الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .... من العزلة الى القمة

سعد عزت السعدي

2012 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


عقدت في بغداد القمة العربية الثالثة والعشرين بعد قمتي 1978 و1990, عشية اجتياح العراق للكويت , فمنذ تلك الحقبة شهد العراق والعالم العربي احداث وتطورات هائلة , فمن دخول القوات العراقية للكويت في 2/آب/1990 , ودخول القوات الاجنبية الى المنطقة لشن حرب تحرير الكويت عام 1991 , وماتلاها من عقوبات دولية وحصار اقتصادي على العراق امتد لاكثر من 12 عام , علاوة على العزلة العربية والاقليمية والدولية للعراق وما رافق ذلك من مأساة حلت بالشعب العراقي.
وكان العراق حينها لايعول كثيراً على القمم العربية التي لم تستطع ان تقدم اكثر من نصوص في البيانات الختامية لها وقد ميزت اكثر تلك المؤتمرات التي حضرها العراق بعد عام 2001 حيث حرم من المشاركة في القمم العربية التي جرت في القاهرة آب/1991 , والقاهرة حزيران 1996, وعمان تشرين الاول/2001 , وقد عاد العراق الى المشاركة في قمة بيروت2002 , وقمة شرم الشيخ 2003 قبل شهر من اندلاع حرب الخيلج الثالثة والتي شهدت ايضا تلك القمة تقارب عراقي – سعودي خليجي الى حدا ما ,وبعددخول القوات الاجنبية العراق واسقاطها نظام الحكم فيه . لم يرق هذا النظام في لبعض القادة العرب ولم يحاولو التطبيع معه او اعادة دمجه بمحيطه العربي مماجعله عرضة لتدخلات دول المنطقة غير العربية , وتم عزل العراق بشكل شبه تام عن العالم العربي فهذا النظام الذي يعده بعض الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها انه نظام موالياً لايران اضافة الى اعتباره نظاماً طائفيا يميز بين طوائفه من خلال تهميش طرف مهم من سكان هذا البلد . ترك العرب العراق للدول غير العربية للتأثير عليه والاستثمار فيه ولايخفى ايضا التأثير السياسي والاقتصادي الذي اوجدته تلك الدول في العراق .
قبل عام حدث في العالم العربي موجة عنيفة قادها شباب عربي ثائر يحلم بأيجاد فرصة عمل وخدمات اجتماعية بسيطة لم يجدها منذ سنوات خلت وبدأت القصة في تونس التي تظاهر فيها مجموعة من الشباب للمطالبة بتوفير فرص عمل حتى وصلت الى المطالبة بأسقاط نظام حكم الرئيس زين العابدين حتى حصل لهم ذلك في 14 كانون الثاني /2011 , بعد هروبه من تونس وامتدت الثورة لتصل الى مصر وتخلع معها الرئيس حنسي مبارك في 11شباط/2011 , وقتل العقيد معمر القذافي في ليبيا في 23 آب/ 2011 , واليمن ادت شدة المعارضة الشعبية الى تسليم السلطة من الرئيس علي عبدالله صالح الى نائبه عبد ربه منصور هادي في 23كانون الثاني2012 , و اما سوريا فلا يزال نظام بشار الاسد يبطش في شعبه بكل ما اوتي من قوة .
كل تلك التغييرات جعلت من قادة العالم العربي تعيد النظر ولو بشكل بطيء او محدود علاقاتها مع العراق والنظام السياسي فيه , فالقمة العربية التي كان مقررا اقامتها العام الماضي لم ترى النور بسبب الثورات العربية , اصر العراق على اقامتها على ارضه , وافق القادة العرب على اقامتها في بغداد من اجل اعادة العراق الى مكانته العربية الرائدة , والعراق من جانبه اراد ان يبرهن انه عائد الى محيطه العربي وانه لاسبيل له من العيش دون الانخراط في المظومة العربية وعلى جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ....
خصوصا بعد أنسحاب القوات الاجنبية من ارضه في عام 2011 , والتي كان حجة بعض الدول لاتحبذ التعامل معه مع وجود قوات اجنبية محتلة له ,
اما الان فالعراق تجاوز مرحلة الاحتلال العسكري وبقية ماهو اعظم الا وهو مستقبل العراق السياسي والاجتماعي , فالتجاذبات والصراعات القائمة الان ظهرت و من دون شك التخوف والقلق المحلي والاقليمي حول مستقبل هذا البلد الذي لم يصل الى ما كان يحلم به ابناوه.
ولعل مصالح العراق يمكن ان تجد لها النور من خلال القمة العربية في بغداد وحضور القادة والوزراء العرب ومحاولة بناء مصالحة وطنية حقيقة مع كل الاطياف من القادة السياسيين وغير ذلك .
مرة اخرى سيجد القادة العراقيين انفسهم امام تحدي كبير وهو كيفية اقامة علاقات متوازنة مع الدول العربية مبينة على المصالح المشتركة وتاخذ بنظر الاعتبار مصلحة العراق بشكل جدي لكي يكون العراق مرة اخرى دولة كبيرة مؤثرة في المنطقة العربية وعلى الصعيد الدولي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت