب ذلك العصر قبل ستة قرون إلا ان اياً من كُتاب عصرنا لا يمكنه ان ياتي بغناها لانها تلخيص خبرات حضارية لامم وليست مجرد مذهب او مدرسة فكرية عابرة ..!
لكن هذا لا يعني اننا لن نتمكن من استخلاص هذه " الاسس " والخرائط التكوينية الهامة للكيان النفسي الاعماقي الفردي او الجمعي حين نعيد تفكيك وتحليل الاسطورة الشرق اوسطية عن البرزخ أوالعالم الآخر وفق مسار معرفي علمي رصين سبق ودعا اليه كل من كارل جوستاف يونج وكلود ليفي شتراوس ..

(2)

فهؤلاء القدماء ربطوا بين " الزمن " و " الملكوت " في محاولة تصويرهم لهذه الخبرة المتراكمة سواء كانت حقيقية لها وجود ما وراء كوانتي فعلي ( حسبما قدمناه في عالم ما قبل الخليقة ) أو كانت مجرد تمثلات لخريطة الباطن الاعماقي البشري ..
وعموماً ، هذه الخريطة مرتبطة بالزمن ، بل اعتبر الاولون ، بدءاً بسومــر ، كل التوقيتات اساس التواصل بين العالم الحسي الارضي ( عالم الشهادة ) مع العالم الماورائي الملكوتي ( عالم الغيب ) ..
( سنتناول لاحقاً ترابط البنية " الزمكانية " space-time الحديثة للعالم المرتبطة بالزمن مع الملكوت القديم المرتبطة بالزمن ايضاً )
وكما قلنا في المقال السابق ، نحن ان تمكنا من تحليل وتفسير هذه الخريطة نكون قد اصبحنا في اول طريق وضع اليد على ما اسميناه :
وندوز العقل الانساني Human Mind Windows ( HMW)
اي البرمجة التكوينية الطبيعية للعقل البشري ، كونها تمثل رؤية ذات خلفية مشتركة تكاد تجمع عليها كافة الديانات والثقافات حول العالم كما ذكرنا هذا في المقال الاول .
وهكذا ، نصل الآن لجواب السؤال الثالث الذي سأله عمر بن الخطاب والذي يتعلق بالملكوت الالهي الماورائي المزعوم بشكلٍ مباشر :
لماذا تكون هناك احلام تنبؤية صادقة ولماذا تكون هناك احلام عادية لا تنبيء باحداث مستقبلية صحيحة ؟؟
كان جواب علي ، مسنداً الحديث للرسول محمد ، بان الرؤية تحدث عبر مراحل يمر بها النائم ، رحلة للروح عبر عوالم مختلفة تنتهي بالعرش الالهي العظيم ..!!
من الطبيعي جداً ، وفق فهمنا العلمي للنظرية النسبية relativity theory العامة والخاصة ، ان نعتبر بان العقل البشري اذا ما تمكن من الإحاطة والإدراك بعموم البنية رباعية الابعاد للكون ، اي الماوراء زمكانية space – time ، طبيعي جداً ان يتنبأ بحوادث مستقلبية يمكنه استبصارها على خريطة المستقبل ..!
وهذا يعني بباسطة ، عرش الرب المذكور في صحف الاولين وقول عليٍ اعلاه من المفترض ان يكون الغاية النهائية للعالم رباعي الابعاد ( القوائم الاربع ) .
فاذا كانت الرؤية تحدث عبر اي مرحلة عدا " عرش الزمكان " تكون الرؤية مشوشة ولا تكشف عن احداث تتحقق في المستقبل ، فقط الرؤية التي تحدث للنائم وهو قرب العرش هي التي تنبئه بالمستقبل وتتحقق بشكل "إعجازي" مذهل ( حسبما نستشف هذا من قراءة مستفيضة قام بها بن القيم في كتابه آنف الذكر ) .
هذه الرؤى حسب بن القيم لا تعادل سوى نسبة قد تصل لاقل من عـِشر من الرؤى والاحلام في حياة الانسان فيما يستنتج في كتابه نفسه بان ثلثي رؤى الانسان ( حوالي 70 % ) هي احاديث واماني يحدث بها الانسان نفسه في اليقضة قبل النوم ..
وهو ما يتفق وتفسير علم النفس المعاصر للاحلام ، اذ يراها بالجملة تعبير عن مكنونات اللاوعي لا اكثر .
ولعلنا نصل في هذا الموضوع إلى استنتاج بان ما درسه علم النفس التحليلي عن الاحلام لم يفت على الاقدمين ( امثال بن سيرين وبن القيم والبوني ) ان يتعرفوا عليه بالاستبطان ، المفارقة كانت بان الاقدمين وعبر تراكم خبرات السبعة الآف عام ركزوا على النسبة القليلة التي تبلغ العشر او اقل من انشطة الاحلام واستفاضوا بها وجعلوها محور المعرفة الروحانية القديمة فيما اهمل العلم المعاصر التجريبي هذه النسبة ولم تتفرد بدراستها إلا ابحاث ساي Ψ او الباراسايكولوجي ..
ولعل العقيدة الماسونية ، وريثة الثيورجيا الكهنوتية البابلية – المصرية القديمة ، لا تخالف راي علي المنقول عن الرسول محمد بان للروح مراتب ورحلة تقودها إلى العرش العظيم ، لكنها تستفيض في تفصيل وممارسة طقوس خاصة بكل مرحلةٍ من هذه المراحل إلى درجة انها تنشغل بالعوالم السفلى ( المراحل الاولية من رحلة النفس ) وتهمل بلوغ الانسان لمرتبة الكمال وتعتبرها خاصة بافراد معدودين من البشر ، عكس الغنوص والعرفان الاسلامي المسيحي الذي يعتبر درجة الكمال العليا للسمو الروحاني مباحة ومتاحة لعموم البشر محرماً في الوقت نفسه ان تستقر النفس والروح في المراتب الدنيا التي تركز عليها الكهانة القديمة والماسونية الحديثة ..
{{ لانها تعتمد على نزعة غرائزية رغائبية تتمحور على الفردانية كما ذكرناها في مواضيع :
(الماسونية والثيوصوفيا ) و ( الماسونية ومفهوم الإله ) و (الانوثة والروحانية ) ، فيما تعتمد الغنوصية على الكلانية والفكر الجمعي كما ذكرناها في موضوع ( روحانية العقل ) }}
وهنا نصل لنقطة الخلاف التي سبق واثارتها الاخت ليلى سلامة عن الخلط بين الكهانة الماسونية والعرفان في مواضيعنا السابقة ( البحث عن ملكوت الله ) و ( ملكوت الله القادم ) ..
فالكهانة تاخذ في الاعتبار " التخصص " الذي تضطلع به كل طبقة من الطبقات الروحانية السبعة التي هي بلون الطيف الشمسي كما ذكرناها في المقال السابق الاول من هذه السلسلة وسنفصل الحديث عنها بعد قليل ..
فهي تعكس بكل تاكيد سمة " التحضر " الذي كان سائداً في الوثنيات البابلية والمصرية والاغريقية حين كانت الآلهة متعددة أو على الاصح " متخصصة " قبل ان تاتي ديانات التوحيد بشمولها الكاسح المستوحى من " اللاتخصص " في مسؤوليات الله بعد تطور نزعة القائد البشري الاوحد في الثقافة ، لتغض الطرف عن اقسام الملكوت القديم الملونة السبعة التي تتجلى بشكلٍ واضح للعيان الحسي البشري حين يسقط المطر ويظهر قوسُ قَزَحْ Rainbow الملون في السماء ..
فالعرفان او الغنوص يسعى بالمرء للكمال المطلق ، ممثلاً بمزج الوان هذا القوس السبعة لتصبح لوناً واحداً ... هو اللون الابيض كما يجري تماماً عندما نقوم في مختبر الفيزياء بتدوير قرص نيوتن والوانه السبعة لنحصل على " مشهد " اللون الابيض اثناء التدوير ، الغنوص حالة من تمازج كل المركبات النفسية والسمو بها إلى وحدة كلية متجلية في " حضرة الله " ، النور الابيض ، وهو يعلل على الاقل السر في لف الدراويش الدوراني لادراك التجلي ..
فيما الكهانة تاخذ كل لونٍ على حدة وتستخرج منه " قوى " ومركبات نفسية اعماقية متفردة منفصلة تفسر على انها ملائكة و عفاريت متخصصين بالارزاق او الموت او المعرفة ...إلخ ..
( مع ان الاستنارة الماسونية المعاصرة تتخذ لنفسها نفس الديناميكا " البيضاء " لكن في مراتبها العليا ، سنفصلها لاحقاً ..)
لعل مشهد الدرويش حامل القرص الملون في الموالد التي تقام في "سِيدْنا الحُسِينْ" في قاهرة المعز اصدق تعبير عن هذا الفارق بين الكهانة والغنوص ..
فالدرويش ، بوجهة ديناميكية ، حين يمسك قرص الالوان و يلف حول نفسه بسرعة إنما يقوم بعملية تشبه تدوير قرص نيوتن الملون في مختبرات الفيزياء ليحصل على التسامي من التمازج اللوني بلون ابيض موحد جامع ..
( تشبه بوجهٍ من الوجوه عملية التدوير للقرص المعدني التي يقوم بها البوذيون في معابدهم او اثناء رحلتهم المقدسة إلى اعلى الهيمالايا )
لهذا ، فالحركة هنا دلالة على " الكلانية " و " الاشتراكية " ، تفعيل النسق الجمعي للروح وهي غاية الغنوص والعرفان الإسلامي المسيحي ( وبدرجة اقل القبالة Kabala اليهودية )..
لكن هذا الدرويش نفسه حين يتوقف بوجهة استاتيكية ، حين تجمد الصورة عن الحركة يرينا الالوان متفرقة بحالة منفصلة ، وهذه هي دلالة الكهانة الوثنية القديمة والماسونية الحديثة ..
حين نعرض كل هذا على برمجة الحاسبات الالكترونية الحديثة ندرك تماماً ان العقل الكوني والعقل البشري ( حسب الغنوصية والكهانة ) لا يختلفان عن عقل الحاسوب الصلب Hardware في كونه يدور ويتحرك ما دام الحاسب الالكتروني مشتغلاً ..
لهذا ، الفرق بين الحضارة والبربرية ليس الحركة وحدها او الثبات ، لا يمكن تسمية اي النظم الكلانية او الفردانية متحضرة او بربرية ..
التفريق يكون باحترام كل نظامٍ كوني للنظام الآخر , اللون الابيض لا يمكن استنباطه دون بقية الالوان ، بنفس الوقت ، اللون الابيض وحده هو الذي يعني بان الكون حيٌ غير جامد ..
الحضارةُ إذن ، ان نقبل النظامين معاً ..
وعوداً على بدء ، تفسير علي بن ابي طالب لعمر حول الرؤيا ، فإن مراحل العروج النفسي الاعماقي ( ما قبل العرش ) تمثل ما كانت تهتم به الكهانة القديمة وما تحاول سبر اغواره علوم النفس المعاصرة ..
لكن ، الذروة القصوى ، الغاية الكبرى لهذا " المعراج " لم تعالجها إلا الديانات السماوية الكبرى والديانات الشرقية العظيمة ( الطاو والبوذية ) قديماً ، وحديثاً لا يتناولها علم عدا دراسات للظواهر المسماة بالباراسايكولوجي وهو ليس بعلمٍ بعد ..
وكما قلتُ لكم سابقاً اخواتي واخوتي ..
ما نَجدُ خطانا نحوه هو تحويل المستحيل إلى ممكن ، الدين إلى علم والعقيدة إلى ثقافة ..!
جملة ما كتبته عن الملكوت هنا في حوارنا المتمدن هو اولى اسس هذا العلم الممتد من دراسات علم الانثروبولوجيا و السايكوترونك والسايكوفيزيا في القرن الماضي .

(3)

اعلم بانكم جميعاً ، ايتها الاخوات و ايها الاخوة ، قد تجدون في الموضوع جنوحاً غير مبرر للتجرد بتحويل تفاصيل برمجة العقل البشري والهيئة الكونية التي تدعى " الملكوت " إلى مجرد علاقات لونية ..
لكن في نفس الوقت ، وكما سنتابع في بقية موضوع اليوم وباقي مواضيع هذه السلسلة مستقبلاً ، بان بحث العلاقات اللونية وتمازجها إنما يمثل لغة الاعماق ..
الالوان السبعة هي حروف لغة الملكوت ، لغة ما قبل الكلمات وما قبل الصورة .. !
اعادة مزجها او اعادة ترتيبها بهيئة شيفرات cods يعني بداية الطريق لفهم اسرار الباطن العقلي البشري والخلفية الكونية مارواء الزمكان والتي قلنا عنها بانها خلفية ما قبل خلق العالم في مواضيع خلت ..
فالثالوث المسيحي الاب والابن والروح القدس لم يأت من فراغ ..
كذلك هو الثالوث الشيعي ( الله محمد علي ) لم يأت من فراغٍ ايضاً ..
جميعها امتدت من ثلاثية السماء الارض الانسان ( اب وام وابن ) في حضارات انسان الكهانة والطقوس وتطورت منعكسة حسب الخريطة الثقافية لانسان ما بعد " الدين " والشريعة الاخلاقية العليا التي ازاحت " الانثى " ..
مع هذا ، وفي الباطن البشري العميق كما ندرسه ، الاصل الحقيقي لهذا الثالوث هو الالوان الاساسية الثلاث التي تمازجت وكونت الطيف الشمسي ممثلاً في قوس قزح Rainbow ..
الالوان الاساسية الثلاث هي الاحمر والاصفر والازرق ، تمازجها معاً في دائرة او قرص ينتج هذه الالوان السبعة ( الاحمر والاصفر = برتقالي ، الاحمر والازرق = بنفسجي ، الاصفر والازرق = اخضر ) ..
روحانية الاقدمين برمتها قامت على اسس هذه الالوان ، وبدت واضحة كما قدمنا في المقال السابق في الوان السماوات التي وصفها الرسول محمد في معراجه المشهور ..
وحسب القبالة العبرية والعرفان الإسلامي المسيحي ، فإن الملكوت الالهي الكوني ينقسم إلى جزئين اثنين كل منهما يحتوي سبعة طبقات ملونة بالوان الطيف الشمسي :
( مع ان الدارسين للكهانة والعرفان القديمين قلما يربطون بين المشاهدات والطيف الشمسي بسبب تشوش الرؤى وتداخلها مع رموز ثقافية انسانية بحتة مثل تشبيه اللون الابيض بالفضة او البرتقالي بالنحاس او الاصفر بالذهب وربط الاحمر بالمريخ .. إلخ إلخ )
الجزء الاول : الارضين السبعة
الجزء الثاني : السماوات السبعة
لعهدٍ قريب ، كنت اميل مع الرأي الذي يقول بان الارضين السبع والسماوات السبع مجرد خرافة موروثة ..
فلا شيء في العالم الحسي المعاين يشير الى وجود سبعة كواكب مثلاً او سبعة طبقات في تكوين الارض ولا سبعة طبقات حقيقية تكون السماء والفضاء الخارجي ..
لكن ، بدراسة علم نفس الاعماق ، يتبين للباحث بصورة جلية ان ملكوت الاقدمين هو ملكوت اعماقي باطني يمثل خريطة التكوين العميق للنفس والكيان الغامض الخفي للوعي والذاكرة الذي توجد عنه مؤشرات كما درسنا سابقاً عن انتمائه لعالم ما وراء الكوانتا الذي لا نعرف عنه شيئاً بعد ..
لدرجة ان المقولة الماثورة عن المسيح تكشف بجلاء حقيقة ان الملكوت الالهي في داخلنا ..!
في داخل كل انسان ملكوت الله ..
السماوات السبعة والارضين السبعة كيانات اعماقية سابقة للوجود المادي الذي انبثق بعد الانفجار الانفجار العظيم قبل بضعة مليارات من السنين ..
ورغم انها في داخلنا كافراد ، لكنها في الحقيقة " نافذة Window " وبرامج كومبيوترية كونية موحدة مشتركة بين جميع الكائنات لعالم ما قبل الخليقة ..
( وما بعدها حسب الفهم الديني المشترك ) ..
وعليه فهي انعكاس للباطن العقلي والثقافي الانساني وفي نفس الوقت قد يكون لها وجود فعلي حقيقي ما وراء كوانتي ( ماوراء مادي ) وهذا بطبيعة الحال غير مؤكد علمياً لكنه ممكن ..

(4)

فلو نزلنا في عمق النفس البشرية حسب هذا الاستقراء ، ندخل في عوالم الالوان السبعة بجزئيها :
1. القريب من انفسنا وهي الارضين السبع ، وكل طبقة منها محكومة بملكٍ عظيم من ملوك الجن ..
( او عقل كوني كبير ، برنامج كوني هائل للبرمجة " اللونية" الكونية ما قبل المادية و حسب نظرية ستيفن وولفرام عن نشوء الكون بما يعرف بنظرية الميكانيك الرقمي ، يمكن تحويل المعادلة الرقمية الكونية الاساس إلى معادلة لونية يكونها ثالوث الالوان الاساس )
وحين نتجاوز هذا الاعماق " البرمجية " للوجود ندخل في المستوى الثاني من هذه الطبقات ..

2. البعيدة عن النفس البشرية ، السماوات اللونية السبعة ، وهي محكومة بسبعة آلهة او ملائكة عظام يشرفون بشكل مباشر على كل طبقة لونية في الارضين السبعة حسبما نجده في كتاب شمس المعارف الكبرى ..

هذه الاعماق مرتبطة بالزمن ( اي هي فضاء زمن space – time ) ، وقوة الجاذبية او الثقالة Gravitational Force يحتمل بانها ذات بنية فضاء زمنية رباعية الابعاد كما ذكرنا في ( الوعي والزمن ) حسب تكهنات حديثة لعلماء الفيزياء ، لهذا السبب تتأثر اعماقنا النفسية وبالتالي سلوكنا الفردي بجاذبية الكواكب القريبة من الارض و المجاميع النجمية البعيدة في المجرة حسب ديانة الكواكب السومرية والصابئية التي انتجت لنا التنجيم و " الابراج الفلكية "..
فيوم الاحد في السماء هو يوم روقيائيل ( روفائيل ) الاصفر وللاسفل منه في الارض ملك الجن المذهب او ذو التاج الذهبي كما يذكر البوني في شمس المعارف ، ويتخصص بالعلم والمعرفة مثل إله الحكمة البابلي شمش ..
ويوم الاثنين الابيض في السماء العليا محكوم من جبرائيل ، روح القدس الامين ، منزل الوحي على الانبياء وملك المنظومة الكونية العليا ( اي المدير التنفيذي لمنظومة السماوات كلها كونه ابيض جامع لكل الالوان ) ..
المفارقة هي ، للاسفل منه في الارض ملك ملوك الجن ، عزازيل ( الشيطان )..!!
وهو باللون الابيض ، ويعتبر المدير التنفيذي للمملكة الارضية باقسامها السبعة ..
عزازيل وفق هذا القياس هو الاقرب للاعماق البشرية من جبرائيل ..!
والموروث الديني اليهودي المسيحي الاسلامي يقول بان عزيز الرب ( عزازيل ) ، ملك الارضين السبعة ، تمرد على المنظومة السماوية وحاول الاستئثار بالمنظومة الارضية كإقليمٍ كوني منفصل بعد ان علم بأن الإنسان في طريقه للهيمنة على الارضين والسماوات فرفض الاذعان والامتثال لامر السجود ..
وهكذا ، اضطر جبرائيل ( دون سواه من ملائكة السماوات ) للنزول بنفسه والتجلى لافرادٍ مختارين ( الانبياء ) ليخبرهم بأن وحي الاعماق القريبة ( العاطفية الفردانية ) مشحونة بشرور مضادة للمنظومة الكونية بسبب تمرد عزازيل وعلى البشر اتباع التعاليم الإلهية الكونية العليا ..
فالشيطان هنا تمثيل لوحي العواطف الانفعالي الرغائبي الغريزي الصادر عن المنظومة الاعماقية الاقرب والتي هي في حالة من الانفلات والتمرد والعشوائية عن النسقية Coherency والكلانية holism التي عليها عموم الكون اللامادي الماورائي ..!!
طبعاً صياغة هذا الموضوع تحديداً تحتاج إلى تفكيك وتجريد يجعلها قابلة للفهم العلمي بدلاً من صياغتها الاسطورية كمعركة بين جبرائيل وجنوده الخيرين وعزازيل وجنوده الاشرار ..

الموضوع القادم نستكمل فيه بالتفاصيل ربط العلاقات بين صرامة الضبط في برمجة السماوات البعيدة التي تمثل في حقيقتها مستوى التنظيم الاجتماعي الارضي وآمال وطموحات الجماهير والامم الجامعة ، وعشوائية وحرية الارضين او الاعماق القريبة من النفس البشرية والتي تمثل آمال وتطلعات الفرد الواحد ..

يبقى ان اذكر قبل الختام بان الفارق بين السحر الابيض والاسود هو الفارق بين ما يمثله جبريل البعيد ورؤيته الاشتراكية الكلانية والشيطان واستغراقه للنزعة الفردية ..

السحر الابيض يمثل انعكاسا لكل الاعمال و الطقوس التي تمارس بصورة جماعية ولا تخالف الغاية المستقبلية للمنظومة الكونية العليا عكس السحر الاسود الذي ينطلق من الماضي البيولوجي والتكوين الغرائزي الماقبلي للنفس البشرية ..

فيما السحر الاحمر فهو انعكاس يتناول النطاق الإدراكي المحسوس من العقل البشري ..
وهي بجملتها امورٌ بحاجة لتفصيل ..

وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخ الباحث وليد مهدي
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 3 / 23 - 21:47 )
الأخ الباحث وليد مهدي
تحية طيبة
لماذا تنعت الديانات القديمة بالوثنية فهل الإسلام والمسيحية أقل وثنية من تلك العقائد؟هل قرأت يوما أن المصريين القدماء والسومريين يدورون حول الزقورة أو الهرم بالالاف ويقبلون جدرانها كما تفعلون الان مع الكعبة والقبور ؟وهل تعتقد أن العقائد المبدعة التي شيدت الهرم بأسرارهندسته وإعجازه أقل تطورا وفهما للحياة والكون من عقائد تلفيقية باعت نفسها للحكام المستبدين ودمرت الحضارات القديمة بعد أن إنتحلتها ومسخت معطياتها العلمية وأسسها الأصيلة وحولتها إلى أساطير وأوهام مازالت شعوبنا ترزح تحت تأثيراته المدمرة.و أسألك من أوسع أفقا وأعمق فلسفة إمحوتب الذي صمم هرم زوسر أم دراويش التخلف الذين تستعرضهم أم أجلاف الصحراء الذين تخاصموا على وضع الحجر الأسود في جدار الكعبة لولا محمد الذي حل مشكلتهم وحال دون سفكهم لدماء بعضهم؟ أرجو أن لا تزعل إذا قلت لك أن ما تطرحه في مقالتك هو محض أصولية إسلامسيحية وقلب لحقائق التاريخ بلباس علمي.مع تحياتي وأملي أن تتقبل النقد.مثنى حميد مجيد


2 - إنتحال العقائد
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 3 / 23 - 22:15 )
أنت دائما تضع رابط في مقالاتك بين الماسونية ،وهي كلمة قبيحة في ذهن القاريء العربي ، والعقائد القديمة ولكن ما ذنب هذه العقائد إذا ربطت الماسونية نفسها بها ؟! لماذا لا يربط الإسلام مثلا نفسه بالصابئية وكل شعائره ولاهوته منها ؟ لماذا لا تربط المسيحية أساطيرها مثلا ببتاح النسخة المصرية الأصيلة ليوحنا المعمدان والمسيح ومريم بالنسخة الأصلية لحورس وإيزيس ؟ أو بالنسخة السومرية لهما دموزي وانانا ؟
السبب ان الإسلام والمسيحية إن فعلت ذلك تكشف إنتحالها للعقائد - الوثنية - التي تعتبرها - متخلفة - بالنسبة لها وهذا ما تفعله أنت للأسف في طروحاتك -.
مثنى حميد مجيد


3 - الغالي وليد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 3 / 24 - 04:53 )
تحية طيبه
اشرقت من جديد
والاشراق حميد
اكرر التحية


4 - 1الماسونية
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 3 / 24 - 11:12 )
الأخ وليد مهدي
التنظيمات الماسونية ظهرت وإرتبطت بنشوء الرأسمالية في أوربا وهذا المفهوم مرتبط بميديا الإثارة وأجهزة الإعلام الغربية التي تحاول مصادرة الذهنية العامة للناس بالإيحاء أنها وريثة العقائد القديمة وأسرارها وتتخذ عين حورس شعارا لها وأستغرب انك في مقالاتك واقع تحت تأثير هذا الإعلام الغربي.أما مفهوم الوثنية فهو مفهوم إستخدمته المسيحية الأصولية لنعت مخالفي الكنيسة وإضطهادهم ولا أساس يربطه بأصول البحث العلمي وأنت تستخدمه ومثله مفهوم الأديان السماوية الثلاثة الغرض منهما هو تشويه وقمع أصحاب العقائد القديمة.هؤلاء الأصوليون أنفسهم يقفون مندهشين من إنسانية وكونية عقيدة بتاح المصري الذي كان يسمى أتباعه بالمسالمين ومثلهم الشعب السومري المسالم الذي طبق الديمقراطية وأقر حقوق الإنسان وإندمج بلا صراع أو حروب مع الشعب الأكدي بحيث يجد المؤرخون صعوبة في التفريق بين ما هو سومري وأكدي.أرجو أن لا أكون بنقدي هذا مزعجا فقصدي هو تعميق رؤيتنا لحقائق التاريخ .الدبابات الأمريكية لم تدُس اثار بابل بالخطأ ولم يُنهب المتحف العراقي بالخطأ بل تم كل ذلك بدوافع أصولية توراتية حمقاء وهو أن بابل هي أصل الشر أو


5 - الماسونية2
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 3 / 24 - 11:27 )
وهو أن بابل هي أصل الشر أو كما تؤكد مقالتك هي أصل تكريس الغرائز الحيوانية والروح الفردية في حين أثبت البحث التاريخي والاثاري الميداني الماركسي الذي قام به العلماء السوفييت أن نظام المشاعية هو الأساس الذي قامت عليه حضارة سومر وأن أريدو القرية الأولى في التاريخ نشأت في ظل الملكية المشاعية الزراعية وهو ما يتناقض كلية مع طرحك المبني على اراء الباحثين الغربيين والاثاريين الذين كانت الدوائر الأصولية تمولهم للتنقيب من أجل إثبات الأساطير التوراتية فوجدوا العكس وأكتشفوا أن أغلب تراثهم هو إنتحال سطحي وتشويه للقديم الأصيل .تحياتي الأخوية.مثنى


6 - تحية للسيد وليد
موجيكي المنذر ( 2012 / 3 / 24 - 12:07 )
حديث شيّق ودراسة فريدة تقدم للمتابع العربي مفاهيم جديدة

وللبقية نحن منتظرون


7 - أساس الفكر الغنوصي الرجعي
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 3 / 24 - 12:12 )
أنت تعتقد أن قمع الغرائز هو أساس العرفان والنظرة الكلانية القريبة إلى الإشتراكية وهذا قلب لحقائق التاريخ فقمع الغرائز جاء مع غنوصية الإفلاطونية الحديثة الرجعية التي عبرت عن مرحلة إنهيار الإمبراطورية الرومانية ثم تبنتها المسيحية عند تحولها إلى دوغما وجاء بعض العرب فقلدوها مع بداية العصور المظلمة رغم أن الإسلام لا يقر أصلا قمعها ويدعو إلى الإعتدال .كذلك الغنوصية الشرقية البابلية والصابئية ذات الأصول المصرية والسومرية لم تعترف بقمع الجسد كمدخل للمعرفة بل دعت إلى تفريغ الرغبات وتطمينها والإعتدال بها فالمعرفة الحقة تأتي عبر تنزيه النفس ونظافة السريرة ومعارضة المستبد والظالم ويمثل إخوان الصفا جوهرة هذه الغنوصية الشرقية.
ان قمع الغرائز هو أساس الفكر الغنوصي الرجعي السكوني للقرون الوسطى في أوربا والعالم الإسلامي والذي يكرس الحط من إنسانية الفرد وحاجاته وعزله عن العالم الواقعي وهذا هو الفكر الذي أصاح به ماركس في حين تحاول أنت جعله أساسا للكلانية والإشتراكية .


8 - الكهانة والنبوة مرة أخرى 1
ليلى سلامة ( 2012 / 3 / 24 - 16:29 )
الأستاذ المبدع وليد مهدي
شحن الفكروالتعمق في الطرح هما من أهم سمات مقالاتك وأراها أصبحت تستهوي الكثيرين من محبي المعرفة. بالنسبة لي فقد كان استفساري عن الخلط بين الكهانة والنبوة وليس بين الكهانة والعرفان لأني أعتبر أن الكهانة (البابلية أوالمصرية أوالماسونية الغربية) والغنوص (سواء كان منسوبا إلى اليهودية أو المسيحية أو الإسلام متمثلا بالصوفية والباطنية الشيعية) كلها امتداد لخط واحد وإن اختلفت في بعض التفاصيل الفكرية، بينما النبوة تناقض هذا الخط في القواعد الأساسية وفي مصدر التلقي بالذات.
أما إذا كنت تعتبر أن حقيقة الاختلاف بين الكهانة والنبوة في مصدر التلقي هو كالاختلاف بين اللون الأبيض وأطيافه فإنك عدت وأفصحت في نهاية مقالك عن وجود مصدرين للتلقي يستمد منه كل واحد من هذين الفريقين أحدهما جبريل والآخر الشيطان فكيف تكون الحضارة بأن نقبل النظامين معا وأن نعتبر مصادرهما كالأطياف للون الواحد؟!
ما أثار استغرابي أيضا أن تجعل الدرويش حامل القرص هو سمة العرفان الإسلامي !!مع كل ما يحيط بهذا الدرويش ومشايخه من تهم الإلحاد والزندقة في الأدبيات الإسلامية، فهل يجوز تجاهل هذا التراث؟


9 - الكهانة والنبوة مرة أخرى 2
ليلى سلامة ( 2012 / 3 / 24 - 16:37 )
إن عدم وضوح حقيقة انتماء المدارس العرفانية التي تنتحل اليهودية أوالمسيحية أوالإسلام إلى الوثنيات القديمة وذلك بسبب ما قامت به هذه المدارس من التطفل على بعض الشعائر الدينية لتستر به حقيقة انتمائها وتموه به على واقع مناقضتها للنبوة إن عدم وضوح هذه الحقيقة برأيي تخلط المفاهيم بشكل كبير كما تلقي بظلال من الغموض على دور الرسالات السماوية في مجال العرفان حيث يصورها البعض كمستمد من المصادر الوثنية.
في انتظار المزيد ودمت بخير


10 - 1+1+1=1
الاستاذ سمعه ( 2012 / 3 / 24 - 18:34 )
ذكرت ان هنالك ثالوثا لكل من الماسونيهوالمذهب اللشيعي والمسيحيه فهل لاهل السنة ثالوثا كما لغيرهم


11 - ماسونية العالم السفلي
سمير احمد ( 2012 / 3 / 25 - 03:09 )
السيد وليد
مقال ممتع ارجو ان تكتب لنا في المره القادمه عن السعلوه والمعروف عند اخوتنا المصريين بابو رجل مسلوخه وان تكشف حقيقة الطنطل والجن الازرق وعلاقته بالزئبق الاحمر ودور الماسونيه العالميه بالالوان المنسوبه لعفاريت العالم السفلي الاعماقي التلباثي الصهيومسيحي
اكتب لنا المزيد فانت لها بيرقا وعلم
تحياتي


12 - الرفيق والصديق مثنى حميد مع التقدير
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 25 - 06:48 )
يا اخي ما اكتبه دراسة
لا اخوضُ حرباً ضد التاريخ

هكذا هي معروفة , وثنية ، تؤمن بتعدد الآلهة وهذا افضل من ان اسميها شركية حسب مفهوم السلفية

اما قراءة التاريخ من قبلك على اسس انفعالية عصبية فهو يا صديقي ليس من المعرفة في شيء

كل العقائد منحولة , بعضها ينتحل مفاهيم ومباني البعض

لا توجد عقيدة ذاتية الولادة لان الجنس البشري يستفيد من خبرات فصائله وجماعاته بشكل مشترك مشاع

هكذا يعلمنا علم الاجتماع والانثروبولوجيا !

لا انكر بان بابل وطيبة كانتا اوسع افقا بما يماثل افق الحضارة العصرية والسبب ذكرته اعلاه هو نزعة التخصص التي لم تكن سائدة في الآلهة فحسب وغنما كل مناحي الحياة

عنوان الحضارة هو التخصص
فلماذا يا اخي تلصق بي ما لم اقله ابداً ؟

رمزية جبريل وميكائيل وشمائيل وروقيائيل واسرافيل وعزرائيل هي منحولة اصلاً عن وثنيات الحضارات القديمة

فلماذا هذا الكلام يغضبك ؟
لا افهم وانا قدمت اعلاه وفي مواضيعي التي سبقت والتي ستاتي ادلة علمية
يمكنك يا اخي بحث هذا الموضوع معي هنا باناة وتؤدة وبلا انفعالات وقذف
لم اقذف امة
واعتبار كلامي صهينة اسلام مسيحية غريب عجيب يا اخي !

دمت بالف خير


13 - الماسونية وحضورها الدافئ .تتمة للرفيق مثنى.!!
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 25 - 06:54 )
اخي الكريم مثنى

الماسونية ترفع شعار الهرم الذي تتحدث عنه

وتؤمن بان عين الرب ( حورس ) المفردة هي التي ترى كل شيء

الماسونية امتداد للثيورجيا المصرية , وليست امتدادا لدين

وهي ايضاً اخذت كثير من خصائص الكهانة في بابل بتاثير السبيين البابليين

الاسلام والمسيحية انتحلتا الوثنيات القديمة واضافتا عليهما الخصائص الموائمة لقالبهما الاجتماعي

هذا بديهي وطبيعي في علم الاجتماع ايها الغالي ..!!

ولا مشكلة عندي في هذا
وهو ليس موضوع بحثنا اصلاً ..لانه من البديهيات التي يقوم عليها البحث
لماذا تطلب مني ان ابحث فيمن انتحل من من ؟
وبماذا يخدم العلم والمعرفة اليوم ما دامت كل موارثنا منحولة .. حتى جيناتنا منحولة عن اشباه قردة نحلتها عن زواحف نحلتها عن اسماك ؟؟

هذه بديهيات تجري في الثقافة وتطورها كما تجري في التطور البيولوجي تماماً
لا احد يملك ثقافته
ولا احد يملك جيناته !

دمت بخير


14 - الرفيق الغالي مثنى والتاريخ
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 25 - 07:12 )
تحية لك رفيقي
ومرة اخرى

قراءة التاريخ على انه تاريخ جماعات بشرية اصبح من الماضي

التاريخ اليوم هو تاريخ النوع الإنساني ..!!

العرب والامازيغ والبربر والامم المبادة والامم الباقية كلها تخالطت في ثقافاتها وكل اسهم حسب دوره

ما يتعلق بالغنوصية .... وتفريقها عن الكهانة ميزتها بميزة اساس

الطقوس الجماعية
وهي اوضح في العقائد الدينية الحديثة اكثر من وضوحها في القديمة

مسالة الممارسة الجمعية للطقوس لها اسس فيزيائية صرفة سبق وناقشناها في مواضيع سابقة واعتقد انك قرأتها
وهي تتناغم مع الفهم الاشتراكي للانسان والتاريخ ..!!

بابل وسومر ومصر والصين القديمة هي الاصول
هي امهات التاريخ
لا انكر هذا ولا انقده

لكن

التاريخ لم يتوقف عندها ولم يتراجع كما تظن

التاريخ يتقدم الى امام ولكل حضارة ايجابيات وسلبيات ..!!


15 - الرفيق الغالي عبد الرضا مع فائق الود
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 25 - 07:21 )
شكرا لحضورك ومرورك الكريم

اشتقنا لك عمنا الغالي

لتدم بالخير والمحبة والاشراق ايها المنير


16 - الصديق موجيكي المنذر
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 25 - 07:24 )
دمت بالف الف خير

وحقيقة لم انس وعدي لك بما يتعلق بقبول او عدم قبول اميركا كمهيمن اعلى في التاريخ والقدر البشري المعاصر , انتظر فقط انهاء هذه المواضيع


دمت بمحبة


17 - الاخت ليلى سلامة مع تقديري العميق
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 25 - 09:21 )
تحية لك وشكرا لتعليقك


المصدر واحد بالنسبة للتلقي

اسلوب التلقي هو المختلف

بقناعتي جبريل وعزازيل يرمزان لمنظومات فكرية تحت او ما وراء كوانتية , قواعد بيانات كونية لحاسوب الكون العملاق

الفرق بين جبريل وعزازيل ان الاول اكثر شمولاً وامتداداً من الثاني

الاول يهيمن على الثاني

لكن .. كلاهما يشكلان منظومة واحدة .. ولا غنى لاحدهما عن الآخر

عزازيل مجرد رمز للفردية , وهي ظرورية واكثر انسانية من شمولية الكلانية الجامعة

انا لا اقول ان قيم الفردية شر لكن الاسراف فيها والتمادي بها هو الشر
حتى قيم الجمعية , الاسراف بها يعني الشمولية والاستبداد

وجود النظامين معاً يعني مراقبة احدهما للآخر رغم سيطرة النظام الكلي الاشمل
هذا هو العقل الكوني
وما يسير نحوه الوعي الجمعي والفكر السياسي البشري حالياً

رغم مظهر الصراع
لابد ان يحل محله نوع من الاستقرار النسبي لينتقل الصراع لمستوى معرفي بحت وليس عقائدي

اتمنى تكون وصلت الفكرة ؟؟


18 - الاخت ليلى سلامة -2
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 25 - 09:29 )
لا اوافق الراي والرؤية التي تنظر للاديان انها سارقة او تحاول تغطية سوءات

الاديان كيانات ثقافية
تحصيل حاصل تفاعل الوعي الجمعي مع الطبيعة والبيئة الاجتماعية حتى لو انسلت اليه تماثلات من هنا وهناك او تركيبات

في النهاية الوثنيات القديمة اكثر انسانية واقرب للعواطف والغرائز
وهذا يعني اقرب هي للفردانية منها إلى الكلانية

الديانات التالية اقتبست منها نماذجها الطقسية واضافت عليها ما يوائم نزوعها الكلاني الجمعي

الذي بلغ ذروة تجرده الايديولوجي في الاشتراكية !!


19 - الاستاذ وليد مهدي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2012 / 3 / 25 - 10:39 )
استمتعت بهذا المقال الرائع والذي بذلت فيه جهدا فكريا كبير للوصول الى ملكوت الله متمنيا نجاحات دائمة واقلقني غيابك وارسلت اليك ايميلات بخصوص استفسارات لم ترد عليها عسى المانع خير وختاما لك مني خالص مودتي ايها الغالي


20 - الصديق الباحث وليد مهدي
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 3 / 25 - 10:54 )
الصديق الباحث وليد مهدي
أنا منفعل ليس من أجل ارائي بل من أجلك كصديق عزيز وباحث لا أتمنى له أن يغرق نفسه في أوهام صوفية يعتقد انها ستفتتح عصرا من الإشتراكية والكلانية وإلا ما عقبت على مقالتك فأنا لا أدخل صفحة لكاتب أتقاطع معه ولا يتقبل النقاش.إعتبر تعقيبي هذا هو الأخير على مقالاتك إذا كنت تتهمني بالقذف.لا يوجد في تعقيباتي أي إتهام لك بالصهينة بل أنت تتبع منهج أصولي مغرق في المثالية الذاتية المناقضة تماما لأي منهج ماركسي وفي ذات الوقت تستنتج أن بحوثك ومتابعتك لأخبار الماسونية وعالمها المثير والوهمي تصب في إثبات الإشتراكية .لا أقول إنك تستهين بعقل القاريء بل أقول إنك تسير في طريق المعرفة التي لا جدوى منها.
أعتذر عن إزعاجك وإقلاق راحتك وأعتبر دخولي هذا في صفحتك هو الأخير وأتمنى لك الموفقية والنجاح.


21 - بانتظار بقية البحث
ليلى سلامة ( 2012 / 3 / 25 - 20:24 )
الفكرة وصلت أستاذ مهدي ولا بد من متابعة بحثك حتى تتبلور الرؤية بشكل كاف، يعطيك العافية على المجهود رغم بعض الاعتراضات التي لا بد منها بسبب اختلاف زاوية الرؤية، أشكرك وبانتظار بقية البحث


22 - الغالي رفيق الدرب وليد عطو
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 26 - 06:31 )
تحية لك ايها الكبير

نورت الحوار المتمدن بصورتك وهذه الاطلالة المعبرة عن حكماء سومر .. وعبقرية البابليين

اتمنى لك دوام العافية والموفقية والنجاح

بالنسبة للرسائل لم اجدها في بريدي ايها العزيز اتمنى لو تفضلت باعادة ارسالها واكون منك ممنون


دمت بالف خير


23 - الرفيق الصديق السومري الاصيل مثنى حميد
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 26 - 07:27 )
تحية لك ايها الغالي

يؤسفني حقاً انك تتخذ هكذا قرار لاجل اننا كنا نتحاور فقط

عبرت لك عن وجهة نظري فيما علقت مثلما عبرت يا اخي عن وجهة نظرك في عموم كتاباتي

انا لا اتهم يا اخي

لكن , كل من يمس ديناً بعينه ويعتبره سارقاً فهذا هو القذف البوار .. على ملة زملائنا في الحوار السيدة سلطان والسيد النجار

تكلمنا عن موضوع الدين وانتمائه للشعب لا الى السلطة حتى ولو استغلته السلطة
الامم لا تسرق يا اخي
الامم تستعمل نماذج مختلفة في الثقافة توائم واقعها وظرفها المرحلي
هذه هي وجهة نظري في الثقافة استقرئها وفق علم الاجتماع الحديث محاولاً تحديث الماركسية وعدم حصرها في نطاق الصراع الطبقي فقط

هناك تصادمات وتطورات في الثقافة البشرية لها دور في حركة التاريخ كما للاقتصاد
نعم
لم تتطرق الماركسيات الكلاسيكية لهذا , صحيح ، لكنه خطأ منهجي علمي فادح
ما اسعى اليه هو تصحيح او سد هذه الثغرة لا اكثر

اتمنى ان نتواصل يا اخي الكريم
اتمنى ان الاختلاف لا يفسد للود قضية

دمت بالف الف خير


24 - الاستاذة ليلى سلامة مع التقدير
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 26 - 07:31 )
شكراً لتواصلك

والاختلاف قد لا يفسد للود قضية

المواضيع القادمة ستجلي العديد من الملابسات



دمت بالف الف خير


25 - الصديق العزيز وليد مهدي
مثنى حميد ( 2012 / 3 / 26 - 13:43 )
الصديق العزيز وليد مهدي
تحية عطرة .
أنا لم أقل - سرَقَت - بل قلت إنتحلت وتنكرت للأديان السابقة التي إنتحلتها وأعتبرتها متخلفة وثنية.هذا مجمل ما قلته فهل في هذا قذف ؟ لماذا تقولني ما لم أقل بدلا من فهم مقصدي .
أنت تعتبر الإسلام والمسيحية أديان أكثر تطورا من سابقاتها وهذا - تمييز واضح جدا ومرفوض علميا وإنسانيا - إذ لا يوجد دين أفضل وأكثر تقدمية من اخر ولا عنصر أفضل من عنصر إلا من وجهة نظر أصولية فكيف تستطيع أخي تطوير الماركسية وطرحك مغرق بالمثالية الذاتية ؟
البحث الماركسي المعتمد على علم الاثار أثبت أن الحضارة السومرية تأسست على أساس المشاعية الزراعية فالتاريخ بدأ بالشيوعية والكلانية وسينتهي بها وليس بالفردية كما تقول فأين أثر مادية ماركس التاريخية في مقالاتك وأنت تلغيها من الأساس ؟ ...تحياتي الأخوية.مثنى


26 - الرفيق العزيز مثنى
وليد مهدي ( 2012 / 3 / 27 - 07:49 )
اهلا وسهلا بك مرة اخرى ايها السومري العراقي الاصيل

لا انكر ان التاريخ بسومر يبدأ وينتهي بها كما قال نوح جريمر

لا انكر ان الاشتراكية هي البداية والنهاية

انا ماركسي اشتراكي - معرفي

لا تفهمني غلط

انا احلل الثقافة لا اكثر وهو ما لم تفعله الماركسية كعلم من قبل

دمت بالف الف خير

اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى