الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزرا حداد.. احد أهم اعيان ومثقفي الطائفة اليهودية في بغداد

مازن لطيف علي

2012 / 4 / 3
سيرة ذاتية


الأثر الأدبي والعلمي والفني العراقي اليهودي أخترق كل جوانب الحياة في العراق، ويحتاج الى من يعتني بجمعه، وحري بالثقافة العراقية أن تلتفت إليه. وعليه فبودنا دحض دعاوى المعادين لذكر هؤلاء الذين ظلموا أكثر من مرة. ومما لا شك فيه أن دور الادباء اليهود هو دور كبير في تاريخ الثقافة العربية، ومن الشخصيات الكبيرة في مجال الادب والتحقيق والترجمة هوعزرا حداد (1900-1972) باحث واديب ومربي نابه من أفضل الكتاب والمترجمين العراقيين في فترة الثلاثينات والاربعينات من القرن العشرين، واحد اهم اعيان ومثقفي الطائفة اليهودية، وهو ممن اغنوا المكتبة العراقية والعربية بانجازاتهم العلمية الرصينة في ميدان البحث التاريخي. اتقن عدة لغات منها العربية والعبرية والانكليزية والفرنسية والتركية والفارسية، تم تعيينه مديراً للمدرسة الوطنية عام 1923 ثم معاوناً لمدرسة شمّاش عام 1928 ثم اعيد مديرا للمدرسة الوطنية من جديد عام 1933
ونظراً لمكانته الأدبية، فقد أعتبر عضواً بارزاً في نادي القلم العراقي الذي كان يضم خيرة الأدباء والكتاب العراقيين، كما أعتبر من أبرز كتاب صحيفتي البلاد والحاصد حيث عمل فيهما لسنوات طويلة.
وقد وافقت وزارة المعارف العراقية عام 1947 على نشر كتابه(الف باء) للصف الاول الابتدائي لتعليمهم القراءة العبرية حسب الاسلوب الجديد للتدريس، ونشر في نفس العام كتابه باللغة العبرية (قصص من الكتاب المقدس) وصدر الكتاب في نفس العالم باللغة العربية ليكون منهجا للطلاب في المدارس اليهودية في العراق.
ومن أبرز أعمال عزرا حداد ترجمته لكتاب الحاخام بنيامين التطيلي (رحلة بنيامين التطيلي (1165-1173) إلى اللغة العربية في عام1945م، وعلى أثر نشره لهذا الكتاب اختير عضواً في الجمعية الآسيوية الملكية لكتاب القصة في لندن.
يسجل للمرحوم عزرا الحداد الفضل الكبير بترجمة رحلة بينامن التطيلي الاندلسي من اللغة العبرية الى العربية، وقد اهدى الكتاب الى المحسن الكبير عزرا مناحيم دانيال، وقدم للكتاب المرحوم عباس العزاوي، حيث ذكر ان عزرا حداد هو أستاذ غني عن التعريف والاطراء، فهو كاتب معروف بين كتابنا. يجمع الى ثقافته الواسعة دراسة مكينة في اللغة العبرية وآدابها وتأريخ اليهود وتقاليدهم وشرائعهم، وتتبعاً خاصاً بتأريخ الممالك الاسلامية والأمم الغربية، يساعده على ذلك تمكنه من اللغتين الانكليزية والفرنسية. ويذكر العزاوي في مقدمته ان عزرا، احسن بتقديمه ثمرة مجهوده النفيس للعين المحترم العظيم السيد عزرا مناحيم دانيال. فهو اهل لأن يقدم اليه مثل هذا الاثر التاريخي لما له من أياد بيض في البر والاحسان، بل إنعام وافر على الموؤسسات الخيرية والمعاهد العلمية.
وكتب عزرا تعليقات وحواشي للرحلة اغنت الكتاب بعلومات قيمة فضلا عن ملاحق للكتاب، بحيث تصلح أن تكون مقدمة الكتاب وهوامشه وملاحقه كتاباً مستقلاً.
أهتم العلامة عزرا حداد بالدراسات الدينية والتاريخية، حيث نشر الكثير من الكتب في هذا المجال، منها كتاب (فصول من الكتاب المقدس)، وكتاب (تاريخ يهود العراق وقصصهم الشعبية)، كما وضع معجماً مختصراً عبرياً عربياً.
وخلال فترة وجوده في بغداد نشرت له العديد من المقالات والبحوث ذات الطابع الاجتماعي في الصحافة البغدادية. وترجم العديد من الروايات الأجنبية، منها: الرجل الذي أضاع نفسه، ورواية الحرب في أربعة أيام، ورواية الحرب والصراع من أجل السلام.
نشر وكتب الكثير من البحوث والمقالات في الصحف والمجلات العراقية، منها: الحاصد، البلاد، المصباح، الاخبار.. وقام بترجمة الكثير من القصص.
سافر عام 1934 الى مصر بمهمة صحفية لجريدة البلاد، والتقى هناك بالكثير من الشخيات المصرية منها مصطفى النحاس واخرين من زعماء مصر في تلك الفترة،
توفي في 14 أيار 1972 لكنه مايزال حاضراً في الثقافة العراقية من خلال ما كتبه وقدمه من تراث مكتوب وذلك حاضراً عند الحديث عن التعليم لدى يهود العراق كونه من اهم الشخصيات في هذا المجال وله باع طويل فيه، ونتمنى ان يجمع تراثه المكتوب ويصدر في كتاب من اجل إعادة الاعتبار واحياء ذكراه من جديد لما قدمه للثقافة العراقية من الخدمات الجليلة هو والكثيرين غيره من العلماء والادباء والصحافيين اليهود العراقيين، فلنترحم عليه ليسكنه الله فسيح جناته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
عباس يونس العنزي ( 2012 / 4 / 3 - 10:01 )
لقد انصفت الرجل استاذ مازن ، ولكن آثاره غير متوفرة ولو انصب سعيكم على إعادة نشر ترجمته لرحلة الحاخام بنيامين لكان وفاؤكم عظيما ، تحياتي الخالصة


2 - سيد مازن ما أنصفت إلا نفسك.
عبدالله بن مطلق بن سيف القحطاني/جدة ( 2012 / 4 / 3 - 13:28 )
سيدي لقد انتصرت وانصفت نفسك قبل مواطنك لقد اثبت لذاتك النقية الطيبة أنك إنسان متحرر من موروثات عفنة لقرون تحكم على الأشخاص أحكاما ظالمة تبعا لمعتقداتهم وليس لأعمالهم النيبلة وإخلاصهم لأوطانهم وتفانيهم في سبيل نهضته المرحوم يستحق الترحم عليه وإحياء ذكره ونشر تراثه العلمي والأدبي وتكريمه بإطلاق اسمه على أحد شوارع بغداد وأنت سيد مازن تستحق الشكر لإنصافك وشجاعتك بزمن شح من الشجان شكرا سيدي.‏‎ ‎


3 - تحيّة لجهودكَ
رعد الحافظ ( 2012 / 4 / 4 - 13:27 )

شكراً للسيّد الكاتب تناولهِ مواضيع مهمة يُعرفنا بها عن شخصيّات عراقية أصيلة في الأدب والثقافة عموماً
من جهة اُخرى , أحد طلاب مدرسة شماش من اليهود العراقيين النابهين , يكتب معنا في الحوار المتدن
يكتب لأجل السلام والمحبّة وشعبين ودولتين ترفعان علميهما جنباً لجنب
هل تعرفهُ أخي ؟ إنّهُ يعقوب إبراهامي أشهر من نار على علم هنا
هل جلب إنتباهك ولو مرّة ؟


4 - المدرسة الوطنية
يعقوب ابراهامي ( 2012 / 4 / 4 - 14:55 )
كنت تلميذاً لعزرا حداد كل سنوات الدراسة الإبتدائية في المدرسة الوطنية في بغداد
المدرسة الوطنية الإبتدائية ومدرسة شماش الثانوية كانتا أشهر مدرستين للطائفة اليهودية في بغداد. وعزرا حداد كان أشهر من نارٍ على علم


5 - يهود العراق كما عرفناهم
الحكيم البابلي ( 2012 / 4 / 5 - 20:01 )
شكراً زميلنا مازن لطيف علي على المقال
وكما قال أحد الأخوة المعلقين فقد أنصفتَ الرجل ، وأعطيته حقه الذي لم ينله لحد اليوم إلا في كتابات هامشية هنا وهناك
يهود العراق عُرفوا بحبهم وإخلاصهم وخدمتهم لوطنهم العراقي ، وللأسف بعضنا لا يستطيع التمييز اليوم بين يهود العراق ويهود إسرائيل الآخرين ، والقليل فقط يُدرك أن يهود العراق ذهبوا لإسرائيل قسراً ، بينما يهود إسرائيل الآخرين ذهبوا طوعاً ، ونفس الحالة ككل تنطبق على يهود اليمن وربما مصر ، إذ ليست لي معلومات كافية عن تأريخ يهود بقية الدول العربية
منذ فترة وأنا أكتب مقالاً عن ( يهود العراق ) ، ولن أنشره قبل تكامله من جميع النواحي ، فبعضهم كانوا جيراننا يوم كُنا نسكن البتاويين قبل ثورة تموز ، ورغم صغري في تلك الأيام فلا زلتُ أذكر الكثير عن أخلاقهم العالية وثقافتهم الواسعة ونوع الحياة اليومية المتحضرة التي كانوا يعيشونها
مرة أخرى أشكرك على المقال ، وكم أشتهي وأتمنى أن أعود لفترة الحياة لما قبل ثورة تموز والتي رغم سنواتها القليلة .. كانت الفترة الذهبية في كل حياتنا نحن الذين عاصرناها ولا نزال على قيد الحياة
أكرر شكري وتحياتي
البابلي طلعت ميشو

اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت